الفضائل
الاخلاص والتوكل
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
الإيثار و الجود و السخاء و الكرم والضيافة
الايمان واليقين والحب الالهي
التفكر والعلم والعمل
التوبة والمحاسبة ومجاهدة النفس
الحب والالفة والتاخي والمداراة
الحلم والرفق والعفو
الخوف والرجاء والحياء وحسن الظن
الزهد والتواضع و الرضا والقناعة وقصر الامل
الشجاعة و الغيرة
الشكر والصبر والفقر
الصدق
العفة والورع و التقوى
الكتمان وكظم الغيظ وحفظ اللسان
بر الوالدين وصلة الرحم
حسن الخلق و الكمال
السلام
العدل و المساواة
اداء الامانة
قضاء الحاجة
فضائل عامة
آداب
اداب النية وآثارها
آداب الصلاة
آداب الصوم و الزكاة و الصدقة
آداب الحج و العمرة و الزيارة
آداب العلم والعبادة
آداب الطعام والشراب
آداب الدعاء
اداب عامة
حقوق
الرذائل وعلاجاتها
الجهل و الذنوب والغفلة
الحسد والطمع والشره
البخل والحرص والخوف وطول الامل
الغيبة و النميمة والبهتان والسباب
الغضب و الحقد والعصبية والقسوة
العجب والتكبر والغرور
الكذب و الرياء واللسان
حب الدنيا والرئاسة والمال
العقوق وقطيعة الرحم ومعاداة المؤمنين
سوء الخلق والظن
الظلم والبغي و الغدر
السخرية والمزاح والشماتة
رذائل عامة
علاج الرذائل
علاج البخل والحرص والغيبة والكذب
علاج التكبر والرياء وسوء الخلق
علاج العجب
علاج الغضب والحسد والشره
علاجات رذائل عامة
أخلاقيات عامة
أدعية وأذكار
صلوات و زيارات
قصص أخلاقية
قصص من حياة النبي (صلى الله عليه واله)
قصص من حياة الائمة المعصومين(عليهم السلام) واصحابهم
قصص من حياة امير المؤمنين(عليه السلام)
قصص من حياة الصحابة والتابعين
قصص من حياة العلماء
قصص اخلاقية عامة
إضاءات أخلاقية
في بقية آداب الكسب والتجارة وطلب الرزق
المؤلف:
الشيخ عبد الله المامقاني
المصدر:
مرآة الكمال
الجزء والصفحة:
ج2/ ص130-149
2025-06-10
73
وهي أمور :
فمنها : إنه يجب الاقتصار في طلب الرزق على الحلال منه ، واجتناب الحرام منه ، فإنّ من اقتصر من الدّنيا على ما أحلّ اللّه له سلم ، ومن تناولها من غير حلّها هلك ، كما أخبر به رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم[1].
ومنها : إنه يستحب الاجمال في طلب الرزق والاقتصاد فيه[2]، لما ورد من الأمر به ، وعن أمير المؤمنين عليه السّلام أنّه كثيرا ما كان يقول : إعلموا علما يقينا أنّ اللّه عزّ وجلّ لم يجعل للعبد - وإن اشتد جهده ، وعظمت حيلته ، وكثرت مكائدة - أن يسبق ما سمّي له في الذكر الحكيم ، ولم يخل من العبد في ضعفه وقلّة حيلته أن يبلغ ما سمّي له في الذكر الحكيم . الحديث[3].
وعن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنه قال في حجة الوداع : ألا أن الروح الأمين نفث في روعي أنّه لا تموت نفس حتى تستكمل رزقها ، فاتّقوا اللّه واجملوا في الطلب ، ولا يحملنّكم استبطاء شيء من الرزق أن تطلبوه بمعصية اللّه تعالى ، فإنّ اللّه [ تبارك ] وتعالى قسّم الأرزاق بين خلقه حلالا ولم يقسمها حراما ، فمن اتّقى اللّه عزّ وجلّ وصبر آتاه اللّه برزقه من حلّه ، ومن هتك حجاب الستر وعجّل فأخذه من غير حله ، قصّ به من رزقه الحلال وحوسب عليه يوم القيامة[4]. وعن أمير المؤمنين عليه السّلام أنّه قال : كم من متعب نفسه مقتر عليه ، ومقتصد في الطلب قد ساعدته التقادير[5]. وقال الصادق عليه السّلام : إنّ اللّه عزّ وجلّ وسّع في أرزاق الحمقى ليعتبر العقلاء ويعلموا أنّ الدنيا ليس ينال ما فيها بعمل ولا حيلة[6]، وقال أمير المؤمنين عليه السّلام في وصيته لمحمد بن الحنفية : يا بنيّ ! الرزق رزقان : رزق تطلبه ورزق يطلبك ، فإن لم تأته أتاك ، فلا تحمل همّ سنتك على همّ يومك ، وكفاك كل يوم ما هو فيه ، فإن تكن السنة من عمرك فإنّ اللّه تعالى سيأتيك في كل غد بجديد ما قسم لك ، وإن لم تكن السنة من عمرك فما تصنع بهمّ وغمّ ما ليس لك ؟ ! واعلم أنّه لن يسبقك إلى رزقك طالب ، ولن يغلب عليه غالب ، ولن يحتجب عنك ما قدّر لك ، فكم رأيت من طالب متعب نفسه مقتّر عليه رزقه ومقتصد في الطلب قد ساعدته المقادير ، وكلّ مقرون به الفناء[7].
وكما يستحب الإجمال في الطلب ، فكذا يكره كثرة المسامحة والكسل ، فإنّه مبغوض للإمام عليه السّلام ، لأنّ من كسل عن أمر دنياه فهو عن أمر آخرته أكسل[8]، وإنّ الأشياء لمّا ازدوجت ازدوج الكسل والعجز فنتج بينهما الفقر[9].
ويكره زيادة الاهتمام بالرزق ، لأنّ ضامنه قادر مأمون[10].
ومنها : استحباب طلب قليل الرزق ، والشكر عليه ، وعدم استقلاله ، فإنّه يدعو إلى اجتلاب كثير من الرزق[11].
