النبي الأعظم محمد بن عبد الله
أسرة النبي (صلى الله عليه وآله)
آبائه
زوجاته واولاده
الولادة والنشأة
حاله قبل البعثة
حاله بعد البعثة
حاله بعد الهجرة
شهادة النبي وآخر الأيام
التراث النبوي الشريف
معجزاته
قضايا عامة
الإمام علي بن أبي طالب
الولادة والنشأة
مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام)
حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله
حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله)
حياته في عهد الخلفاء الثلاثة
بيعته و ماجرى في حكمه
أولاد الامام علي (عليه السلام) و زوجاته
شهادة أمير المؤمنين والأيام الأخيرة
التراث العلوي الشريف
قضايا عامة
السيدة فاطمة الزهراء
الولادة والنشأة
مناقبها
شهادتها والأيام الأخيرة
التراث الفاطمي الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن (عليه السّلام)
التراث الحسني الشريف
صلح الامام الحسن (عليه السّلام)
أولاد الامام الحسن (عليه السلام) و زوجاته
شهادة الإمام الحسن والأيام الأخيرة
قضايا عامة
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسين (عليه السّلام)
الأحداث ما قبل عاشوراء
استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء
الأحداث ما بعد عاشوراء
التراث الحسينيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام)
شهادة الإمام السجّاد (عليه السّلام)
التراث السجّاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الباقر
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الباقر (عليه السلام)
شهادة الامام الباقر (عليه السلام)
التراث الباقريّ الشريف
قضايا عامة
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الصادق (عليه السلام)
شهادة الإمام الصادق (عليه السلام)
التراث الصادقيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الكاظم (عليه السلام)
شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)
التراث الكاظميّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن موسى الرّضا
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الرضا (عليه السّلام)
موقفه السياسي وولاية العهد
شهادة الإمام الرضا والأيام الأخيرة
التراث الرضوي الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الجواد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
شهادة الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
التراث الجواديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن محمد الهادي
الولادة والنشأة
مناقب الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
شهادة الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
التراث الهاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي العسكري
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
شهادة الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
التراث العسكري الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن الحسن المهدي
الولادة والنشأة
خصائصه ومناقبه
الغيبة الصغرى
السفراء الاربعة
الغيبة الكبرى
علامات الظهور
تكاليف المؤمنين في الغيبة الكبرى
مشاهدة الإمام المهدي (ع)
الدولة المهدوية
قضايا عامة
الحجاز في عصر ظهور الإمام المهدي "عج"
المؤلف:
الشيخ علي الكوراني
المصدر:
المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي "عج"
الجزء والصفحة:
ص393-416
2025-06-10
72
أحداث الحجاز قبل ظهور المهدي عليه السلام
وردت أحاديث وآثار في أحداث تقع في الحجاز قبل ظهور الإمام المهدي عليه السلام وعند ظهوره وبعده ، وبالغت المصادر السنية في أحداثٍ تقع في موسم الحج قرب ظهوره عليه السلام . ونذكر أولاً ما ورد في مصادرنا ، ثم في المصادر الأخرى .
ففي قرب الإسناد / 164 : عن الإمام الرضا عليه السلام : « إن قدام هذا الأمر علامات ، حدثٌ يكون بين الحرمين ، قلت : ما الحدث ؟ قال : عصبة تكون ، ويَقتل فلان من آل فلان خمسة عشر رجلاً » .
وفي الإرشاد / 360 : « عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : لا يكون ما تمدون إليه أعناقكم حتى تميزوا وتمحصوا ، فلا يبقى منكم إلا القليل . ثم قرأ : ألم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لايُفْتَنُونَ ، ثم قال : إن من علامات الفرج حدثاً بين المسجدين ، ويقتل فلان من ولد فلان خمسة عشر كبشاً من العرب » .
وفي الكافي : 1 / 340 : « عن أبان بن تغلب : قال أبو عبد الله عليه السلام : كيف أنت إذا وقعت البطشة بين المسجدين فيأرز العلم كما تأرز الحية في جحرها ، واختلفت الشيعة وسمى بعضهم بعضاً كذابين وتفل بعضهم في وجوه بعض ؟ قلت : جعلت فداك ما عند ذلك من خير ، فقال لي : الخير كله عند ذلك ثلاثاً » .
وفي النعماني / 172 : « عن أبي بصير : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : كان أبو جعفر عليه السلام يقول : لقائم آل محمد غيبتان إحداهما أطول من الأخرى ؟ فقال : نعم ولا يكون ذلك حتى يختلف سيف بني فلان وتضيق الحلقة ويظهر السفياني ، ويشتد البلاء ، ويشمل الناس موت وقتل يلجؤون فيه إلى حرم الله وحرم رسوله صلى الله عليه وآله » .
وفي النعماني / 267 : « عن عبد الله بن سنان قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : يشمل الناس موت وقتل حتى يلجأ الناس عند ذلك إلى الحرم ، فينادي مناد صادق من شدة القتال : فيم القتل والقتال ؟ صاحبكم فلان » .
وفي مختصر البصائر / 199 : « ووقفت على كتاب خطب لمولانا أمير المؤمنين عليه السلام وعليه خط السيد رضي الدين علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاوس ، ما صورته : هذا الكتاب ذكر كاتبه رجلين بعد الصادق عليه السلام فيمكن أن يكون تاريخ كتابته بعد المائتين من الهجرة ، لأنه عليه السلام انتقل بعد سنة مائة وأربعين من الهجرة ، وقد روى بعض ما فيه عن أبي روح فرج بن فروة ، عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر بن محمد عليه السلام ، وبعض ما فيه عن غيرهما .
ذكر في الكتاب المشار إليه خطبة لمولانا أمير المؤمنين عليه السلام تسمى المخزون ثم ذكر الخطبة بطولها جاء فيها : ألا يا أيها الناس سلوني قبل أن تشرع برجلها فتنة شرقية ، وتطأ في خطامها بعد موت وحياة ، أو تشب نار بالحطب الجزل غربي الأرض ، رافعة ذيلها تدعو يا ويلها بذحلة أو مثلها ، فإذا استدار الفلك قلتم مات أو هلك بأي واد سلك ، فيومئذ تأويل هذه الآية : ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً .
ولذلك آيات وعلامات ، أولهن إحصار الكوفة بالرصد والخندق ، وتخريق الزوايا في سكك الكوفة ، وتعطيل المساجد أربعين ليلة ، وتخفق رايات ثلاث حول المسجد الأكبر يشبهن بالهدى ، القاتل والمقتول في النار ، وقتل كثير وموت ذريع . وقتل النفس الزكية بظهر الكوفة في سبعين ، والمذبوح بين الركن والمقام ، وقتل الأسبع المظفر صبراً في بيعة الأصنام ، مع كثير من شياطين الإنس ، وخروج السفياني براية خضراء وصليب من ذهب أميرها رجل من كلب واثني عشر ألف عنان من خيل يحمل السفياني ، متوجهاً إلى مكة والمدينة ، أميرها أحد من بني أمية ، يقال له خزيمة أطمس العين الشمال ، على عينه طرفة ، تميل به الدنيا فلا ترد له راية حتى ينزل المدينة ، فيجمع رجالاً ونساء من آل محمد ، فيحبسهم في دار بالمدينة يقال لها دار أبي الحسن الأموي » . الخ .
أقول : معنى هذه الأحاديث أن حكم آل فلان يكون قوياً ، فيقع بينهم الخلاف فيضعف ملكهم ، ثم يموت خليفة فيكون في هلاكه الفرج ، ثم يخرج السفياني ويظهر اليماني ، ثم تكون هزة وهدة بين الحرمين مكة والمدينة ، ويشتد البلاء في الحجاز والصراع والقتال بين ثلاث رايات كلها في النار .
