الفضائل
الاخلاص والتوكل
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
الإيثار و الجود و السخاء و الكرم والضيافة
الايمان واليقين والحب الالهي
التفكر والعلم والعمل
التوبة والمحاسبة ومجاهدة النفس
الحب والالفة والتاخي والمداراة
الحلم والرفق والعفو
الخوف والرجاء والحياء وحسن الظن
الزهد والتواضع و الرضا والقناعة وقصر الامل
الشجاعة و الغيرة
الشكر والصبر والفقر
الصدق
العفة والورع و التقوى
الكتمان وكظم الغيظ وحفظ اللسان
بر الوالدين وصلة الرحم
حسن الخلق و الكمال
السلام
العدل و المساواة
اداء الامانة
قضاء الحاجة
فضائل عامة
آداب
اداب النية وآثارها
آداب الصلاة
آداب الصوم و الزكاة و الصدقة
آداب الحج و العمرة و الزيارة
آداب العلم والعبادة
آداب الطعام والشراب
آداب الدعاء
اداب عامة
حقوق
الرذائل وعلاجاتها
الجهل و الذنوب والغفلة
الحسد والطمع والشره
البخل والحرص والخوف وطول الامل
الغيبة و النميمة والبهتان والسباب
الغضب و الحقد والعصبية والقسوة
العجب والتكبر والغرور
الكذب و الرياء واللسان
حب الدنيا والرئاسة والمال
العقوق وقطيعة الرحم ومعاداة المؤمنين
سوء الخلق والظن
الظلم والبغي و الغدر
السخرية والمزاح والشماتة
رذائل عامة
علاج الرذائل
علاج البخل والحرص والغيبة والكذب
علاج التكبر والرياء وسوء الخلق
علاج العجب
علاج الغضب والحسد والشره
علاجات رذائل عامة
أخلاقيات عامة
أدعية وأذكار
صلوات و زيارات
قصص أخلاقية
قصص من حياة النبي (صلى الله عليه واله)
قصص من حياة الائمة المعصومين(عليهم السلام) واصحابهم
قصص من حياة امير المؤمنين(عليه السلام)
قصص من حياة الصحابة والتابعين
قصص من حياة العلماء
قصص اخلاقية عامة
إضاءات أخلاقية
في بيان جملة من محامد الأوصاف والأفعال
المؤلف:
الشيخ عبد الله المامقاني
المصدر:
مرآة الكمال
الجزء والصفحة:
ج2/ ص267-375
2025-06-20
25
وهي كثيرة :
فمنها : طلب العلم :
فانّه من أهمّ الفرائض ، وأحمد الصفات ، وهو المايز بين الحيوان والبشر ، وقد استوفينا القول فيه في الفصل الرابع من رسالة مرآة الرشاد التي هي كالمقدمة لهذا الكتاب ، فراجع ما هناك وتدّبر .
ومنها : جهاد النفس :
وذمّها ، وتأديبها ، وإصلاحها عند ميلها إلى الشّر ، ومخالفة الهوى واجتناب الشهوات ، فقد ورد انّ جهاد النفس هو الجهاد الأكبر[1] ، وانّ المجاهد من جاهد نفسه[2] ، وانّ أفضل الجهاد من جاهد نفسه التّي بين جنبيه [3]، وقال الصادق عليه السّلام : اجعل نفسك عدوّا تجاهده[4] ، وقال أمير المؤمنين عليه السّلام : أيها النّاس تولّوا من أنفسكم تأديبها ، واعدلوا بها عن ضراوة عاداتها[5] ، وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : من مقت نفسه دون مقت الناس ، آمنه اللّه من فزع يوم القيامة[6] ، وقال أبو الحسن عليه السّلام : إنّ رجلا في بني إسرائيل عبد اللّه أربعين سنة ، ثمّ قرّب قربانا فلم يقبل منه ، فقال لنفسه : ما أتيت الّا منك ، وما الذّم الّا لك ، فأوحى اللّه عزّ وجلّ إليه : ذمّك نفسك أفضل من عبادتك أربعين سنة[7]. وقد جعل أمير المؤمنين عليه السّلام اتّباع الهوى ، وطول الأمل ، أخوف مما يخاف علينا ، ثم قال عليه السّلام : امّا اتّباع الهوى فإنّه يصدّ عن الحق ، وأمّا طول الأمل فإنّه ينسي الآخرة[8]. وفي خبر آخر : احذروا اهواءكم كما تحتذرون أعداءكم ، فليس شيء أعدى للرجال من اتّباع أهوائهم ، وحصائد ألسنتهم[9]. واعتبر الحجّة المنتظر عجّل اللّه تعالى فرجه وجعلنا من كلّ مكروه فداه ، في المقلّد - بالفتح - مخالفة الهوى ، وفي الأخبار المستفيضة عنهم عليهم السّلام بعبارات متقاربة يجمعها انّ اللّه عزّ وجلّ يقول : وعزّتي وجلالي ، وعظمتي وجمالي ، وبهائي ونوري ، وعلوّي وارتفاع مكاني ، لا يؤثر عبد هواي على هوى نفسه ، إلّا جعلت همّهه في آخرته ، وغناه في قلبه ، واستحفظته ملائكتي ، وكفلت السماوات والأرضون رزقه ، وكنت له من وراء تجارة كلّ تاجر ، وأتته الدّنيا وهي راغمة ، ولا يؤثر عبد هواه على هواي إلا شتّت أمره ، ولبست عليه دنياه ، وشغلت قلبه بها ، ولم آته منها إلّا ما قدّرت له[10]. وقال أبو الحسن عليه السّلام : إنّ اللّه تبارك وتعالى أيّد المؤمن بروح منه ، يحضره في كل وقت يحسن فيه ويتّقي ، ويغيب عنه في كلّ وقت يذنب فيه ويعتدي ، فهي معه تهتزّ سرورا عند إحسانه ، وتسيح في الثرى عند إساءته ، فتعاهدوا عباد اللّه نعمه بإصلاحكم أنفسكم ، تزدادوا يقينا ، وتربحوا نفيسا ثمينا ، رحم اللّه امرأ همّ بخير فعمله ، أو همّ بشّر فارتدع عنه ، ثم قال : نحن نزيد الروح بالطاعة للّه والعمل له[11]. وقال الصادق عليه السّلام : اقصر نفسك عمّا يضرّها من قبل أن تفارقك ، واسع في فكاكها كما تسعى في طلب معيشتك ، فإنّ نفسك رهينة بعملك[12]. وقال أمير المؤمنين عليه السّلام : من اصلح ما بينه وبين اللّه أصلح اللّه بينه وبين الناس ، ومن أصلح أمر آخرته أصلح اللّه دنياه[13] ، ومن أصلح سريرته أصلح اللّه علانيته[14]. وقال الباقر عليه السّلام : الجنّة محفوفة بالمكاره والصبر ، فمن صبر على المكاره في الدّنيا دخل الجنة ، وجهنّم محفوفة باللّذات والشهوات ، فمن أعطى نفسه لذّتها وشهوتها دخل النّار[15]. وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : طوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعد لم يره[16]. وقال أمير المؤمنين عليه السّلام : ترك الخطيئة أيسر من طلب التوبة ، وكم من شهوة ساعة أورثت حزنا طويلا[17].
ومنها : اجتناب الخطايا والذنوب والمعاصي حتّى محقّراتها :
فإنّها تضرّ الدّنيا والآخرة ، امّا ضررها بالنسبة إلى الآخرة فواضح ، لانّها توجب عقاب اللّه وعذابه ، وقد ورد انّ العبد ليحبس على ذنب من ذنوبه مئة عام ، وإنّه لينظر إلى أزواجه في الجنّة يتنعمّن[18] ، وامّا ضررها بالنسبة إلى الدنيا فهو انّها تسلب العبد النعمة وتزوي عنه الرزق[19] ، وتوجّه اليه النقمة والنكبة والمرض والسقم والبلاء ، كما نطقت بذلك الأخبار ، فقد ورد انّ اللّه قضى قضاء حتما أن لا ينعم على العبد بنعمة فيسلبها إيّاه حتّى يحدث العبد ذنبا يستحق بذلك النقمة[20]. وانّ العبد ليذنب الذنب فيزوى عنه الرزق[21]. وانّ العمل السّيّء أسرع لصاحبه من السكين في اللحم[22]. وانّ كلّما أحدث العباد من الذنوب ما لم يكونوا يعملون ، أحدث لهم من البلاء ما لم يكونوا يعرفون[23]. وانّ أحدكم لتصيبه معرّة من السلطان ، وما ذلك إلّا بذنوبه . وانّه ليصيبه السقم وما ذاك إلّا بذنوبه . وانّه ليحبس عنه الرزق وما هو إلّا بذنوبه . وانّه ليشدّد عليه عند الموت وما ذلك إلّا بذنوبه[24]. وانّه ليس من عرق يضرب ، ولا نكبة ، ولا صداع ، ولا مرض ، الّا بذنب ، وما يعفو اللّه أكثر ممّا يؤاخذه به[25]. وانّه ما شيء أفسد للقلب من الخطيئة . وانّ القلب ليواقع الخطيئة ، فما تزال به حتّى تغلب عليه فيصير أعلاه أسفله[26]. وانّه ما من عبد إلّا وفي قلبه نكته بيضاء فإذا أذنب ذنبا خرج في قلبه نكتة سوداء ، فإن تاب ذهب ذلك السّواد ، وإن تمادى في الذنوب زاد ذلك السواد حتّى يغطّي البياض ، فإذا غطّى البياض لم يرجع صاحبه إلى خير أبدا[27]. وانّ العبد يسأل اللّه الحاجة فيكون من شأنه قضاؤها إلى أجل قريب ، أو إلى وقت بطيء ، فيذنب العبد ذنبا فيقول اللّه تبارك وتعالى للملك : لا تقض حاجته ، واحرمه إيّاها ، فإنّه تعرّض لسخطي ، واستوجب الحرمان منّي[28]. وانّ من همّ بالسيئة فلا يعملها ، فانّه ربّما عمل العبد السيئة فيراه اللّه تبارك وتعالى فيقول : وعزّتي وجلالي لا أغفر لك بعد ذلك أبدا[29].
وانّه أوحى اللّه إلى نبيّ من الأنبياء : إذا أطعت رضيت ، وإذا رضيت باركت ، وليس لبركتي نهاية ، وإذا عصيت غضبت ، وإذا غضبت لعنت ولعنتي تبلغ السابع من الثرى[30]. وانّه قال تعالى : أيّما عبد أطاعني لم أكله انى غيري ، وايّما عبد عصاني وكلته إلى نفسه ، ثم لم أبال في أيّ واد هلك[31]. وان للّه عزّ وجلّ في كلّ يوم وليلة مناديا ينادي : مهلا مهلا عباد اللّه عن معاصي اللّه ، فلولا بهائم رتّع ، وصبية رضّع ، وشيوخ ركّع ، لصبّ عليكم العذاب صبّا ، ترضّون به رضّا[32]. وقال الصادق عليه السّلام : اتّقوا المحقّرات من الذنوب فإنّها لا تغفر . وفسر عليه السّلام المحقّرات بأن الرجل يذنب الذنب فيقول : طوبى لي ان لم يكن لي غير ذلك[33]. وورد ان أشدّ الذنوب ما استخفّ به صاحبه[34]. وإيّاكم ومحقّرات الذنوب ، فإنّ لها من اللّه طالبا ، وإنّها لتجتمع على المرء حتى تهلكه[35]. وان اللّه كتم ثلاثة في ثلاثة : كتم رضاه في طاعته ، وكتم سخطه في معصيته ، وكتم وليّه في خلقه ، فلا يستخفن أحدكم شيئا من الطاعات ، فإنّه لا يدري في أيّها رضى اللّه ، ولا يستقلّن أحدكم شيئا من معاصي اللّه فإنه لا يدري في أيّها سخط اللّه ، ولا يزرينّ أحدكم بأحد من خلق اللّه ، فإنّه لا يدري أيّهم وليّ اللّه[36]. وقال عليه السّلام : لا تستصغرنّ حسنة ان تعملها ، فإنّك تراها حيث يسرّك ، ولا تستصغرنّ سيّئة تعملها فإنّك تراها حيث تسوؤك[37].
ومنها : العدل :
فقد ورد انه أحلى من الشهد ، وألين من الزبد ، وأطيب ريحا من المسك[38].
وانه يطيل العمر كما أن الجور يقصره[39] ، وانّ أشدّ الناّس وأعظمهم حسرة وعذابا يوم القيامة من وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره[40].
ومنها : الإنصاف ولو من النفس :
فقد ورد انه سيد الأعمال[41]. وانه من علائم الإيمان حقّا[42]. وان من أنصف الناس من نفسه لم يزده اللّه إلّا عّزا[43]. وانّ للّه جنّة لا يدخلها إلّا ثلاثة أحدهم من حكم في نفسه بالحقّ[44]. وانّه ما ناصح اللّه عبد في نفسه فأعطى الحقّ منها وأخذ الحق لها إلّا أعطي خصلتين : رزقا من اللّه يسعه ، ورضا عن اللّه يغنيه[45] و[46].
ومنها : اشتغال الإنسان بعيب نفسه عن عيوب الناس
فان من جملة وصايا الخضر عليه السّلام لموسى عليه السّلام ان قال له : اذكر خطيئتك وايّاك وخطايا الناس[47]. وقال النّبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس من إخوانه[48]. وورد : انّ من نظر في عيوب الناس ثم رضيها لنفسه فذلك الأحمق بعينه[49]. وانّه : كفى بالمرء شغلا بنفسه عن النّاس[50]. وانّه : إذا رأيتم العبد متفقّدا لذنوب النّاس ناسيا لذنوبه فاعلموا انه قد مكر به[51] وان من نظر في عيب نفسه اشتغل عن عيب غيره[52].