ويكره استقلال قليل الرزق فيحرم كثيره ، لما ورد من أنّ من استقل قليل الرزق حرم كثيره[12].
ومنها : انّه يستحب الدعاء في طلب الرزق[13]، والرجاء للرزق من حيث لا يحتسب[14]، وتهيئة من تعسّر عليه المعاش طعاما ، واطعامه المؤمنين وسؤالهم أن يدعو اللّه بالسعة[15]، وإكثار الاستغفار[16]، وترطيب اللسان بقراءة إنا أنزلناه فإنّ الرزق يقبل بذلك .
وورد أنّ من ساءت حاله ومعاشه فليقرأ حولا إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ . . .[17] الآية ، ثم قراءة إنا أنزلناه بعد الحول كلّ يوم مائة مرة[18]، فإنّه يتسع رزقه .
ومنها : استحباب تعرض غير طالب العلم للرزق ، بفتح الباب والجلوس في الدكان وبسط البساط ، فإنّ من فعل ذلك فقد قضى ما عليه . وقد جرّب غير واحد من أهل أعصار الأئمة عليهم السّلام ذلك فوسّع اللّه عليه وكثر ماله[19].
ومنها : استحباب مرمّة المعاش واصلاح المال ، لأنّه الذي ينبغي للمسلم العاقل [20]، وإنّ إصلاح المال من الإيمان والمروّة [21]، وإنّ فيه منبّهة للكريم واستغناء عن اللئيم[22].
ومنها : استحباب الاقتصاد في المعيشة وتقديرها ، لما ورد من أنّ القصد يورث الغنى ، والسرف يورث الفقر[23]، وانّه لا يصلح المرء المسلم إلّا ثلاثة : التفقّه في الدين ، والصبر على النائبة ، وحسن التقدير في المعيشة[24]، وإنّه إذا أراد اللّه تعالى بأهل بيت خيرا رزقهم الرفق في المعيشة[25]، وإنّه لا خير في رجل لا يقتصد في معيشته ما يصلح لا لدنياه ولا لآخرته[26].
ومنها : استحباب مباشرة ذي الحسب والدين كبار الأمور ، كشراء العقار والرقيق ، وما أشبههما ، والاستنابة في شراء الأشياء الحقيرة ، لما ورد من أنّه لا ينبغي للمرء المسلم ذي الحسب والدين أن يلي دقائق الأشياء بنفسه[27].
ومنها : استحباب التغرّب في طلب الرزق ، لما ورد من أنّ اللّه تبارك وتعالى يحبّ الاغتراب في طلب الرزق[28]، نعم ورد أنّ من سعادة الرجل أن يكون متجره ببلده ، ويرزق معيشته ببلده ، يغدو إلى أهله ويروح[29].
ومنها : استحباب التبكير في طلب الرزق ، والإسراع في المشي ، لما ورد من قول الصادق عليه السّلام : إذا أراد أحدكم حاجة فليبكّر إليها ، وليسرع المشي إليها[30].
ومنها : استحباب الذهاب في الحاجة على طهارة ، والمشي في الظل ، لما ورد من أن من ذهب في حاجة على غير وضوء فلم تقض حاجته فلا يلومنّ إلّا نفسه ، وأن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أرسل رجلا في حاجة وكان يمشي في الشمس ، فقال له : امش في الظلّ ، فإنّ الظلّ أبرك[31].
ومنها : استحباب طلب الحوائج من الناس بالنهار ، للأمر به معلّلا بأنّ اللّه جعل الحياء في العينين[32].
ومنها : كراهة سهر ذي الصنعة والكسب الليل كلّه بصنعته وكسبه ، لما ورد من أنّ من بات ساهرا في كسب ولم يعط العين حقها من النوم فكسبه ذلك حرام[33].
ومنها : كراهة إجارة الإنسان نفسه ، لما ورد من أنّ من آجر نفسه فقد حظر على نفسه الرزق ، لأن ما يصيبه فهو لربّه [ الذي ] اجره ، ومقتضى التعليل هو عدم كراهة [ إجارة ] مثل البنّاء والنجّار ونحوهما نفسه يوما للعمل ، واللّه العالم[34] .
ومنها : كراهة ركوب البحر للتجارة ، للنصوص بذلك ، وبأنّه ما أجمل في الطلب من ركب البحر للتجارة[35].
ومنها : كراهة التجارة في أرض لا يصلّى فيها إلّا على الثلج ، للنهي عنه[36].
ومنها : كراهة التعرّض للكيل إذا لم يحسن[37].
ومنها : إن صاحب السلعة أحقّ بالسوم[38].
ومنها : استحباب مبادرة التاجر إلى الصلاة في أوّل وقتها ، وكراهة اشتغاله بالتجارة عنها ، وقد فسّر قوله تعالى رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ بالتجّار الذين إذا دخلت مواقيت الصلاة أدّوا إلى اللّه عزّ وجلّ حقّه فيها[39].
ومنها : استحباب تعلّم الكتابة والحساب وآداب الكتابة ، وقد ورد : انّ اللّه تعالى منّ على الناس - برّهم وفاجرهم - بالكتاب والحساب ، ولولا ذلك لتغالطوا[40].
ويستحب الكتابة عند التعامل والتداين ، لما ورد من أنّ اللّه تبارك وتعالى أمر العباد أن يكتبوا بينهم إذا تداينوا أو تعاملوا[41] بنصّ الآية[42].