ثم يظهر الإمام عليه السلام فيقصده جيش السفياني ليقضي على حركته فيخسف الله بهم . ويتحرك الإمام عليه السلام إلى العراق ، ثم إلى دمشق ، ويخوض حرباً مع السفياني فينتصر المهدي على السفياني ويقتله ، ويحكم البلاد .
ومما يتعلق بوضع الحجاز قبل الظهور وإن لم يكن فيه تصريح ، ما رواه في غيبة الطوسي / 271 :
لا يكون فساد ملك بني فلان ، حتى يختلف سيفا بني فلان فإذا اختلفا كان عند ذلك فساد ملكهم » .
وفي النعماني / 159 : « عن أبان بن تغلب ، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : يأتي على الناس زمان يصيبهم فيها سبطة ، يأرز العلم فيها كما تأرز الحية في جحرها ، فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم نجمهم ، قلت : فما السبطة ؟ قال : الفترة ، قلت : فكيف نصنع فيما بين ذلك ؟ فقال : كونوا على ما أنتم عليه حتى يطلع الله لكم نجمكم » .
موت حاكم في موته فرج الناس جميعاً
في النعماني / 267 : « عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : بينا الناس وقوف بعرفات إذ أتاهم راكب على ناقة ذعلبة ، يخبرهم بموت خليفة يكون عند موته فرج آل محمد صلى الله عليه وآله ، وفرج الناس جميعاً » .
وفي النعماني / 257 : « عن الحسين بن المختار قال : أمسك بيدك : هلاك الفلاني اسم رجل من بني العباس ، وخروج السفياني ، وقتل النفس ، وجيش الخسف ، والصوت . قلت : وما الصوت ، أهو المنادي ؟ فقال : نعم ، وبه يعرف صاحب هذا الأمر . ثم قال : الفرج كله هلاك الفلاني » .
موت آخر من يحكم الحجاز قبل المهدي عليه السلام
موت آخر من يحكم الحجاز قبل المهدي عليه السلام
في غيبة الطوسي / 271 : « عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : من يضمن لي موت عبد الله أضمن له القائم ، ثم قال : إذا مات عبد الله لم يجتمع الناس بعده على أحد ، ولم يتناه هذا الأمر دون صاحبكم إن شاء الله . ويذهب ملك السنين ويصير ملك الشهور والأيام ! فقلت : يطول ذلك ؟ قال : كلا » .
ومن الواضح أن هذا الحاكم غير الأول ، وأنه آخر من يحكم الحجاز ، وبعده يختلفون فلا يأتي حاكم يحكم سنة كاملة ، بل يتدهور وضعهم حتى ينتهي ملكهم .
نارٌ عظيمة في شرقي الحجاز
النعماني / 262 : « عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إذا رأيتم ناراً من المشرق شبه الهردي العظيم تطلع ثلاثة أيام أو سبعة فتوقعوا فرج آل محمد عليهم السلام إن شاء الله عز وجل ، إن الله عزيز حكيم » .
والهردي : الثوب المصبوغ بالأخضر والأحمر . والهرد : صبغ الكركم الأصفر .
وفي النعماني / 267 : « عن الإمام الصادق عليه السلام قال : إذا رأيتم علامة في السماء ناراً عظيمة من قبل المشرق تطلع ليالي ، فعندها فرج الناس وهي قدام القائم عليه السلام بقليل » .
وفي ابن حماد : 1 / 232 : « عن ابن معدان قال : إذا رأيتم عموداً من نار من قبل المشرق في شهر رمضان في السماء ، فأعدوا ما استطعتم من الطعام ، فإنها سنة جوع » .
والظاهر أنها حريقٌ نفطي كبير ، ويحتمل أن تكون هذه النار بركاناً طبيعياً .
وفي الصراط المستقيم : 2 / 258 : « عن عجائب البلدان مرسلاً أن عليا عليه السلام قال : إذا وقعت النار في حجازكم وجرى الماء بنجفكم فتوقعوا ظهور قائمكم » .
وهي غير النار التي روي أنها تظهر في عدن من علامات القيامة : « ونار تخرج من قعر عدن ، تسوق الناس إلى المحشر » . الطيالسي / 143 ، ونحوه أحمد : 4 / 6 ، ومسلم : 4 / 2225 . ومن مصادرنا الخصال : 2 / 446 ، وغيبة الطوسي / 267
جيش السفياني في الحجاز
روت مصادر الجميع عن النبي صلى الله عليه وآله أحاديث « جيش الخسف » وأنه آية موعودة ، تقع في جيش السفياني الذي يتوجه إلى مكة فيخسف الله به في بيداء المدينة ، وتبلغ طرق حديثه وتصحيحات العلماء له أكثر من مئة صفحة !
وقد أبهمه البخاري : 2 / 159 ، و : 3 / 19 ، ووضعه تحت عنوان : « باب هدم الكعبة » وروى فيه « عن عائشة قالت : قال النبي صلى الله عليه وآله : يغزو جيش الكعبة فيخسف بهم » . فحذف ذكر الإمام المهدي عليه السلام وأوْهَمَ أنه مرتبط بذي السويقة الحبشي الذي زعموا أنه يهدم الكعبة ! لكن الحاكم ذكر في : 4 / 520 ، ماحذفوه وصححه بشرط البخاري ، وروى عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وآله قال : « يخرج رجل يقال له السفياني في عمق دمشق وعامة من يتبعه من كلب ، فيقتل حتى يبقر بطون النساء ، ويقتل الصبيان ، فتجمع لهم قيس فيقتلها حتى لا يمنع ذنب تلعة . ويخرج رجل من أهل بيتي في الحرة ، فيبلغ السفياني فيبعث إليه جنداً من جنده فيهزمهم ، فيسير إليه السفياني بمن معه ، حتى إذا صار ببيداء من الأرض خسف بهم ، فلا ينجو منهم إلا المخبر عنهم » . وقوله : حتى لا يمنع ذنب تلعة : مثلٌ للسيل إذا بلغ التلعة ، وهي الأرض العالية .
أما مسلم فكان أكثر أمانة ، فروى : 8 / 166 : « عن عبيد الله بن القبطية قال : دخل الحارث بن أبي ربيعة وعبد الله بن صفوان وأنا معهما ، على أم سلمة أم المؤمنين ، فسألاها عن الجيش الذي يخسف به ، وكان ذلك في أيام ابن الزبير . فقالت : قال رسول الله : صلى الله عليه وآله يعوذ عائذ بالبيت فيبعث إليه بعث ، فإذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم ! فقلت : يا رسول الله فكيف بمن كان كارهاً ؟ قال : يخسف به معهم ولكنه يبعث يوم القيامة على نيته . ثم روى الحكم أن الإمام الباقر عليه السلام قال إنها لَبيداء المدينة » .
كما روى عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وآله قال : « العجب أن ناساً من أمتي يؤمون بالبيت برجل من قريش قد لجأ بالبيت ، حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم ! فقلنا : يا رسول الله إن الطريق قد يجمع الناس ، قال : نعم فيهم المستبصر والمجبور وابن السبيل ، يهلكون مهلكاً واحداً ويصدرون مصادر شتى يبعثهم الله على نياتهم » .
والمستبصر : المتعمد ، وابن السبيل : العابر ، وفي رواية أخرى : فيهم المنتفر والمجبور والمكره ، أي المستنفر باختياره ، والمجبور بالقهر ، والمشارك باختياره لكن بسبب إكراه . ويدل ذلك على أن الصحابة كانوا يعرفون الحديث ، وأن العائذ بالبيت ركن فيه !
