النبي الأعظم محمد بن عبد الله
أسرة النبي (صلى الله عليه وآله)
آبائه
زوجاته واولاده
الولادة والنشأة
حاله قبل البعثة
حاله بعد البعثة
حاله بعد الهجرة
شهادة النبي وآخر الأيام
التراث النبوي الشريف
معجزاته
قضايا عامة
الإمام علي بن أبي طالب
الولادة والنشأة
مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام)
حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله
حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله)
حياته في عهد الخلفاء الثلاثة
بيعته و ماجرى في حكمه
أولاد الامام علي (عليه السلام) و زوجاته
شهادة أمير المؤمنين والأيام الأخيرة
التراث العلوي الشريف
قضايا عامة
السيدة فاطمة الزهراء
الولادة والنشأة
مناقبها
شهادتها والأيام الأخيرة
التراث الفاطمي الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن (عليه السّلام)
التراث الحسني الشريف
صلح الامام الحسن (عليه السّلام)
أولاد الامام الحسن (عليه السلام) و زوجاته
شهادة الإمام الحسن والأيام الأخيرة
قضايا عامة
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسين (عليه السّلام)
الأحداث ما قبل عاشوراء
استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء
الأحداث ما بعد عاشوراء
التراث الحسينيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام)
شهادة الإمام السجّاد (عليه السّلام)
التراث السجّاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الباقر
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الباقر (عليه السلام)
شهادة الامام الباقر (عليه السلام)
التراث الباقريّ الشريف
قضايا عامة
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الصادق (عليه السلام)
شهادة الإمام الصادق (عليه السلام)
التراث الصادقيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الكاظم (عليه السلام)
شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)
التراث الكاظميّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن موسى الرّضا
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الرضا (عليه السّلام)
موقفه السياسي وولاية العهد
شهادة الإمام الرضا والأيام الأخيرة
التراث الرضوي الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الجواد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
شهادة الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
التراث الجواديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن محمد الهادي
الولادة والنشأة
مناقب الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
شهادة الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
التراث الهاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي العسكري
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
شهادة الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
التراث العسكري الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن الحسن المهدي
الولادة والنشأة
خصائصه ومناقبه
الغيبة الصغرى
السفراء الاربعة
الغيبة الكبرى
علامات الظهور
تكاليف المؤمنين في الغيبة الكبرى
مشاهدة الإمام المهدي (ع)
الدولة المهدوية
قضايا عامة
بلاد الشام في عصر ظهور الإمام المهدي "عج"
المؤلف:
الشيخ علي الكوراني
المصدر:
المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي "عج"
الجزء والصفحة:
ص379-392
2025-06-10
76
بلاد الشام وحركة السفياني
يطلق اسم بلاد الشام أو الشامات في المصادر على منطقة سوريا ولبنان ، ويسمى لبنان : جبل لبنان وبرَّ الشام . وتشمل بلاد الشام سوريا الأردن وقد تشمل فلسطين . كما أن الشام أيضاً اسم لمدينة دمشق العاصمة .
وأحاديث بلاد الشام وأحداثها وشخصياتها في عصر الظهور كثيرة ، ومحورها الأساسي حركة السفياني الذي يسارع بعد السيطرة على بلاد الشام إلى إرسال قواته إلى العراق ، كما يرسل قوات إلى الحجاز لمساعدة حكومته على ضبط الأمن في المدينة المنورة ، ثم ينتدبونهم للقضاء على حركة المهدي عليه السلام ، فتقع المعجزة الموعودة في جيشه ، ويُخسف بهم وهم في طريقهم إلى مكة .
أما أكبر معارك السفياني فهي معركته ضد المهدي عليه السلام عندما يزحف المهدي بجيشه على الشام لفتح فلسطين ، ويكون مع السفياني اليهود والروم ، وتنتهي بهزيمته وانتصار المهدي عليه السلام عليه ، وفتحه فلسطين ودخوله القدس .
السفياني يخرج سنة ظهورالمهدي عليه السلام
النعماني / 267 ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام أنه قال : « السفياني والقائم في سنة واحدة » .
وفي الإرشاد / 360 عن أبي عبد الله عليه السلام : « خروج الثلاثة الخراساني والسفياني واليماني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد ، وليس فيها راية أهدى من راية اليماني ، لأنه يدعو إلى الحق » .
