النبي الأعظم محمد بن عبد الله
أسرة النبي (صلى الله عليه وآله)
آبائه
زوجاته واولاده
الولادة والنشأة
حاله قبل البعثة
حاله بعد البعثة
حاله بعد الهجرة
شهادة النبي وآخر الأيام
التراث النبوي الشريف
معجزاته
قضايا عامة
الإمام علي بن أبي طالب
الولادة والنشأة
مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام)
حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله
حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله)
حياته في عهد الخلفاء الثلاثة
بيعته و ماجرى في حكمه
أولاد الامام علي (عليه السلام) و زوجاته
شهادة أمير المؤمنين والأيام الأخيرة
التراث العلوي الشريف
قضايا عامة
السيدة فاطمة الزهراء
الولادة والنشأة
مناقبها
شهادتها والأيام الأخيرة
التراث الفاطمي الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن (عليه السّلام)
التراث الحسني الشريف
صلح الامام الحسن (عليه السّلام)
أولاد الامام الحسن (عليه السلام) و زوجاته
شهادة الإمام الحسن والأيام الأخيرة
قضايا عامة
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسين (عليه السّلام)
الأحداث ما قبل عاشوراء
استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء
الأحداث ما بعد عاشوراء
التراث الحسينيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام)
شهادة الإمام السجّاد (عليه السّلام)
التراث السجّاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الباقر
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الباقر (عليه السلام)
شهادة الامام الباقر (عليه السلام)
التراث الباقريّ الشريف
قضايا عامة
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الصادق (عليه السلام)
شهادة الإمام الصادق (عليه السلام)
التراث الصادقيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الكاظم (عليه السلام)
شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)
التراث الكاظميّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن موسى الرّضا
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الرضا (عليه السّلام)
موقفه السياسي وولاية العهد
شهادة الإمام الرضا والأيام الأخيرة
التراث الرضوي الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الجواد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
شهادة الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
التراث الجواديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن محمد الهادي
الولادة والنشأة
مناقب الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
شهادة الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
التراث الهاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي العسكري
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
شهادة الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
التراث العسكري الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن الحسن المهدي
الولادة والنشأة
خصائصه ومناقبه
الغيبة الصغرى
السفراء الاربعة
الغيبة الكبرى
علامات الظهور
تكاليف المؤمنين في الغيبة الكبرى
مشاهدة الإمام المهدي (ع)
الدولة المهدوية
قضايا عامة
مصر في عصر ظهور الإمام المهدي "عج"
المؤلف:
الشيخ علي الكوراني
المصدر:
المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي "عج"
الجزء والصفحة:
ص367-378
2025-06-09
122
روى الجميع وصية النبي صلى الله عليه وآله بمصر وأهلها
روى الحر العاملي في وسائل الشيعة : 11 / 101 : « عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وآله أوصى عند وفاته أن تخرج اليهود والنصارى من جزيرة العرب ، وقال : الله في القبط فإنكم ستظهرون عليهم ، ويكونون لكم عدة وأعواناً في سبيل الله » . وأمالي الطوسي / 404 ، والمناقب : 1 / 95 . وروت نحوه مصادر السنيين مثل : مسند أحمد : 5 / 174 ، وصحيح مسلم : 7 / 190 ، والحاكم : 2 / 553 ، وصححه على شرط الشيخين .
أحاديث مصر في عصر الظهور
وردت عدة أحاديث عن مصر في عصر ظهور الإمام المهدي عليه السلام ، ومنها أحاديث تمدح أهل مصر ونجباءها الذين هم من الأصحاب الخاصين للإمام المهدي عليه السلام ، ومنها ما يخبر أن الإمام المهدي عليه السلام سيجعل مصر منبراً عالمياً للإسلام . كما وردت أحاديث تتعلق بحركة الفاطميين ودخولهم إلى مصر وبلاد الشام ، وقد خلطها الرواة بأحاديث خروج السفياني وظهور المهدي عليه السلام .