ومنها : استحباب الدعاء عند دخول السوق بالمأثور ، بأن يقول حين يضع رجله في السوق : « اللهم إني أسألك من خيرها وخير أهلها ، وأعوذ بك من شرّها ومن شرّ أهلها » ، فإنّه إذا قال ذلك وكلّ اللّه تعالى به من يحفظه ويحفظ عليه حتى يرجع إلى منزله فيقول له : قد أجرتك من شرّها وشرّ أهلها يومك هذا بإذن اللّه ، وقد رزقت خيرها وخير أهلها في يومك هذا ، ويقول حين يجلس [ مجلسه ] : « اشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له ، وأنّ محمدا عبده ورسوله ، اللّهم إنّي أسألك من فضلك رزقا حلالا طيّبا ، وأعوذ بك من أن أظلم أو أظلم ، وأعوذ بك من صفقة خاسرة ، ويمين كاذبة » فإذا قال ذلك قال له الملك الموكل به : ابشر فما في سوقك اليوم أحد أوفر حظّا منك ، قد تعجلت الحسنات ومحيت عنك السيّئات ، وسيأتيك ما قسم اللّه لك موفّرا حلالا مباركا فيه[43].
وورد عند دخول السوق قول : « اللهمّ إنّي أسألك من خيرها وخير أهلها ، وأعوذ بك من شرها وشر أهلها ، اللهم إني أعوذ بك من أن أظلم أو أظلم ، أو أبغي أو يبغى عليّ ، أو أعتدي أو يعتدى عليّ ، اللهمّ إنّي أعوذ بك من شرّ إبليس وجنوده ، وشر فسقة العرب والعجم ، وحسبي اللّه لا إله إلّا هو ، عليه توكلت وهو ربّ العرش العظيم »[44].
وورد أنّ من قال حين يدخل السوق : « سبحان اللّه والحمد للّه ولا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحيي ويميت وهو حيّ لا يموت ، بيده الخير وهو على كل شيء قدير » أعطي من الأجر بعدد ما خلق اللّه إلى يوم القيامة[45]، وإطلاقه يشمل ما لو دخلها للاكتساب أو لمطلق المعاملة وشراء شيء ، ومثله ما ورد من أنّ من قال في السوق : « أشهد أن لا إله إلّا اللّه ، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله » كتب اللّه له ألف حسنة[46].
وما ورد من أنّ من دخل السوق فنظر إلى حلوها وحامضها فليقل : « أشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له ، وأنّ محمدا عبده ورسوله ، اللهمّ إنّي أسألك من فضلك وأستجير بك من الظلم والغرم والمآثم »[47].
وورد أنّ من دخل سوقا أو مسجد جماعة فقال مرة واحدة : « أشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له ، واللّه أكبر كبيرا ، والحمد للّه كثيرا ، وسبحان اللّه بكرة وأصيلا ، ولا حول ولا قوّة إلّا باللّه العليّ العظيم ، وصلّى اللّه على محمّد وآله » ، عدلت حجة مبرورة[48].
وورد أنّ من ذكر اللّه في الأسواق غفر له بعدد أهلها[49].
وورد عند إرادة شراء شئ قول : « يا حيّ يا قيّوم ، يا دائم ، يا رؤوف ، يا رحيم ، أسألك بعزتك وقدرتك وما أحاط به علمك أن تقسم لي من التجارة اليوم أعظمها رزقا ، وأوسعها فضلا ، وخيرها عاقبة ، فإنّه لا خير فيما لا عاقبة له »[50] .
وورد عند شراء شئ من متاع أو غيره التكبير ثلاثا ثم قول : « اللهمّ إنّي اشتريته ألتمس فيه من خيرك فاجعل لي فيه خيرا ، اللهم إنّي اشتريته التمس فيه من فضلك [ فصلّ على محمد وآل محمد ] واجعل لي فيه فضلا ، اللهمّ إنّي اشتريته ألتمس فيه [ من ] رزقك فاجعل لي فيه رزقا » أعاد كل واحدة ثلاث مرات[51]، وظاهره - كأكثر الأدعية المذكورة – الإختصاص وورد فيمن يريد شراء الدابّة أن يقول ثلاث مرات : « اللهمّ إن كانت عظيمة البركة ، فاضلة المنفعة ، ميمونة الناصية ، فيسّر لي شراءها ، وإن كانت غير ذلك فاصرفني عنها إلى التي هي خير لي منها ، فإنّك تعلم ولا أعلم ، وتقدر ولا أقدر ، وأنت علّام الغيوب »[52]، وفيمن يريد شراء دابّة أو رأس قول : « اللهم أقدر لي أطولها حياة ، وأكثرها منفعة ، وخيرها عاقبة »[53]. وفيمن يريد شراء جارية قول : « اللهمّ إنّي أستخيرك وأستشيرك » وبعد شراء الدابة الوقوف من جانبها الأيسر والأخذ بناصيتها بيده اليمنى وقراءة فاتحة الكتاب والتوحيد والمعوذتين وآخر الحشر وآخر بني إسرائيل أي « قل ادعوا اللّه . . »[54] الآية ، وآية الكرسي على رأسها ، فإنّ ذلك أمان لتلك الدابّة من الآفات[55].
ومنها : استحباب الاقتصار على معاملة من نشأ في الخير ، لما ورد من النهي عن المخالطة والمعاملة إلّا معه[56].
ويكره معاملة المحارف ، معلّلا بأنّ صفقته لا بركة فيها[57] ، والمحارف : هو المحروم الذي إذا طلب لا يرزق ، أو لا يكون يسعى في الكسب ، وهو خلاف قولك : المبارك .
وورد عن أمير المؤمنين عليه السّلام الأمر بمشاركة الذي قد أقبل عليه الرزق ، لأنّه أخلق للغنى وأجدر بإقبال الحظّ[58] .
ويكره طلب الحوائج من مستحدث النعمة والاستقراض منه[59]، لما ورد من النهي عنهما ، وأنّ إدخال اليد إلى المرفق إلى فم الأفعى لإخراج الدرهم خير من طلب الحوائج ممّن لم يكن فكان[60].
ويكره معاملة ذوي العاهات ، لأنهم أظلم شيء[61]، ومعاملة الأكراد ومخالطتهم ، لأنهم حيّ من أحياء الجنّ كشف اللّه عنهم الغطاء[62]، ومخالطة السفلة فإنّها لا تؤول إلى خير[63]، ومعاملة من ينفق ماله في معصية اللّه سبحانه ، والاستعانة بالمجوس ولو على أخذ قوائم الشاة عند إرادة ذبحها[64].