وقد اختصر البخاري ومسلم حديث جيش الخسف . راجع : الجمع بين الصحيحين للحميدي : 4 / 238 و / 245 ، وابن أبي شيبة : 15 / 43 وأحمد : 6 / 316 ، وأبا داود : 4 / 107 ، وتهذيب ابن عساكر : 3 / 450 ، وجامع الأصول : 10 / 179 ، وجمع الفوائد : 1 / 55 ، والمسند الجامع : 20 / 795 ، وتاريخ بخاري : 5 / 118 ، وابن ماجة : 2 / 1350 ، والنسائي : 5 / 207 ، والطبراني الكبير : 23 / 202 ، و : 24 / 75 ، والحاكم : 4 / 429 ، وصححه على شرط الشيخين ، ورواه عبد الرزاق : 11 / 371 ، بلفظ : يكون اختلاف عند موت خليفة ، فيخرج رجل من المدينة فيأتي مكة ، فيستخرجه الناس من بيته وهو كاره ، فيبايعونه بين الركن والمقام ، فيبعث إليه جيش من الشام حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم ، فيأتيه عصائب العراق وأبدال الشام فيبايعونه ، فيستخرج الكنوز ويقسم المال ، ويلقي الإسلام بجرانه إلى الأرض » .
ورواه أحمد بروايات في : 6 / 316 ، وفي : 6 / 285 : « عن أم سلمة : أن رسول الله صلى الله عليه وآله استيقظ من منامه وهو يسترجع ، قالت : قلت : يا رسول الله ما شأنك ؟ قال : طائفة من أمتي يخسف بهم ، ثم يبعثون إلى رجل فيأتي مكة فيمنعه الله منهم ويخسف بهم ، مصرعهم واحد ومصادرهم شتى ، قالت : قلت : يا رسول الله كيف يكون مصرعهم واحداً ومصادرهم شتى ؟ قال : إن منهم من يكره فيجئ مكرهاً » .
وفي المعجم الأوسط : 6 / 222 ، عن أم سلمة : « فيعوذ عائذ بالحرم فيجتمع الناس إليه كالطائر الوارد المتفرقة ، حتى يجتمع إليه ثلاث مائة وأربعة عشر ، فيهم نسوة ، فيظهر على كل جبار وابن جبار ، ويظهر من العدل ما يتمنى له الأحياء أمواتهم » .
وفي البدء والتاريخ : 2 / 178 : « وروي أن النبي صلى الله عليه وآله قال : لتتركن المدينة أحسن ما كانت ، حتى يجئ الكلب فيشغر على سارية المسجد ، قالوا : فلمن تكون الثمار يومئذ يا رسول الله ؟ قال : لعوافي السباع والطير ! قالوا في الخبر : ثم تسير خيل السفياني تريد مكة ، تنتهي إلى موضع يقال له بيداء ، فينادي مناد من السماء : يا بيداء بيدي بهم فيخسف بهم فلا ينجو منهم إلا رجلان من كلب تقلب وجوههما في أقفيتهما ، يمشيان القهقرى على أعقابهما ، حتى يأتيا السفياني فيخبرانه ، ويأتي البشير المهدي وهو بمكة فيخرج معه اثنا عشر ألفاً ، فهم الأبدال والأعلام ، حتى يأتي المباء ويأسر السفياني ، ويغير على كلب لأنهم أتباعه ويسبي نساءهم ، قالوا : فالخائب يومئذ من خاب عن غنائم كلب » .
وروى ابن حماد في الفتن مضامين من أحاديث أهل البيت عليهم السلام ، وأضاف إليها أساطير الإسرائيليات أو من خياله ، وبعض رواياته معقولة كروايته : 1 / 325 ، عن أبي جعفر « أي الإمام الباقر عليه السلام » قال : « فيبلغ أهل المدينة مخرج الجيش إليهم فيهرب منها من كان من آل محمد صلى الله عليه وآله إلى مكة يحمل الشديد الضعيف والكبير الصغير فيدركون نفساً من آل محمد فيذبحونه عند أحجار الزيت » . وهو النفس الزكية الثانية المذكور في خطبة المخزون لأمير المؤمنين عليه السلام .
وروى عدة روايات فيه عن أبي جعفر عليه السلام كما في / 90 : « سيكون عائذ بمكة يبعث إليه سبعون ألفاً ، عليهم رجل من قيس حتى إذا بلغوا الثنية دخل آخرهم ولم يخرج منها أولهم ، نادى جبرئيل : يا بيداء يا بيداء ، يسمع مشارقها ومغاربها ، خذيهم فلا خير فيهم ! فلايظهر على هلاكهم أحد إلا راعي غنم في الجبل ينظر إليهم حين ساخوا فيخبر بهم ، فإذا سمع العائذ بهم خرج » .
روت مصادرنا حديث جيش الخسف ولم تظلم منه شيئاً !
ففي الإختصاص / 255 ، وغيبة الطوسي / 269 ، عن الإمام الباقر عليه السلام قال : « يبعث السفياني بعثاً إلى المدينة فينفر المهدي منها إلى مكة ، فيبلغ أمير جيش السفياني أن المهدي قد خرج إلى مكة فيبعث جيشاً على أثره ، فلا يدركه حتى يدخل مكة خائفاً يترقب على سنة موسى بن عمران عليه السلام . قال : فينزل أمير جيش السفياني البيداء فينادي مناد من السماء : يا بيداء أبيدي القوم ، فيخسف بهم فلا يفلت منهم إلا ثلاثة نفر يحول الله وجوههم إلى أقفيتهم . وهم من كلب وفيهم نزلت هذه الآية : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا . . الآية . قال : والقائم يومئذ بمكة قد أسند ظهره إلى البيت الحرام مستجيراً به فينادي : يا أيها الناس إنا نستنصر الله ، فمن أجابنا من الناس فإنا أهل بيت نبيكم محمد ونحن أولى الناس بالله وبمحمد صلى الله عليه وآله . فمن حاجني في آدم فأنا أولى الناس بآدم . ومن حاجني في نوح فأنا أولى الناس بنوح . ومن حاجني في إبراهيم فأنا أولى الناس بإبراهيم . ومن حاجني في محمد فأنا أولى الناس بمحمد . ومن حاجني في النبيين فأنا أولى الناس بالنبيين .
أليس الله يقول في محكم كتابه : إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ . ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ . فأنا بقية من آدم ، وذخيرة من نوح ومصطفىً من إبراهيم ، وصفوة من محمد صلى الله عليه وآله .
ألا فمن حاجني في كتاب الله فأنا أولى الناس بكتاب الله ، ألا ومن حاجني في سنة رسول الله فأنا أولى الناس بسنة رسول الله صلى الله عليه وآله ، فأنشد الله من سمع كلامي اليوم لمَّا بلَّغ الشاهد الغائب ، وأسألكم بحق الله وحق رسوله صلى الله عليه وآله وبحقي ، فإن لي عليكم حق القربى من رسول الله صلى الله عليه وآله إلا أعنتمونا ومنعتمونا ممن يظلمنا ، فقد أُخفنا وظُلمنا وطُردنا من ديارنا وأبنائنا وبُغيَ علينا ، ودُفعنا عن حقنا ، وافترى أهل الباطل علينا ، فالله الله فينا لاتخذلونا ، وانصرونا ينصركم الله تعالى .
قال : فيجمع الله عليه أصحابه ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلاً ، يجمعهم الله له على غير ميعاد ، قزعاً كقزع الخريف ، وهي يا جابر الآية التي ذكرها الله في كتابه : أَيْنَمَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَئْ قَدِيرٌ ، فيبايعونه بين الركن والمقام .
ومعه عهد من رسول الله صلى الله عليه وآله قد توارثته الأبناء عن الآباء . والقائم يا جابر رجل من ولد الحسين يصلح الله له أمره في ليلة ، فما أشكل على الناس من ذلك يا جابر ، فلا يشكلنَّ عليهم ولادته من رسول الله صلى الله عليه وآله ووراثته العلماء عالماً بعد عالم .
فإن أشكل هذا كله عليهم ، فإن الصوت من السماء لايشكل عليهم ، إذا نودي باسمه واسم أبيه وأمه » .