بداية حركته بعد خروج الأبقع على الأصهب وزلزال
النعماني / 305 : « عن المغيرة بن سعيد عن أبي جعفر الباقر عليه السلام : قال أمير المؤمنين عليه السلام : إذا اختلف الرمحان بالشام لم تنجل إلا عن آية من آيات الله . قيل : وما هي يا أمير المؤمنين ؟ قال : رجفة تكون بالشام يهلك فيها أكثر من مائة ألف ، يجعلها الله رحمةً للمؤمنين وعذاباً على الكافرين ، فإذا كان ذلك فانظروا إلى أصحاب البراذين الشهب المحذوفة ، والرايات الصفر تقبل من المغرب حتى تحل بالشام ، وذلك عند الجزع الأكبر والموت الأحمر . فإذا كان ذلك فانظروا خسف قرية من دمشق يقال لها حرستا ، فإذا كان ذلك خرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس ، حتى يستوي على منبر دمشق ، فإذا كان ذلك فانتظروا خروج المهدي عليه السلام » .
وغيبة الطوسي / 277 ، بنحو النعماني ، ومثله العدد القوية / 76 بتفاوت يسير ، وفيه : فانتظروا ابن آكلة الأكباد بالوادي اليابس . ومنتخب الأنوار / 29 ، عن الخرائج ، وإثبات الهداة : 3 / 730 ، عن غيبة الطوسي ، وكذا البحار : 52 / 216 .
والبراذين الشهب المخذوفة : وصف لوسائل ركوب المغاربة أو الغربيين بأنها شهباء الألوان ، ومقطعة الآذان ! وابن آكلة الأكباد : من ذرية هند زوجة أبي سفيان . والوادي اليابس يمتد من حوران إلى الأردن ونابلس بفلسطين .
وفي البدء والتاريخ : 2 / 177 : « وفيما خُبِّرَ عن علي بن أبي طالب في ذكر الفتن بالشام قال : فإذا كان ذلك خرج ابن آكلة الأكباد على أثره ، ليستولي على منبر دمشق ، فإذا كان ذلك فانتظروا خروج المهدي . وقد قال بعض الناس : إن هذا قد مضى ، وذلك خروج زياد بن عبد الله بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بحلب ، وبيضوا ثيابهم وأعلامهم وادعوا الخلافة ، فبعث أبو العباس عبد الله « بن محمد » بن علي بن عبد الله بن عباس ، أبا جعفر إليهم فاصطلموهم عن آخرهم .
ويزعم آخرون أن لهذا الموعود وصفاً لم يوجد لزياد بن عبد الله ، ثم ذكروا أنه من ولد يزيد بن معاوية ، بوجهه آثار الجدري وبعينه نكتة بياض ، يخرج من ناحية دمشق ، ويثيب خيله وسراياه في البر والبحر ، فيبقرون بطون الحبالى ، وينشرون الناس بالمناشير ويطبخونهم في القدور ، ويبعث جيشاً له إلى المدينة فيقتلون ويأسرون ويحرقون ، ثم ينبشون عن قبر النبي صلى الله عليه وآله وقبر فاطمة عليها السلام ، ثم يقتلون كل من اسمه محمد وفاطمة ، ويصلبونهم على باب المسجد ! فعند ذلك يشتد غضب الله عليهم فيخسف بهم الأرض ، وذلك قوله تعالى : وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ . أي من تحت أقدامهم » .
وتقدم في فصل أصحاب الإمام المهدي عليه السلام من غيبة النعماني وتفسير العياشي : 1 / 65 ، وغيرهما من المصادر ، النص الكامل للحديث المهم عن الإمام الباقر عليه السلام الذي فيه تسلسل الأحداث في بداية حركة السفياني ، وفيه : « يا جابر إلزم الأرض ولا تحركن يدك ولا رجلك أبداً ، حتى ترى علامات أذكرها لك في سنة . . . وإن أهل الشام يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات :
الأصهب والأبقع والسفياني مع بني ذنب الحمار مضر ، ومع السفياني أخواله من كلب ، فيظهر السفياني ومن معه على بني ذنب الحمار ، حتى يقتلوا قتلاً لم يقتله شئ قط ، ويحضر رجل بدمشق فيقتل هو ومن معه قتلاً لم يقتله شئ قط ، وهو من بني ذنب الحمار ، وهي الآية التي يقول الله : فَاخْتَلَفَ الأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ . ويظهر السفياني ومن معه حتى لا يكون له همة إلا آل محمد صلى الله عليه وآله وشيعتهم . . » . ويستعمل تعبير ببني ذنب الحمار كناية عن بني العباس ، والحكومة التي تكون في خطهم وتعادي أهل البيت عليهم السلام .
من صفة السفياني : وحشُ الوجه ضخم الهامة
كمال الدين : 2 / 651 : « عن عمر بن أذينة : قال أبو عبد الله : قال أمير المؤمنين عليهم السلام : يخرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس ، وهو رجل ربعة وحش الوجه ، ضخم الهامة ، بوجهه أثر جدري ، إذا رأيته حسبته أعور ، اسمه عثمان وأبوه عنبسة ، وهو من ولد أبي سفيان ، حتى يأتي أرضا ذات قرار ومعين فيستوي على منبرها » .