ومنها : كراهة البيع بربح الدينار دينارا فصاعدا ، والحلف عليه ، بل يكره مطلق البيع الذي ربحه خلاف الانصاف[65].
ومنها : استحباب تجربة الأشياء وملازمة ما ينفعه من المعاملات[66].
ومنها : استحباب ادّخار قوت السنة وتقديمه على شراء العقدة ، لما ورد من أنّ الإنسان إذا أدخل طعام سنته داره خفّ ظهره واستراح ، والنفس إذا أحرزت قوتها استقرت[67]، وعن الصادق عليه السّلام : انّ سلمان كان إذا أخذ عطاؤه رفع منه قوته لسنته حتى يحضر عطاؤه من قابل ، فقيل : يا أبا عبد اللّه ! أنت في زهدك تصنع هذا ؟ وأنت لا تدري لعلك تموت اليوم أو غدا ! ؟ فكان جوابه أن قال : ما لكم لا ترجون لي البقاء كما خفتم عليّ الفناء ، اما علمتم يا جهلة ان النفس قد تلتاث[68] على صاحبها إذا لم يكن لها من العيش ما تعتمد عليه ، فإذا هي أحرزت معيشتها اطمأنّت[69]
ويستحب الأخذ من طعام الدار للصرف على العيال بالكيل ، فإنه أعظم للبركة ، ويكره الأخذ جزافا[70].
ويستحب لمن عنده الطعام لقوته وعروض القحط ان يبيعه مواساة للناس ، ثم يشتري يوما بيوم ، وان كانت عنده حنطة استحب ان يخلطها بشعير ، ويبيع ويشتري من المسلمين يوما بيوم[71].
ومنها : استحباب شراء الحنطة للقوت فإنّه ينفي الفقر[72].
ويكره شراء الدقيق والخبز فان شراء الدقيق ذلّ ، وينشئ الفقر ، وشراء الخبز فقر ومحق ، ومن مرّ العيش[73].
ويكره منع قرض الخمير والخبز ، فقد ورد ان منعه يورث الفقر[74]، وان منع الملح والنّار لا يحلّ[75]، وان قرض الخمير واقتباس النار يجلب الرزق على أهل البيت مع ما فيه من مكارم الأخلاق[76].
ويكره عدّ الخبز مع عدم الحاجة إلى إحصائه[77].
ومنها : استحباب الاستتار بالمعيشة وكتمها عن الناس ، للأمر به معلّلا بأنهم ان لم يضرّوك لم ينفعوك[78] .
ومنها : استحباب شراء الصغار من الرقيق وتربيتها وبيعها كبارا عند ضيق الرزق ، وكذا معالجة الكرسف[79].
ومنها : كراهة حمل شئ في الكمّ ، لأنّ الكمّ مضياع[80].
ومنها : كراهة شكوى من رزقه بالبيع والشراء من عدم الربح والانفاق من رأس المال ، لأنه شكاية من الرب ، وهل أصل المال والربح إلا منه تعالى ؟ ! كما نطق بذلك الخبر[81].
ومنها : استحباب العود من غير طريق الذهاب تأسّيا بالنبيّ صلّى اللّه عليه وآله والرّضا عليه السّلام لأنّه أرزق[82].
ومنها : استحباب بيع التجارة قبل دخول مكّة ، وكراهة الاشتغال فيها عن العبادة ، فإن اللّه سبحانه أبى أن يجعل متجر المؤمن بمكة[83].
تذييل :
من السنن المؤكدة إقراض المؤمن ، فإن أجره عظيم ، وثوابه جسيم ، لما فيه من معونة المحتاج ، والمعاونة على البرّ ، وكشف كربة المسلم ، وقضاء حاجته ، وقد ورد عن الصادق عليه السّلام أنه قال : لأن أقرض قرضا أحب اليّ من أن أتصدّق بمثله[84]، وان المقرض يعطى ثواب الصدقة بمثل مال القرض حتى يرجع إليه[85]، وانه مكتوب على باب الجنة : إن الصدقة بعشرة والقرض الواحد بثمانية عشر ، وصلة الإخوان بعشرين ، وصلة الرحم بأربعة وعشرين[86]، وعن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : ان من أقرض مؤمنا قرضا ينظر به ميسوره كان ماله في زكاة ، وكان هو في صلاة من الملائكة حتى يؤدّيه[87] [ اليه ] ، وان من أقرض أخاه المسلم كان له بكل درهم أقرضه وزن جبل أحد من جبال رضوى وطور سيناء حسنات ، وإن رفق به في طلبه تعدّي به على الصراط كالبرق الخاطف اللامع بغير حساب ولا عذاب ، ومن شكا إليه أخوه المسلم فلم يقرضه حرّم اللّه عزّ وجلّ عليه الجنّة يوم يجزي المحسنين[88].
وارسل في وجه أفضلية اقراض شيء من التصدّق به انّ المستقرض لا يستقرض إلّا من حاجة وضرورة ، وقد تطلب الصدقة من غير حاجة واضطرار إليها[89]، والظاهر أن مثل القرض - في ثواب الرفق في مطالبته والامهال فيه - مطلق الدين ، ويختص أجر القرض بما إذا قصد به القربة فلا أجر مع عدمها[90].
ويجب إنظار المعسر[91] ويستحب ابراؤه ، وقد ورد ان من أراد ان يظلّه اللّه يوم لا ظلّ الّا ظلّه - قالها ثلاثا - فهابه الناس أن يسألوه فقال : فلينظر معسرا أو ليدع له من حقّه[92]، وانّ من أنظر معسّرا كان على اللّه عزّ وجلّ في كلّ يوم صدقة بمثل ما له [ عليه ] حتّى يستوفي حقّه ، وان من أبرأ المديون كان له بكل درهم عشرة[93].
ويكره الاستدانة مع الغنى عنها ، وعدم القدرة على قضائها ، وفقد وليّ قاض للدّين ، وقيل يحرم ، والأوّل أظهر ، واستدانة المعصومين عليهم السّلام انما هي لوجود الوفاء والصرف فيما يلزم[94].