عدد جيش السفياني ومكان الخسف به
تصف أحاديث المصادر السنية دخول جيش السفياني إلى المدينة المنورة من العراق والشام ، وأنه يستعمل العنف والوحشية مع أنصار المهدي وشيعة أهل البيت عليهم السلام !
بل ذكرت أن بطشه في المدينة يكون أشد مما فعله في بعض مناطق العراق ، ففي ابن حماد : 1 / 323 : « عن ابن شهاب قال : يكتب السفياني إلى الذي دخل الكوفة بخيله بعد ما يعركها عرك الأديم ، يأمره بالسير إلى الحجاز ، فيسير إلى المدينة فيضع السيف في قريش ، فيقتل منهم ومن الأنصار أربع مائة رجل ، ويبقر البطون ، ويقتل الولدان ، ويقتل أخوين من قريش رجل وأخته يقال لهما فاطمة ومحمد ، ويصلبهما على باب مسجد المدينة » .
وفي مستدرك الحاكم : 4 / 442 ، وغيره ، أن أهل المدينة يخرجون منها أمام حملة السفياني ، ولا تذكر الأحاديث أماكن أخرى يدخلها جيش السفياني غير المدينة . وفي / 252 ، أنه يأتي المدينة بجيش جرار . وفي ابن حماد : 1 / 328 : اثنا عشر ألفاً . وفي عقد الدرر / 76 ، أن عدده سبعون ألفاً ، وفي الكشاف : 3 / 467 ، ثمانون ألفاً !
ويظهر أن مدة بقاء جيشه في المدينة وجيزة ، ثم يتجه إلى مكة فتقع الآية الموعودة ويخسف بهم في البيداء . فعن حنان بن سدير أنه سأل الإمام الصادق عليه السلام عن خسف البيداء فقال : « أَمَا صِهْرا على البريد ، على اثني عشر ميلاً من البريد الذي بذات الجيش » . « البحار : 52 / 181 » . وبيداء المدينة منتهى الجبال وبداية الأرض المستوية للمسافر من المدينة إلى مكة . « هي الشُّرف الذي قدَّام ذي الحليفة في طريق مكة ، وذات الجيش هي على بريد من المدينة » . « شرح السيوطي على النسائي : 1 / 162 ، ومعجم البكري : 2 / 409 » وقد سلك النبي صلى الله عليه وآله إلى بدرعلى نقب المدينة ، ثم على العقيق ، ثم على ذي الحليفة ، ثم على ذات الجيش » . « ابن هشام : 3 / 160 » .
وفي فقه أهل البيت عليهم السلام : يكره الصلاة في أماكن ، منها البيداء لأنها محل خسف وغضب ، « قال النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام : يا علي : لا تصل في جلد ما لا تشرب لبنه ولا تأكل لحمه ، ولا تصل في ذات الجيش ، ولا في ذات الصلاصل ، ولا في ضجنان » . « من لا يحضره الفقيه : 4 / 366 » . وفي المحاسن للبرقي رحمه الله : 2 / 365 : « عن أحمد بن أبي نصر قال : سألت أبا الحسن عليه السلام عن الصلاة في البيداء ؟ فقال : البيداء لا يصلى فيها ، قلت : وأين حد البيداء ؟ قال : أما رأيت ذلك الرفع والخفض ؟ قلت : إنه كثير ، فأخبرني أين حده ؟ فقال : كان أبو جعفر عليه السلام إذا بلغ ذات الجيش جد في السير ، ثم لم يصل حتى يأتي معرس النبي صلى الله عليه وآله . قلت : وأين ذات الجيش ؟ قال : دون الحفيرة بثلاثة أميال » .
الآيات النازلة في معجزة الخسف بالجيش
في الدر المنثور : 5 / 240 : « وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ ، قال : هو جيش السفياني ، قال : من أين أخذ ؟ قال : من تحت أرجلهم » .
وفي تفسير الطبري : 22 / 72 : « عن حذيفة : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وذكر فتنة بين أهل المشرق والمغرب : فبينما هم كذلك إذ خرج عليهم السفياني من الوادي اليابس في فوره ذلك حتى ينزل دمشق ، فيبعث جيشين جيشاً إلى المشرق وجيشاً إلى المدينة ، حتى ينزلوا بأرض بابل في المدينة الملعونة والبقعة الخبيثة ، فيقتلون أكثر من ثلاثة آلاف ويبقرون بها أكثر من مائة امرأة ، ويقتلون بها ثلاث مائة كبش من بني العباس .
ثم ينحدرون إلى الكوفة ، فيخربون ما حولها ثم يخرجون متوجهين إلى الشام ، فتخرج راية هدى من الكوفة ، فتلحق ذلك الجيش منها على الفئتين فيقتلونهم لا يفلت منهم مخبر ، ويستنقذون ما في أيديهم من السبي والغنائم .
ويخلو جيشه الثاني بالمدينة ، فينتهبونها ثلاثة أيام ولياليها ، ثم يخرجون متوجهين إلى مكة ، حتى إذا كانوا بالبيداء بعث الله سبحانه جبرئيل فيقول : يا جبرائيل إذهب فأبدهم ، فيضربها برجله ضربة يخسف الله بهم . فذلك قوله عز وجل في سورة سبأ : وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ ، فلا ينفلت منهم إلا رجلان أحدهما بشير والآخر نذير ، وهما من جهينة ، فلذلك جاء القول : فعند جهينة الخبر اليقين » .
والكشاف : 3 / 467 ، وتذكرة القرطبي : 2 / 693 ، وتفسيره : 14 / 314 ، وعقد الدرر / 74 ، ونوادر الأخبار / 257 ، والاستيعاب : 3 / 928 ، وأبو الفتوح : 9 / 226 ، ومجمع البيان : 4 / 398 .
وفي ابن حماد : 1 / 329 : « عن علي رضي الله عنه قال : إذا نزل جيش في طلب الذين خرجوا إلى مكة ، فنزلوا البيداء خسف بهم ويُباد بهم ، وهو قوله عز وجل : وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ . من تحت أقدامهم » .
وروى السلمي في عقد الدرر / 76 : « عن الإمام أبي بكر محمد بن الحسن النقاش المقري في تفسيره قال : نزلت يعني هذه الآية في السفياني ، وذلك أنه يخرج من الوادي اليابس في أخواله وأخواله من كلب يخطبون على منابر الشام ، فإذا بلغوا عين التمر محا الله تعالى الإيمان من قلوبهم ، فتجوز حتى ينتهوا إلى جبل الذهب فيقاتلون قتالاً شديداً فيقتل السفياني سبعين ألف رجل ، عليهم السيوف المحلاة والمناطق المفضضة . ثم يدخل الكوفة فيصير أهلها ثلاث فرق ، فرقة تلحق به وهم أشر خلق الله تعالى ، وفرقة تقاتله وهم عند الله تعالى شهداء ، وفرقة تلحق الأعراب وهم العصاة . . .
ثم ذكر فظائع السفياني في العراق ثم في البصرة ودخول جيشه إلى المدينة ، وقال : ويقتل رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وامرأة ، واسم الرجل محمد ويقال اسمه علي والمرأة فاطمة فيصلبونهما عراة ! فعند ذلك يشتد غضب الله تعالى عليهم ، ويبلغ الخبر إلى ولي الله تعالى ، فيخرج من قرية من قرى جرش في ثلاثين رجلاً ، فيبلغ المؤمنين خروجه فيأتونه من كل أرض يحنّون إليه كما تحن الناقة إلى فصيلها ، فيجئ فيدخل مكة ، وتقام الصلاة فيقولون : تقدم يا ولي الله . فيقول : لا أفعل . . » الخ .