النعماني / 306 : « عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال : السفياني أحمر أشقر أزرق ، لم يعبد الله قط ، ولم ير مكة ولا المدينة قط ، يقول : يا رب ثاري والنار ، يا رب ثاري والنار » .
وفي كمال الدين : 2 / 651 « إنك لو رأيت السفياني لرأيت أخبث الناس ، أشقر أحمر أزرق ، يقول : يا رب ثاري ثاري ثم النار ، وقد بلغ من خبثه أنه يدفن أم ولد له وهي حية ، مخافة أن تدل عليه » .
وفي الإرشاد / 359 : عن الإمام الباقر عليه السلام قال : « وخسف قرية من قرى الشام تسمى الجابية ونزول الترك الجزيرة ونزول الروم الرملة . واختلاف كثير عند ذلك في كل أرض ، حتى تخرب الشام ، ويكون سبب خرابها اجتماع ثلاث رايات فيها : راية الأصهب وراية الأبقع وراية السفياني » .
وفي غيبة الطوسي / 278 : « عن بشر بن غالب قال : يقبل السفياني من بلاد الروم متنصراً في عنقه صليب . وهو صاحب القوم » . ومعناه أن السفياني نصراني ، أو يتقرب إليهم .
السفياني من أولاد معاوية
كتاب سليم / 197 : « من كتاب علي عليه السلام إلى معاوية : يا معاوية إن رسول الله صلى الله عليه وآله قد أخبرني أن بني أمية سيخضبون لحيتي من دم رأسي وأني مستشهد ، وستلي الأمة من بعدي ، وأنك ستقتل ابني الحسن غدراً بالسم ، وأن ابنك يزيد سيقتل ابني الحسين ، يلي ذلك منه ابن زانية . وأن الأمة سيليها من بعدك سبعة من ولد أبي العاص وولد مروان بن الحكم ، وخمسة من ولده ، تكملة اثني عشر إماماً ، قد رآهم رسول الله يتواثبون على منبره تواثب القردة يرُدُّون أمته عن دين الله على أدبارهم القهقرى ، وأنهم أشد الناس عذاباً يوم القيامة . وأن الله سيخرج الخلافة منهم برايات سود تقبل من الشرق ، يذلهم الله بهم ويقتلهم تحت كل حجر .
وأن رجلاً من ولدك مشوم ملعون ، جلفٌ جاف ، منكوس القلب ، فظٌّ غليظ ، قد نزع الله من قلبه الرأفة والرحمة ، أخواله من كلب ، كأني أنظر إليه ، ولو شئت لسميته ووصفته وابن كم هو ، فيبعث جيشاً إلى المدينة فيدخلونها ، فيسرفون فيها في القتل والفواحش ، ويهرب منهم رجل من ولدي ، زكيٌّ نقي ، الذي يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً ، وإني لأعرف اسمه وابن كم هو يومئذ وعلامته ، وهو من ولد ابني الحسين الذي يقتله ابنك يزيد ، وهو الثائر بدم أبيه ، فيهرب إلى مكة ، ويقتل صاحب ذلك الجيش رجلاً من ولدي ، زكياً برياً عند أحجار الزيت . ثم يسير ذلك الجيش إلى مكة ، وإني لأعلم اسم أميرهم وأسماءهم وسمات خيولهم ، فإذا دخلوا البيداء واستوت بهم الأرض خسف الله بهم . قال الله عز وجل : وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ ، قال : من تحت أقدامهم ، فلا يبقى من ذلك الجيش أحد غير رجل واحد يقلب الله وجهه من قبل قفاه !
ويبعث الله للمهدي أقواماً يجتمعون من الأرض قزعاً كقزع الخريف ، والله إني لأعرف أسماءهم واسم أميرهم ، ومناخ ركابهم ، فيدخل المهدي الكعبة ويبكى ويتضرع . . الخ . » .
السفياني من المحتومات التي لابد منها
الكافي : 8 / 310 : « عن عمر بن حنظلة قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : خمس علامات قبل قيام القائم : الصيحة ، والسفياني ، والخسف ، وقتل النفس الزكية ، واليماني . فقلت : جعلت فداك إن خرج أحد من أهل بيتك قبل هذه العلامات ، أنخرج معه ؟ قال : لا . فلما كان من الغد تلوت هذه الآية : إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ، فقلت له : أهي الصيحة ؟ فقال : أما لو كانت خضعت أعناق أعداء الله عز وجل » .
وفي كمال الدين : 2 / 652 : « عن أبي حمزة الثمالي قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : إن أبا جعفر عليه السلام كان يقول : إن خروج السفياني من الأمر المحتوم . قال : نعم ، واختلاف ولد العباس من المحتوم ، وقتل النفس الزكية من المحتوم ، وخروج القائم من المحتوم ، فقلت له : كيف يكون النداء ؟ قال : ينادي مناد من السماء أول النهار : ألا إن الحق في علي وشيعته ، ثم ينادي إبليس لعنه الله في آخر النهار : ألا إن الحق في السفياني وشيعته ، فيرتاب عند ذلك المبطلون » .
