المبحث الثاني 

مقومات تطور النشاط السياحي

كأحد العناصر الأساسية لعملية التخطيط من أجل تطور النشاط السياحي، الذي هو أحد المحددات الرئيسية للدخل القومي في الوقت الحالي، يجب أن تتجه نحو تنشيط بعض المقومات الأساسية التي تعبر البوابة الرئيسية لنجاح العملية السياحية، وذلك وفقاً للمعايير الأساسية الآتية:

أولاً- تطوير أسس القطاع العام في مجال الإدارة الفندقية: (عبد الله: 1979). 

نظراً لأن طبيعة النشاط السياحي، يتطلب متابعة المستجدات الحديثة والعالمية، ونظراً لأن القطاع العام دائماً ، يتميز بالبطئ في حركة التغير نظراً للوائح والقوانين التي تحكم هذا القطاع وذلك القطاع، لذا ووفقاً لما هو متبع في مجال السياحة من تطوير مرافقة باستمرار، يجب اتخاذ الآتي في مجال السياحة التي يسيطر عليه مؤسسات القطاع العام:

أـ وضع لائحة خاصة للعاملين بقطاع السياحة في القطاع العام تختلف عن تلك اللائحة التي تنطبق على العاملين في ذلك القطاع بصفة عامة، نظراً لخصوصية هذا القطاع الذي يمد الدخل القومي بتدفقات نقدية أجنبية، لها أثر فعال في حركة الاقتصاد القومي.

ب ـ التنسيق بين الجهات الرقابية المختلفة، للحد من تعديد عملية الرقابة على النشاط الفندقي، بل يجب وضع سياسة محددة بجعل الرقابة على ذلك القطاع من اختصاص جهة رقابية واحدة، وتخص وزارة السياحة، أي يتم خلق جهاز سياحي، لا يتدخل فيه أي جهاز رقابي خاضع لأي جهة قانونية أخرى، على أن تقوم تلك الجهة برفع تقاريرها إلى الجهاز المركزي للمحاسبات كل عام، مشفوعة التقريرات.

ت ـ إصدار تشريعات خاصة بالقروض المالية والإدارية في النشاط السياحي، بحيث تكون تلك النواحي تحت سيطرة مسئول واحد، ويكـــون تلــك التشريعات تعطي لهذا المسئول التحرك بحرية مطلقة في اتخاذ قراراته، وتجديد الأنظمة الإدارية الأكثر تطوراً، على أن يكون كل ما يحقق من أهداف، ومستجدات خاضع للمسئولية الإدارية والقانونية في حالة تقاعسه عن تحقيق الهدف.

ثانياً - تقييم الخدمات السياحية التي تقدم للسائح ومحاولة تعديلها بتكلفة مناسبة تعطي معيار للمنافسة العالمية

حيث أن السائح عندما يأتي إلى بلد سياحي، فإنه ينقل الصورة إلى مواطني بلده، فعلى الرغم من أن السائح يلقي عناية خاصة في المعاملة من الشعب والحكومة، إلا أن أهم الاعتبارات التي يجب وضعها في الاعتبار هي الخدمات التي تقدم للسائح ومدى الشعور بالأمان في تلك البلد.

ويجب أن تقدم الخدمات بأسعار منافسة، لذلك يجب تكون سياسة التسعير من أهم العناصر التي يجب الاهتمام بها في مجال التنمية السياحية (د. خلف الله ص 38).

كما أنه يجب الاهتمام بالخدمات ذات المستوى المتوسط من حيث النوعية والسعر، بحيث تتلاءم مع الأفراد السائحين ذوي الدخول المتوسطة، فنجد مثلاً أن أسعار الطائرات في ارتفاع مستمر، لذا يجب العناية بالسياحة البرية، والسياحة النهرية، وذلك من حيث الكيفية والكمية، فيجب العناية بمرافقها، ويجب إدخال نظام التكييف المركزي لكل درجاتها، كذا أن تكون أسعارها مناسبة، ولا تقل الأشخاص من ذوي الدخول المتوسطة ، ومن ناحية أخرى يجب الاهتمام بالفنادق ثلاث نجوم والتقليل من فنادق الخمس نجوم والاتجاه نحو إنشاء تتناسب مع المرحلة العمرية الشبابية كبيوت الشباب، أو البيوت الدولية، كذا محاولة خلق وسائل انتقال سياحية بأسعار معقولة، فليس كل سائح يستطيع أن يستخدم الليموزين السياحي طوال فترات وجوده. وفي نفس الوقت يجب تخصيص تلك الوسيلة الانتقالية وعدم استخدامها في المواصلات العامة، تلك التي تتعرض طوال العام للإهمال، وتصل إلى مستوى رديء لا يتناسب مع ضيوف جاءوا ليقوموا بدور هام في زيادة الدخل السياحي الذي هو جزء من الدخل القومي (د. الناظر: 1982).

ثالثاً: تطور الإعلام السياحي:

يتحمل الإعلام السياحي دوراً فعالاً في تنشيط حركة السياحة، وتنشيط حركة الاستثمار في ذلك المجال الهام، ونظراً أنه وكما قلنا لتقلبات الاستثمار في ذلك المجال، لذا فقد اتجهت الحكومة نحو اتخاذ مواقف حاسمة في مجال تنشيط السياحة والاستثمار السياحي، ألا وهي فكرة القوافل السياحية إلى الدول الأوروبية والعربية من أجل التسويق للسياحة والاستثمار السياحي في مصر، بصفة خاصة، حيث تم إعداد ملف للقافلة التي تحتوي على مطبوع جديد يشتمل على فرص الاستثمار السياحي ومناطق التنمية السياحية ذات الأولوية، ومطبوع آخر عن بحوث مزايا وتسهيلات الاستثمار التي توفرها مصر للمستثمرين العرب والأجانب - كما تضمن الملف نشرة احتوت على الدعوة إلى زيادة السياحة إلى مصر في إطار تشجيع السياحة العربية إلى مصر - وتهدف تلك القوافل بصفة عامة إلى التواصل المستمر في تحقيق السياحة والاستثمار السياحي في مصر بين الدول العربية ومصر نظراً لما لمصر من وضع خاص لدى الأخوة العرب، وتشجيع مزيد من الاستثمارات العربية السياحية.

وحيث أجهزة الإعلام العربي على عدم الوقوع في مناخ بعض أجهزة الإعلام الغربية والتي تتجه نحو التهويل والمبالغة عن الوضع المصري بسبب بعض حركات الإرهاب التي حدثت مؤخراً في مصر وخصوصاً ما حدث في شرم الشيخ في يوليو 2005. (شلش، ص62).

مواضيع ذات صلة

الفـعـاليات التـرويجـيـة للاستــثـمار السيـاحـي

أسس القدرة التنافسية السياحية (تعزيز مبدأ الشراكة في الإدارة السياحية)

أنــواع التـنافـسـيـة السيـاحيـة

تنمية القدرات السياحية كمدخل المنافسة (مفهوم التنافسية وتعريفـها)

تقديم مزايا للاستثمارات الأجنبية السياحية تنمية وتطوير السياحة في مصر ومعالجة سلبيات الماضي

التسويق العالمي للسياحة العلاجية ورفع مستوى العمالة السياحية

مـراحـل الخطـة السـياحيـة

أنواع الخطة السياحية حسب البعد الزمني (امثلة تطبيقيـة)

مـستـويـات التخـطيـط السـياحـي

خـصائـص التخطيـط السيـاحـي الجـيـد

عـوامـل نـجاح التـخطيـط السيـاحـي 2

عـوامـل نـجاح التـخطيـط السيـاحـي 1