الولاية في سورة لقمان
المؤلف:
السيد هاشم البحراني
المصدر:
الهداية القرآنية الى الولاية الإمامية
الجزء والصفحة:
ج2، ص35 -38
2025-06-18
690
بسم الله الرحمن الرحيم
الرابعة والثمانون والمائتان: قوله تعالى: {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} [لقمان: 14]
محمد بن يعقوب: عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن بسطام بن مرة عن إسحاق بن حسان عن الهيثم بن واقد عن علي بن الحسين العبدي عن سعد الاسكاف عن الأصبغ بن نباته قال: سئل [1] أمير المؤمنين (عليه السلام ) عن {قوله تعالى} [2]: {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} [لقمان: 14]
فقال: الوالدان اللذان أوجب الله لهما الشكر هما اللذان ولدا العلم وورثا الحكم وأمر الناس بطاعتهما ثم قال الله: { إِلَيَّ الْمَصِيرُ} [لقمان: 14] فمصير العباد الى الله والدليل على ذلك الوالدان ثم عطف القول على ابن خنتمة وصاحبه فقال في الخاص والعام: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي} [لقمان: 15] يقول: في الوصية وتعدل عمن أمرت بطاعته فلا تطعهما ولا تسمع قولهما ثم عطف القول على الوالدين فقال: {وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} [لقمان: 15]
يقول: عرف الناس فضلهما وادع إلى سبيلهما وذلك قوله: {وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ} [لقمان: 15] . فقال: إلى الله ثم إلينا فاتقوا الله ولا تـعصوا الوالدين [فإن] [3] رضاهما رضا الله وسخطهما سخط الله [4].
ورواه علي بن إبراهيم: قال: أخبرنا الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن بسطام بن مرة وساق الحديث إلى آخره سندا ومتنا [5].
محمد بن العباس: قال: حدثنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن أبان بن عثمان عن عبد الله بن سليمان قال: شهدت جابر الجعفي عند أبي جعفر (عليه السلام ) وهو يحدث أن رسول الله وعليا (عليه السلام ) الوالدان.
قال عبد الله بن سليمان: وسمعت أبا جعفر (عليه السلام ) يقول: منا الذي أحل الخمس ومنا الذي جاء بالصدق ومنا الذي صدق به [6] ولنـا المودة في كتاب الله عز وجل وعلي ورسول الله (صلى الله عليهما) الوالدان وأمر الله ذريتهما بالشكر لهما [7].
الخامسة والثمانون والمائتان: قوله تعالى: {وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} [لقمان: 20] علي بن إبراهيم: قال: حدثني أبي عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري [8] عن شريك عن جابر قال: قرأ [9] رجل عند أبي جعفر (عليه السلام): {وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} [لقمان: 20] قال: أما النعمة الظاهرة فالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وما جاء به من معرفة الله عز وجل وتوحيده. وأما النعمة الباطنة فولايتنا أهل البيت وعقد مودتنا فاعتقد والله قوم هذه النعمة الظاهرة {والباطنة واعتقدها قوم ظاهرة} [10] ولم يعتقدوها باطنة فأنزل الله: {قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ} [آل عمران: 41] ففرح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عند نزولها ولم يقبل [11] الله تعالى إيمانهم إلا بعقد ولا يتنا ومحبتنا[12].
ابن بأبويه: قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن أبي أحمد محمد بن زياد الأزدي قال: سألت سيدي موسى بن جعفر (عليه السلام ) عن قول الله عز وجل: {وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} [لقمان: 20] فقال (عليه السلام) : النعمة الظاهرة: الإمام الظاهر والباطنة: الإمام الغائب.
فقلت له: ويكون في الأئمة من يغيب؟
فقال: نعم يغيب عن أبصار الناس شخصه ولا يغيب عن قـلوب المؤمنين ذكره وهو الثاني عشر منا ويسهل الله له كل عسير ويذلل [الله] [13] كل صعب ويظهر له كل كنوز الأرض ويقرب له كل بعيد ويبير [14] [به] [15] كل جبار عنيد ويهلك على يده كل شيطان مريد ذلك ابن سيدة الإماء الذي تخفى على الناس ولادته ولا يحل له تسميته حتى يظهره الله عز وجل فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.