أقول : الخلط والإضافة في روايته واضحان . وأما مصادرنا فاستفاضت روايتها . ففي تفسير العياشي : 2 / 261 : « عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن عهد نبي الله صلى الله عليه وآله صار عند علي بن الحسين عليه السلام ثم صار عند محمد بن علي ، ثم يفعل الله ما يشاء ، فالزم هؤلاء . فإذا خرج رجل منهم معه ثلاث مائة رجل ، ومعه راية رسول الله صلى الله عليه وآله عامداً إلى المدينة ، حتى يمر بالبيداء فيقول : هذا مكان القوم الذين خسف الله بهم ، وهي الآية التي قال الله : أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللهُ بِهِمُ الأرض أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لايَشْعُرُونَ . أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ » .
وفي تفسير القمي : 2 / 205 : « عن أبي جعفر عليه السلام في قوله : وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا ، قال : من الصوت وذلك الصوت من السماء . وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ ، قال : من تحت أقدامهم خسف بهم » .
وعن أمير المؤمنين عليه السلام « النعماني / 163 » قال : « المهدي أقبلُ جعدٌ ، بخده خال ، يكون مبدؤه من قبل المشرق ، فإذا كان ذلك خرج السفياني فيملك قدر حمل امرأة تسعة أشهر ، يخرج بالشام فينقاد له أهل الشام إلا طوائف مقيمين على الحق يعصمهم الله من الخروج معه ، ويأتي المدينة بجيش جرار ، حتى إذا انتهى إلى بيداء المدينة خسف الله به ، وذلك قول الله عز وجل : وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ » .
وفي الكافي : 8 / 166 : « عن الطيار ، عن أبي عبد الله عليه السلام : في قول الله عز وجل : سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ . قال : خسف وقذف . قال : قلت : حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ ؟ قال : دع ذا ، ذاك قيام القائم » .
الغلام أو النفس الزكية الذي يقتل في المدينة
الغلام أو النفس الزكية الذي يقتل في المدينة
تقدمت روايته في فصل أصحاب الإمام عليه السلام ، وذكرت بعض الروايات أن هذا السيد وأخته هم أبناء عم النفس الزكية . وأن الإمام عليه السلام يرسله في مكة إلى المسجد الحرام برسالة فيقتلونه في المسجد الحرام ، قبيل ظهوره عليه السلام ، وأنهما يكونان فارَّين من العراق من جيش السفياني ، ويدلهم عليهما جاسوس يكون معهما من العراق . والصحيح أن الذي يقتل في مكة سيدٌ آخر ، وقد ورد أنه حسني صغير السن .
النداء السماوي من مصادر السنيين
يتفق عدد من أحاديث النداء السماوي في مصادر الجميع ، وبعضها أضيف اليه مبالغات وتخيلات الرواة .
فقد روى ابن حماد : 1 / 337 : « عن سعيد بن المسيب قال : تكون فتنة كان أولها لعب الصبيان ، كلما سكنت من جانب طمت من جانب ، فلا تتناهى حتى ينادي مناد من السماء : ألا إن الأمير فلان ، وفتل ابن المسيب يديه حتى أنهما لتنتفضان فقال : ذلكم الأمير حقاً ثلاث مرات . . .
عن جابر عن أبي جعفر قال : ينادي مناد من السماء : ألا إن الحق في آل محمد ، وينادي مناد من الأرض : ألا إن الحق في آل عيسى أو قال العباس ، أنا أشك فيه ، وإنما الصوت الأسفل من الشيطان ليلبس على الناس . شك أبو عبد الله نعيم » .
وروى « 1 / 339 » : « عن علي رضي الله عنه قال : بعد الخسف ينادي مناد من السماء : إن الحق في آل محمد في أول النهار ، ثم ينادي مناد في آخر النهار إن الحق في ولد عيسى ، وذلك نخوة من الشيطان . . .
عن سعيد بن يزيد التنوخي عن الزهري قال : إذا التقى السفياني والمهدي للقتال يومئذ يسمع صوت من السماء : ألا إن أولياء الله أصحاب فلان يعني المهدي ، قال الزهري : وقالت أسماء بنت عميس : إن أمارة ذلك اليوم أن كفاً من السماء مدلاةً ينظر إليها الناس » .
ملاحظة : يشير الحديث إلى أن « آل عيسى » هم الذين يخترعون النداء الأرضي المكذوب في آخر النهار ، لإبطال تأثير النداء السماوي في أول النهار ! ولعل الغربيين يقومون بهذه الكذبة ونشرها ! وفي رواية النعماني / 264 عن الإمام الصادق عليه السلام : « إن الشيطان لايدعهم حتى ينادي كما نادى برسول الله يوم العقبة » .
وفي ابن حماد : 1 / 228 : « عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله قال : إذا كانت صيحة في رمضان فإنه يكون معمعة في شوال ، وتمييز القبائل في ذي القعدة ، وتسفك الدماء في ذي الحجة ، والمحرم وما المحرم ، يقولها ثلاثاً ، هيهات هيهات ، يقتل الناس فيها هرجاً مرجاً ! قال : قلنا : وما الصيحة يا رسول الله ؟ قال : هدة في النصف من رمضان ليلة الجمعة ، فتكون هدة توقظ النائم وتقعد القائم وتخرج العواتق من خدورهن في ليلة جمعة في سنة كثيرة الزلازل ، فإذا صليتم الفجر من يوم الجمعة ، فأدخلوا بيوتكم وأغلقوا أبوابكم وسدوا كواكم ، ودثروا أنفسكم وسدوا آذانكم ، فإذا أحسستم بالصيحة فخروا لله سجداً ، وقولوا : سبحان القدوس ، سبحان القدوس ، ربنا القدوس ، فإنه من فعل ذلك نجا ومن لم يفعل ذلك هلك » . وفيه : « عن ابن حوشب عن النبي صلى الله عليه وآله : في المحرم ينادي مناد من السماء : ألا إن صفوة الله من خلقه فلان فاسمعوا له وأطيعوا ، في سنة الصوت والمعمعة » .
وفي البدء والتاريخ : 2 / 172 : « عن فيروز الديلمي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : يكون هدَّةٌ في رمضان توقظ النائم وتفزع اليقظان ، هذا في رواية قتادة .
وفي رواية الأوزاعي : يكون صوت في رمضان في نصف من الشهر يصعق فيه سبعون ألفاً ، ويعمى فيه سبعون ألفاً ، ويصمّ سبعون ألفاً ، ويخرس سبعون ألفاً ، ويتفلق له سبعون ألف باكرة ! قال : ثم يتبعه صوت آخر ، فالأول صوت جبرئيل عليه السلام والثاني صوت إبليس عليه اللعنة !
قال : الصوت في رمضان والمعمعة في شوال ، وتميز القبائل في ذي القعدة ، ويُغار على الحاج في ذي الحجة ، والمحرم أوله بلاء وآخره فرج . قالوا : يا رسول الله من يسلم منه ؟ قال : من يلزم بيته ويتعوذ بالسجود » .
وفي عقد الدرر / 105 ، عن ملاحم ابن المنادي ، عن شهر بن حوشب قال : « كان يقال : في شهر رمضان صوت ، وفي شوال همهمة ، وفي ذي القعدة تميز القبائل ، وفي ذي الحجة تسفك الدماء ، وينهب الحاج في المحرم . قيل له : وما الصوت ؟ قال : هاد من السماء يوقظ النائم ويفزع اليقظان ويخرج الفتاة من خدرها ويسمعه الناس كلهم ، فلا يجئ رجل من أفق من الآفاق إلا حدث أنه سمعه » .