وفي النعماني / 252 : « عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : النداء من المحتوم والسفياني من المحتوم ، واليماني من المحتوم ، وقتل النفس الزكية من المحتوم ، وكف يطلع من السماء من المحتوم ، قال : وفزعةٌ في شهر رمضان ، توقظ النائم ، وتفزع اليقظان ، وتخرج الفتاة من خدرها » .
وفي معاني الأخبار / 346 : « عن الحكم بن سالم عمن حدثه عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إنا وآل أبي سفيان أهل بيتين تعادينا في الله ، قلنا صدق الله ، وقالوا كذب الله . قاتل أبو سفيان رسول الله صلى الله عليه وآله ، وقاتل معاوية علي بن أبي طالب عليه السلام ، وقاتل يزيد بن معاوية الحسين بن علي صلى الله عليه وآله ، والسفياني يقاتل القائم عليه السلام » .
وفي قرب الإسناد / 164 : « عن أبي الحسن عليه السلام قال : يقوم قائمنا لموافاة الناس سنة ، قال : يقوم القائم بلا سفياني ؟ إن أمر القائم حتم من الله وأمر السفياني حتم من الله ، ولا يكون القائم إلا بسفياني ، قلت : جعلت فداك فيكون في هذه السنة ؟ قال : ما شاء الله ، قلت : يكون في التي تليها ؟ قال : يفعل الله ما يشاء » .
ومعنى : يقوم قائمنا لموافاة الناس سنة : أنه يوافيهم سنة ظهوره في الحج . ويتصل بذلك ما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام : يظهر في شبهة ليستبين أمره .
وفي النعماني / 301 : « عن عبد الملك بن أعين قال : كنت عند أبي جعفر عليه السلام فجرى ذكر القائم عليه السلام فقلت له : أرجو أن يكون عاجلاً ولا يكون سفياني ، فقال : لا والله إنه لمن المحتوم الذي لابد منه » .
النعماني / 302 : « عن أبي هاشم قال : كنا عند أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليه السلام فجرى ذكر السفياني وما جاء في الرواية من أن أمره من المحتوم ، فقلت لأبي جعفر عليه السلام : هل يبدو له في المحتوم ؟ قال : نعم ، قلنا له : فنخاف أن يبدو لله في القائم ، فقال : إن القائم من الميعاد والله لا يخلف الميعاد » .
أقول : لا يكون بداء في المحتوم ، والبداء في هذا الحديث بمعنى أنه محتوم منه تعالى لا محتوم عليه كما زعم اليهود وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ . . أي زعموا أنه تعالى فرغ من الخلق والأمر ولا يستطيع تغيير شئ !
وسيأتي من كمال الدين : 2 / 516 ، : توقيع الإمام عليه السلام لعلي بن محمد السمري رضي الله عنه وفيه : « وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة . ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر » .
مدة حركة السفياني سنة وأشهراً
النعماني / 299 : « عن أبي عبد الله عليه السلام قال : السفياني من المحتوم وخروجه في رجب ، ومن أول خروجه إلى آخره خمسة عشر شهراً ، ستة أشهر يقاتل فيها ، فإذا ملك الكور الخمس ملك تسعة أشهر ، ولم يزد عليها يوماً » .
النعماني / 304 ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : « إذا استولى السفياني على الكور الخمس فعُدّوا له تسعة أشهر . وزعم هشام أن الكور الخمس : دمشق وفلسطين والأردن وحمص وحلب » .
النعماني / 300 ، عن معلى بن خنيس : ومن المحتوم خروج السفياني في رجب . وفي / 302 عن أبي عبد الله عليه السلام قال : « السفياني لابد منه ، ولا يخرج إلا في رجب ، فقال له رجل : يا أبا عبد الله إذا خرج فما حالنا ؟ قال : إذا كان ذلك فإلينا » .
كمال الدين : 2 / 651 ، عن عبد الله بن أبي منصور البجلي قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن اسم السفياني فقال : « وما تصنع باسمه ؟ إذا ملك كور الشام الخمس : دمشق وحمص وفلسطين والأردن وقنسرين ، فتوقعوا عند ذلك الفرج ، قلت : يملك تسعة أشهر ؟ قال : لا ، ولكن يملك ثمانية أشهر لا يزيد يوماً » .
وفي غيبة الطوسي / 278 ، عن عمار الدهني ، قال أبو جعفر عليه السلام : « كم تعدون بقاء السفياني فيكم ؟ قال : قلت : حمل امرأة تسعة أشهر ، قال : ما أعلمكم يا أهل الكوفة » .