ويجب لنفقة واجب النفقة عند الاضطرار ويحرم الاستقراض للأمور المحرّمة ، ويحرم اشتراط النفع في القرض والربا فيه مطلقا ، ويفسد به القرض[95]. ولا يملك المقرض النفع في القرض والربا فيه مطلقا ويفسد به القرض ، ولا يملك المقرض النفع ويكون المال في يد المقترض أمانة شرعية مضمونة عليه[96]، وتجب المبادرة إلى ردّه اليه الا مع العلم برضاه ببقائه في يده ، ويأتي مضارّ الربا في المقام الثامن من الفصل العاشر ان شاء اللّه تعالى ، ولا فرق في حرمة الزيادة المشترطة بين كون مال القرض ربويّا أم لا ، مثليّا أو قيّميا ، ولا بين كون الزيادة عينيّة أو حكميّة من صفة أو منفعة ، فلو شرط الصحيح بدل المكسور ، أو الخالص بدل المغشوش ، أو الجيّد بدل الرديّ ، حرم وفسد[97]، ولو تبرع المقترض عند الوفاء بزيادة عينيّة أو حكميّة ، جاز سواء علما بذلك لجريان عادة ونحوها أم لا ، نويا ذلك أم لا ، ما لم يشترطاها في العقد[98]، بل ظاهر جملة من الاخبار رجحان اعطاء المقترض الزيادة[99]، واما الأخذ فقد أفتى جمع بكراهته ، ولم أقف له على مستند ، وقاعدة التسامح جارية[100]، ولا يتوهّم دلالة خبر حفص بن غياث - وهو ما رواه حفص بن غياث عليه [ الرحمة ] عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : الربا ربوان : أحدهما : ربا حلال ، والآخر : ربا حرام ، فامّا الحلال فهو أن يقرض الرجل قرضا طمعا أن يزيده ويعوّضه بأكثر ممّا أخذه بلا شرط بينهما ، فإن أعطاه أكثر ممّا أخذه بلا شرط بينهما فهو مباح له ، وليس له عند اللّه ثواب في ما أقرضه ، وهو قوله عز وجل : فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللَّهِ[101]- ، فان مورده ما إذا أقرض طمعا في الزيادة لا قصدا للقربة ، ولا شبهة في عدم الثواب حينئذ ، وأين ذلك ممّا إذا اقرضه للّه تعالى وزاد له المقترض عند الوفاء شيئا ؟[102].
[1] الكافي : 1 / 46 باب المستاكل بعلمه والمباهي به حديث 1
[2] ولنعم ما قال الشاعر :
يا طالب الرزق في الآفاق مجتهدا * قصّر عناك فانّ الرزق مقسوم
الرزق يسعى إلى من ليس يطلبه * وطالب الرزق يسعى وهو محروم
وعن بعض التواريخ انّ ممّا كتب على داخل حائط الكعبة بماء الذهب :
جرى قلم القضاء بما يكون * فسيان التحرّك والسكون
جنون منك ان تسعى لرزق * ويرزق في غشاوته الجنين
[ منه ( قدس سره ) ] .
[3] الكافي : 5 / 81 باب الإجمال في الطلب حديث 9 ، بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : كان أمير المؤمنين عليه السّلام . . . .
[4] الكافي : 5 / 80 باب الإجمال في الطلب حديث 1 .
[5] الكافي : 5 / 81 باب الإجمال في الطلب حديث 6 .
[6] الكافي : 5 / 82 باب الإجمال في الطلب حديث 10 .
[7] الفقيه : 4 / 276 باب 167 النوادر حديث 830 ، أواسط الحديث .
[8] الكافي : 5 / 85 باب كراهية الكسل حديث 4 .
[9] الكافي : 5 / 86 باب كراهية الكسل حديث 8 .
[10] سورة هود : 6 [ وما من دابّة في الأرض الّا على اللّه رزقها ، ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين ] وسورة العنكبوت : 60 [ وكاين من دابّة لا تحمل رزقها ، اللّه يرزقها وايّاكم وهو السميع العليم ] وآيات أخرى .
[11] الكافي : 5 / 311 باب النوادر حديث 29 ، بسنده عن إسحاق بن عمار قال : سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول : من طلب قليل الرزق كان ذلك داعية إلى اجتلاب كثير من الرزق [ ومن ترك قليلا من الرزق كان ذلك داعية إلى ذهاب كثير من الرزق ] .
[12] الكافي : 5 / 318 باب النوادر حديث 30 و 56 .
[13] الكافي : 5 / 314 باب النوادر حديث 42 ، بسنده عن حفص بن عمر البجلي ، قال : شكوت إلى أبي عبد اللّه عليه السّلام حالي وانتشار أمري عليّ ، قال : فقال لي : إذا قدمت الكوفة فبع وسادة من بيتك بعشرة دراهم وادع اخوانك ، واعدّ لهم طعاما ، وسلهم يدعون اللّه لك ، قال : ففعلت وما أمكنني ذلك حتى بعت وسادة ، واتخذّت طعاما كما امرني ، وسألتهم أن يدعوا اللّه لي ، قال : فو اللّه ما مكثت الّا قليلا حتى أتاني غريم لي فدقّ الباب عليّ وصالحنى من مال لي كنت احسبه نحوا من عشرة آلاف درهم ، قال : ثم أقبلت الأشياء عليّ . .
[14] الكافي : 5 / 83 باب الرزق من حيث لا يحتسب حديث 1 و 2 .
[15] الكافي : 5 / 314 باب النوادر حديث 42 .
[16] سورة نوح : 10 و 11 و 12 و اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً ، وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً . مستدرك وسائل الشيعة : 1 / 387 حديث 4 ، وقال عليه السّلام : من أكثر من الاستغفار جعل اللّه له من كلّ همّ فرجا ، ومن كلّ ضيق مخرجا ، ورزقه من حيث لا يحتسب .
[17] سورة نوح : 1 .