وقال أمير المؤمنين عليه السّلام في النهي عن الاشتغال بعيب الناس : وإنما ينبغي لأهل العصمة والمصنوع إليهم في السلامة أن يرحموا أهل الذنوب والمعصية ، ويكون الشكر هو الغالب عليهم ، والحاجز لهم عنهم ، فكيف بالعائب الذي عاب أخاه وعيّره ببلواه ، اذكر موضع ستر اللّه عليه من ذنوبه ما هو أعظم من الذنب الذي عاب به ، فكيف يذمّه بذنب قد ركب مثله ؟ ! فإن لم يكن ركب ذلك الذنب بعينه فقد عصى اللّه فيما سواه مما هو أعظم منه ، وأيم اللّه لو لم يكن عصاه في الكبير لقد عصاه في الصغير ، ولجرأته على عيب النّاس أكبر ، يا عبد اللّه ! لا تعجل في عيب عبد بذنب ، فلعلّه مغفور له ، ولا تأمن على نفسك صغير معصية ، فلعلك تعذّب عليه ، فليكفف من علم منكم عيب غيره لما يعلم من عيب نفسه ، وليكن الشكر شاغلا [ له ] على معافاته ممّا أبتلى به غيره[53] بل ورد : انّ العيب على الناس يوجب وقوع العائب فيما عاب به قبل موته[54]. وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : كان بالمدينة أقوام لهم عيوب فسكتوا عن عيوب الناس ، فأسكت اللّه عن عيوبهم الناس ، فماتوا ولا عيوب لهم عند الناس ، وكان بالمدينة أقوام لا عيوب لهم فتكلّموا في عيوب النّاس فأظهر اللّه لهم عيوبا لم يزالوا يعرفون بها إلى أن ماتوا[55].
ومنها : أن يحبّ الإنسان للمؤمنين ما يحبّ لنفسه ، ويكره لهم ما يكره لها :
فإنّ ذلك قد جعل في الأخبار من شرائط الإيمان وعلائمه . وورد انّ أعرابيّا جاء إلى النّبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فقال : يا رسول اللّه ! علّمني عملا أدخل به الجنّة ، فقال : ما أحببت أن يأتيه الناس إليك فأته إليهم ، وما كرهت أن يأتيه الناس إليك فلا تأته إليهم[56]. وقال أمير المؤمنين عليه السّلام في وصيته للحسن عليه السّلام : يا بنيّ ! تفهّم وصيتي ، واجعل نفسك ميزانا فيما بينك وبين غيرك ، وأحبّ لغيرك ما تحبّ لنفسك ، واكره له ما تكره لها ، لا تظلم كما لا تحب ان تظلم ، وأحسن كما تحب أن يحسن إليك ، واستقبح لنفسك ما تستقبحه من غيرك ، وارض من الناس ما ترضى لهم منك[57].
ومنها : تدّبر العاقبة قبل العمل :
فقد ورد عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم انّه قال : إذا هممت بأمر فتدّبر عاقبته فإن يك رشدا فامضه ، وإن يك غيّا فانته عنه[58]. وفي وصية أمير المؤمنين عليه السّلام لمحمد بن الحنفية : إنّ من استقبل وجوه الآراء عرف مواقع الخطأ ، ومن تورّط في الأمور غير ناظر في العواقب فقد تعّرض لمفظعات لنوائب ، والتدبير قبل العمل يؤمنك من الندم ، والعاقل [ من ] وعظته التجارب ، وفي التجارب علم مستأنف ، وفي تقلّب الأحوال علم جواهر الرجال[59]. وعنه عليه السّلام : إنّ لسان العاقل وراء قلبه ، وقلب الأحمق وراء لسانه[60]. وقال الصادق عليه السّلام : ليس لحاقن رأي ، ولا لملول صديق ، ولا لحسود غنى ، وليس بحازم من لا ينظر في العواقب ، والنظر في العواقب تلقيح للقلوب[61]. وعنهم عليهم السّلام : إنّ من نظر في العواقب سلم من النوائب[62]. وإن أصل السلامة من الزلل الفكر قبل الفعل ، والرويّة قبل الكلام[63]. وانّه إذا لوحت الفكر في أفعالك حسنت عواقبك في كلّ أمر[64] .
ومنها : التواضع :
فقد ورد انّه : أعظم العبادة وأفضلها[65] ، وانّه : من كمال العقل[66] ، وانّه :
زينة الشريف[67] ، ولا يسلم الشرف التّام الحقيقي إلّا للمتواضع في ذات اللّه[68]. وانّ به تتمّ النعمة[69]. وانّه : مزرعة الخشوع والخضوع والخشية والحياء[70]. وانّ الحكمة تعمر في قلب المتواضع[71]. وانّ : من تواضع في الدنيا لإخوانه فهو عند اللّه من الصدّيقين من شيعة علي بن أبي طالب عليه السّلام[72]. وانّه : يزيد صاحبه رفعة[73]. وانّه : ما تواضع أحد إلّا رفعه اللّه[74].
وانّ في السماء ملكين موكلّين بالعباد ، فمن تواضع للّه رفعاه ، ومن تكبّر وضعاه[75].
وانّه : لو انّ الوضيع في قعر بئر لبعث اللّه عزّ وجلّ إليه ريحا ترفعه فوق الأخيار في دولة الأشرار[76]. وأنّه : ما من أحد إلّا وناصيته بيد ملك ، فإن تكبّر جذب بناصيته إلى الأرض ، ثم قال له : تواضع وضعك اللّه ، وان تواضع جذب بناصيته وقال له : ارفع [ رأسك ] رفعك اللّه ولا وضعك[77]. وانّ اللّه إنّما اصطفى موسى عليه السّلام بكلامه لتواضعه ، وكونه أذّل خلقه نفسا ، فجعله أرفعهم شأنا في عصره[78] ، وانّ المتواضعين أقرب الناس إلى اللّه[79]. وقد ورد في حدّ التواضع انّه أن تعطي الناس ما تحب أن تعطاه[80] ، وترضى بالمجلس دون المجلس ، وتسلم على من تلقاه ، وتترك المراء وإن كنت محّقا ، ولا تحبّ أن تحمد على البرّ والتقوى[81]. وانّ التواضع درجات ، منها أن يعرف المرء قدر نفسه ، فينزلها منزلتها بقلب سليم ، لا يحبّ أن يأتي إلى أحد إلّا مثل ما يؤتى إليه ، إن رأى سيّئة درأها بالحسنة ، كاظم الغيظ ، عاف عن الناس ، واللّه يحّب المحسنين[82].
ويتأكّد التواضع في حقّ الغّني بالنسبة إلى الفقير ، لما ورد من قوله عليه السّلام : ما أحسن تواضع الأغنياء للفقراء طلبا لما عند اللّه ، وأحسن منه تيه الفقراء - يعني تكبّرهم - على الأغنياء توكّلا على اللّه[83]. وكذا يتأكّد التواضع عند تجدّد النعمة ، لما ورد من انّ : من حقّ اللّه على عباده أن يحدثوا للّه تواضعا عندما يحدث لهم من نعمة[84]. وكذا يتأكّد للعالم والمتعلّم ، لقول الصادق عليه السّلام : اطلبوا العلم ، وتزيّنوا معه بالحلم والوقار ، وتواضعوا لمن تعلّمونه العلم ، وتواضعوا لمن طلبتم منه العلم ، ولا تكونوا علماء جبّارين ، فيذهب باطلكم بحقّكم[85]. وكذا يتأكد التواضع للّه سبحانه في الملبس والمأكل والمشرب كما مرّ في الفصل الثاني والرابع ، فراجع .
ومنها : الرفق في الأمور :
فقد ورد انّه : قفل الإيمان[86]. وانّ : من قسم الرفق قسم له الإيمان[87].
وانّه : يمن له ، كما أن الخرق شوم[88] ، وانّه : رأس العلم والحكمة ، وآفته الخرق[89]. وانّ اللّه رفيق يحبّ الرفق ، ويعين عليه[90] ، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف[91] ، وانه نصف المعيشة[92]. وانّه يعمر الدّيار ، ويزيد في الرزق[93]. وانّ فيه الزيادة والبركة[94]. وانّ من أعطي الرفق أعطي خير الدنيا والآخرة ، ومن حرمه حرم خير الدنيا والآخرة[95]. وانّ أيّما أهل بيت أعطوا حظهّم من الرفّق فقد وسع اللّه عليهم في الرّزق . وانّ الرفق في تقدير المعيشة خير من السعة في المال ، وانّ الرفق لا يعجز عنه شيء ، والتبذير لا يبقى معه شيء[96] ، وانّ الرفق لم يوضع على شيء إلّا زانه ، ولا نزع من شيء إلّا شانه[97].
وانّ من كان رفيقا في أمره نال ما يريد من الناس[98]. وانّ أحب الأمور إلى اللّه ثلاثة : القصد في الجدة ، والعفو في المقدرة ، والرفق لعباد اللّه . وما ارفق أحد بأحد في الدنيا إلّا رفق اللّه به يوم القيامة[99]. وانّ الرفق بالاتباع من كرم الطباع[100] ، وانّ الرفق ييسّر الصعاب ويسهل الأسباب[101]. وانّه مفتاح كل أمر أحجم عليه الرأي وأعيت به الحيل[102].
ومنها : العفّة :
فقد ورد انّه : ما من عبادة أفضل عند اللّه من عفّة بطن وفرج[103]. وانّه :
لا اجتهاد أفضل منها[104] ، وانّها : أفضل شيم الأشراف[105] ، وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : أكثر ما تلج به أمّتي النار الأجوفان : البطن والفرج[106]. وقال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : من ضمن لي اثنتين ضمنت له على اللّه الجنة ، من ضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه ضمنت له على اللّه الجنّة[107].
وقال مولانا الصادق عليه السّلام : من عفّ بطنه وفرجه كان في الجنة ملكا محبورا[108]. وقال عليه السّلام : إنّما شيعة جعفر عليه السّلام من عفّ بطنه وفرجه ، واشتدّ جهاده ، وعمل لخالقه ، ورجا ثوابه ، وخاف عقابه ، فإذا رأيت أولئك فأولئك شيعة جعفر عليه السّلام[109]. وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : من قدر على امرأة أو جارية حراما فتركها مخافة اللّه ، حرّم اللّه عليه النّار ، وآمنه من الفزع الأكبر ، وأدخله الجنّة ، فإن أصابها حراما حرم اللّه عليه الجنّة وأدخله النّار[110].
ومنها : اجتناب المحارم مخافة اللّه سبحانه :
فإنه من أعظم المحامد ، وقد ورد أن من ترك معصية اللّه مخافة اللّه تبارك وتعالى أرضاه يوم القيامة[111] ، وانّ من انتهك ما حرم اللّه عليه ها هنا في الدنيا حال اللّه بينه وبين الجنّة ونعيمها ولذّتها ، وكرامتها القائمة الدائمة لأهل الجنة أبد الآبدين[112] ، وان : من قال لا إله إلّا اللّه مخلصا دخل الجنة ، وإخلاصه أن يحجزه عمّا حرم اللّه[113] وقال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : من أقام فرائض اللّه ، واجتنب محارم اللّه ، وأحسن الولاية لأهل البيت عليهم السّلام ، وتبرّأ من أعداء اللّه ، فليدخل من أيّ أبواب الجنة الثمانية شاء[114] ، وانّ من اجتنب ما حرم اللّه عليه فهو من أعبد النّاس[115] ، وانّ الكريم من تجنّب المحارم ، وتنزّه عن العيوب[116] ، وانّ الغضّ عن محارم اللّه أفضل العبادة[117] ، وقد ورد تفسير ذكر اللّه تعالى الوارد به تأكيدات كثيرة بذكره في كل موطن إذا هجمت على طاعة أو معصية ، وانّه إذا ورد عليك شيء من أمر اللّه به أخذت به ، وإذا ورد عليك شيء نهى اللّه عنه تركته[118]. واليه يرجع ما ورد من انّ من أطاع اللّه فقد ذكر اللّه وان قلّت صلاته وصيامه وتلاوته للقران ، ومن عصى اللّه فقد نسي اللّه وان كثرت صلاته وصيامه وتلاوته للقرآن[119].
وعن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : إنّ قوما يجيئون يوم القيامة ولهم من الحسنات أمثال الجبال فيجعلها اللّه هباء منثورا ، ثم يؤمر بهم إلى النّار ، فقال سلمان : صفهم لنا يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ؟ فقال : اما انّهم قد كانوا يصومون ويصلّون ويأخذون أهبة من الليل ، ولكنهم كانوا إذا عرض لهم شيء من الحرام وثبوا عليه[120].
ومنها : أداء الفرائض :
فإنّه من أهّم ما يلزم العباد .
وقد ورد انّ من عمل بما افترض اللّه عليه فهو من خير الناس ، ومن أعبد الناس ، ومن أتقى الناس ، ومن أورع الناس[121] ، وانّ اللّه تبارك وتعالى قال : ما تحبّب إليّ عبدي بأحبّ ممّا افترضت عليه[122] وما تقرّب إليّ عبدي المؤمن بمثل أداء الفرائض[123].