وفي غيبة الطوسي / 273 ، عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : « إن السفياني يملك بعد ظهوره على الكور الخمس حمل امرأة ، ثم قال : أستغفر الله حمل جمل ، وهو من الأمر المحتوم الذي لابد منه » .
أقول : أشكل صاحب إثبات الهداة على التردد في هذا النص وهو محق ، لأن التردد لايصدرمن المعصوم عليه السلام ، كما أن الجَمَل في اللغة اسم لمذكر الإبل خاصة . فلا بد أن يكون التردد من الراوي .
الناجون من متابعة السفياني في بلاد الشام
النعماني / 304 : « عن الحارث الهمداني ، عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال : المهدي أقبل جعد ، بخده خال ، يكون مبدؤه من قبل المشرق ، وإذا كان ذلك خرج السفياني فيملك قدر حمل امرأة تسعة أشهر ، يخرج بالشام فينقاد له أهل الشام ، إلا طوائف من المقيمين على الحق يعصمهم الله من الخروج معه ! ويأتي المدينة بجيش جرار ، حتى إذا انتهى إلى بيداء المدينة خسف الله به . وذلك قول الله عز وجل في كتابه : وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ » .
يشير ذلك إلى أن حملة السفياني على الشيعة في الشام تبدأ في رمضان بعد شهرين من حكمه .
وفي النعماني / 300 : « عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر الباقر عليه السلام يقول . . . أبشروا ثم أبشروا بالذي تريدون ، ألستم ترون أعداءكم يقتتلون في معاصي الله ويقتل بعضهم بعضاً على الدنيا دونكم ، وأنتم في بيوتكم آمنون في عزلة عنهم . وكفى بالسفياني نقمة لكم من عدوكم ، وهو من العلامات لكم ، مع أن الفاسق لو قد خرج لمكثتم شهراً أو شهرين بعد خروجه ، لم يكن عليكم بأس حتى يقتل خلقاً كثيراً دونكم . فقال له بعض أصحابه : فكيف نصنع بالعيال إذا كان ذلك ؟ قال : يتغيب الرجال منكم عنه فإن حَنَقَهُ وشَرَهَهُ إنما هي على شيعتنا ، وأما النساء فليس عليهن بأس إن شاء الله تعالى . قيل : فإلى أين مخرج الرجال يهربون منه ؟ فقال : من أراد منهم أن يخرج يخرج إلى المدينة أو إلى مكة أو إلى بعض البلدان ، ثم قال : ما تصنعون بالمدينة وإنما يقصد جيش الفاسق إليها ، ولكن عليكم بمكة فإنها مجمعكم وإنما فتنته حمل امرأة : تسعة أشهر ولايجوزها إن شاء الله » .
فإذا خرج السفياني فأجيبوا إلينا
الكافي : 8 / 274 : « عن الفضل الكاتب قال : كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فأتاه كتاب أبي مسلم فقال : ليس لكتابك جواب ، أخرج عنا ، فجعلنا يسارُّ بعضنا بعضاً ، فقال : أي شئ تسارُّون ؟ يا فضل إن الله عز ذكره لا يعجل لعجلة العباد ، ولَإزالة جبل عن موضعه أيسر من زوال ملك لم ينقض أجله . ثم قال : إن فلان بن فلان حتى بلغ السابع من ولد فلان ، قلت : فما العلامة فيما بيننا وبينك جعلت فداك ؟ قال : لا تبرح الأرض يا فضل حتى يخرج السفياني ، فإذا خرج السفياني فأجيبوا إلينا يقولها ثلاثاً ، وهو من المحتوم » .
وفي إثبات الوصية / 226 : « عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : لا يكون ما ترجون حتى يخطب السفياني على أعوادها ، فإذا كان ذلك انحدر عليكم قائم آل محمد من قبل الحجاز » .
وفي الكافي : 8 / 264 : « عن عيص بن القاسم قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : عليكم بتقوى الله وحده لا شريك له ، وانظروا لأنفسكم ، فوالله إن الرجل ليكون له الغنم فيها الراعي فإذا وجد رجلاً هو أعلم بغنمه من الذي هو فيها ، يخرجه ويجئ بذلك الرجل الذي هو أعلم بغنمه من الذي كان فيها ، والله لو كانت لأحدكم نفسان يقاتل بواحدة يجرب بها ، ثم كانت الأخرى باقية ، فعمل على ما قد استبان لها ، ولكن له نفس واحدة إذا ذهبت فقد والله ذهبت التوبة ، فأنتم أحق أن تختاروا لأنفسكم . إن أتاكم آت منا ، فانظروا على أي شئ تخرجون ؟ ولا تقولوا خرج زيد فإن زيداً كان عالماً وكان صدوقاً ، ولم يدعكم إلى نفسه ، إنما دعاكم إلى الرضا من آل محمد عليهم السلام ، ولو ظهر لوفى بما دعاكم إليه ، إنما خرج إلى سلطان مجتمع لينقضه ، فالخارج منا اليوم إلى أي شئ يدعوكم ؟ إلى الرضا من آل محمد ، فنحن نشهدكم أنا لسنا نرضى به ، وهو يعصينا اليوم وليس معه أحد ، وهو إذا كانت الرايات والألوية أجدر أن لا يسمع منا ، إلا مع من اجتمعت بنو فاطمة معه ، فوالله ما صاحبكم إلا من اجتمعوا عليه ، إذا كان رجب فأقبلوا على اسم الله عز وجل ، وإن أحببتم أن تتأخروا إلى شعبان فلا ضير ، وإن أحببتم أن تصوموا في أهاليكم فلعل ذلك أن يكون أقوى لكم ، وكفاكم بالسفياني علامة » .