[18] الكافي : 5 / 316 باب النوادر حديث 51 ، بسنده عن إسماعيل بن سهل قال : كتبت إلى أبى جعفر صلوات اللّه عليه : انّي قد لزمني دين فادح ، فكتب أكثر من الاستغفار ، ورطب لسانك بقراءة « انّا أنزلناه » .
[19] الكافي : 5 / 79 باب الابلاء في طلب الرزق حديث 1 ، بسنده عن سدير قال : قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام أيّ شيء على الرّجل في طلب الرزق ؟ فقال : إذا فتحت بابك ، وبسطت بساطك ، فقد قضيت ما عليك . وحديث 2 بسنده عن الطيّار قال : قال لي أبو جعفر عليه السّلام : أيّ شيء تعالج ؟ ايّ شيء تصنع ؟ فقلت : ما انا في شيء ، قال : فخذ بيتا ، واكنس فناه ورشّه ، وابسط فيه بساطا ، فإذا فعلت ذلك فقد قضيت ما وجب عليك ، قال : فقدمت ففعلت فرزقت .
[20] الكافي : 5 / 87 باب إصلاح المال وتقدير المعيشة حديث 1 ، بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : إنّ في حكمة آل داود ينبغي للمسلم العاقل ان لا يرى ظاعنا الّا في ثلاث : مرمّة لمعاش ، أو تزوّد لمعاد ، أو لذّة في غير ذات محرّم ، وينبغي للمسلم العاقل ان يكون له ساعة يفضي إلى عمله فيما بينه وبين اللّه عزّ وجلّ ، وساعة يلاقي إخوانه الذين يفاوضهم ويفاوضونه في أمر آخرته ، وساعة يخلي بين نفسه ولذّاتها في غير محرّم ، فإنّها عون على تلك الساعتين .
[21] الكافي : 5 / 87 باب إصلاح المال وتقدير المعيشة حديث 3 ، والفقيه : 3 / 102 باب 58 حديث 403 .
[22] الكافي : 5 / 88 باب إصلاح المال وتقدير المعيشة حديث 6 .
[23] وسائل الشيعة : 12 / 41 باب 22 حديث 1 .
[24] الكافي : 5 / 87 باب إصلاح المال وتقدير المعيشة حديث 4 .
[25] الكافي : 5 / 88 باب إصلاح المال وتقدير المعيشة حديث 5 .
[26] التهذيب : 7 / 236 باب 21 حديث 1028 .
[27] الكافي : 5 / 90 باب مباشرة الأشياء بنفسه حديث 1 ، بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام أنه قال : باشر كبار أمورك بنفسك ، وكلّ ما شفّ إلى غيرك ، قلت : ضرب اىّ شيء ؟ قال : ضرب أشربة العقار وما أشبهها .
[28] الفقيه : 3 / 95 باب 58 حديث 358 .
[29] الفقيه : 3 / 99 باب 58 حديث 385 ، وقال علي بن الحسين عليهما السّلام : انّ من سعادة المرء أن يكون متجره في بلاده ، ويكون خلطاؤه صالحين ، ويكون له أولاد يستعين بهم .
[30] الفقيه : 3 / 95 باب 58 حديث 362 .
[31] الفقيه : 3 / 95 باب 58 حديث 364 .
[32] تفسير العياشي : 1 / 370 حديث 66 .
[33] التهذيب : 6 / 367 باب 93 المكاسب حديث 1059 .
[34] الكافي : 5 / 90 باب كراهية إجارة الرجل نفسه حديث 1 ، بسنده عن المفضل بن عمر ، قال : سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول : من آجر نفسه فقد حظر على نفسه الرزق ، وفي رواية أخرى : وكيف لا يحظره ؟ ! وما أصاب فيه فهو لربّه الذي آجره . تنبيه : لا بد من حمل الكراهة هنا بما إذا اجر الانسان نفسه لجميع أوقاته بحيث لا يملك لنفسه من وقته شيئا ، والّا فإن موسى وشعيبا على نبينا وآله وعليهما السّلام قد اجرا أنفسهما ، وفوق ذلك فان من الثابت ان أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسّلام كان يواجر نفسه ليهوديّ وغيره طلبا للرزق ، فتفطن .
[35] الكافي : 5 / 256 باب ركوب البحر للتجارة حديث 1 ، بسنده عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبي عبد اللّه عليهما السّلام أنّهما كرها ركوب البحر للتجارة وحديث 2 .
[36] التهذيب : 6 / 381 باب 93 المكاسب حديث 1121 .
[37] الفقيه : 3 / 123 باب آداب التجارة حديث 533 .
[38] الفقيه : 3 / 122 باب آداب التجارة حديث 528 .
[39] الكافي : 5 / 154 باب آداب التجارة حديث 21 ، بسنده في قول اللّه عزّ وجلّ رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ . . قال : هم التجّار الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر اللّه عزّ وجلّ ، إذا دخلت مواقيت الصلاة ادّوا إلى اللّه حقّه فيها .
[40] الكافي : 5 / 155 باب فضل الحساب والكتابة حديث 1 .
[41] وسائل الشيعة : 12 / 299 باب استحباب كتابة كتاب عند التعامل والتداين حديث 1 .
[42] سورة البقرة : 282 .
[43] الكافي : 5 / 155 باب من ذكر اللّه تعالى في السوق حديث 1 .
[44] الكافي : 5 / 156 باب ذكر اللّه تعالى في السوق حديث 2 .
[45] عيون أخبار الرضا عليه السّلام : 2 / 199 .
[46] المحاسن : 40 باب 36 حديث 47 ، وفيه : ألف ألف حسنة .
[47] المحاسن : 40 باب 36 حديث 46 .
[48] الفقيه : 3 / 124 باب 63 حديث 541 .
[49] الفقيه : 3 / 125 باب 63 حديث 544 .
[50] الكافي : 5 / 157 باب القول عندما يشتري للتجارة حديث 3 .
[51] الفقيه : 3 / 125 باب 64 حديث 545 .
[52] الكافي : 5 / 157 باب القول عندما يشترى للتجارة .
[53] الفقيه : 3 / 126 باب 65 حديث 548 .