وفي الآحاد والمثاني : 5 / 143 : « عن فيروز الديلمي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : صوت يكون في رمضان ، قالوا : يا رسول الله يكون في أوله أو في وسطه أو في آخره ؟ قال : لا بل في النصف من رمضان ، إذا كان ليلة النصف ليلة الجمعة يكون صوت من السماء يصعق له سبعون ألفاً ويخرس له سبعون ألفاً ويعمي سبعون ألفاً ويفيق سبعون ألفاً ويصم سبعون ألفاً قالوا : يا رسول الله فمن السالم من أمتك ؟ قال : من لزم بيته وتعوذ بالسجود وجهر بالتكبير لله عز وجل ، ثم يتبعه صوت آخر ، فالصوت الأول صوت جبريل عليه السلام والثاني صوت شيطان . والصوت في شهر رمضان والمعمعة في شوال ، وتميز القبائل في ذي القعدة ، ويغار على الحاج في ذي الحجة ، وفي المحرم وما المحرم ؟ أوله بلاء على أمتي وآخره فرج لأمتي » .
ابن حماد : 1 / 344 ، عن أبي رومان ، عن علي رضي الله عنه قال : « إذا نادى مناد من السماء إن الحق في آل محمد ، فعند ذلك يظهر المهدي على أفواه الناس ويُشرَبون حبه ولا يكون لهم ذكر غيره » .
النداء هو الآية التي تظل أعناق الناس لها خاضعين !
النعماني / 251 : « عن أبي جعفر عليه السلام قال : سئل أمير المؤمنين عليه السلام عن قوله تعالى : فَاخْتَلَفَ الأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ ، فقال : انتظروا الفرج من ثلاث ، فقيل : يا أمير المؤمنين وما هن ؟ فقال : اختلاف أهل الشام بينهم ، والرايات السود من خراسان ، والفزعة في شهر رمضان . فقيل : وما الفزعة في شهر رمضان ؟ فقال : أو ما سمعتم قول الله عز وجل في القرآن : إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ : هي آيةٌ تُخرج الفتاة من خدرها وتوقظ النائم وتفزع اليقظان » .
وفي تأويل الآيات : 1 / 386 : « عن ابن عباس في قوله عز وجل : إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ، قال : هذه نزلت فينا وفي بني أمية تكون لنا دولة تذل أعناقهم لنا ، بعد صعوبة وهوان بعد عز » .
تأويل الآيات : 1 / 386 : « عن أبي جعفر عليه السلام قال : سألته عن قول الله عز وجل : إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ؟ قال : نزلت في قائم آل محمد صلوات الله عليهم ينادى باسمه من السماء » .
وفي النعماني / 260 : « عن عبد الله بن سنان بروايتين ، قال : كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فسمعت رجلاً من همدان يقول له : إن هؤلاء العامة يعيروننا ويقولون لنا : إنكم تزعمون أن منادياً ينادي من السماء باسم صاحب هذا الأمر ، وكان متكئاً فغضب وجلس ، ثم قال : لا تروه عني واروه عن أبي ، ولا حرج عليكم في ذلك ! أشهد أني قد سمعت أبي عليه السلام يقول : والله إن ذلك في كتاب الله عز وجل لبيِّنٌ حيث يقول : إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ، فلا يبقى في الأرض يومئذ أحد إلا خضع وذلت رقبته لها ، فيؤمن أهل الأرض إذا سمعوا الصوت من السماء : ألا إن الحق في علي بن أبي طالب عليه السلام وشيعته . قال : فإذا كان من الغد صعد إبليس في الهواء حتى يتوارى عن أهل الأرض ، ثم ينادي : ألا إن الحق في عثمان بن عفان وشيعته فإنه قتل مظلوماً فاطلبوا بدمه . قال : فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت على الحق وهو النداء الأول ، ويرتاب يومئذ الذين في قلوبهم مرض ، والمرض والله عداوتنا ، فعند ذلك يتبرؤون منا ويتناولوننا فيقولون : إن المنادي الأول سحرٌ من سحر أهل هذا البيت ، ثم تلا أبو عبد الله عليه السلام قول الله عز وجل : وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ » .
وفي النعماني / 253 : « عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام من حديث طويل فيه ذكر أحداث وعلامات ، قال عليه السلام : إذا رأيتم ناراً من قبل المشرق شبه الهردي العظيم تطلع ثلاثة أيام أو سبعة فتوقعوا فرج آل محمد عليهم السلام إن شاء الله عز وجل ، إن الله عزيز حكيم . ثم قال : الصيحة لا تكون إلا في شهر رمضان ، لأن شهر رمضان شهر الله ، والصيحة فيه هي صيحة جبرائيل إلى هذا الخلق . ثم قال : ينادي مناد من السماء باسم القائم فيسمع من بالمشرق ومن بالمغرب ، لا يبقى راقد إلا استيقظ ولا قائم إلا قعد ، ولا قاعد إلا قام على رجليه فزعاً من ذلك الصوت ، فرحم الله من اعتبر بذلك الصوت فأجاب ، فإن الصوت الأول هو صوت جبرئيل الروح الأمين .
ثم قال عليه السلام : يكون الصوت في شهر رمضان في ليلة جمعة ليلة ثلاث وعشرين ، فلا تشكوا في ذلك واسمعوا وأطيعوا ، وفي آخر النهار صوت الملعون إبليس ينادي ألا إن فلاناً قتل مظلوماً ليشكك الناس ويفتنهم ! فكم في ذلك اليوم من شاكٍّ متحير قد هوى في النار ، فإذا سمعتم الصوت في شهر رمضان فلا تشكوا فيه إنه صوت جبرئيل ، وعلامة ذلك أنه ينادي باسم القائم واسم أبيه حتى تسمعه العذراء في خدرها ، فتحرض أباها وأخاها على الخروج .
وقال عليه السلام : لابد من هذين الصوتين قبل خروج القائم عليه السلام : صوت من السماء وهو صوت جبرئيل باسم صاحب هذا الأمر واسم أبيه ، والصوت الثاني من الأرض ، وهو صوت إبليس اللعين ينادي باسم فلان أنه قتل مظلوماً يريد بذلك الفتنة ، فاتبعوا الصوت الأول وإياكم والأخير أن تفتنوا به » .
وفي تفسير القمي : 2 / 118 : « عن هشام ، عن أبي عبد الله عليه السلام في تفسير : إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ . قال : تخضع رقابهم يعني بني أمية وهي الصيحة من السماء باسم صاحب الأمر » .
وفي النعماني / 263 : « عن فضيل ، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : أما إن النداء من السماء باسم القائم في كتاب الله لَبَيِّن . فقلت : فأين هو أصلحك الله ؟ فقال : في طسم . تلك آيات الكتاب المبين ، قوله : إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ . قال : إذا سمعوا الصوت أصبحوا وكأنما على رؤوسهم الطير » .
وفي غيبة الطوسي / 110 : « عن الحسن بن زياد الصيقل قال : سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام يقول : إن القائم لا يقوم حتى ينادي مناد من السماء يُسمع الفتاة في خدرها ويُسمع أهل المشرق والمغرب ، وفيه نزلت هذه الآية : إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ » .
وفي مجمع البيان : 4 / 184 : « وذكر أبو حمزة الثمالي في هذه الآية : أنها صوت يسمع من السماء في النصف من شهر رمضان ، وتخرج له العواتق من البيوت » .
أبو جعفر المنصور يروي حديث النداء !
الكافي : 8 / 209 : « عن إسماعيل بن الصباح قال : سمعت شيخاً يذكر عن سيف بن عميرة قال : كنت عند أبي الدوانيق فسمعته يقول ابتداء من نفسه : يا سيف بن عميرة لابد من مناد ينادي باسم رجل من ولد أبي طالب ! قلت : يرويه أحد من الناس ؟ قال : والذي نفسي بيده لسمعت أذني منه يقول : لابد من مناد ينادي باسم رجل . قلت : يا أمير المؤمنين ، إن هذا الحديث ما سمعت بمثله قط . فقال لي : يا سيف إذا كان ذلك فنحن أول من يجيبه ، أما إنه أحد بني عمنا ! قلت : أي بني عمكم ؟ قال : رجل من ولد فاطمة عليها السلام . ثم قال : يا سيف لولا أني سمعت أبا جعفر محمد بن علي يقوله ، ثم حدثني به أهل الأرض ما قبلته منهم ، ولكنه محمد بن علي ! » .