الكافي : 8 / 264 : « عن سدير قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : يا سدير الزم بيتك وكن حلساً من أحلاسه ، واسكن ما سكن الليل والنهار ، فإذا بلغك أن السفياني قد خرج فارحل إلينا ولو على رجلك » .
ورواه في سائل الشيعة : 11 / 36 ، والبحار : 52 / 303 ، و 270 . وفيه رواية أخرى جاء فيها : « قلت : جعلت فداك هل قبل ذلك شئ ؟ قال : نعم وأشار بيده بثلاث أصابعه إلى الشام ، وقال : ثلاث رايات : راية حسنية ، وراية أموية ، وراية قيسية ، فبينا هم إذ قد خرج السفياني فيحصدهم حصد الزرع ، ما رأيت مثله قط » !
أقول : معناه أن هذه الرايات الثلاث قبل السفياني ، ولا يعني أنها قبله مبائشرة ، فلعلها قبله بمدة طويلة ، وتقصد حكم الحسنيين والأمويين واليمانيين ، وكانت الراية الحسنية مطروحة من زمن الأمويين . قال في العقد الفريد : 5 / 72 : « وإنما كان سبب قتل سديف « بيد المنصور العباسي » أنه قال أبياتاً مبهمة ، وكتب بها إلى أبي جعفر وهي هذه :
فاكفف يديك أضلها مهديها أسرفت في قتل الرعية ظالماً
فلتأتينك راية حسنية جرارة يقتادها حسنيها »
محاولاتهم إحراج الإمام الصادق والإمام الرضا عليه السلام
محاولاتهم إحراج الإمام الصادق والإمام الرضا عليه السلام
في النعماني / 253 : « عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : قبل هذا الأمر السفياني ، واليماني ، والمرواني ، وشعيب بن صالح ، فكيف يقول هذا هذا ؟ ! » .
أي المرواني الذي يظهر قبل السفياني وقد يكون من قادة معركة قرقيسيا ، وشعيب بن صالح القائد العسكري للخراسانيين . والمعنى كيف يقول إني أنا المهدي ولم يأت هؤلاء قبله ؟
وفي الكافي : 8 / 331 : « عن المعلى بن خنيس قال : ذهبت بكتاب عبد السلام بن نعيم وسدير ، وكتب غير واحد إلى أبي عبد الله عليه السلام حين ظهرت المسودة قبل أن يظهر ولد العباس ، بأنا قد قدرنا أن يؤول هذا الأمر إليك فما ترى ؟ قال : فضرب بالكتب الأرض ثم قال : أفٍّ أفٍّ ما أنا لهؤلاء بإمام أما علموا أنه إنما يقتل السفياني » .
ورواه الكشي / 353 ، وفيه : « ما أنا لهؤلاء بإمام ، ما علموا أن صاحبهم السفياني » .
وينبغي الالتفات إلى الضغوط التي كان الأئمة عليهم السلام يواجهونها من شيعتهم ومن الطامعين في الحكم ، الذين يريدون العمل السياسي والثورة باسمهم ! فكانوا يرفضون ذلك ، ويوضحون أن من شروط المهدي عليه السلام خروج السفياني قبله !
تأثير أحاديث السفياني على أتباع الأمويين
من الطبيعي أن يبادر الأمويون وأتباعهم بعد سقوط دولتهم ، إلى استغلال أحاديث السفياني ، بحجة أن النبي صلى الله عليه وآله أخبر بظهور هذا الحاكم القوي ، ولايهمهم أن يكون طاغية ملعوناً فالمهم أنه منهم ! لذلك ادعى عدد من بني أمية وغيرهم أنه هو السفياني الموعود ، وقاد حركة ضد العباسيين ، وكان لبعضهم أتباع ومقاتلون !