نجباء مصر وزراء الإمام المهدي عليه السلام
روت حديث نجباء مصر مصادر الطرفين . فمن مصادرنا : غيبة الطوسي / 284 ، بسنده : « عن جابر الجعفي ، عن الإمام الباقر عليه السلام قال : يبايع القائم بين الركن والمقام ثلاث مائة ونيف عدة أهل بدر ، فيهم النجباء من أهل مصر ، والأبدال من أهل الشام ، والأخيار من أهل العراق ، فيقيم ما شاء الله أن يقيم » .
وفي دلائل الإمامة للطبري الشيعي / 248 ، بسنده عن مقاتل ، « عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا علي ، عشر خصال قبل يوم القيامة ، ألا تسألني عنها ؟ قلت : بلى يا رسول الله ، قال : اختلاف وقتل أهل الحرمين ، والرايات السود ، وخروج السفياني ، وافتتاح الكوفة ، وخسف بالبيداء ، ورجل منا أهل البيت يبايع له بين زمزم والمقام ، يركب إليه عصائب أهل العراق ، وأبدال الشام ، ونجباء أهل مصر ، وتصير أهل اليمن ، عدتهم عدة أهل بدر . . . » .
وفي الإختصاص للمفيد / 208 ، بسنده « عن عامر السراج ، عن سفيان الثوري ، عن قيس بن مسلم ، عن طارق بن شهاب قال : سمعت حذيفة يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : إذا كان عند خروج القائم ، ينادي مناد من السماء : أيها الناس قُطع عنكم مدة الجبارين ، ووليَ الأمر خير أمة محمد ، فالحقوا بمكة . فيخرج النجباء من مصر ، والأبدال من الشام ، وعصائب العراق ، رهبان بالليل ليوث بالنهار ، كأن قلوبهم زبر الحديد ، فيبايعونه بين الركن والمقام .
قال عمران بن الحصين : يا رسول الله ، صف لنا هذا الرجل . قال : هو رجل من ولد الحسين ، كأنه من رجال شنوؤة ، عليه عباءتان قطوانيتان ، اسمه اسمي ، فعند ذلك تفرح الطيور في أوكارها ، والحيتان في بحارها ، وتُمد الأنهار ، وتفيض العيون ، وتنبت الأرض ضعف أكلها ، ثم يسير مقدمته جبرئيل وساقته إسرافيل ، فيملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جوراً وظلماً » .
ومن مصادر السنيين : سنن الداني / 104 ، بسنده عن : « مسلمة بن ثابت ، عن عبد الرحمن ، عن سفيان الثوري ، عن قيس بن مسلم ، عن ربعي بن حراش ، عن حذيفة قال : قال رسولالله صلى الله عليه وآله . . بنحو حديث الإختصاص ، وفيه : « فقام عمران بن الحصين الخزاعي فقال : يا رسول الله كيف لنا بهذا حتى نعرفه ؟ فقال : هو رجل من ولدي كأنه من رجال بني إسرائيل ، عليه عباءتان قطوانيتان ، كأن وجهه الكوكب الدري في اللون ، في خده الأيمن خال أسود ، ابن أربعين سنة ، فيخرج الأبدال من الشام وأشباههم ، ويخرج إليه النجباء من مصر ، وعصائب أهل المشرق وأشباههم ، حتى يأتوا مكة فيبايع له بين زمزم والمقام . . . الخ . » .
وفردوس الأخبار : 5 / 523 ح 8963 ، بعضه ، كما في الداني . ومثله تفسير الطبري : 15 / 17 ، بعضه ، عن حذيفة ، والفائق للزمخشري : 1 / 87 ، وتهذيب ابن عساكر : 1 / 62 ، و 63 ، و 96 : « الأبدال من الشام ، والنجباء من أهل مصر ، والأخيار من أهل العراق » . « قبة الإسلام بالكوفة ، والهجرة بالمدينة ، والنجباء بمصر ، والأبدال بالشام ، وهم قليل » .
أقول : هذه فضيلة كبيرة لمصر وأهلها ، لأن أصحاب المهدي عليه السلام لهم مقام عظيم ، فهم ممدوحون على لسان النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام . وهم في دولته حكام في العالم . ولا ينافي ذلك وجود فقرات في حديث الداني لا يمكن قبولها .