ومنها : تقوى اللّه سبحانه :
فقد ورد : انّها : خير الزاد[124] ، وانّها الكرم[125] ، وانّ : من سرّه أن يكون أكرم الناس فليتّق اللّه[126] ، وانّ أكثر ما تلج به هذه الأمّة الجنّة تقوى اللّه[127] ، وانّ التقوى توجب الرزق من حيث لا يحتسب بنص الآية[128]. وانّ : من أخرجه اللّه عزّ وجلّ من ذلّ المعاصي إلى عزّ التقوى أغناه اللّه بلا مال ، وأعزّه بلا عشيرة ، وآنسه بلا أنيس[129]. وانّ قليل العمل مع التقوى خير من كثير بلا تقوى ، مثل الرجل يطعم طعامه ، ويرفق جيرانه بخير ، ويوطئ رحله ، فإذا ارتفع له الباب من الحرام دخل فيه ، فهذا العمل بلا تقوى ، ويكون الآخر ليس عنده فإذا ارتفع الباب من الحرام لم يدخل فيه[130] ، وان الخطايا خيل شمس حمل عليها أهلها وخلعت لجمها فتقحمت بهم في النّار . وانّ التقوى مطايا ذلل حمل عليها أهلها ، وأعطوا أزمّتها فأوردتهم الجنّة[131]. وانّ المتّقين الّذين يتقّون اللّه من الشيء الّذي لا يتقى منه خوفا من الدخول في الشبهة . وانّ اللّه لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم [ وأعمالكم ][132]. وقال عليه السّلام : اتّق بعض التقى وان قلّ ، واجعل بينك وبين اللّه سترا وإن رّق[133]. وورد أيضا : انّ القيامة عرس المتّقين[134]. وأنّ لهم عند اللّه أفضل الثواب ، وأحسن الجزاء والمآب[135] ، وانّهم حازوا عاجل الخير وآجله ، شاركوا أهل الدنيا في دنياهم ، ولم يشاركهم أهل الدنيا في آخرتهم[136]. وقال عليه السّلام : لا يغرنّك بكاؤهم ، إنّما التقوى في القلب[137].
ومنها : طاعة اللّه جلّ ذكره :
فقد ورد عنهم عليهم السّلام انّه : لا يدرك ما عند اللّه إلّا بطاعته[138].
وانّ : أفضل ما يتقّرب به إلى اللّه عزّ وجلّ طاعة اللّه ، وطاعة رسوله ، وحبّ اللّه وحبّ رسوله[139]. وانّ : من أراد أن يعّز فليطع العزيز[140]. وأنّه : إذا أردت عزّا بلا عشيرة ، وهيبة بلا سلطان ، فأخرج من ذلّ معصية اللّه إلى عزّ طاعة اللّه عزّ وجلّ[141]. وانّ : رضا اللّه مقرون بطاعته[142]. وانّه : لا نجاة إلّا بالطّاعة[143].
وانّ اللّه جعل الطّاعة غنيمة الأكياس عند تفريط العجزة[144]. وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : قال اللّه سبحانه أيّما عبد أطاعني لم أكله إلى غيري ، وأيّما عبد عصاني وكلته إلى نفسه ، ثم لم أبال في أيّ واد هلك[145]. وقال أبو جعفر عليه السّلام : لا تذهب بكم المذاهب ، فو اللّه ما شيعتنا إلّا من أطاع اللّه عزّ وجلّ[146]. وقال عليه السّلام : ما معنا واللّه براءة ولا بيننا وبين اللّه قرابة ، ولا لنا على اللّه حجّة ، ولا نتقرّب إلى اللّه إلّا بالطاعة ، فمن كان منكم مطيعا للّه تنفعه ولايتنا ومن كان منكم عاصيا للّه لم تنفعه ولايتنا ، ويحكم ! لا تغتروا ![147].
وقال الكاظم عليه السّلام لهشام : اصبر على طاعة اللّه ، واصبر عن معاصي اللّه ، فإنّما الدّنيا ساعة ، فما مضى فليس تجد له سرورا ولا حزنا ، وما لم يأت منها فليس تعرفه ، فاصبر على تلك الساعة الّتي أنت فيها فكأنّك قد اغتبطت[148].
وقال أمير المؤمنين عليه السّلام : إنّ ولّي محمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم من أطاع اللّه وإن بعدت لحمته ، وإنّ عدو محمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم من عصى اللّه وإن قربت قرابته[149]. وقال عليه السّلام : شتّان بين عملين ، عمل تذهب لذته وتبقى تبعته ، وعمل تذهب مؤونته ويبقى أجره[150]. وورد أنّه ما من عبد يخطو خطوات في طاعة اللّه إلّا رفع اللّه [ له ] بكل خطوة درجة ، وحطّ عنه بها سيّئة[151]. وانّ في الجنّة حوراء يقال لها : لعبة ، خلقت من أربعة أشياء : من المسك والعنبر والكافور والزعفران ، وعجن طينها بماء الحيوان ، لو يزقت في البحر لعذب ماء البحر من طعم ريقها ، مكتوب على نحرها : من أراد أن يكون مثلي فليعمل بطاعة ربّي[152] .
ومنها : حسن الظّن باللّه سبحانه :
فإنّه من أحسن الصفات ، كما انّ سوء الظّن باللّه من أقبحها . وقد ورد : أنّ حسن الظّن به تعالى من أفضل السجايا ، وأجزل العطايا[153]. وانّ اللّه عزّ وجلّ يقول : أنا عند ظّن عبدي المؤمن بي ، إن خيرا فخيرا ، وان شّرا فشّرا[154]. وانّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال - على منبره - : والذّي لا إله إلّا هو ما أعطي مؤمن قطّ خير الدنيا والآخرة إلّا بحسن ظنّه باللّه ورجائه له ، وحسن خلقه ، والكّف عن اغتياب النّاس ، والّذي لا إله إلّا هو لا يعذّب اللّه مؤمنا - بعد التوبة والاستغفار - إلّا بسوء ظّنه باللّه ، وتقصير من رجائه له ، وسوء خلقه ، واغتياب المؤمنين ، والذي لا إله إلّا هو لا يحسن ظّن عبد مؤمن باللّه إلّا كان اللّه عند ظّن عبده المؤمن ، لأنّ اللّه كريم ، بيده الخير ، يستحيي أن يكون عبده المؤمن قد أحسن به الظّن ثّم يخلف ظنّه ورجاءه ، فأحسنوا باللّه الظّن وارغبوا إليه[155]. وقال أبو عبد اللّه عليه السّلام : إنّ آخر عبد يؤمر به إلى النّار فيلتفت فيقول اللّه عزّ وجلّ : اعجلوه ! فإذا أتي به قال له : عبدي ! لم ألتفت ؟ فيقول : يا رب ! ما كان ظنّي بك هذا . فيقول اللّه جلّ جلاله : عبدي ! ما كان ظنّك بي ، فيقول : يا رب ! كان ظنّي بك أن تغفر لي خطيئتي ، وتدخلني جنتّك ، قال : فيقول جلّ جلاله : ملائكتي ! وعزّتي وجلالي وآلائي وارتفاع مكاني ، ما ظّن بي هذا ساعة من حياته خيرا قطّ ، ولو ظّن بي ساعة من حياته خيرا ما روعتّه بالنار ، أجيزوا له كذبه ، وأدخلوه الجنّة ، ثم قال عليه السّلام : ما ظّن عبد باللّه خيرا إلّا كان اللّه عند ظنّه ، وما ظّن به سوء إلّا كان اللّه عند ظنّه به ، وذلك قول اللّه عزّ وجلّ : وَذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْداكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ[156]. وقال أمير المؤمنين عليه السّلام : الثقة باللّه وحسن الظّن به حصن لا يتحّصن به إلّا كلّ مؤمن ، والتوكّل عليه نجاة من كلّ سوء ، وحرز من كلّ عدّو[157]. وقال النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : إنّ حسن الظّن باللّه من حسن العبادة[158]. وورد : انّ حسن الظن ان تخلص العمل وترجو من اللّه أن يعفو [ عن ] الزلل[159].
ومنها : الخوف من اللّه جلّ ذكره :
فقد ورد عنهم عليهم السّلام انّه رأس الحكمة[160]. وانّ من خشي اللّه كمل علمه[161] . وانّ غاية العلم الخوف من اللّه[162]. وانّ أعقل الناس محسن خائف ، وانّ أكثر النّاس معرفة أخوفهم لربّه ، وانّ الخوف مطيّة الأمن ، وسجن النفس عن المعاصي ، وانّ خشية اللّه جماع الإيمان[163]. وانّ المؤمن بين مخافتين : ذنب قد مضى لا يدري ما صنع اللّه فيه ، وعمر قد بقي لا يدري ما يكتسب فيه من المهالك ، فلا يصبح إلّا خائفا ، ولا يصلحه إلّا الخوف[164]. وانّ : من خاف اللّه أخاف اللّه منه كلّ شيء ، ومن لم يخف اللّه أخافه اللّه من كل شيء [165]، وان من عرف اللّه خاف اللّه ، ومن خاف اللّه سخت نفسه عن الدنيا[166]. وان : من العبادة شدّة الخوف من اللّه عزّ وجلّ[167]. وانّه : إذا اقشّعر جلد المؤمن من خشية اللّه تحاتت عنه خطاياه كما تحاتت ورق الشجر[168]. وانّ من خاف اللّه حثّه الخوف من اللّه على العمل بطاعته والأخذ بتأديبه ، فبشّر المطيعين المتأدّبين بأدب اللّه ، والآخذين عن اللّه ، انّه حقّ على اللّه أن ينجيهم من مضلّات الفتن[169]. وانّه لن يغضب ربّ العزة على من كان في قلبه مخافة اللّه ، ولا تأكل النّار منه هدبة[170].
وانّ اللّه تعالى يقول : لا أجمع على عبد خوفين ، ولا أجمع له أمنين ، فإذا أمنني أخفته يوم القيامة ، وإذا خافني آمنته يوم القيامة[171]. وانّ رجلا لو كان له عمل مثل سبعين نبيّا لاحتقره وخشي أن لا ينجو من شرّ يوم القيامة[172]. وانّ اللّه إذا جمع النّاس يوم القيامة نادى فيهم مناد : أيّها النّاس ! إنّ أقربكم اليوم من اللّه أشدّكم منه خوفا[173]. وورد عنهم عليهم السّلام : إنّ أنجاكم من عذاب اللّه أشدّكم خشية من اللّه[174]، وانّ من علم أنّ اللّه يراه ويسمع ما يقول ويعلم ما يفعله من خير أو شرّ فيحجزه ذلك عن القبيح من الأعمال فذلك الّذي خاف مقام ربّه ونهى النفس عن الهوى[175]. وقال أبو عبد اللّه عليه السّلام لابن عمّار : يا إسحاق ! خف اللّه كأنّك تراه ، وإن كنت لا تراه فإنه يراك ، وإن كنت ترى أنّه لا يراك فقد كفرت ، وإن كنت تعلم أنّه يراك ثم برزت له بالمعصية فقد جعلته من أهون الناظرين إليك[176]. وقال عليه السّلام : من خلا بذنب فراقب اللّه فيه ، واستحيا من الحفظة ، غفر اللّه عزّ وجلّ له جميع ذنوبه ، وإن كان مثل ذنوب الثقلين[177]. وقال سيّدنا السجّاد عليه السّلام : اعلموا عباد اللّه انّه من خاف البيات تجافى عن الوسادة ، وامتنع عن الرقاد ، وأمسك عن بعض الطعام والشراب من خوف سلطان أهل الدنيا ، فكيف ويحك يا ابن آدم ! من خوف بيات سلطان ربّ العزّة وأخذه الأليم ، وبياته لأهل المعاصي والذنوب مع طوارق المنايا بالليل والنهار ، فذلك البيات الذي ليس منه منجى ، ولا دونه ملجا ، ولا منه مهرب ، فخافوا اللّه أيّها المؤمنون من البيات خوف أهل اليقين ، وأهل التقوى ، فإنّ اللّه يقول : ذلِكَ لِمَنْ خافَ مَقامِي وَخافَ وَعِيدِ[178]. الخبر .
ثم اعلم انّه يعتبر في الخوف أن لا يصل العبد إلى حدّ اليأس والقنوط من رحمة اللّه ، فإنّ القنوط كبيرة موبقه ، بل اللّازم اقتران الخوف بالرجاء كما ورد بذلك التنصيص في الأخبار ، فقال الصادق عليه السّلام : لا يكون العبد مؤمنا حتّى يكون خائفا راجيا ، ولا يكون خائفا راجيا حتّى يكون عاملا لما يخاف ويرجو[179]. ونقل عليه السّلام : انّ أعجب ما في وصية لقمان ( ع ) لابنه أن قال له : خف اللّه خيفة لو جئته ببرّ الثقلين لعذّبك ، وارج اللّه رجاء لو جئته بذنوب الثقلين لرحمك[180] ، ثم قال أبو عبد اللّه عليه السّلام : كان أبي عليه السّلام يقول : ليس من عبد مؤمن إلّا وفي قلبه نوران : نور خيفة ونور رجاء ، لو وزن هذا لم يزد على هذا ، ولو وزن هذا لم يزد على هذا[181]. وقال أمير المؤمنين عليه السّلام - في خطبة له - : يدّعي بزعمه انّه يرجوا اللّه ، كذب - والعظيم - ما باله لا يتبيّن رجاؤه في عمله ، فكلّ من رجا عرف رجاؤه في عمله إلّا رجاء اللّه ، فإنّه مدخول ، وكل خوف محقّق الّا خوف اللّه فإنّه معلول يرجو اللّه في الكبير ويرجو العباد في الصغير ، فيعطى العبد ما لا يعطى الربّ ، فما بال اللّه جل ثناؤه يقصّر به عمّا يصنع لعباده ، أتخاف أن تكون في رجائك له كاذبا ، أو تكون لا تراه للرّجاء موضعا ، وكذلك إن هو خاف عبدا من عبيده أعطاه من خوفه ما لا يعطي ربّه ، فجعل خوفه من العباد نقدا ، وخوفه من خالقهم ضمارا ووعدا[182].