وذكر صاحب كتاب خطط الشام « 1 / 154 » عدة ثورات باسم السفياني ، منها : ثورة علي بن عبد الله بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ، وقدخرج في الشام سنة 195 ، في خلافة الأمين وكان يعرف بأبي العميطر .
ومنها : ثورة سعيد بن خالد الأموي ، بعد أبي العميطر . ومنها : 1 / 164 ، ثورة المبرقع بالشام أيضاً سنة 227 ، في خلافة المعتصم . وفي : 2 / 185 ، ثورة عثمان بن ثقالة الذي ثار في العجلون بالأردن سنة 816 ، وادعى أنه السفياني الموعود .
وذكر في : 1 / 161 ، قول المأمون العباسي : وأما قضاعة فسادتها تنتظر السفياني وخروجه فتكون من أشياعه ! إلى غير ذلك من ادعاء السفيانية .
والملاحظة الثانية على أحاديث المصادر السنية : أن فيها مبالغات في شخصية السفياني ، حتى زعموا له صفات غيبية ، وكأنه مبعوث من الله تعالى !
فقد روى ابن حماد : 2 / 699 ، و 1 / 279 ، و 283 و : 1 / 180 : « عن علي عليه السلام أنه قال : السفياني من ولد خالد بن يزيد بن أبي سفيان ، رجل ضخم الهامة بوجهه آثار جدري ، وبعينه نكتة بياض ، يخرج من ناحية مدينة دمشق في واد يقال له وادي اليابس ، يخرج في سبعة نفر مع رجل منهم لواء معقود يعرفون في لوائه النصر ، يسير الرعب بين يديه على ثلاثين ميلاً ، لا يرى ذلك العلم أحد يريده إلا انهزم » !
« إنه يحمل بيده ثلاث قصبات لا يقرع بهن أحداً إلا مات . . يؤتى السفياني في منامه فيقال له : قم فأخرج ، فيقوم فلا يجد أحداً ، ثم يؤتى الثانية فيقال له مثل ذلك ، ثم يقال له الثالثة : قم فأخرج فانظر من على باب دارك ، فينحدر في الثالثة على باب داره ، فإذا هو بسبعة نفر أو تسعة نفر معهم لواء ، فيقولون : نحن أصحابك ، فيخرج فيهم ويتبعه ناس من قريات وادي اليابس ، فيخرج إليه صاحب دمشق ليلقاه ويقاتله ، فإذا نظر إلى رايته انهزم ووالي دمشق يومئذ وال لبني العباس » !
وذكر بعض أهل الخبرة : أن الوادي اليابس يمتد من درعا في سوريا إلى قرب نابلس داخل فلسطين .
والملاحظة الثالثة : أن أكثر أحاديثهم عن السفياني مراسيل من أقوال تابعين ، وغالباً ما تكون محرفة عن أحاديث النبي وأهل بيته صلى الله عليه وآله مضافاً إليها عناصر خيالية !
معركة قرقيسيا
قرقيسا : مدينة عند مصب نهر الخابور في نهر الفرات ، وهي أطلال قرب مدينة دير الزور السورية ، عند الحدود السورية العراقية ، قريبة نسبياً من الحدود التركية . وفي معجم البلدان : 4 / 328 : « قال حمزة الأصبهاني : قرقيسيا معرب كركيسيا ، وهو مأخوذ من كركيس ، وهو اسم لإرسال الخيل ، المسمى بالعربية الحلبة » . انتهى .
وقد استفاضت الروايات أنه تقع عندها معركة عظيمة ، وبعضها ربطها بالسفياني الذي يكون في زمن الإمام المهدي عليه السلام ، وبعضها ذكر أن سببها كنز يظهر في مجرى الفرات ، ويختلف عليه السفياني والأتراك .
ومن رواياتها في الكافي : 8 / 295 : « أن الإمام الباقر عليه السلام قال لمُيَسَّر : يا مُيَسَّرُ كم بينكم وبين قرقيسا ؟ قلت : هي قريب على شاطئ الفرات . فقال : أما إنه سيكون بها وقعة لم يكن مثلها منذ خلق الله تبارك وتعالى السماوات والأرض ، ولا يكون مثلها ما دامت السماوات والأرض مأدبة للطير ، تشبع منها سباع الأرض وطيور السماء ، يهلك فيها قيس ولايدعى لها داعية . قال : وروى غير واحد وزاد فيه : وينادي مناد هلموا إلى لحوم الجبارين » .
وفي الكافي : 8 / 278 : عن الإمام الصادق عليه السلام قال : « إن لله مائدة [ مأدبة ] بقرقيسياء يطَّلع مُطلع من السماء ، فينادي يا طير السماء ويا سباع الأرض هلموا إلى الشبع من لحوم الجبارين » .
وفي الكافي : 8 / 303 ، عن عبد الله بن أبي يعفور قال : قال لي أبو جعفر عليه السلام : « إن لولد العباس والمرواني لوقعة بقرقيسياء ، يشيب فيها الغلام الحَزَوَّر ، يرفع الله عنهم النصر ، ويوحي إلى طير السماء وسباع الأرض إشبعي من لحوم الجبارين ، ثم يخرج السفياني » . فالمرواني من قادة معركة قرقيسيا .
وروى المفيد في الإختصاص / 255 : « عن جابر الجعفي قال : قال لي أبو جعفر عليه السلام : « يا جابر الزم الأرض ولا تحرك يداً ولا رجلاً حتى ترى علامات أذكرها لك إن أدركتها : أولها اختلاف ولد فلان ، وما أراك تدرك ذلك ولكن حدث به بعدي ، ومناد ينادي من السماء ، ويجيؤكم الصوت من ناحية دمشق بالفتح ، ويخسف بقرية من قرى الشام تسمى الجابية ، وتسقط طائفة من مسجد دمشق الأيمن ، ومارقة تمرق من ناحية الترك ، ويعقبها مرج الروم ، وستقبل إخوان الترك حتى ينزلوا الجزيرة ، وستقبل مارقة الروم حتى تنزل الرملة ، فتلك السنة يا جابر فيها اختلاف كثير في كل أرض من ناحية المغرب ، فأول أرض تخرب الشام يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات : راية الأصهب ، وراية الأبقع ، وراية السفياني ، فيلقى السفياني الأبقع فيقتتلون فيقتله ومن معه ويقتل الأصهب ، ثم لا يكون همه إلا الإقبال نحو العراق ، ويمر جيشه بقرقيسا فيقتلون بها مائة ألف رجل من الجبارين .
ويبعث السفياني جيشاً إلى الكوفة وعدتهم سبعون ألف رجل ، فيصيبون من أهل الكوفة قتلاً وصلباً وسبياً ، فبيناهم كذلك إذ أقبلت رايات من ناحية خراسان تطوى المنازل طياً حثيثاً ، ومعهم نفر من أصحاب القائم ، وخرج رجل من موالي أهل الكوفة ، فيقتله أمير جيش السفياني بين الحيرة والكوفة .
ويبعث السفياني بعثاً إلى المدينة ، فينفر المهدي منها إلى مكة ، فيبلغ أمير جيش السفياني أن المهدي قد خرج من المدينة ، فيبعث جيشاً على أثره فلا يدركه ، حتى يدخل مكة خائفاً يترقب على سنة موسى بن عمران عليه السلام ، وينزل أمير جيش السفياني البيداء فينادي مناد من السماء يا بيداء أبيدي القوم ، فيخسف بهم البيداء فلا يفلت منهم إلا ثلاثة ، يحول الله وجوههم في أقفيتهم وهم من كلب ، وفيهم نزلت هذه الآية : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا . . الآية ، قال : والقائم يومئذ بمكة ، قد أسند ظهره إلى البيت الحرام مستجيراً به ينادي : يا أيها الناس إنا نستنصر الله ومن أجابنا من الناس ، فإنا أهل بيت نبيكم ، ونحن أولى الناس بالله وبمحمد . . . الخ » .
ونقل ابن حماد : 1 / 285 ، قولاً لأرطاة ربط معركة قرقيسيا بالسفياني ، وجعل أطرافها الترك والروم ، لكنها كلام مقطوع غير مسند ! كما ربطتها روايات بالكنزالمختلف عليه ، منها : ما رواه ابن حماد : 1 / 239 ، ونحوه / 335 ، و : 2 / 611 ، عن النبي صلى الله عليه وآله قال : « ينحسر الفرات عن جبل من ذهب وفضة فيقتل عليه من كل تسعة سبعة . فإن أدركتموه فلا تقربوه . . . الفتنة الرابعة ثمانية عشر عاماً ، ثم تنجلي حين تنجلي وقد انحسر الفرات عن جبل من ذهب ، تنكب عليه الأمة فيقتل من كل تسعة سبعة » .
وفي فتن ابن حماد : 1 / 82 : عن علي عليه السلام : « يظهر السفياني على الشام ، ثم يكون بينهم وقعة بقرقيسيا حتى تشبع طير السماء وسباع الأرض من جيفهم ، ثم يفتق عليهم فتق من خلفهم ، فتقبل طائفة منهم حتى يدخلوا أرض خراسان ، وتقبل خيل السفياني في طلب أهل خراسان ، فيقتلون شيعة آل محمد بالكوفة . ثم يخرج أهل خراسان في طلب المهدي » .
وإن صحت أحاديث هذه المعركة فقد يكون الكنز المذكور منبع نفط أو منجم ذهب تختلف عليه جهات ، والطرف المقابل للسفياني في المعركة هو الترك ، ويبدو أنهم أهل تركيا الفعلية ، لأن النزاع عند حدود سوريا وتركيا .