[54] سورة الإسراء آية 110 .
[55] الفقيه : 3 / 126 باب 65 حديث 548 . آية 110 .
[56] الكافي : 5 / 158 باب من تكره معاملته حديث 5 .
[57] الكافي : 5 / 157 باب من تكره معاملته ومخالطة حديث 1 .
[58] وسائل الشيعة : 12 / 306 باب 21 حديث 7 ، ونهج البلاغة القسم الثاني .
[59] الكافي : 5 / 158 باب من تكره معاملته حديث 4 ، بسنده عن حفص بن البختري قال : استقرض قهرمان لأبي عبد اللّه [ عليه السّلام ] من رجل طعاما لأبي عبد اللّه فألحّ في التقاضي ، فقال له أبو عبد اللّه : ألم أنهك أن تستقرض ممّن لم يكن له ثم كان .
ولقد أجاد الشاعر في قوله : مستحدث النعمة لا يرتجى * أحشاؤه مملّوة فقرا
وقال الشاعر الفارسي :
نعيمزاده چه مفلس شود بر أو پيوند * درخت چونكه تهي كشت بارور گردد
لئيمزاده چه منعم شود از أو بگريز * كه مستراح چه پر شد گندتر گردد
[ منه ( قدس سره ) ] .
[60] وسائل الشيعة : 12 / 48 باب 26 حديث 2 ، والتهذيب : 6 / 329 باب 93 المكاسب حديث 912 .
[61] الفقيه : 3 / 100 باب 58 حديث 389 .
[62] الكافي : 5 / 158 باب من تكره معاملته حديث 2 ، والرواية ضعيفة السند لجهالة أبي الربيع الشامي .
[63] الفقيه : 3 / 100 باب 58 حديث 392 ، بسنده قال عليه السّلام : إيّاك ومخالطة السفلة فإنّ مخالطة السفلة لا تؤل إلى خير . قال الصدوق رضوان اللّه تعالى عليه : جاءت الأخبار في معنى السفلة على وجوه : منها : ان السفلة هو الذي لا يبالي بما قال ولا ما قيل فيه ، ومنها : ان السفلة من يضرب بالطنبور ، ومنها : ان السفلة من لم يسرّه الاحسان ، ولا تسوؤه الإساءة .
[64] وسائل الشيعة : 2 / 578 باب 24 حديث 1 ، بسنده عن الباقر عليه السّلام : لا تستعن بمجوسيّ ولو على أخذ قوائم شاتك وأنت تريد ذبحها ، الفقيه : 3 / 100 باب 58 حديث 391 .
[65] الكافي : 5 / 161 باب الحلف والشراء حديث 1 .
[66] الكافي : 5 / 168 باب لزوم ما ينفع حديث 1 ، بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : شكى رجل إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم الحرفة ، فقال انظر بيوعا فاشترها ثم بعها فما ربحت فيه فالزمه .
[67] الكافي : 5 / 89 باب إحراز القوت حديث 1 و 2 و 3 .
[68] أي تضطرب . [ منه ( قدس سره ) ] .
[69] الكافي : 5 / 68 باب دخول الصوفية على أبي عبد اللّه عليه السّلام حديث 1 .
[70] التهذيب : 7 / 163 باب 13 حديث 722 ، بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : شكى قوم إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم سرعة نفاد طعامهم ، فقال تكيلون أو تهيلون ؟ قالوا : نهيل يا رسول اللّه - يعني الجزاف - ، قال : كيلوا فإنه أعظم للبركة .
[71] التهذيب : 7 / 160 باب 13 حديث 709 ، بسنده عن حمّاد بن عثمان ، قال : أصاب أهل المدينة قحط حتى أقبل الرجل الموسر يخلط الحنطة بالشعير ويأكله ، ويشتري فينفق الطعام ، وكان عند أبي عبد اللّه عليه السّلام طعام جيّد قد اشتراه أوّل السنّة ، فقال لبعض مواليه : أشتر لنا شعيرا واخلط بهذا الطعام أو بعه فإنا نستكره أن نأكل جيدا ويأكل الناس رديّا .
[72] التهذيب : 7 / 162 باب 13 حديث 714 ، بسنده عن عائذ بن جندب قال : سمعت جعفر بن محمد عليهما السّلام يقول : شراء الحنطة ينفي الفقر ، وشراء الدقيق ينشى الفقر ، وشراء الخبز محق ، قال : قلت : لم أبقاك اللّه فمن يقدر على شراء الحنطة ؟ قال : ذلك لمن يقدر ولا يفعل .
[73] الحديث المتقدم ، ووسائل الشيعة : 12 / 223 باب 33 حديث 3 و 4 .
[74] التهذيب : 7 / 162 باب 13 حديث 718 ، بسنده عن جعفر بن محمد ، عن أبيه عليهما السّلام قال : لا تمانعوا قرض الخمير والخبز ، فإنّ منعه يورث الفقر .
[75] الكافي : 5 / 308 باب النوادر حديث 19 ، بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : قال النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : لا يحلّ منع الملح والنّار .
[76] الكافي : 5 / 315 باب النوادر حديث 47 ، بسنده قال أبو عبد اللّه عليه السّلام : لا تمانعوا قرض الخمير والخبز واقتباس النّار فإنّه يجلب الرزق على أهل البيت مع ما فيه من مكارم الأخلاق .
[77] التهذيب : 7 / 163 باب 13 حديث 721 ، وقال عليه السّلام : دخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم على عائشة وهي تحصي الخبز ، فقال : يا عائشة ! لا تحصي الخبز فيحصى عليك .
[78] الكافي : 7 / 305 باب النوادر حديث 4 ، بسنده عن أبي جعفر الأحول ، قال : قال لي أبو عبد اللّه عليه السّلام : ايّ شيء معاشك ؟ قال : قلت : غلامان لي وحملان ، قال : قال : استتر بذلك من إخوانك ، فإنّهم ان لم يضرّوك لم ينفعوك .