ومنها : البكاء من خشية اللّه جلّ شأنه :
فإنّه من الحالات المحمودة ، والمواهب المشكورة ، فقد ورد : انّ البكاء من خشة اللّه نجاة من النّار[183] ، ومفتاح الرحمة ، وعلامة القبول ، وباب الإجابة[184] ، وانّه : ينير القلب ، ويعصم من معاودة الذنب[185].
وانّه ما يدخل النّار من بكى من خشية اللّه حتى يعود اللبن في الضرع[186] ، ولا ترى النار عين بكت من خشية اللّه تعالى[187] ، وانّ كلّ عين باكيه يوم القيامة الّا ثلاثة أعين : عين بكت من خشية اللّه ، وعين غضت عن محارم اللّه ، وعين باتت ساهرة في سبيل اللّه[188] ، وانّ : من ذرفت عيناه من خشية اللّه كان له بكل قطرة قطرت من دموعه قصر في الجنّة مكلّل بالدرّ والجوهر ، فيه ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، وفي خبر آخر : انّ له بكل قطرة مثل جبل أحد في ميزانه ، وله بكل قطرة عين من الجنة على حافتيها من المداين ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر[189]، وان اسم نوح كان عبد الغفار أو عبد الملك أو عبد الأعلى ، وإنّما سمّي نوحا لأنه بكى على نفسه خمسمائة عام[190] ، وانّ الرجل يكون بينه وبين الجنة أكثر ممّا بين الثرى إلى العرش لكثرة ذنوبه فما هو إلّا أن يبكي من خشية اللّه ندما عليها حتى يصير بينه وبينها أقرب من جفنه إلى مقلته[191]. وانّه : ما من شيء إلّا وله كيل ووزن إلّا الدموع ، فإنّ القطرة تطفي بحارا من نار يوم القيامة ، فإذا أغر ورقت العين بمائها من خشية اللّه لم يرهق وجهه قتر ولا ذلّة ، وحرّم اللّه سائر جسده على النّار ، فإذا فاضت حرّمها اللّه على النّار ، ولو انّ باكيا بكى في أمّة لرحموا[192]. وانّه : ما من عبد بكى من خشية اللّه إلّا سقاه اللّه من رحيق رحمته ، وأبدله اللّه ضحكا وسرورا في جنته ، ورحم اللّه من حوله ولو كانوا عشرين ألفا . ولو بكى عبد في أمّة لنجّى اللّه تلك الأمّة ببكائه[193]. وانّ من بكى من ذنب غفر له ، ومن بكى من خوف النار اعاذه اللّه منها ، ومن بكى شوقا إلى الجنّة أسكنه اللّه فيها ، وكتب له أمانا من الفزع الأكبر ، ومن بكى من خشية اللّه حشره اللّه مع النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا[194]. وأنّه إذا بكى العبد من خشية اللّه تحاتت عنه الذنوب كما يتحاتّ الورق ، فيبقى كيوم ولدته أمّه[195].
وقضايا بكاء الأئمة عليهم السّلام - على جلالتهم وقربهم - كثيرة مذكورة في بحار الأنوار وغيره .
ومنها : الاعتصام باللّه ، والتوكّل عليه ، والتفويض إليه ، وقطع الرجاء والأمل من غيره :
فإن ذلك من أجمل الصفات ، وأغبطها ، وأشرف الحالات وأنفعها ، وقد ورد عنهم عليهم السّلام انّ من اعتصم باللّه نجّاه ، ولم يضرّه شيطان[196] ، وضمنت السماوات والأرض رزقه ، وان سأل اللّه أعطاه ، بل وأعطاه قبل السؤال ، وإن دعاه أجابه ، وإن استغفره غفر له[197] ، وورد عنهم عليهم السّلام انه :
أوحى اللّه إلى داود عليه السّلام : ما اعتصم بي عبد من عبادي دون أحد من خلقي عرفت ذلك من نيته ، ثم تكيده السماوات والأرض ومن فيهنّ إلّا جعلت له المخرج من بينهنّ ، وما اعتصم عبد من عبادي بأحد من خلقي عرفت ذلك من نيته إلّا قطعت أسباب السماوات من بين يديه ، واسخت الأرض من تحته ولا أبالي في أيّ واد هلك[198]. وورد : أنّ الغنى والعزّ يجولان فإذا ظفرا بموضع التوكّل اوطنا[199] ، وانّ : المتوكل على اللّه أقوى النّاس ، وأتقى الناس[200] ، وان : من توكّل على اللّه وقنع ورضى كفى المطلب ولا يغلب[201] ، وانّ رجلا لو توكّل على اللّه بصدق النيّة لاحتاجت إليه الأمور فكيف يحتاج هو ومولاه الغنيّ الحميد[202] ، وانّه : لو توكّلتم على اللّه حقّ توكّله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا[203]. وان من توكّل على اللّه كفاه وهو حسبه[204]. وانّ الإيمان له أركان أربعة : التوكّل على اللّه ، والتفويض إليه ، والتسليم لأمر اللّه تعالى ، والرضا بقضاء اللّه تعالى[205] ، وسأل النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم جبرئيل عليه السّلام عن تفسير التوكّل فقال : اليأس من المخلوقين ، وان يعلم أنّ المخلوق لا يضرّ ولا ينفع ، ولا يعطي ولا يمنع[206] . وقال أبو الحسن الأول عليه السّلام : التوكّل على اللّه درجات ، منها : ان تتوكّل عليه في أمورك كلّها ، فما فعل بك كنت عنه راضيا ، تعلم أنه لا يألوك إلّا خيرا وفضلا ، وتعلم أنّ الحكم في ذلك له ، فتوكّل على اللّه بتفويض ذلك إليه ، وثق به فيها وفي غيرها[207]. ومرّ أمير المؤمنين عليه السّلام يوما على قوم أصحابه جالسين في زاوية المسجد فقال عليه السّلام : من أنتم ؟ فقالوا : نحن المتوكّلون ، قال عليه السّلام : لا ، بل أنتم المتأكّلة ، فان كنتم متوكّلين فما بلغ بكم توكّلكم ؟ قالوا : إذا وجدنا أكلنا وإذا فقدنا صبرنا ، قال عليه السّلام : هكذا تفعل الكلاب عندنا ، قالوا : فما تفعل ؟ قال عليه السّلام : كما نفعل ، قالوا : كيف تفعل ؟ قال عليه السّلام : إذا وجدنا بذلنا وإذا فقدنا شكرنا[208]. وقال مولانا الصادق عليه السّلام قرأ في بعض الكتب انّ اللّه تبارك وتعالى يقول : وعزّتي وجلالي ومجدي وارتفاعي على عرشي ، لأقطعّن أمل كل مؤمل من الناس غيري باليأس ، ولا كسوّنه ثوب المذلّة عند الناس ، ولأنحيّنه من قربي ، ولأبعدنّه من فضلي ، أيؤمّل غيري في الشدائد والشدائد بيدي ؟ ويرجو غيري ، ويقرع بالفكر باب غيري وبيدي مفاتيح الأبواب وهي مغلّقة ، وبابي مفتوح لمن دعاني ، فمن ذا الذي أمّلني لنائبة فقطعته دونها ؟ ! ومن ذا الّذي رجاني لعظيمة فقطعت رجاءه منّي ؟ ! جعلت آمال عبادي عندي محفوظة فلم يرضوا بحفظي ، وملأت سماواتي ممّن لا يملّ من تسبيحي ، وأمرتهم أن لا يغلقوا الأبواب بيني وبين عبادي ، فلم يثقوا بقولي ، ألم يعلم من طرقته نائبة من نوائبي أنّه لا يملك كشفها أحد غيري إلّا من بعد إذني ؟ ! فما لي أراه لاهيا عنّي ، أعطيته بجودي ما لم يسألني ثم انتزعته منه فلم يسألني ردّه ، وسأل غيري ، أفتراني أبدأ بالعطاء قبل المسألة ثم أسأل فلا أجيب سائلى ، أبخيل أنا فيبخّلني عبدي ؟ أوليس الجواد والكرم لي ؟ أو ليس العفو والرحمة بيدي ؟ ا وليس انا محلّ الآمال فمن يقطعها دوني ؟ أفلا يخشى المأمّلون أن يؤمّلوا غيري ، فلو أنّ أهل سماواتي وأهل أرضي أملوني جميعا ثم أعطيت كل واحد منهم مثل ما امّل الجميع ما انتقص من ملكي عضو ذرة ، وكيف ينقص ملك أنا قيّمه ، فيا بؤسا للقانطين من رحمتي ، ويا بؤسا لمن عصاني ولم يراقبني[209].
وورد انّ قول : لولا فلان لهلكت ، أو ما أصبت . . كذا ، أو لضاع عيالي ، أو . . نحو ذلك شرك . نعم لا بأس يقول : لولا أن منّ اللّه عليّ بفلان لهلكت . . ونحوه[210].
ومنها : طاعة العقل ، ومخالفة الجهل ، وتغليب العقل على الشهوة :
فقد ورد عنهم عليهم السّلام : انّ صديق كلّ امرء عقله ، وعدوّه جهله[211].
وانّ : العقل ما عبد به الرحمن واكتسب به الجنان [212] ، وهو دليل المؤمن[213] ، وآلته ، وعدّته ، وهو قوام المرء ومطيّته ، ودعامة الإسلام[214] ، وانّه : لا فقر أشدّ من الجهل ولا مال أعود من العقل[215]. وان العقل هداية والجهل ضلالة ، وان لكل شيء غاية ، وغاية العبادة العقل ، ولكل قوم راع وراع العابدين العقل ، ولكلّ تاجر بضاعة وبضاعة المجتهدين العقل ، ولكل خراب عمارة وعمارة الآخرة العقل ، ولكل سفر فسطاطاً يلجأون إليه وفسطاط المسلمين العقل[216]. وأنّه إنّما يدرك الحق [ الفوز خ . ل ] بمعرفة العقل وجنوده ومجانبة الجهل وجنوده[217]. وانّ : أساس من كان عاقلا كان له دين ، ومن كان له دين دخل الجنّة[218]. وانّ : أساس الدّين بني على العقل ، وفرضت الفرايض على العقل ، وربّنا يعرف بالعقل ، ويتوسّل به إليه . وانّ العاقل أقرب من ربّه من جميع المجتهدين بالعقل ، ولمثقال ذرّة من برّ العاقل أفضل من جهاد الجاهل ألف عام[219]. وانّ اللّه سبحانه لما خلق العقل استنطقه ثم قال له : أقبل . . فأقبل ، ثم قال له : أدبر . . فأدبر ، ثم قال : وعزّتي وجلالي ما خلقت خلقا أحبّ إليّ منك ، ولا أكملتك إلّا في من أحبّ ، أما إنّي إيّاك آمر ، وإيّاك أنهى ، وإيّاك أعاقب ، وإيّاك أثيب[220]. وانّ العقل غطاء ستير ، والفضل جمال ظاهر ، فاستر خلل خلقك بفضلك ، وقاتل هواك بعقلك تسلم لك المودّة[221]. وعن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : إنّ اللّه خلق العقل من نور مخزون مكنون في سابق علمه الّذي لم يطلع عليه نبيّ مرسل ، ولا ملك مقرّب ، فجعل العلم نفسه ، والفهم روحه ، والزهد رأسه ، والحياء عينه ، والحكمة لسانه ، والرّأفة همّه ، والرّحمة قلبه ، ثم حشّاه وقوّاه بعشرة أشياء : باليقين ، والإيمان ، والصدق ، والسكينة ، والإخلاص ، والرفق ، والعطية ، والقنوع ، والتسليم ، والشكر ، ثمّ قال عزّ وجلّ له : أدبر فأدبر ، ثم قال له : أقبل فأقبل ، ثم قال له : تكلّم ، فقال : الحمد للّه الّذي ليس له ضدّ ولا ندّ ، ولا شبيه ولا كفو ، ولا عديل ، ولا مثيل [ مثل ] ، الذي كلّ شيء لعظمته خاضع ذليل ، فقال الربّ تبارك وتعالى : وعزّتي وجلالي ما خلقت خلقا أحسن منك ، ولا أطوع لي منك ، ولا أرفع منك ، ولا أشرف منك ، ولا أعزّ منك ، بك أوحّد ، وبك أعبد ، وبك أدعى ، وبك أرتجى ، وبك أبتغي ، وبك أخاف ، وبك أحذر ، وبك الثواب ، وبك العقاب ، فخرّ العقل عند ذلك ساجدا ، فكان سجوده ألف عام ، فقال الربّ تبارك وتعالى : ارفع رأسك وسل تعط ، واشفع تشفّع ، فرفع العقل رأسه ، فقال : إلهي ! أسألك أن تشفّعني في من خلقتني فيه ، فقال اللّه جلّ جلاله لملائكته : اشهدوا انّي قد شفّعته في من خلقته فيه[222]. وسئل صلوات اللّه عليه وآله : ممّ خلق اللّه عزّ وجلّ العقل ؟ قال : خلقه من ملك له رؤوس بعدد الخلائق من خلق ومن لم يخلق إلى يوم القيامة ، ولكل رأس وجه ، ولكل آدميّ رأس من رؤوس العقل ، واسم ذلك [ الملك ] : الإمنان ، على وجه ذلك الرأس مكتوب ، وعلى كل وجه ستر ملقى لا يكشف ذلك الستر من ذلك الوجه حتّى يولد هذا المولود ، ويبلغ حدّ الرجال ، أو حدّ النساء ، فإذا بلغ كشف ذلك الستر فيقع في قلب هذا الإنسان نور فيفهم الفريضة والسنة ، والجيّد والرديء ، الا ومثل العقل في القلب كمثل السراج في البيت[223]. وورد عنهم عليهم السّلام : انّه إذا أراد اللّه أن يزيل من عبد نعمة كان أوّل ما يغير عنه عقله[224] ، وانّه يغوص العقل على الكلام فيستخرجه من مكنون الصدر ، كما يغوص الغائص على اللؤلؤ المستكنّة [ في البحر ][225]. وانّ أفضل طبائع العقل العبادة ، وأوثق الحديث له العلم ، وأجزل حظوظه الحكمة ، وأفضل ذخائره الحسنات[226]. وانّ العاقل من رضي بالدون من الدنيا مع الحكمة ، ولم يرض بالدون من الحكمة مع الدنيا ، فلذلك ربحت تجارتهم ، وانّ العقلاء تركوا فضول الدنيا فكيف الذنوب ، وترك الدنيا من الفضل ، وترك الذنوب من الفرض . وانّ العاقل نظر إلى الدنيا وأهلها فعلم أنّها لا تنال الّا بالمشقة ، ونظر إلى الآخرة فعلم انّها لا تنال إلّا بالمشقّة ، فطلب بالمشقّة أبقاهما[227] ، ولذلك كلّه ورد انّ الّذي كان في معاوية وأمثاله النكراء والشيطنة ، وهي شبيهة بالعقل وليست بالعقل[228].