ثم قال ابن بأبويه قدس الله سره: لم أسمع هذا الحديث إلا من أحمد بن زياد {ابن جعفر الهمداني رحمه الله} [16] بهمدان [عند] [17] منصرفي مـن حـج بـيـت الله الحرام وكان رجلا ثقة دينا فاضلا رحمة الله ورضوانه عليه [18]
السادسة والثمانون والمائتان: قوله تعالى: {وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ } [لقمان: 22] علي بن إبراهيم: قال: قال: الولاية [19].
ابن بأبویه: قال : حدثنا محمد بن علي ما جيلويه رحمه الله قال: حدثني عمي محمد بن أبي القاسم عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن. خلف بن حماد الأسدي عن أبي الحسن العبدي عن الأعمش عن عباية بن ربعي عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : من أحب أن يتمسك [20] بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها فليتمسك بولاية [21] أخي ووصي علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه) فإنه لا يهلك من أحبه وتولاه ولا ينجو من أبغضه وعاداه [22].
عنه: بإسناده قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : الأئمة من ولد الحسين (عليهم السلام) من أطاعهم فقد أطاع الله ومن عصاهم فقد عصى الله عز وجل هم العروة الوثقى وهم الوسيلة إلى الله تعالى[23] .
الشيخ الفقيه أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسين بن شاذان في الأحاديث المائة في مناقب أمير المؤمنين (عليه السلام) : رواه من طريق العامة عن الرضا (عليه السلام ) عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : ستكون بعدي فتنة مظلمة الناجي منها من تمسك بالعروة الوثقى فقيل: يا رسول الله وما العروة الوثقى؟
قال: ولاية سيد الوصيين. قيل: يا رسول الله ومن سيد الوصيين؟
قال: أمير المؤمنين. قيل: يا رسول الله ومن أمير المؤمنين؟
قال: مولى المسلمين وإمامهم بعدي.
قيل: يا رسول الله ومن مولى المسلمين وإمامهم بعدك؟
قال: أخي علي بن أبي طالب [24].
ابن شهر آشوب: عن سفيان بن عيينة عن الزهري عن أنس بن مالك في قوله تعالى: {وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ} [لقمان: 22] قال [25] نزلت في علي (عليه السلام ) {قال:} [26] كان أول من أخلص وجهه لله {وَهُوَ مُحْسِنٌ } [لقمان: 22] أي مؤمن مطيع {فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} [لقمان: 22] قول: لا إله إلا الله {وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} [لقمان: 22] والله ما قتل علي بن أبي طالب إلا عليها [27].
[4] الكافي: 1/ 354ح 79عنه البرهان: 4/ 370ح2
[5] تفسير علي بن إبراهيم القمي: 2/ 148.
[7] تأويل الآيات: 1/ 436ح1 عنه البرهان: 4/ 370ح4
[8] كذا في القمي والبرهان وفي «أ» و ب: داود بن سليمان.
[9] كذا في القمي والبرهان وفي ب: قال.
[11] في القمي والبرهان: إذ لم يتقبل.
[12] تفسير علي بن إبراهيم القمي:1/ 165 عنه البرهان: 4/ 375ح1.
[18] كمال الدين: 368 - 6 عنه البرهان: 4/ 376ح2
[19] تفسير علي بن إبراهيم القمي: 2/ 166عنه البرهان: 4/ 379ح1
[21] كذا في المعاني والبرهان وفي «أ» و «ب»: بالعروة بولاية.
[22] معاني الأخبار: 368 ح 1 عنه البرهان: 4/ 379ح4
[23] عيون أخبار الرضا عليه السلام: 2/ 58ح217 عنه البرهان: 4/ 379ح5
[24] مائة منقبة: 149 ح81 عنه البرهان: 4/ 380ح6
[25] من المناقب والبرهان.
[26] من المناقب والبرهان.
[27] مناقب ابن آشوب: 3/ 76 عنه البرهان: 4/ 380ح7 وروي في: شواهد التنزيل: 1/ 444 ح609 ينابيع المودة: 111
الاكثر قراءة في الامامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة