صحيفة التايمز

تعد صحيفة التايمز Times الصحيفة الأولى في بريطانيا، والتي يعتمد عليها في تسجيل الأحداث منذ تأسيسها عام 1788م. وقد كان لهذه الصحيفة دور بارز في التأثير على السياسة البريطانية، وخاصة السياسية الخارجية، والتأثير على الرأي العام البريطاني خلال هذه العقود الطويلة منذ تأسيسها. ويصدر مع هذه الصحيفة العدد الأسبوعي الشهير "صندي تايمز" Sunday Times وكلاهما يعود لشركة تايمز الصحافية، التي امتلكتها شركة نيوز "كوربوريشن" New Corporation التي تعود للملياردير روبرت موردوخ، وعلى مر التاريخ كانت التايمز تتبنى وتؤيد السياسة البريطانية المحافظة وخاصة حزب المحافظين يمين الوسط الا أنه بعد دخول "موردوخ" ودخوله مرحلة التأثير على سياسة الصحيفة، تحولت هذه الصحيفة تأييد حزب العمل في الانتخابات الأخيرة.

يعود الفضل في إصدار هذه الصحيفة "جون والتر" Walter الذي أسسها في البدء تحت مسمى "ديلي يونيفرسال ريجستر" Daily Universal Register وذلك عام 1785م ، ولكن لم تنجح الصحيفة، ولهذا غير من اسمها الاسم الحالي تايمز The Times عام 1788م، وبنت سمعتها من الأخبار التي كانت تنشرها عن القارة الأوروبية، وخاصة عن فرنسا بشكل خاص، كما أن التايمز قد استثمرت شخصيات وكتاب في السياسة العلوم والتراث والفن وكانت تدفع لهم التايمز مبالغ كبيرة لا تستطيع صحف منافسة أن تقدمها لهم مما خلق لها التميز الذي كانت تنشده. وكانت التايمز أول صحيفة أرسلت موفداً للخارج وهي أول صحيفة ابتدعت فكرة المراسل الحربي في بعض النزاعات والحروب الخارجية. وقد تعاقب خلال العقود الأولى من القرن العشرين أكثر من مالك لهذه الصحيفة، فمن عائلة اللورد "نورثكليف"، عائلة "أستور"، "مستثمر كندي "روي ثمبسون" وقد توقفت التايمز لحوالي عام تقريباً - من 1 ديسمبر 1978 إلى 12 نوفمبر 1979 - بسب خلاف بين العاملين والمالكين في هذه الصحيفة ونتيجة لأوضاع الصحيفة ومقاومة العاملين فيها للتقنيات الجديدة لم تتمكن إدارة "ثومبسون" من الاستمرار في ملكية الصحيفة وتلبية الاحتياجات الجديدة لها، وهذا ما دعى لبيعها إلى الملياردير الأسترالي روبرت موردوخ" Murdock عام 1981.

وكان أول قرار اتخذه "موردوخ" هو استبدال رئيس التحرير "ريس موج" برئيس تحرير جديد هو "هارولد ايفانز" Harold Evans ، كما أدخل تقنيات الطباعة الجديدة في الصحيفة، والتي كان اتحاد العمال معترضا عليها فيما مضى، وقام باستبدال مطابع "اللينوتايب" التي كانت تطبع الصحيفة منذ القرن التاسع عشر بتجهيزات حاسوبية حديثة ومطابع ذات تقنية عالية، كما تخلت الصحيفة عن استخدام ألقاب المجاملات - وفق "استايل بووك" style book - مثل السيد والسيدة والآنسة. ومن أهم التغيرات التي حدثت لصحيفة التايمز هو تصغير مقاس الصحيفة مقاسات أصغر، وبدأت في نوفمبر 2003م بطباعة مشتركة بين المقاس العادي "برودشيت" والمقاس الجديد الأصغر، واتجهت بشكل نهائي في 13 سبتمبر عام 2004م إلى شكل " تابلويد " أو ما تطلق عليه الصحيفة " كومباكت "صحيفة مصغرة - وهذا بداية حقبة جديدة في تاريخ الصحيفة، مع ما صاحبه من تغيرات في التبويب التحريري، لمواكبة العادات القرائية وخاصة بين الشباب كما رفعت الصحيفة قيمة بيعها 60 فلس، بعد أن كانت قد قامت بتخفيضها عام 1993م 30 فلس في حرب لكسب القارئ بين الصحف البريطانية أما على مستوى التوزيع، فقد بلغت عام 2005م حوالي 692 ألف نسخة يوميا.

مواضيع ذات صلة

الصحافة العربية الدولية

صحيفة لوفيجارو

صحيفة لوموند

صحيفة الصن

صحيفة وول ستريت جورنال

صحيفة واشنطن بوست

الصحافة الكردية بين الأمس واليوم

تجربة الصحافة الأمريكية

الثورة الفرنسية الكبرى والصحافة

صحافة القرن العشرين

صحافة القرن التاسع عشر

صحافة القرن الثامن عشر