واعلم انّ العقل يطلق في الأخبار والأحاديث على ثلاثة معان :
أحدها : قوة إدراك الخير والشرّ ، والتمييز بينهما ، ومعرفة أسباب الأمور ونحو ذلك ، وهذا هو مناط التكليف ، وضدّه : الجنون .
ثانيها : حالة وملكة تدعو إلى اختيار الخير والمنافع ، واجتناب الشرّ والمضارّ .
ثالثها : التعقّل بمعنى العلم ، وضدّه : الجهل .
وأكثر الاخبار المزبورة قد استعمل فيه العقل بالمعنى الثاني والثالث .
ثم انّه ينبغي للعاقل التفطّن والالتفات وتغليب عقله على شهوته . وقد ورد انّ العقل والشهوة ضدان ، ومؤيد العقل العلم ، ومزيّن الشهوة الهوى ، والنفس متنازعة بينهما ، فأيّهما قهر كان في جانبه ، وان أفضل الناس عند اللّه من أحيا عقله ، وأمات شهوته ، وان من كمل عقله استهان بالشهوات ، وان من غلب عقله هواه أفلح ، ومن غلب هواه عقله افتضح[229]. وانّ الهوى عدوّ العقل ، ومخالف الحقّ ، وقرين الباطل ، وقوّة الهوى من الشهوات ، وأصل علامات الهوى من أكل الحرام ، والغفلة عن الفرائض ، والاستهانة بالسنن ، والخوض في الملاهي[230]. وانّ من عرضت له دنيا وآخرة فاختار الدّنيا على الآخرة لقي اللّه عزّ وجلّ يوم القيامة وليست له حسنة يتّقي بها النّار ، ومن اختار الآخرة وترك الدّنيا رضي اللّه عنه ، وغفر له مساوي عمله[231].
وقال أمير المؤمنين عليه السّلام في جواب من سأله عن انّ الملائكة أفضل أم بنو آدم ؟ : إنّ اللّه ركّب في الملائكة عقلا بلا شهوة ، وركّب في بني آدم كليهما [ كلتيهما ] ، فمن غلب عقله شهوته فهو خير من الملائكة ، ومن غلبت شهوته عقله فهو شرّ من البهائم[232]. وقال أبو جعفر عليه السّلام : إنّ طبائع النّاس كلّها مركّبة على الشهوة والرغبة والرهبة والغضب واللّذة ، الّا انّ في الناس من ذم هذه الخلال بالتقوى والحياء والانف ، فإذا دعتك نفسك إلى كبيرة من الأمر فارم بصرك إلى السماء فانّ لم تخف من فيها فانظر إلى من في الأرض لعلك ان تستحيي ممّن فيها ، فإن كنت لا ممّن في السماء تخاف ، ولا ممّن في الأرض تستحيي فعدّ نفسك في البهائم[233].
ومنها : التفكّر فيما يوجب الاعتبار والعمل :
فإنّه من أعظم العبادات ، فقد ورد أنّ أفضل العبادة إدمان التفكر في اللّه وفي قدرته[234] وانّ التفكّر يدعو إلى البرّ والعمل [ به ][235]. وانّ الفكرة مرآة الحسنات ، وكفّارة السيّئات ، وضياء القلب ، وفسحة للخلق ، وإصابة في إصلاح المعاد ، واطّلاع على العواقب ، واستزادة في العلم ، وهي خصلة لا يعبد اللّه بمثلها[236].
وانّ التفكّر في ملكوت السماوات والأرض عبادة المخلصين[237]. وانّ كل سكوت ليس فيه فكر فهو غفلة[238]. وان تفكّر ساعة خير من قيام ليلة ، كما في خبر[239] ، ومن عبادة سنة ، كما في عدة أخبار[240]. وعن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : تفكر ساعة خير من عبادة ستين سنة[241]. وانّه ليس العبادة كثرة الصلاة والصوم ، وإنما العبادة التفكر في أمر اللّه عزّ وجلّ[242]. وانّه كان أكثر عبادة أبي ذر رضوان اللّه عليه التّفكر[243]. وانّه ما أوتي لقمان الحكمة بحسب ولا مال ولا أهل ، ولا بسط في جسم ، ولا جمال ، ولكنّه كان رجلا قويّا في أمر اللّه ، متورّعا في اللّه ، ساكتا سكينا ، عميق النظر ، طويل الفكر ، حديد النظر ، مستغن بالعبر[244]. وانّ لقمان عليه السّلام كان يطيل الجلوس وحده ، فكان يمرّ به مولاه فيقول : يا لقمان ! إنّك قديم الجلوس وحدك ، فلو جلست مع الناس كان آنس لك ، فيقول لقمان : إنّ طول الوحدة أفهم للفكرة ، وطول الفكرة دليل الجنّة[245].
وسئل عليه السّلام عن كيفية التفكّر فقال : إنّه يمرّ بالخربة أو بالدار فيقول : أين ساكنوك ؟ وأين بانوك ؟ مالك لا تتكلمين[246] ؟ وغرضه عليه السّلام من ذلك المثال ، والّا فما من شيء تراه العين الّا وفيه موعظة للمتدبّر ، كما نبّه عليه السّلام على ذلك في خبر آخر . وعليك بمراجعة مرآة الرشاد في المقام ، فإنّا قد ذكرنا هناك ما يفيدك ولا وجه للتكرار[247].
ومنها : محاسبة النفس في كلّ يوم وليلة :
وقد شرحناها في مرآة الرشاد ، ويأتي في أواخر المقام العاشر شطر من الكلام فيها ان شاء اللّه تعالى .
ومنها : حفظ اللّسان عمّا لا يعنيك :
فإنّه من الصفات الحميدة ، وقد شرحناه في مرآة الرشاد ، ومرّ في المقام الأول بعض الكلام فيه في الصمت والسكوت إلّا عن الخير ، فراجعهما .
ومنها : لزوم المنزل غالبا :
مع الإتيان بحقوق الإخوان الواجبة لمن يشقّ عليه اجتناب مفاسد العشرة ، فإنّ ذلك حسن عقلا ، وإليه أرشد مولانا الصادق عليه السّلام بقوله :
إن قدرت على أن لا تخرج من بيتك فافعل ، فإنّ عليك في خروجك أن لا تغتاب ، ولا تكذب ، ولا تحسد ، ولا ترائي ، ولا تتصّنع ، ولا تداهن ، ثم قال عليه السّلام : نعم صومعة المسلم بيته ، يكفّ فيه بصره ، ولسانه ، ونفسه ، وفرجه[248]. وقال باب الحوائج : الصبر على الوحدة علامة قوّة العقل ، فمن عقل عن اللّه اعتزل أهل الدنيا والراغبين فيها ، ورغب فيما عند اللّه ، وكان اللّه أنسه في الوحشة ، وصاحبه في الوحدة ، وغناه في العيلة ، ومعزّه من غير عشيرة[249].
وقال أمير المؤمنين عليه السّلام : طوبى لمن لزم بيته ، وأكل كسرته ، وبكى على خطيئته ، وكان من نفسه في تعب ، والناس منه في راحة[250].
وإطلاق هذه الأخبار يقيّد بأخبار لزوم أداء الحقوق الواجبة ، كما يقيّد أخبار النهي عن التبتّل والانقطاع عن الناس بما إذا تمكّن من اجتناب المحرّمات .
ومنها : تسكين الغضب عن فعل الحرام :
فقد ورد أنّ الغضب مفتاح كلّ شرّ[251] ، ومصياد[252] الشيطان[253] ، وجند عظيم من جنوده[254] ، وانه بئس القرين ، وانّه يبدي المعائب ، ويدني الشرّ ، ويباعد الخير[255] ، وانّه ليفسد الإيمان كما يفسد الخلّ العسل[256]. وانّه ممحق لقلب الحكيم .
ومن لم يملك غضبه لم يملك عقله[257]. وانّه شرّ[258] ، وعدوّ . وانّه يفسد الألباب ويبعد من الصواب . وأنّه جمرة من الشيطان ، ونار موقدة ، من كظمه أطفاها ، ومن أطاعه كان أول محترق بها[259]. وانّ أوّله جنون وآخره ندم[260]. وورد : أنّ المؤمن هو الذي إذا غضب لم يخرجه غضبه من حقّ ، وإذا رضي لم يدخله رضاه في باطل ، وإذا قدر لم يأخذ أكثر ممّا له[261]. وانّ من كفّ غضبه عن الناس ستر اللّه عورته ، وكفّ عنه غضبه ، وملأ اللّه قلبه رضاه ، وأقاله نفسه يوم القيامة[262]. وانّ أعدى عدوّ للمرء غضبه وشهوته ، فمن ملكهما علت درجته ، وبلغ غايته[263]. وانّ أعظم النّاس سلطانا على نفسه من قمع غضبه ، وأمات شهوته[264]. وان رأس الفضائل ملك الغضب ، وإماتة الشهوة[265]. وانّه ظفر بالشيطان من ملك غضبه ، وظفر الشيطان بمن ملكه غضبه[266]. وانّ من حفظ نفسه عند الغضب فهو كالمجاهد في سبيل اللّه[267].
وورد للغضب مسكّنات أوردناها في رسالة مرآة الرشاد ، فلاحظ .
ومنها : الزهد في الدنيا وحده :
لا ريب في حسن الزهد في الدّنيا ، لأنّها لمّا كانت [ الدنيا ] رأس كلّ خطيئة ، فكلّما كان الإنسان منها أبعد كان من شرورها وتبعاتها آمن . وقد ورد عنهم عليهم السّلام : انّ الزهد في الدّنيا الراحة العظمى ، وانّكم إن زهدتهم خلصتم من شقاء الدنيا ، وفزتم بدار البقاء . وانّ من زهد في الدنيا أعتق نفسه ، وأرضى ربّه ، وقرّت عينه بجنّة المأوى[268]. وانّ العقلاء زهدوا في الدنيا ، ورغبوا في الآخرة ، لأنّهم علموا انّ الدنيا طالبة ومطلوبة ، والآخرة طالبة ومطلوبة ، فمن طلب الآخرة طلبته الدّنيا حتّى يستوفي منها رزقه ، ومن طلب الدنيا طلبته الآخرة ، فيأتيه الموت فيفسد عليه دينه وآخرته[269]. وانّ من زهد في الدنيا أثبت اللّه الحكمة في قلبه ، وأنطق بها لسانه ، وبصّره عيوب الدنيا [ الناس ] داءها ودواءها ، وأخرجه منها سالما إلى دار السّلام[270]. وانّ من أعون الأخلاق على الدين الزهد في الدّنيا[271].
وانّه جعل الخير كلّه في بيت وجعل مفتاحه الزهد في الدّنيا ، وانّه حرام على قلوبكم أن تعرف حلاوة الإيمان حتّى تزهد في الدّنيا[272]. وانّه : إذا أراد اللّه بعبد خيرا زهّده في الدّنيا ، وفقّهه في الدّين ، وبصّره عيوبها ، ومن أوتيهنّ فقد أوتي خير الدّنيا والآخرة . وانّه لم يطلب أحد الحقّ بباب أفضل من الزهد في الدّنيا .
وانّه إذا تخلّى المؤمن من الدّنيا سما[273] ، ووجد حلاوة حب اللّه فلم يشتغل بغيره[274].
وانّه : إذا رأيتم الرجل قد أعطي زهد الدنيا فاقتربوا منه فإنه يلقّن الحكمة[275].
وانّه : ما اتخذ اللّه نبيّا إلّا زاهدا[276]. وأنّ خياركم عند اللّه أزهدكم في الدّنيا وأرغبكم في الآخرة[277]. وقال رجل لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : دلّني على عمل يحبّني اللّه ويحبّني النّاس ؟ فقال : ازهد في الدّنيا يحبّك اللّه ، وازهد عمّا في أيدي الناس يحبّك النّاس[278]. وقال النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : إنّه قال اللّه تعالى ليلة الإسراء : يا أحمد ! هل تعرف ما للزاهدين عندي في الآخرة ؟ فقال : لا ، يا رب . قال : يبعث الخلق ويناقشون بالحساب وهم من ذلك آمنون ، ان أدنى ما أعطي للزاهدين في الآخرة أن أعطيهم مفاتيح الجنان كلّها ، حتّى يفتحوا أي باب شاءوا ، ولا أحجب عنهم وجهي ، ولأمتعنّهم بأنواع التلذّذ من كلامي ، ولأجلسنّهم في مقعد صدق فأذكّرهم ما صنعوا وتعبوا في دار الدنيا ، وأفتح لهم أربعة أبواب : باب تدخل عليهم الهدايا بكرة وعشيّا من عندي ، وباب ينظرون منه إليّ كيف شاءوا بلا صعوبة ، وباب يطلعون منه إلى النار فينظرون إلى الظالمين كيف يعذّبون ، وباب يدخل عليهم منه الوصائف والحور العين.. الخبر[279].
ثم اعلم انّه قد اشتبه الأمر على جمع في المقام فوقع الخلط والخبط بين الدنيا المحرّمة والمكروهة ، والذي تجتمع عليه الأخبار أنّ المحرّم هو حبّها وحبّ مالها ، وشرفها ، وفخرها ، من غير تقيّد بتحصيلها من حرام أو حلال ، وحبّ المال لنفسه ، والصرف فيما نهى اللّه تعالى عنه ، أو على الطريق المنهي عنه ، وانّ المكروه طلب ما زاد عن قدر الكفاف والعفاف مع التقيّد بتحصيله من حلال ، والخروج من أداء حقوقه ، وصرفه على الوجه المحلّل ، وأمّا طلب مقدار الكفاف والعفاف ، وصون الوجه ، والصرف في سبيل اللّه سبحانه ، والأمور الخيريّة ، والتوسعة على العيال على الوسط من دون إسراف ولا تبذير ، ولا حرص في الطلب ، فلا كراهة فيه ، بل ورد أنّه الآخرة لا الدنيا[280]. ولذا انّ الباقر عليه السّلام - مع كونه بدينا شيخا - قد خرج لإصلاح أمر البستان ، فقيل له في ذلك ، فأجاب عليه السّلام بما يدلّ على رجحان مثله[281] كما مرّ الخبر الناطق بذلك في أوائل المقام الأول من الفصل التاسع .
وحدّ الزهد في الدنيا المحبوب إنّما هو عدم عقد القلب بالمال والشرف ونحوهما من علايق الدّنيا ، وعدم قطع الثقة باللّه بسبب المال ، وترك الزوائد عن مقدار تعيّش أواسط الناس ، كما يستفاد ذلك كلّه من كلمات أهل بيت العلم والعصمة سلام اللّه عليهم أجمعين . فقال أمير المؤمنين عليه السّلام : إنّ الزهد بين كلمتين من القرآن ، قال اللّه تعالى لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ[282] ، فمن لم ييأس على الماضي ولم يفرح بالآتي فقد استكمل الزهد بطرفيه[283]. وقال عليه السّلام أيضا تارة : إنّ الزهد في الدنيا تنكيب حرامها[284].
وأخرى : انه قصر الأمل ، وشكر كلّ نعمة ، والورع عمّا حرّم اللّه عليك[285] وقال أبو عبد اللّه عليه السّلام : ليس الزهد في الدنيا بإضاعة المال ، ولا بتحريم الحلال ، بل الزهد في الدنيا أن لا تكون بما في يدك أوثق منك بما في يد اللّه عزّ وجلّ[286]. وفي خبر آخر : لكن الزهد في الدّنيا الرضا بالقضاء ، والصبر على المصائب ، واليأس عن النّاس[287]. وسئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عن أزهد الناس فقال : من لم ينس المقابر والبلى ، وترك فضل زينة الدّنيا ، وآثر ما يبقى على ما يفنى ، ولم يعدّ غدا من أيامه ، وعدّ نفسه في الموتى[288]. قال أمير المؤمنين عليه السّلام : الزهد في الدنيا قصر الأمل . وقال مولانا الصادق عليه السّلام : الزهد مفتاح باب الآخرة ، والبراءة من النّار ، وهو تركك كلّ شيء يشغلك عن اللّه تعالى ، من غير تأسف على فوتها ، ولا إعجاب في تركها ، ولا انتظار فرج منها ، ولا طلب محمدة عليها ، ولا غرض لها ، بل يرى فوتها راحة ، وكونها آفة ، ويكون أبدا هاربا من الآفة ، معتصما بالرّاحة ، والزاهد الذي يختار الآخرة على الدنيا ، والذلّ على العزّ ، والجهد على الراحة ، والجوع على الشبع ، وعافية الآجل على محنة العاجل ، والذكر على الغفلة ، وتكون نفسه في الدنيا وقلبه في الآخرة . . الخبر[289]. وقال أمير المؤمنين عليه السّلام : إنّما النّاس ثلاثة :
زاهد ، وراغب ، وصابر ، فأما الزاهد فلا يفرح بشيء من الدنيا أتاه ، ولا يحزن على شيء فإنه ، وأمّا الصابر فيتمنّاها بقلبه ، فان أدرك منها شيئا صرف عنها نفسه ، لما يعلم من سوء عاقبتها ، وأمّا الراغب فلا يبالي من حلّ أصابها أم من حرام[290]. وقال عليه السّلام - أيضا - في تفسير الزهد : إنّه قصر الأمل ، وتنقية القلب ، وأن لا يفرح بالثناء ولا يغتمّ بالذم ، ولا يأكل طعاما ولا يشرب شرابا ، ولا يلبس ثوبا ، حتى يعلم أن أصله طيّب ، وان لا يلتزم الكلام فيما لا يعنيه ، وان لا يحسد على الدنيا ، وان يحبّ العلم والعلماء ، ولا يطلب الرفعة والشرف[291].
وقال جبرئيل عليه السّلام حين سأله النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عن تفسير الزهد : انّ الزاهد يحبّ من يحبّ خالقه ، ويبغض من يبغض خالقه ، ويتحرّج من حلال الدنيا ، ولا يلتفت إلى حرامها ، فإنّ حلالها حساب ، وحرامها عقاب ، ويرحم جميع المسلمين كما يرحم نفسه ، ويتحرّج من الكلام [ خ . ل : الحرام ] كما يتحرّج من الميتة التي قد اشتدّ نتنها ، ويتحرّج من حطام الدّنيا [ وزينتها ] كما يتجنّب النّار أن تغشاه ، وأن يقصر أمله وكأنّ بين عينيه أجله . . الخبر[292].
وأما قول أمير المؤمنين عليه السّلام : انّ الزاهدين قوم اتّخذوا مساجد اللّه بساطا ، وترابها فراشا ، وماءها طهورا ، والقرآن شعارا ، والدعاء دثارا ، ثم قبضوا الدنيا على منهاج عيسى عليه السّلام[293]. فالمراد به أفضل مراتب الزهد ، ولكن ينبغي تقييده بما إذا لم يؤدّ إلى الرهبانية المذمومة في شرعنا . وكذا الحال في قول اللّه سبحانه للنّبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم حين سأله عن وصف الزاهدين : الزاهد الذي ليس له بيت يخرب فيغتمّ بخرابه ، ولا ولد يموت فيحزن بموته ، ولا له مال يذهب فيحزن بذهابه ، ولا يعرفه انسان [ حين ] يشغله عن اللّه عزّ وجلّ طرفة عين ، ولا له فضل طعام فيسأل عنه ، ولا له ثوب ليّن . يا أحمد ! وجوه الزاهدين مصفرّة من تعب الليل ، وصوم النهار ، وألسنتهم كلال إلّا من ذكر اللّه ، قلوبهم في صدورهم مطعونة من كثرة ما يخالفون أهواءهم ، قد ضمروا أنفسهم من كثرة صمتهم ، قد أعطوا المجهود من أنفسهم ، لا من خوف نار ولا من شوق جنّة ، ولكن ينظرون في ملكوت السماوات والأرضين ، فيعلمون أنّ اللّه سبحانه وتعالى أهل للعبادة[294].
ومنها : ترك ما زاد عن قدر الضرورة من الدّنيا :
فإنّه محمود العاقبة ، حسن النتيجة ، ضرورة انّ كثرة المذام الواردة في حقّ الدنيا تقضي بحسن الاعراض عمّا زاد عن مقدار الضرورة منها ، كيف لا ؟
وقد ورد انّ : الدنيا سجن المؤمن ، وجنّة الكافر[295]. وانّها لو عدلت عند اللّه جناح بعوضة لما سقي الكافر منها شربة ماء[296]. وانّه : ما من أحد من الأولين والآخرين الّا وهو يتمنّى يوم القيامة أنّه لم يعط من الدّنيا الّا قوتا[297]. وانّ مثل الدّنيا كمثل الحية ما ألين مسّها وفي جوفها السمّ الناقع ، يحذرها الرجل العاقل ويهوى إليها الصبيّ الجاهل[298]. وقال أمير المؤمنين عليه السّلام - في وصيّته لمحمّد بن الحنفية - : لا مال أذهب للفاقة من الرضا بالقوت ، ومن اقتصر على بلغة الكفاف فقد انتظم الراحة[299]. وقال الحسن بن علي عليهما السّلام - في حديث - : اعلم أنّك لا تكسب من المال شيئا فوق قوتك الّا كنت فيه خازنا لغيرك ، واعلم انّ في حلالها حسابا ، وفي حرامها عقابا ، وفي الشبهات عتابا ، فأنزل الدّنيا منزلة الميتة ، خذ منها ما يكفيك[300] ، فإن كان ذلك حلالا كنت قد زهدت فيها ، وإن كان حراما لم يكن فيه وزر ، فأخذت كما أخذت من الميتة ، وإن كان العتاب فإن العتاب سهل يسير[301]. وفي كلام لأمير المؤمنين عليه السّلام - في ذكر بعض حالات الأنبياء عليهم السّلام - : انهم الزموا أنفسهم الصبر ، وأنزلوا الدّنيا من أنفسهم كالميتة الّتي لا يحلّ لأحد أن يشبع منها إلّا في حال الضرورة إليها ، وأكلوا منها بقدر ما أبقى لهم النفس ، وأمسك الروح ، وجعلوها بمنزلة الجيفة التي اشتدّ نتنها ، فكلّ من مرّ بها أمسك على فيها[302] ، فهم يتبلّغون بأدنى البلاغ ، ولا ينتهون إلى الشبع من النتن ، ويتعجّبون من الممتلي منها شبعا والرّاضي بها نصيبا . الخبر[303].
مضافا إلى أنّ الدّنيا والآخرة ضرّتان لا تجتمعان ، فترك الدنيا الفانية أولى من ترك الآخرة الباقية ، كما نبّه على ذلك رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم بقوله : في طلب الدنيا إضرار بالآخرة ، وفي طلب الآخرة إضرار بالدنيا ، فاضّروا بالدنيا فإنّها أحقّ بالإضرار[304]. وإلى أنها تدبر على من أقبل إليها ، وتقبل على من أدبر إليها ، كما نطقت بذلك الأخبار ، حتى ورد انّ اللّه أوحى إلى الدّنيا أن أخدمي من خدمني ، وأتعبي من خدمك[305]. فالعاقل البصير يدبر عنها حتى تقبل إليه ، ويعرض عنها حتّى تخدمه بأمر اللّه سبحانه . وإلى ذلك أرشد مولانا الصادق عليه السّلام بقوله : لا تحرص على شيء لو تركته لوصل إليك ، وكنت عند اللّه مستريحا محمودا بتركه ، ومذموما باستعجالك في طلبه ، وترك التوكّل عليه تعالى والرضا بالقسم ، فإن الدنيا خلقها اللّه بمنزلة ظلّك ، إن طلبته اتبعك ولا تلحقه أبدا ، وان تركته تبعك وأنت مستريح[306].
وبالجملة فما رود في ذمّ الدّنيا لا يسع الكتاب جمعه ، ومن شاء راجع مظانه ، وان كان فيما سطرناه كفاية لمن كان له أدنى دراية ، ومن لا دراية له فلا تفيه ألف حكاية .
ولا بأس بالتذييل بخبر ورد في حقّ ما يشبه زماننا ، فعن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنّه قال : لا تقوم الساعة حتّى يبغض النّاس من أطاع اللّه ، ويحبّون من عصى اللّه ، فقيل : يا رسول اللّه ( ص ) ! والنّاس يومئذ على الإسلام ؟ ! قال : وأين الاسلام يومئذ ؟ المسلم يومئذ كالغريب الشريد ، ذلك الزمان يذهب فيه الإسلام ، ولا يبقى إلّا اسمه ، ويندرس فيه القرآن ، ولا يبقى إلا رسمه . فقيل : وفيما يكذّبون من أطاع اللّه ويطردونهم ويعذّبونهم ؟ ! فقال : تركوا القوم الطريق ، وركنوا إلى الدنيا ، ورفضوا الآخرة ، وأكلوا الطيبات ، ولبسوا الثياب المزينات ، وخدمهم أبناء فارس والروم ، فهم يعبدون في طيب الطعام ، ولذيذ الشراب ، وذكيّ الريح ، ومشيد البنيان ، ومزخرف البيوت ، ومنجدة المجالس ، ويتبرّج الرجل منهم كما تبرج المرأة لزوجها ، وتتبرّج النساء بالحلي والحلل [ المزينة ] ، زيّهم يومئذ زيّ الملوك الجبابرة ، يتباهون بالجاه واللباس ، وأولياء اللّه عليهم العباء ، سحبة ألوانهم من السهر ، ومنحنية أصلابهم من القيام ، قد لصقت بطونهم بظهورهم من طول الصيام . . . إلى أن قال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : فإذا تكلّم منهم متكلّم بحقّ أو تفوّه بصدق قيل له : اسكت فأنت قرين الشيطان ، ورأس الضّلالة ، يتأوّلون كتاب اللّه على غير تأويله ، ويقولون : مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ[307]. الخبر[308].
ومنها : انتهاز فرص الخير .
والمبادرة إليه[309] مع الإمكان لإرشاد العقل إلى حسن ذلك ، من حيث أنّ العمر يفنى ولا يبقى للمرء إلّا عمله ، فتفويت الوقت هدرا خلاف العقل ، وانّ كلّ نعمة فهي في معرض الزّوال والفناء ، فيلزم معرفة قدرها قبل زوالها .