وفد مصر الذي يحمل البيعة للإمام المهدي عليه السلام
روت مصادرنا أن رايات مصرتأتي إلى الإمام عليه السلام ، فتبايعه بعد انتصاره في معركة القدس أو قبلها !
ففي الإرشاد / 360 : « عن الإمام الرضا عليه السلام قال : كأني برايات من مصر مقبلات خضر مصبغات حتى تأتي الشامات فتؤدي [ تهدي البيعة ] إلى ابن صاحب الوصيات » . وهذا الوفد غير النجباء من أصحابه ، الذين يأتون اليه عند ظهوره في مكة . ومعنى تؤدي اليه البيعة أو تهديها ، أنها تبايعه نيابة عن أهل مصر ، فهو يشير إلى قيام حكومة موالية للمهدي عليه السلام في مصر .
أمير الأمرة في مصر سنة ظهور المهدي عليه السلام
روى النعماني في كتاب الغيبة / 283 ، بسنده عن عبيد الله بن العلاء « عن الإمام الصادق عليه السلام قال : إن أمير المؤمنين عليه السلام حدث عن أشياء تكون بعده إلى قيام القائم ، فقال الحسين : يا أمير المؤمنين ، متى يطهر الله الأرض من الظالمين ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام : لا يطهر الله الأرض من الظالمين حتى يسفك الدم الحرام ، ثم ذكر أمر بني أمية وبني العباس في حديث طويل ، ثم قال : إذا قام القائم بخراسان ، وغلب على أرض كوفان والملتان ، وجاز جزيرة بني كاوان ، وقام منا قائم بجيلان ، وأجابته الآبر والديلمان ، ظهرت لولدي رايات الترك متفرقات ، في الأقطار والجنبات ، وكانوا بين هنات وهنات . إذا خربت البصرة ، وقام أمير الإمرة بمصر » .
أقول : تعرض الحديث لمسار الأمة وحكم بني أمية ثم بني العباس ، والشاهد منه الفقرة الأخيرة التي تدل على أن قيام أمير الأمرة المصري بحركة لعلها مؤيدة للإمام عليه السلام ، أي إنه قائدٌ صاحب رتبة كبيرة في الجيش المصري .
وقد جعل قيامه علامة لظهورالإمام عليه السلام ومرافقاً لظهوره عليه السلام . ويؤيد ذلك أن القائم بخراسان وجيلان ورايات الترك بآذربيجان ، ورد أنها في سنة ظهور الإمام عليه السلام .
الإمام المهدي عليه السلام يدخل مصر ويجعلها مركزه الإعلامي العالمي
روت مصادرنا عن أمير المؤمنين : « لأبنين بمصر منبراً ، ولأنقضن دمشق حجراً حجراً ، ولأخرجن اليهود من كل كور العرب ، ولأسوقن العرب بعصاي هذه . فقال الراوي وهو عباية الأسدي : قلت له : يا أمير المؤمنين كأنك تخبر أنك تحيا بعدما تموت ؟ فقال : هيهات يا عباية ، ذهبت غير مذهب . يفعله رجل مني أي المهدي عليه السلام » . « معاني الأخبار : 406 »
وهذا يشير إلى معركة المهدي عليه السلام مع السفياني في دمشق ووراءه اليهود ، فينتصرعليهم ويدخل القدس كما نصت الروايات ، وبعد انتصاره يُخرج اليهود من بلاد العرب ، ويجعل مصر مركزاً إعلامياً عالمياً .
وقد وصفت خطبة رويت له عليه السلام تسمى خطبة المخزون ، حركة المهدي عليه السلام وحروبه ، وذكرت دخوله إلى مصر ، وهي خطبة طويلة رواها الحسن بن سليمان في مختصر بصائر الدرجات / 195 ، وفي طبعة / 210 ، وطبعة / 519 ، كما رواها السيد بن طاووس بسنده عن : فرج بن فروة ، عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر بن محمد عليه السلام ، وقد جاء فيها : « وإن لكل شئ إنىً يبلغه ، لا يعجل الله بشئ حتى يبلغ إناه ومنتهاه ، فاستبشروا ببشرى ما بشرتم به ، واعترفوا بقربان ما قرب لكم ، وتنجزوا من الله ما وعدكم . إن منا دعوة خالصةً ، يظهر الله بها حجته البالغة ، ويتم بها النعمة السابغة . . . يا عجبا كل العجب بين جمادى ورجب . . . ألا أيها الناس سلوني قبل أن تشرع برجلها فتنة شرقية ، وتطأ في خطامها بعد موت وحياة ، أو تشب نار بالحطب الجزل غربي الأرض ، رافعة ذيلها تدعو يا ويلها بذحلة أو مثلها ، فإذا استدار الفلك قلت مات أو هلك ، بأي واد سلك ، فيومئذ تأويل هذه الآية : ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً . . . ثم يسير إلى مصر فيعلو منبره ويخطب الناس ، فتستبشر الأرض بالعدل ، وتعطي السماء قطرها ، والشجر ثمرها والأرض نباتها ، وتتزين لأهلها ، وتأمن الوحوش حتى ترتعي في طرف الأرض كأنعامهم ، ويقذف في قلوب المؤمنين العلم ، فلا يحتاج مؤمن إلى ما عند أخيه من العلم . . . فيومئذ تأويل هذه الآية : أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلا يُبْصِرُونَ . وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ . قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ . فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ . فيمكث فيما بين خروجه إلى يوم موته ثلاث مائة سنة ونيفاً ، وعدة أصحابه ثلاث مائة وثلاثة عشر » .
كما ذكرت روايةٌ أن للإمام المهدي عليه السلام في هرمي مصركنوزاً وذخائر من العلوم ! رواها الصدوق في كتابه كمال الدين / 564 ، عن أحمد بن محمد الشعراني ، الذي هو من ولد عمار بن ياسر رضي الله عنه ، عن محمد بن القاسم المصري ، أن ابن أحمد بن طولون شغَّل ألف عامل في البحث عن باب الهرم سنة ، فوجدوا صخرة مرمر وخلفها بناء لم يقدروا على نقضه ، وأن أسقفاً من الحبشة قرأها ، وكان فيها عن لسان أحد الفراعنة قوله : « وبنيت الأهرام والبراني ، وبنيت الهرمين وأودعتهما كنوزي وذخائري . فقال ابن طولون : هذا شئ ليس لأحد فيه حيلة إلا القائم من آل محمد صلى الله عليه وآله . ورُدَّت البلاطة كما كانت مكانها » . وفي الرواية نقاط ضعف ، لكنها تصلح مؤيداً .
الأبقع الذي تسانده مصر
ذكرت روايات خروج السفياني أن أول علاماته أن الأبقع يخرج على حاكم الشام الأصهب ، ويكون بينهما صراع ، ثم يأتي السفياني من جهة حوران فيقاتلهما وينتصر عليهما ، ويسيطر على حكم سوريا . وورد في وصف الأبقع أن أنصاره من مصر ، أو هو مصري الأصل . ففي فتن ابن حماد / 77 عن علي عليه السلام قال : « تخرج بالشام ثلاث رايات : الأصهب ، والأبقع من مصر ، فيظهرالسفياني عليهم » . وقال ابن حماد : 1 / 285 : « عن أرطاة قال : إذا اجتمع الترك والروم ، وخسف بقرية بدمشق وسقط طايفة من غربي مسجدها ، رُفع بالشام ثلاث رايات : الأبقع والأصهب والسفياني ، ويحصر بدمشق رجل فيقتل ومن معه ويخرج رجلان من بني أبي سفيان فيكون الظفر للثاني ، فإذا أقبلت مادة الأبقع من مصر ، ظهر السفياني بجيشه عليهم فيُقتل الترك والروم بقرقيسيا ، حتى تشبع سباع الأرض من لحومهم » .
والأبقع : في وجهه بقع . والأصهب : اسم للأسد ، وصفة للأصفر الوجه . ومادة الأبقع : أنصاره . والصحيح أن حركة الأبقع تكون في الشام ، وهو مؤيد من مصر .