أقول : سبب يقين المنصور بالإمام الباقر عليه السلام ، أنه لمس صحة ما يخبر به عن المستقبل في أمور تخصه ! وقد أخبر الحسنيين والعباسيين بنجاح ثورتهم على الأمويين ، وأنهم سيختلفون ، ويحكم السفاح ، ثم المنصور !
النداء من المحتومات الإلهية ، يسمعه الناس بلغاتهم !
وفي النعماني / 257 : « قال أبو جعفر وقد سألته عن القائم عليه السلام : إنه لا يكون حتى ينادي مناد من السماء ، يسمعه أهل المشرق والمغرب ، حتى تسمعه الفتاة في خدرها » .
وفي النعماني / 274 : « عن زرارة قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : النداء حق ؟ قال : إي والله حتى يسمعه كل قوم بلسانهم » .
في الإرشاد / 358 ، عن أبي حمزة الثمالي : قلت : وكيف يكون النداء ؟ قال : ينادى مناد من السماء أول النهار ألا إن الحق مع علي وشيعته ، ثم ينادي إبليس في آخر النهار من الأرض : ألا إن الحق مع عثمان وشيعته ، فعند ذلك يرتاب المبطلون » .
وفي غيبة الطوسي / 266 : « عن أبي حمزة الثمالي قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : إن أبا جعفر عليه السلام كان يقول : خروج السفياني من المحتوم ، والنداء من المحتوم ، وطلوع الشمس من المغرب من المحتوم ، وأشياء كان يقولها من المحتوم . . الخ . » .
النداء هو الصيحة بالحق
تفسير القمي : 2 / 327 : « قوله : وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ : قال : ينادي المنادي باسم القائم عليه السلام واسم أبيه عليه السلام قوله : يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوج : قال : صيحة القائم من السماء . ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوج : قال : هي الرجعة » .
النداء في ظرف شديد على المسلمين وخاصة الشيعة
النعماني / 181 : « عن داود الرقي قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : جعلت فداك قد طال هذا الأمر علينا حتى ضاقت قلوبنا ، ومتنا كمداً ! فقال : إن هذا الأمر آيس ما يكون منه وأشده غماً ، ينادي مناد من السماء باسم القائم واسم أبيه . فقلت : جعلت فداك ما اسمه ؟ قال : اسمه اسم نبي ، واسم أبيه اسم وصي » .
وفي النعماني / 142 : « عن عمرو بن سعد ، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال يوماً لحذيفة بن اليمان في حديث طويل : حتى إذا غاب المتغيب من ولدي عن عيون الناس ، وماج الناس بفقده أو بقتله أو بموته ، اطَّلعت الفتنة ونزلت البلية والتحمت العصبية ، وغلا الناس في دينهم ، وأجمعوا على أن الحجة ذاهبة والإمامة باطلة ، ويحج حجيج الناس في تلك السنة من شيعة علي ونواصبه للتحسس والتجسس عن خلف الخلف فلا يرى له أثر ، ولا يعرف له خبر ولاخلف . فعند ذلك سُبَّتْ شيعة عليٍّ ، سَبَّها أعداؤها ، وظهرت عليها الأشرار والفساق باحتجاجها ، حتى إذا بقيت الأمة حيارى وتدلهت وأكثرت في قولها إن الحجة هالكة والإمامة باطلة ، فورب عليٍّ إن حجتها عليها قائمة ماشية في طرقها ، داخلة في دورها وقصورها ، جوالة في شرق هذه الأرض وغربها ، تسمع الكلام وتسلم على الجماعة ، ترى ولا ترى إلى الوقت والوعد ونداء المنادي من السماء ، ألا ذلك يوم فيه سرور ولد علي وشيعته » .
يكون النداء على أثر قتال في الحجاز
النعماني / 266 : « عن عبد الله بن سنان قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : إنه ينادي باسم صاحب هذا الأمر مناد من السماء : ألا إن الأمر لفلان بن فلان ، ففيمَ القتال ؟ وفيها :
عن عبد الله بن سنان قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : لا يكون هذا الأمر الذي تمدون إليه أعناقكم حتى ينادي مناد من السماء : ألا إن فلاناً صاحب الأمر ، فعلامَ القتال ؟ » .
ويدل هذا على أن النداء السماوي يكون على أثر قتال ، وهو القتال الذي يحدث إثر فراغ سياسي وصراع دموي على السلطة في الحجاز ، وهو الحدث الموعود المتصل بظهور المهدي عليه السلام .
النداء في ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان
كمال الدين : 2 / 650 و652 : « عن أبي عبد الله عليه السلام قال : الصيحة التي في شهر رمضان تكون ليلة الجمعة لثلاث وعشرين مضين من شهر رمضان » .
النعماني / 289 : « عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قلت له : جعلت فداك متى خروج القائم عليه السلام ؟ فقال : يا أبا محمد إنا أهل بيت لانوقت وقد قال محمد صلى الله عليه وآله : كذب الوقاتون . يا أبا محمد ، إن قدام هذا الأمر خمس علامات : أولاهن النداء في شهر رمضان ، وخروج السفياني ، وخروج الخراساني ، وقتل النفس الزكية ، وخسف بالبيداء . ثم قال : يا أبا محمد : إنه لابد أن يكون قدام ذلك الطاعونان : الطاعون الأبيض والطاعون الأحمر . قلت : جعلت فداك وأي شئ هما ؟ فقال : أما الطاعون الأبيض فالموت الجارف ، وأما الطاعون الأحمر فالسيف .
ولا يخرج القائم حتى ينادى باسمه من جوف السماء في ليلة ثلاث وعشرين ليلة جمعة . قلت : بمَ ينادى ؟ قال : باسمه واسم أبيه : ألا إن فلان بن فلان قائم آل محمد ، فاسمعوا له وأطيعوه ، فلا يبقى شئ خلق الله فيه الروح إلا يسمع الصيحة ، فتوقظ النائم ويخرج إلى صحن داره ، وتخرج العذراء من خدرها ، ويخرج القائم مما يسمع ، وهي صيحة جبرئيل عليه السلام » . ولا عبرة ببعض الروايات التي تذكر أن النداء في نصف رمضان .
تظهر آيات أخرى مع النداء السماوي
الإرشاد / 359 : « عن أبي بصير ، قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول في قوله تعالى شأنه : إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ : قال : سيفعل الله ذلك لهم ، قلت : ومن هم ؟ قال : بنو أمية وشيعتهم ، قلت : وما الآية ؟ قال : ركود الشمس ما بين زوال الشمس إلى وقت العصر ، وخروج صدر رجل ووجه في عين الشمس يعرف بحسبه ونسبه وذلك في زمان السفياني ، وعندها يكون بواره وبوار قومه » .
النعماني / 279 : « عن أبي بصير قال : حدثنا أبو عبد الله عليه السلام وقال : ينادى باسم القائم يا فلان بن فلان قم » ! وهذا نداء وهاتف له عليه السلام ، وهو خاص للإمام عليه السلام غير النداء لعموم الناس .
علامة ظهوره عليه السلام : سراج يطفأ ويشع بدله نوره عليه السلام !
إثبات الوصية / 226 : « عن أبي نصر عن أبي جعفر عليه السلام : لصاحب هذا الأمر بيتٌ يقال له بيت الحمد ، فيه سراجٌ يزهر منذ يومَ ولد إلى أن يقوم بالسيف » .
النعماني / 239 : « عن المفضل قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : إن لصاحب هذا الأمر بيتاً يقال له بيت الحمد فيه سراجٌ يزهر ، منذ يوم ولد إلى يوم يقوم بالسيف ، لا يطفأ » .