وإلى هذا المعنى أرشد أهل الحق صلوات اللّه عليهم أجمعين ، ففي وصيّة النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لعليّ عليه السّلام : يا عليّ ! بادر بأربع قبل أربع : شبابك قبل هرمك ، وصحّتك قبل سقمك ، وغناك قبل فقرك ، وحياتك قبل موتك[310]. وقال أمير المؤمنين عليه السّلام في قول اللّه عزّ وجلّ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا[311]: لا تنس صحّتك ، وقوّتك ، وفراغك ، وشبابك ، ونشاطك أن تطلب بها الآخرة[312]. وورد عنهم عليهم السّلام أنّ : الفرص تمرّ مرّ السحاب فانتهزوها إذا أمكنت في أبواب الخير ، وإلّا عادت ندما[313]. وإنّ إضاعة الفرصة غصّة . وانّ الفرصة غنم . وانّ التثبّت خير من العجلة إلّا في فرص البرّ . وانّ الفرصة سريعة الفوت بطيئة العود . وانّ من قعد عن الفرصة أعجزه الفوت . وانّ من أخر الفرصة عن وقتها فليكن على ثقة من فوتها[314]. وانّ من فتح له باب خير فلينتهزه فإنّه لا يدري متى يغلق عنه[315]. وانّ الحزم ان تنتهز فرصتك ، وتعاجل ما أمكنك[316]. ومن وصايا أمير المؤمنين عليه السّلام : أوصيكم بالعمل قبل أن يؤخذ منكم بالكظم ، وباغتنام الصحة قبل السقم ، وقبل أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ[317] أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ[318] أنّى ؟ ومن أين ؟ وقد كنت للهوى متّبعا ، فيكشف له عن بصره ويهتك له حجبه ، يقول اللّه عزّ وجلّ : فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ[319] أنّى له بالبصر ؟ الا أبصر قبل هذا الوقت ؟ الا أبصر قبل أن يحجب التوبة بنزول الكربة ، فتتمنّى النفس أن لو ردت لتعمل بتقواها ، فلا تنفعها المُنى[320].
ومنها : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :
فإنهما من اهمّ الواجبات وألزم الفرائض ، عند اجتماع شرائطهما التي ذكرناها في مناهج المتّقين ، وقد ورد انّهما سبيل الأنبياء ، ومنهاج الصلحاء ، فريضة عظيمة بها تقام الفرائض ، وتأمن المذاهب ، وتحلّ المكاسب ، وتردّ المظالم ، وتعمر الأرض ، وينتصف من الأعداء ، ويستقيم الأمر[321]. وانّهما لن يقرّبا أجلا ، ولن يقطعا رزقا[322]. وانّ فاعلهما خليفة اللّه في الأرض ، وخليفة رسوله[323]. وانّ من مشى إلى سلطان جائر فأمره بتقوى اللّه ، ووعظه ، وخوّفه كان له مثل أجر الثقلين من الجنّ والإنس ومثل أجورهم[324]. وانّهما خلقان من خلق اللّه ، فمن نصرهما أعزّه اللّه ، ومن خذلهما خذله اللّه[325] ، وانّ من أمر بمعروف ، أو نهى عن منكر ، أو دلّ على خير ، [ أو أشار به ] فهو شريك ، ومن أمر بشر[326] أو دلّ عليه أو أشار به فهو شريك[327]. إنّ المؤمن الضعيف الذي لا دين له ، من لا ينهى عن المنكر[328]. وانّ تركهما يوجب غضب اللّه عزّ وجلّ ، فيعمّ القوم التاركين لهما بعقابه ، فيهلك الأبرار في دار الأشرار ، والصغار في دار الكبار[329]. وانّ تركهما يوجب نزع البركات عنهم ، وتسليط بعضهم على بعض ، ولم يكن لهم ناصر في الأرض ولا في السّماء[330]. وانّ من رأى المنكر فلم ينكره وهو يقدر عليه فقد أحبّ أن يعصى اللّه ، ومن أحبّ أن يعصى اللّه فقد بارز اللّه بالعداوة[331]. وانّكم لا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فيولي اللّه أموركم شراركم ، ثم تدعون فلا يستجاب لكم دعاؤكم[332]. وفي خبر آخر : فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم[333].
وانّ صبيين وثبا على ديك فنتفاه ، فلم يدعا عليه ريشه ، وشيخ قائم يصلّي لا يأمرهم ولا ينهاهم ، فأمر اللّه الأرض فابتلعته[334]. وقد عمّ عذاب أقوام فجّار أخيارهم ، لتركهم نهي الفجار عن المنكر[335] ، ونالت الفاجرة المغفرة بنهيها عن المنكر[336]. وروي عن أبي عبد اللّه عليه السّلام : انّ إبليس احتال على عابد من بني إسرائيل حتى ذهب إلى فاجرة يريد الزنا بها ، فقالت له : إن ترك الذنب أيسر من طلب التوبة ، وليس كلّ من طلب التوبة وجدها ، فانصرف وماتت من ليلتها ، فأصبحت وإذا على بابها مكتوب : احضروا ( فلانة ) فإنّها من أهل الجنّة ، فارتاب النّاس ، فمكثوا ثلاثا لا يدفنونها ارتيابا في أمرها ، فأوحى اللّه عزّ وجلّ إلى نبيّ من الأنبياء - ولا أعلمه إلّا موسى بن عمران عليه السّلام - أن ائت فلانة فصّل عليها ، ومرّ الناس فليصلّوا عليها ، فإني قد غفرت لها ، وأوجبت لها الجنة ، بتثبيطها عبدي ( فلانا ) عن معصيتي[337].
وأمّا عند فقد شرائط الأمر والنهي فيكفي إنكار المنكر بالقلب ، والرضا بالمعروف بالقلب ، كما استفاض بذلك الأخبار .
فعن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : ان من رأى منكم منكرا فليغيّره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، ليس وراء ذلك شيء من الإيمان[338]. وعنه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : انه ستكون فتن لا يستطيع المؤمن أن يغيّر فيها بيد ولا لسان ، فقال علي بن أبي طالب عليه السّلام : وفيهم يومئذ مؤمنون ؟ ! قال : نعم ، قال : فينقص ذلك من إيمانهم شيئا ؟ قال : لا ، إلّا كما ينقص القطر من الصفا ، إنّهم يكرهونه بقلوبهم[339]. وعنه صلّى اللّه عليه وآله وسلم أيضا : إنّ من شهد أمرا وكرهه كان كمن غاب عنه ، ومن غاب عن أمر فرضيه كان كمن شهده[340]. وعن أمير المؤمنين عليه السّلام : إن من رأى منكرا يعمل به ومنكرا يدعى إليه فأنكره بقلبه فقد سلم وبريء ، ومن أنكر بلسانه فقد أجر ، وهو أفضل من صاحبه ، ومن أنكره بسيفه لتكون حجة اللّه العليا ، وكلمة الظالمين السفلى ، فذلك الذي أصاب سبيل الهدى ، وقام على الطريق ، ونور في قلبه اليقين[341]. وقال الصادق عليه السّلام : حسب المؤمن خيرا إن رأى منكرا أن يعلم اللّه من نيّته انه له كاره[342].
وبالجملة ، فاللّازم - الذي لا محيص عنه - هو إنكار المنكر بالقلب ، فإن أمكن معه الإنكار باللسان ، وإظهار الكراهة بالجنان ، والإعراض عن فاعله وجب ، والّا بأن خاف من المنع اللساني ، وإظهار الكراهة والإعراض ، كفى الإنكار القلبي . وأما قول أمير المؤمنين عليه السّلام : أدنى الإنكار ان تلقى أهل المعاصي بوجوه مكفّهره[343]. أي منقبضة ، فمحمول على إمكان ذلك ، وعدم الخوف فيه كما هو الغالب ، وإلّا فمع الخوف منه يجزي الإنكار القلبي ، ويجب هجر فاعل المنكر ، وترك مجالسته إلّا عند الضرورة ، للنواهي الأكيدة عن مجالسته ، وقد مرّ في المقام الخامس من هذا الفصل شطر ممّا ورد في ذلك ، فراجع .
وورد الأمر بهجر فاعل المنكر واجتناب محلّه ومجلسه ، وعن عيسى بن مريم عليه السّلام انّه كان يقول : يا معشر الحواريّين ! تحبّبوا إلى اللّه ببغض أهل المعاصي ، وتقرّبوا إلى اللّه تعالى بالتباعد منهم ، والتمسوا رضاه بسخطهم[344].
ومنها : الغضب للّه تعالى بما يغضب به لنفسه :
فإنه من الصفات المطلوبة من المؤمن ، وقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السّلام انّه قال : من احدّ سنان الغضب للّه سبحانه قوى على أشداء الباطل[345] ، وورد : انّ أهل اللّه الذين يظلهم في عرشه يوم لا ظلّ الا ظلّه هم المتحابّون في الدين ، الذين إذا استحلت محارم اللّه غضبوا مثل النمر إذا جرح[346] ، وقد عذب اللّه سبحانه أقواما بتركهم الغضب له ، فعن أبي جعفر عليه السّلام في حديث قال : أوحى اللّه إلى شعيب النبي عليه السّلام إنّي معذب من قومك مائة ألف ، أربعين ألفا من شرارهم ، وستين ألفا من خيارهم ، فقال عليه السّلام : يا ربّ هؤلاء الأشرار فما بال الأخيار ؟ ! فأوحى اللّه عزّ وجل إليه : داهنوا أهل المعاصي ولم يغضبوا لغضبي[347] ، وروي عن العالم عليه السّلام : انّ اللّه جلّ وعلا بعث ملكين إلى مدينة ليقلباها على أهلها ، فلمّا انتهيا إليها وجدا رجلا يدعو اللّه ويتضرّع إليه ، فقال أحدهما لصاحبه : أما ترى هذا الرجل الداعي ؟ فقال له : رأيته ولكنّي أمضي لما أمرني ربّي ، فقال الآخر : ولكنّي لا أحدث شيئا حتى أرجع ، فعاد إلى ربّه فقال : يا ربّ ! إنّي انتهيت إلى المدينة فوجدت عبدك فلانا يدعو ويتضرّع إليك ، فقال عزّ وجلّ : امض لما أمرتك ! فإن ذلك رجل لم يتغيّر وجهه غضبا لي قط[348].
ومنها : الإتيان بما يؤمر به من الواجبات ، وترك ما ينهى عنه من المحرّمات :
لما ورد من أنّ من كانت له ثلاث سلمت له الدنيا والآخرة ؛ يأمر بالمعروف ويأتمر به ، وينهى عن المنكر وينتهى عنه ، ويحفظ حدود اللّه جلّ جلاله[349]. وانّ اللّه سبحانه لعن الآمرين بالمعروف التاركين له ، والناهين عن المنكر العاملين به[350] . وانّ من كان فعله لقوله موافقا فهو ناج ، ومن لم يكن فعله لقوله موافقا فإنّما ذلك مستودع[351]. وعن النّبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنّه قال : رأيت ليلة أسري بي إلى السماء قوما تقرض شفاههم بمقاريض من نار ثم ترمى ، فقلت : يا جبرائيل ! من هؤلاء ؟ . فقال : خطباء امّتك يأمرون النّاس بالبرّ وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون[352]. وعنه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في وصيّته لأبي ذر : يا أبا ذر ! يطّلع قوم من أهل الجنّة إلى قوم من أهل النار فيقولون : ما أدخلكم النار ؟ وإنّما دخلنا الجنة بفضل تعليمكم وتأديبكم ، فيقولون : إنّا كنّا نأمركم بالخير ولا نفعله[353] . وعن أمير المؤمنين عليه السّلام في وصيته لمحمّد بن الحنفية : يا بنيّ ! اقبل من الحكماء مواعظهم ، وتدبّر أحكامهم ، وكن آخذ الناس بما تأمر به ، وأكفّ الناس عمّا تنهى عنه ، ومر بالمعروف تكن من أهله ، فان استتمام الأمور عند اللّه تبارك وتعالى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر[354]. وعن الصادق عليه السّلام في قوله تعالى :
فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ[355] ، قال : كانوا ثلاثة أصناف ائتمروا وأمروا فنجوا ، وصنف ائتمروا ولم يأمروا فمسخوا ذرّا ، وصنف لم يأتمروا ولم يأمروا فهلكوا[356]. وعن أمير المؤمنين عليه السّلام : انّ أهل النار ليتأذّون بنتن ريح العالم التارك لعلمه ، وانّ أشد أهل النار ندامة وحسرة رجل دعا عبدا إلى اللّه فاستجاب له وأطاع اللّه فأدخله اللّه الجنّة ، وعصى اللّه الداعي فأدخله اللّه النّار بترك علمه ، واتّباعه هواه[357]. وعن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : إنّ مثل من يعلم النّاس الخير ولم يعمل به كالسراج يحرق نفسه ويضيء غيره[358].
وورد انّ أظهر النّاس نفاقا من أمر بالطاعة ولم يعمل بها ونهى عن المعصية ولم ينته عنها ، وأنّه كفى المرء غوابة أن يأمر الناس بما لم يأتمر به ، وينهاهم عمّا لا ينتهي عنه[359].