مصريون جاؤوا للبحث عن الإمام بعد وفاة أبيه عليه السلام
روى الكليني في الكافي : 1 / 523 : « عن الحسن بن عيسى العريضي أبي محمد قال : لما مضى أبو محمد عليه السلام ورد رجل من أهل مصر بمال إلى مكة للناحية ، فاختلف عليه ، فقال بعض الناس : إن أبا محمد عليه السلام مضى من غير خلف والخلف جعفر . وقال بعضهم : مضى أبو محمد عن خلف ، فبعث رجلاً يكنى بأبي طالب ، فورد العسكر ومعه كتاب ، فصار إلى جعفر وسأله عن برهان ، فقال : لا يتهيأ في هذا الوقت ، فصار إلى الباب وأنفذ الكتاب إلى أصحابنا فخرج إليه : آجرك الله في صاحبك فقد مات ، وأوصى بالمال الذي كان معه إلى ثقة ليعمل فيه بما يجب ، وأجيب عن كتابه » .
وفي كمال الدين / 491 ، بسنده : « عن الأعلم المصري ، عن أبي رجاء المصري ، قال : خرجت في الطلب بعد مضي أبي محمد عليه السلام بسنتين لم أقف فيهما على شئ ، فلما كان في الثالثة كنت بالمدينة في طلب ولد لأبي محمد عليه السلام بصرياء ، وقد سألني أبو غانم أن أتعشى عنده ، وأنا قاعد مفكر في نفسي وأقول : لو كان شئ لظهر بعد ثلاث سنين ، فإذا هاتف أسمع صوته ولا أرى شخصه وهو يقول : يا نصر بن عبد ربه ، قل لأهل مصر : آمنتم برسول الله صلى الله عليه وآله حيث رأيتموه ؟ قال نصر : ولم أكن أعرف اسم أبي ، وذلك أني ولدت بالمدائن فحملني النوفلي وقد مات أبي ، فنشأت بها ، فلما سمعت الصوت قمت مبادراً ولم أنصرف إلى أبي غانم ، وأخذت طريق مصر . قال : وكتب رجلان من أهل مصر في ولدين لهما فورد : أما أنت يا فلان فآجرك الله ودعا للآخر فمات ابن المعزى » .
بغض كعب الأحبار لمصر وكذبه عليها
نشط كعب الأحبار في نشر مدح الشام وذم الحجاز ومصر والعراق ، وتحولت أقواله على يد تلاميذه إلى أحاديث نبوية ! منها حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله قال : « دخل إبليس العراق فقضى حاجته ، ثم دخل الشام فطردوه ، ثم دخل مصر فباض فيها وفرخ ، وبسط عبقريّه » ! أي فرش بساطه ، واستقر في مصر !
وروى في المعجم الأوسط : 6 / 286 ، والكبير : 12 / 262 ، وتاريخ دمشق : 1 / 99 ، عن إياس بن معاوية : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : « إن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله ، وإن إبليس أتى العراق فباض فيها وفرخ ، وإلى مصر فبسط عبقريه واتكأ ! وقال : جبل الشام جبل الأنبياء » .
وفي تاريخ دمشق : 1 / 317 و 318 : « ثم دخل الشام فطردوه حتى بلغ بُساق » . ووثقه في مجمع الزوائد : 10 / 60 ، بينما ضعفه ابن الجوزي في الموضوعات : 2 / 57 . وعقبةُ بَسَاق : في طريق الذاهب إلى مصر ، كما في معجم البلدان « 1 / 413 » .
كذبة كعب في أن الدجال من مصر
قال ابن حجر في فتح الباري « 13 / 277 » : « وأخرج أبو نعيم أيضاً من طريق كعب الأحبار ، أن الدجال تلده أمه بقوص من أرض مصر ، قال : وبين مولده ومخرجه ثلاثون سنة ! قال : ولم ينزل خبره في التوراة والإنجيل ، وإنما هو في بعض كتب الأنبياء . وأخلق بهذا الخبر أن يكون باطلاً ، فإن الحديث الصحيح أن كل نبي قبل نبينا أنذر قومه الدجال ، وكونه يولد قبل مخرجه بالمدة المذكورة مخالف لكونه ابن صياد ، ولكونه موثوقاً في جزيرة من جزائر البحر . . . وأقرب ما يجمع به بين ما تضمنه حديث تميم ، وكون ابن صياد هو الدجال ، أن الدجال بعينه هو الذي شاهده تميم موثوقاً ، وأن ابن صياد شيطان تبدَّى في صورة الدجال في تلك المدة ، إلى أن توجه إلى أصبهان فاستتر مع قرينه ، إلى أن تجئ المدة التي قدر الله تعالى خروجه فيها » !
أقول : يقصد كعب أن الدجال ملك اليهود كموسى عليه السلام يولد في مصر ثم يقود بني إسرائيل ! لكن روينا أنه يهودي يخرج من بلخ ، وروى السنيون أنه يهودي يخرج من أصفهان ، ففي مسند أحمد « 3 / 224 » وصحيح مسلم « 8 / 207 » : « قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يخرج الدجال من يهودية أصبهان « محلة في أصفهان » معه سبعون ألفاً من اليهود ، عليهم التيجان » . لكن كعباً جعل الدجال عربياً ، وجعل أنصاره عرباً ! فقال كما روى عنه ابن أبي شيبة « 8 / 671 ، و : 15 / 182 » : « كأني بمقدمة الأعور الدجال ست مائة ألف من العرب يلبسون السيجان » . وأخذ ذلك منه ابن عمر فروى عنه البخاري في الكنى / 65 : « يتبع الدجال أربعون ألفاً من صلب العرب » .
ثم جعله كعب عراقياً ، لأن أهل العراق وخاصة القبائل اليمانية لا يحبون كعباً ! فقال كما في عبد الرزاق « 11 / 396 » : « يخرج الدجال من العراق » ! وقال لعمر لما أراد أن يسكن العراق : « لا تفعل فإن فيها الدجال ، وبها مردة الجن وبها تسعة أعشار السحر ، وبها كل داء عضال يعني الأهواء » . « عبد الرزاق : 11 / 251 » .
أحلام كعب بخراب مصر وبلاد العرب !
أشاع كعب أنه إذا فتح المسلمون القسطنطينية فسيخرج الدجال ، وتخرب مكة والمدينة ، وتخرب مصر ، وبلاد المسلمين ! وروى الحاكم : 4 / 462 ، عنه نبوءة عن خراب مصر ، قال : « الجزيرة آمنة من الخراب حتى تخرب أرمينية ، ومصر آمنة من الخراب حتى تخرب الجزيرة ، والكوفة آمنة من الخراب حتى تخرب مصر ، ولا تكون الملحمة حتى تخرب الكوفة ، ولا تفتح مدينة الكفر حتى تكون الملحمة ، ولا يخرج الدجال حتى تفتح مدينة الكفر » .
صحح العلماء حديث جند مصر ورده علماء بني أمية !
ذكرنا في جواهر التاريخ : 2 / 390 ، أن رواة الخلافة لتعصبهم لبني أمية ، لم يقبلوا حديث الصحابي عمرو بن الحمق الخزاعي في مدح مصر رغم تصحيح علمائهم له ! ففي مستدرك الحاكم : 4 / 448 : « عن عمرو بن الحمق عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : ستكون فتنة أسلم الناس فيها أو قال : لخير الناس فيها الجند الغربي ، فلذلك قدمت مصر » . وأوسط الطبراني : 8 / 315 ، والبخاري في تاريخه الكبير : 6 / 313 . . الخ .
وقد علق على ذلك السيوطي في شرحه الديباج على مسلم « 4 / 514 » ، فقال : « روى الطبراني والحاكم وصححه ، عن عمرو بن الحمق قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : تكون فتنة أسلم الناس فيها الجند الغربي . قال ابن الحمق : فلذلك قدمت عليكم مصر . وأخرجه محمد بن الربيع الجيزي في مسند الصحابة الذين دخلوا مصر ، وزاد فيه : وأنتم الجند الغربي . فهذه منقبة لمصر في صدر الملة ، واستمرت قليلة الفتن معافاة طول الملة ، لم يعترها ما اعترى غيرها من الأقطار ، وما زالت معدن العلم والدين ، ثم صارت في آخر الأمر دار الخلافة ومحط الرحال ، ولا بلد الآن في سائر الأقطار بعد مكة والمدينة يظهر فيها من شعائر الدين ، ما هو ظاهر في مصر » .