[79] الكافي : 5 / 305 باب النوادر حديث 6 ، بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : من ضاق عليه المعاش - أو قال : الرزق - فليشتر صغارا ، وليبع كبارا ، وروي عنه أنه قال عليه السّلام : من أعيته الحيلة فليعالج الكرسف . .
[80] التهذيب : 7 / 227 باب 21 الزيادات حديث 992 ، بسنده عن أبي القداح عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : جئت بكتاب إلى أبي أعطانيه إنسان فأخرجته من كميّ ، فقال : يا بنيّ ! لا تحمل في كمّك شيئا ، فإنّ الكمّ مضياع .
[81] وسائل الشيعة : 12 / 340 باب 53 حديث 1 ، بسنده عن أبي جعفر عليه السّلام قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : يأتي على الناس زمان يشكون فيه ربّهم عزّ وجلّ قلت : وكيف يشكون ربّهم ؟ قال : يقول الرجل : واللّه ما ربحت شيئا . . كذا وكذا ، ولا آكل ولا أشرب الّا من رأس مالي ، ويحك ، وهل أصل مالك وذروته إلّا من ربّك عز وجل ، والتهذيب : 7/ 226 باب 21 حديث 990 .
[82] وسائل الشيعة : 12 / 341 باب 54 حديث 1 ، بسنده عن موسى بن عمر بن بزيع قال : قلت للرضا عليه السّلام : جعلت فداك إنّ الناس رووا ان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم كان إذا أخذ في طريق رجع في غيره ، فكذا كان يفعل ؟ قال : فقال : نعم : وأنا أفعله كثيرا فافعله ، ثم قال لي : اما انّه أرزق لك . والتهذيب : 7 / 226 حديث 987 .
[83] وسائل الشيعة : 2 / 584 باب 56 حديث 1 ، بسنده قال قلت لأبي الحسن موسى عليه السّلام : إنّا نجلب المتاع من صنعاء ، نبيعه بمكّة ، العشرة ثلاثة عشر ، واثني عشر ، ونجىء به فيخرج الينا تجار مكّة فيعطوننا بدون ذلك ، الأحد عشر ، والعشرة ونصف ، ودون ذلك ، فأبيعه أو اقدم مكة ؟ . فقال لي : بعه في الطريق ولا تقدم به مكة ، فان اللّه تعالى أبى ان يجعل متجر المؤمن بمكة . التهذيب : 7 / 230 باب 21 حديث 1002 .
[84] وسائل الشيعة : 13 / 87 باب 6 حديث 1 ، وثواب الأعمال : ص 166 .
[85] وسائل الشيعة : 13 / 87 باب 6 حديث 2 ، ثواب الأعمال باب ثواب القرض : 166 حديث 2 .
[86] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 490 باب 6 حديث 3 ، الفقيه : 2 / 38 حديث 164 .
[87] وسائل الشيعة : 13 / 87 باب 6 حديث 3 . أقول : ماله في زكاة . . اي في نماء وكثره ، - وكان هو في صلاة . . أي في رحمة اللّه تعالى . ثواب الأعمال : 166 ثواب من أقرض المؤمن حديث 1 .
[88] وسائل الشيعة : 2 / 621 باب 6 حديث 5 .
[89] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 490 باب 6 حديث 3 ، نقلا عن تفسير أبي الفتوح الرازي .
[90] أقول : لأن الثواب من اللّه جلّ اسمه يكون إذا قصد العبد بفعله التقرب إليه وإلّا فلا معنى للثواب نعم الأثر الوضعي لعمل الخير يترتب عليه وإن لم يقصد التقرب وهذا جار في جميع الأفعال الحسنة ، فتفطن .
[91] لقوله تعالى شأنه : [ وان كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة ] سورة البقرة : 280 .
[92] وسائل الشيعة : 13 / 114 باب 25 حديث 4 و 5 و 7 ، تفسير العياشي : 1 / 153 ، والبحار : 23 / 37 .
[93] وسائل الشيعة : 13 / 114 باب 25 حديث 9 ، تفسير العياشي : 1 / 155 حديث 519 ، والفقيه : 3 / 116 حديث 498 .
[94] مناهج المتقين كتاب القرض : 254 .
[95] أقول : الحكم بفساد القرض المشروط فيه الزيادة مسلم لقاعدة مسلّمة لدى الفقهاء رضوان اللّه عليهم وهي : كل قرض جرّ نفعا مشروطا فهو ربا .
[96] أقول : لما كان النقل باطلا كان المال باقيا على ملك مالكه الاوّل ويكون في يد المقترض أمانة شرعية ، وهو واضح والعبارة مشوشة .
[97] كل هذه الأحكام نتيجة عدم صحة القرض فإذا كان القرض باطلا كان ما شرط فيه باطلا أيضا .
[98] أقول : في القرض المذكور لم يسبق التبرّع شرط في القرض ، فالزيادة تبرعيّة ، والذي يبطل الزيادة في القرض هو الشرط لا غير ، فالجواز ممّا لا ريب فيه .
[99] مناهج المتقين : 254 كتاب القرض المقام الأول . والكافي : 5 / 254 باب الرجل يقرض الدارهم ويأخذ أجود منها حديث 6 .
[100] قاعدة التسامح في أدلّة السنن ناقش في حجيتها سيّدنا الأستاذ الحكيم قدّس سرّه ، وسبقه شيخنا الوالد طاب ثراه في مقياس الهداية وغيرهم ، فراجع .
[101] تفسير علي بن إبراهيم : 2 / 159 سورة الروم : 39 ، بسنده عن حفص بن غياث قال : قال أبو عبد اللّه عليه السّلام . . . .
[102] أقول : الأجر والثواب إنّما يترتب على العمل إذا اقترن بقصد التقرب إلى اللّه سبحانه وتعالى أما نفس العمل الحسن من دون نية التقرب فلا ثواب له من اللّه تعالى شأنه لعدم انتسابه اليه تعالى ، نعم ربّما يترتب على العمل الحسن أو القبيح اثر وضعيّ ولا يسمى اجرا كصلة الرحم لطول العمر فان ذلك أثره الوضعي وما عند اللّه خير وأبقى .