تكون قبل النداء آية في رجب
النعماني / 252 : « عن داود بن سرحان ، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : العام الذي فيه الصيحة قبله الآية في رجب ، قلت : وما هي ؟ قال : وجه يطلع في القمر ويدٌ بارزة » .
معنى أن الإمام عليه السلام يبايع على كره منه
النعماني / 263 : « عن عبيد بن زرارة ، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : ينادى باسم القائم فيؤتى وهو خلف المقام فيقال له : قد نودي باسمك فما تنتظر ؟ ثم يؤخذ بيده فيبايع . قال : قال لي زرارة : الحمد لله قد كنا نسمع أن القائم عليه السلام يبايع مستكرهاً ، فلم نكن نعلم وجه استكراهه ، فعلمنا أنه استكراهٌ لا إثم فيه » .
النداء الأول من جبرئيل عليه السلام والثاني من إبليس
النعماني / 265 : « عن هشام بن سالم قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : هما صيحتان صيحة في أول الليل ، وصيحة في آخر الليلة الثانية ، قال : فقلت : كيف ذلك ؟ قال : فقال : واحدة من السماء وواحدة من إبليس ، فقلت : وكيف نعرف هذه من هذه ؟ فقال : يعرفها من كان سمع بها قبل أن تكون » .
كمال الدين : 2 / 650 : « عن زرارة ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ينادي مناد باسم القائم . قلت : خاص أو عام ؟ قال : عام يسمعه كل قوم بلسانهم ، قلت : فمن يخالف القائم وقد نودي باسمه ؟ قال : لايدعهم إبليس حتى ينادي ويشكك الناس » .
كمال الدين : 2 / 650 : « عن ميمون البان قال : كنت عند أبي جعفر عليه السلام في فسطاطه فرفع جانب الفسطاط فقال : إن أمرنا لو قد كان لكان أبين من هذه الشمس . ثم قال : ينادى مناد من السماء فلان بن فلان هو الإمام باسمه . وينادي إبليس لعنه الله من الأرض كما نادى برسول الله صلى الله عليه وآله ليلة العقبة » .
كمال الدين : 2 / 652 : « عن أبي عبد الله عليه السلام قال : صوت جبرئيل من السماء وصوت إبليس من الأرض ، فاتبعوا الصوت الأول وإياكم والأخير أن تفتنوا به » .
النعماني / 264 : « عن زرارة بن أعين قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : ينادي مناد من السماء : إن فلاناً هو الأمير ، وينادي مناد : إن علياً وشيعته هم الفائزون .
قلت : فمن يقاتل المهدي بعد هذا ؟ فقال : إن الشيطان ينادي : إن فلاناً وشيعته هم الفائزون لرجل من بني أمية . قلت : فمن يعرف الصادق من الكاذب ؟ قال : يعرفه الذين كانوا يروون حديثنا ويقولون إنه يكون قبل أن يكون ، ويعلمون أنهم هم المحقون الصادقون » .
النعماني / 264 : « عن ناجية القطان أنه سمع أبا جعفر عليه السلام يقول : إن المنادي ينادي إن المهدي من آل محمد فلان بن فلان ، باسمه واسم أبيه ، فينادي الشيطان : إن فلاناً وشيعته على الحق ، يعني رجلاً من بني أمية » .
النعماني / 265 : « عن هشام بن سالم قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : إن الجريري أخا إسحاق يقول لنا : إنكم تقولون هما نداءان فأيهما الصادق من الكاذب ؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام : قولوا له : إن الذي أخبرنا بذلك وأنت تنكر أن هذا يكون ، هو الصادق » .
الكافي : 8 / 208 : « عن ابن مسلمة الجريري قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : يوبخونا ويكذبونا أنا نقول : إن صيحتين تكونان ، يقولون : من أين تعرف المحقة من المبطلة إذا كانتا ؟ قال : فماذا تردون عليهم ؟ قلت : ما نرد عليهم شيئاً . قال : قولوا : يصدق بها إذا كانت من كان يؤمن بها من قبل ، إن الله عز وجل يقول : أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُون » .
الكافي : 8 / 209 : « عن داود بن فرقد قال : سمع رجل من العجلية هذا الحديث قوله : ينادي مناد ألا إن فلان بن فلان وشيعته هم الفائزون أول النهار ، وينادي آخر النهار : ألا إن عثمان وشيعته هم الفائزون ، قال : وينادي أول النهار منادٍ آخر النهار . فقال الرجل : فما يدرينا أيما الصادق من الكاذب ؟ فقال : يصدقه عليها من كان يؤمن بها قبل أن ينادي ، إن الله عز وجل يقول : أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلا أَنْ يُهْدَى » .
النداء السماوي غير الصوت الذي يأتي من جهة الشام
النعماني / 279 : « عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال : توقعوا الصوت يأتيكم بغته من قبل دمشق فيه لكم فرج عظيم » . وهذه الصيحة ليست النداء السماوي ، وهي كناية عن حدث بالشام كالهزة .
ملاحظات على أحاديث النداء السماوي عند الطرفين
نلاحظ أولاً : أن أحاديث المصادر السنية في النداء وظروف ظهور المهدي عليه السلام أضعاف ما رويناه عن أهل البيت عليهم السلام وما ذكرناه قسم قليل منها ، والباقي يشبهه .
ونلاحظ ثانياً : أنهم رووا أكثر المضامين التي رويناه عن أهل البيت عليهم السلام خاصة عن أمير المؤمنين والإمام الباقر عليه السلام ، لكنهم جردوها من العصمة والربانية !
ونلاحظ ثالثاً : أن أحاديث السنة ركزت على الصراع والقتل عند انتهاء موسم الحج أكثر من أحاديث أهل البيت عليهم السلام .
ورابعاً : مع أن عنصرالإعجاز متشابه في الطرفين ، لكن مصادرهم زادت عناصر أسطورية يشبه منطقها الإسرائيليات ، والذي اخترناه أقلها مبالغة وأسطورة . ونفس هذا المنطق تراه عندهم في موت حاكم الحجاز وصراع القبائل بعده على الحكم ، وبقية الأحداث !
وخامساً : تصور أحاديث مصادرهم ظهور الإمام المهدي عليه السلام كأنه صدفة ، وأن المسلمين يهرعون بعد موت حاكم الحجاز وصراع القبائل ، إليه فيجبرونه على قبول بيعتهم فيقود الأمة في الحجاز ثم يتوجه إلى العراق وسوريا والقدس فيفتح الله عليه .
أما أحاديث أهل البيت عليهم السلام فتنص على أن ذلك خطة إلهية دقيقة ، وأن أهم عناصرها : الإمام عليه السلام ولي الله وخاتم الأوصياء المعصومين عليهم السلام المذخور لإنهاء الظلم إلى الأبد ، وأنه مهديُّ من ربه ، وحركته موعودة ومعدة وموجَّهة من الله تعالى ، وشخصيته قيادية فريدة ، يمنحها الله تعالى قدرات خاصة جداً ومصيرية . ثم أصحابه المذخورون الذين يوافونه من أقاصي العالم . ثم الظروف المهيأة لظهوره عربياً وعالمياً ، ومنها انهيار حكم الحجاز ، والوضع في العراق ، ووجود دولتين مواليتين له هما اليمن وإيران . . الخ . وهي مفردات واضحة في أحداث ظهوره عليه السلام .
في البحار : 52 / 389 : « عن أبي الجارود قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : جعلت فداك أخبرني عن صاحب هذا الأمر ؟ قال : يمسي من أخوف الناس ويصبح من آمن الناس ، يوحى إليه هذا الأمر ليله ونهاره ! قال : قلت : يوحى إليه يا با جعفر ؟ قال : يا با جارود إنه ليس وحي نبوة ولكنه يوحى إليه كوحيه إلى مريم بنت عمران وإلى أم موسى وإلى النحل . يا أبا الجارود : إن قائم آل محمد لأكرم عند الله من مريم بنت عمران وأم موسى والنحل » .