دخول جيش المغرب إلى مصر
روى ابن حماد في كتابه الفتن عدة روايات عن علاقة مصربأحداث خروج السفياني تذكر دخول أهل المغرب إلى مصر والشام ، وأكثرها روايات مرسلة ، ولو صحت فهي تنطبق على دخول جيش المغرب الفاطمي إلى مصر والشام .
قال ابن حماد : 1 / 222 : « عن عمار بن ياسر قال : علامة المهدي إذا انساب عليكم الترك ، ومات خليفتكم الذي يجمع الأموال ، ويستخلف بعده ضعيف فيخلع بعد سنتين من بيعته ، ويخسف بغربي مسجد دمشق ، وخروج ثلاثة نفر بالشام ، وخروج أهل المغرب إلى مصر ، وتلك أمارة السفياني » .
وقال ابن حماد : 1 / 285 : « عن أرطاة قال : إذا اجتمع الترك والروم ، وخسف بقرية بدمشق وسقط طايفة من غربي مسجدها ، رُفع بالشام ثلاث رايات : الأبقع والأصهب والسفياني ، ويحصر بدمشق رجل فيقتل ومن معه ، ويخرج رجلان من بني أبي سفيان فيكون الظفر للثاني ، فإذا أقبلت مادة الأبقع من مصر ، ظهر السفياني بجيشه عليهم فيُقتل الترك والروم بقرقيسيا ، حتى تشبع سباع الأرض من لحومهم » .
ومن نوعها : ما رواه الطوسي في الغيبة / 278 ، بنفس سند ابن حماد عن عمار بن ياسر أنه قال : « إن دولة أهل بيت نبيكم في آخر الزمان ، ولها أمارات ، فالزموا الأرض وكفوا حتى تجئ أماراتها ، فإذا استثارت عليكم الروم والترك . . . ويتخالف الترك والروم وتكثر الحروب في الأرض وينادي مناد من سور دمشق : ويل لأهل الأرض من شر قد اقترب ، ويخسف بغربي مسجدها حتى يخر حائطها ، ويظهر ثلاثة نفر بالشام كلهم يطلب الملك : رجل أبقع ورجل أصهب ورجل من أهل بيت أبي سفيان ، يخرج في كلب ويحصر الناس بدمشق ، ويخرج أهل الغرب إلى مصر ، فإذا دخلوا فتلك أمارة السفياني » .
وهذه الرواية واضحة الانطباق على حركة الفاطميين ، ومثلها غيرها ، لكن بعضهم خلطها برواية السفياني ، فلا يمكن أن نثبت بها أن للسفياني علاقةً بمصر ، نعم للأبقع علاقة بمصر كما يأتي .
وتوجد روايات تتحدث عن أحداث مضت ، كالأزمة الاقتصادية في الحجاز بسبب منع المواد التموينية عنها من مصر ، وهي تخص القرون الأولى عندما كانت مصر مصدر تموين الحجاز . لكن الرواة خلطوها بأحاديث الإمام المهدي عليه السلام ومثالها رواية أحمد : 2 / 262 ، عن أبي هريرة : « قال رسول الله صلى الله عليه وآله : منعت العراق قفيزها ودرهمها ، ومنعت الشام مدها ودينارها ، ومنعت مصر إرْدَبَّها ودينارها ، وعدتم من حيث بدأتم « ثلاثاً » !
وقال : يشهد على ذلك لحم أبي هريرة ودمه » ! والقفيز والمد والإردب : مكاييل للغلات . ومن نوعها الرواية عن حاكم مصر الذي يأتي بالروم إليها ، رواها ابن المنادي / 33 : « عن أبي ذر رحمه الله قال عن النبي صلى الله عليه وآله : سيكون رجل من بني أمية بمصر يلي سلطاناً ثم يغلب على سلطانه ، أو ينزع منه ، ثم يفر إلى الروم فيأتي بالروم إلى أهل الإسلام ، فذلك أول الملاحم » .
أقول : مضافاً إلى الإشكال في سندها ، فقد يكون حدثها وقع ، ولا ينافي ذلك قوله : فذلك أول الملاحم ، فهو يستعمل لأحداث ظهور المهدي عليه السلام ، وغيرها .