ومنها : الرفق بالمؤمنين في أمرهم بالمندوبات :
والاقتصار على ما لا يثقل على المأمور ، فيزهد في الدين ، وكذا في النهي عن المكروهات ، لقول الصادق عليه السّلام لابن حنظلة : يا عمر ! لا تحمّلوا على شيعتنا ، وارفقوا بهم ، فإنّ الناس لا يحتملون ما تحملون[360] ، وقد استفاضت عنهم عليهم السّلام الأخبار بأنّ اللّه وضع الإيمان على سبعة أسهم ، وأنّه لا يكلّف صاحب كلّ سهم بما يزيد عنه ، فعن عمار بن أبي الأحوص قال قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام : إنّ عندنا قوما يقولون بأمير المؤمنين عليه السّلام ويفضّلونه على النّاس كلّهم ، وليس يصفون ما نصف من فضلكم ، أنتولّاهم ؟ قال لي : نعم في الجملة ، أليس عند اللّه ما لم يكن عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، ولرسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عند اللّه ما ليس لنا ، وعندنا ما ليس عندكم ، وعندكم ما ليس عند غيركم ؟ إنّ اللّه وضع الإسلام على سبعة أسهم : على الصبر ، والصدق ، واليقين ، والرضا ، والوفاء ، والعلم ، والحلم ، ثم قسّم ذلك بين الناس ، فمن جعل فيه هذه السبعة الأسهم فهو كامل محتمل ، ثم قسم لبعض الناس السهم ، ولبعضهم السهمين ، ولبعض الثلاثة اسهم ، ولبعض الأربعة اسهم ، ولبعض الخمسة اسهم ، ولبعض الستة اسهم ، ولبعض السبعة اسهم ، فلا تحملوا على صاحب السهم سهمين ، ولا على صاحب السهمين ثلاثة اسهم ، ولا على صاحب الثلاثة أربعة اسهم ، ولا على صاحب الأربعة خمسة اسهم ، ولا على صاحب الخمسة ستة اسهم ، ولا على صاحب الستة سبعة اسهم ، فتثقلوهم ، وتنفّروهم ، ولكن ترفقوا بهم ، وسهّلوا لهم المدخل ، وسأضرب لك مثلا تعتبر به ، إنّه كان رجل مسلم وكان له جار كافر ، وكان الكافر يرافق المؤمن ، فلم يزل يزيّن له الإسلام حتى أسلم ، فغدا عليه المؤمن فاستخرجه من منزله فذهب به إلى المسجد ليصلّي معه الفجر جماعة ، فلمّا صلى قال له : لو قعدنا نذكر اللّه حتى تطلع الشمس ، فقعد معه ، فقال له : لو تعلّمت القرآن إلى أن تزول الشمس وصمت اليوم كان أفضل ، فقعد معه وصلى الظهر والعصر ، فقال : لو صبرت حتّى نصلي المغرب والعشاء الآخرة كان أفضل ، فقعد معه حتى صلى المغرب والعشاء ، ثم نهضا وقد بلغ مجهوده وحمل عليه ما لا يطيق ، فلما كان من الغد ، غدا عليه وهو يريد مثل ما صنع بالأمس فدقّ عليه بابه ، ثم قال له : اخرج حتى نذهب إلى المسجد ، فأجابه : أن انصرف عني فإن هذا دين شديد لا أطيقه ، فلا تخرقوا بهم ، أما علمت أن إمارة بني أميّة كانت بالسيف والعنف والجور ، وأنّ إمامتنا بالرفق ، والتألّف ، والوقار ، والتقيّه ، وحسن الخلطة ، والورع ، والاجتهاد ، فرغّبوا النّاس في دينكم وما أنتم فيه[361].
ومنها : نفع المؤمنين :
لما ورد مستفيضا عنهم عليهم السّلام : من أنّ أحبّ النّاس إلى اللّه أنفعهم للناس[362] ، وانّ خصلتين ليس فوقهما شيء : الإيمان باللّه . ونفع الإخوان[363].
وقال أمير المؤمنين عليه السّلام : ليكن أحبّ الناس إليك ، وأحظاهم لديك ، أكثرهم سعيا في منافع الناس[364]. وعن النّبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم :
إنّ الخلق عيال اللّه ، فأحبّ الخلق إلى اللّه من نفع عيال اللّه ، وأدخل على أهل[365] بيت سرورا[366].
وعن أبي عبد اللّه عليه السّلام : انّ من كان وصولا لإخوانه بشفاعة في دفع مغرم ، أو جرّ مغنم ، ثبّت اللّه عزّ وجلّ قدميه يوم تزلّ فيه الأقدام[367].
ومنها : إدخال السرور على المؤمن :
فقد ورد انّه أحبّ الأعمال إلى اللّه تعالى وأفضلها[368]. وانّ جزاءه الجنّة والحور[369] . وانّ من سرّ مؤمنا فقد سرّ الأئمّة عليهم السّلام ورسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، بل سرّ اللّه سبحانه[370]. وقال الكاظم عليه السّلام : من سرّ مؤمنا فباللّه بدأ ، وبالنّبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ثنّى ، وبنّا ثلّث ، وعلى ضدّه إدخال الكرب على المؤمن[371]. وورد : انّ تبسّم الرجل في وجه أخيه حسنة ، وصرفه القذى عنه حسنة[372] ، وانّ من أدخل على مؤمن سرورا فرّح اللّه قلبه يوم القيامة وخلق اللّه من ذلك السرور خلقا فيلقاه عند موته ، فيقول له : أبشر يا وليّ اللّه بكرامة من اللّه ورضوان ، ثم لا يزال معه حتى يدخله قبره ، فيقول له مثل ذلك ، فإذا بعث تلقّاه فيقول مثل ذلك ، ثم لا يزال معه عند كلّ هول يبشّره ويقول له مثل ذلك ، فيقول له : من أنت يرحمك اللّه ؟ فيقول : أنا السرور الذي أدخلته على فلان[373]. وفي خبر آخر طويل : إنّه إذا بعث اللّه المؤمن من قبره خرج معه مثال يقدمه أمامه ، كلّما رأى المؤمن هولا من أهوال يوم القيامة قال له المثال : لا تفزع ولا تحزن ، وأبشر بالسرور والكرامة من اللّه عزّ وجل حتى يقف بين يدي اللّه فيحاسبه حسابا يسيرا ، ويأمر به إلى الجنة ، والمثال أمامه ، فيقول له المؤمن : يرحمك اللّه ، نعم الخارج خرجت معي من قبري ، ما زلت تبشّرني بالكرامة والسرور من اللّه حتى رأيت ذلك ، فمن أنت ؟ فيقول : أنا السرور الذي كنت أدخلته على أخيك المؤمن في الدنيا ، خلقني اللّه منه لأبشّرك[374]. وورد : أنّ ثواب إدخال السرور على المؤمن ألف ألف حسنة[375].
وأنّ اللّه يسرّه يوم القيامة ويعطيه ما تمنّى ، ويزيده اللّه من عنده ما لم يخطر على قلبه من نعيم الجنة[376]. وقال أمير المؤمنين عليه السّلام لكميل : مر أهلك أن يروحوا في كسب المكارم ، ويدلجوا في حاجة من هو نائم ، فوالذي وسع سمعه الأصوات ما من عبد أودع قلبا سرورا إلّا وخلق اللّه من ذلك السرور لطفا ، فإذا نزلت به نائبة جرى كالماء في انحداره حتى يطردها عنه كما تطرد غريبة الإبل من حياضها[377].
ومنها : قضاء حاجة المؤمن والاهتمام بها :
فانّ فضله عظيم ، وقد قال النّبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : المؤمنون إخوة ، يقضي بعضهم حوائج بعض ، [ أقضى حوائجكم ] يوم القيامة[378] ، وورد :
أنّ قضاء حاجة المؤمن يدفع الجنون ، والجذام ، والبرص[379]. وأنّ : من قضى لأخيه المؤمن حاجة قضى اللّه له يوم القيامة مائة ألف حاجة من ذلك ، أوّلها الجنّة ، ومن ذلك أن يدخل قرابته ومعارفه وإخوانه الجنّة بعد أن لا يكونوا نصّابا[380] ، وأنّه : ما قضى مسلم لمسلم حاجة إلّا ناداه اللّه تبارك وتعالى : عليّ ثوابك ، ولا أرضى لك بدون الجنّة[381]. وانّ العبد ليمشي في حاجة أخيه المؤمن فيوكّل اللّه عزّ وجلّ به ملكين واحد عن يمينه وآخر عن شماله يستغفران له ربّه ، ويدعوان له بقضاء حاجته[382]. وانّ من قضى لأخيه المؤمن حاجة كان كمن عبد اللّه دهره[383]. وانّ من قضى لمسلم حاجة كتب اللّه له عشر حسنات ، ومحا عنه عشر سيئات ، ورفع له عشر درجات ، وكان عدل عشر رقاب ، وصوم شهر واعتكافه في المسجد الحرام ، وأظلّه اللّه في ظلّه يوم لا ظلّ إلّا ظلّه[384]. وانّ للّه عبادا يحكّمهم في جنّته ، وهم من قضى لمؤمن حاجة بنية[385]. وانّ من أخلص النيّة في حاجة أخيه المؤمن جعل اللّه نجاحها على يديه ، وقضى له كل حاجة في نفسه[386]. وانّ للّه عبادا من خلقه يفزع الناس إليهم في حوائجهم ، أولئك هم الآمنون يوم القيامة[387]. وانّ قضاء حاجة المؤمن خير من عتق الف رقبة ، وخير من حملان ألف فرس في سبيل اللّه[388] ، وانّه أحبّ إلى اللّه من عشرين حجة ، كل حجّة ينفق فيها صاحبها مائة ألف[389] ، وانّ من طاف بالبيت أسبوعا كتب اللّه عزّ وجلّ له ستة آلاف حسنة ، ومحا عنه ستة آلاف سيئة ، ورفع له ستة آلاف درجة ، وقضى له ستة آلاف حاجة ، حتّى إذا كان عند الملتزم فتح اللّه سبعة أبواب من أبواب الجنة ، وإن قضاء حاجة المؤمن أفضل من طواف وطواف . . حتّى عدّ عشرا[390] ، وان قضاء حاجة المؤمن أفضل من ألف حجة متقبّلة بمناسكها ، وعتق ألف رقبة لوجه اللّه ، وحملان ألف فرس في سبيل اللّه بسرجها ولجمها[391].
وانّ حجّة عند اللّه خير من ملء الدنيا ذهبا وفضة ينفقه في سبيل اللّه عزّ وجلّ ، والذي بعث بالحق محمّدا بشيرا ونذيرا لقضاء حاجة امرئ مسلم ، وتنفيس كربته ، أفضل من حجّة وطواف . . حتى عقد عشرا ، ثم خلّى يده . وقال عليه السّلام : اتقوا اللّه ، ولا تملّوا من الخير ولا تكسلوا ، فانّ اللّه عزّ وجلّ ورسوله غنيّان عنكم وأعمالكم ، وأنتم الفقراء إلى اللّه عزّ وجلّ ، وإنّما أراد اللّه عزّ وجلّ بلطفه سببا يدخلكم به الجنّة . وورد أنّ من أتاه أخوه المؤمن في حاجة فإنّما هي رحمة من اللّه تبارك وتعالى ساقها إليه ، فان قبل ذلك فقد وصله بولايتنا وهو موصول بولاية اللّه ، وان ردّه عن حاجته وهو يقدر على قضائها سلّط اللّه عليه شجاعا من نار ينهشه في قبره إلى يوم القيامة[392]. وحمل ما في الذيل على صورة اضطرار صاحب الحاجة لتجب معونته .
بل استفاضت الأخبار بحسن السعي في قضاء حاجة المؤمن قضيت أو لم تقض . فقد ورد انّ اللّه تعالى أوحى إلى داود عليه السّلام : انّ العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة يوم القيامة فأحكّمه في الجنّة ، وهو عبد مؤمن سعى في حاجة أخيه المسلم أحب قضاءها قضيت له أو لم تقضى[393] ، وأوحى مثله إلى موسى عليه السّلام[394]. وورد أنّ من ذهب مع أخيه في حاجة قضاها أو لم يقضها كان كمن عبد اللّه عمره[395]. وانّ المؤمن لترد عليه الحاجة لأخيه فلا تكون عنده ، يهتمّ بها قلبه فيدخله اللّه بهمّه الجنّة[396]. وانّ من مشى في حاجة أخيه المؤمن يطلب بذلك ما عند اللّه حتى تقضى له كتب اللّه عزّ وجلّ له بذلك أجر حجة وعمرة مبرورتين ، وصوم شهرين من أشهر الحرم ، واعتكافهما في المسجد الحرام ، ومن مشى فيها بنيّة ولم تقض كتب اللّه له بذلك مثل حجة مبرورة[397]. بل مقتضى إطلاق جملة من الأخبار الواردة في فضل المشي في حاجة المؤمن والسعي في قضائها هو ثبوت تلك الفضائل في مجرد السعي والمشي فيها ، قضيت أو لم تقض ، مثل ما ورد من أن : مشي المسلم في حاجة أخيه المسلم خير من سبعين طوافا بالبيت [ الحرام ][398]. وان من مشى في حاجة أخيه يكتب له به عشر حسنات ، وتمحى عنه عشر سيئات ، وترفع له عشر درجات ، ويعدل عشر رقاب ، وأفضل من اعتكاف شهر في المسجد الحرام[399]. وانّ من مشى في حاجة أخيه المسلم أظله اللّه بخمس وسبعين ألف ملك ، ولم يرفع قدما إلّا كتب اللّه له بها حسنة ، وحطّ عنه بها سيئة ، ورفع له بها درجة[400]. بل ورد انّ له بكلّ خطوة عشر حسنات ، وكانت خيرا من عشر رقاب[401]. وانّ من سعى في حاجة أخيه المسلم طلب وجه اللّه كتب اللّه عزّ وجل له ألف ألف حسنة ، يغفر فيها لأقاربه ، ومعارفه ، وجيرانه ، وإخوانه . ومن صنع إليه معروفا في الدنيا فإذا كان يوم القيامة قيل له : ادخل النار فمن وجدته فيها صنع إليك معروفا في الدنيا فأخرجه بإذن اللّه عزّ وجلّ ، إلّا أن يكون ناصبيّا[402]. وانّ من كان في حاجة أخيه المسلم كان اللّه في حاجته ما كان في حاجة أخيه[403]. وقال الصادق عليه السّلام : لأن أمشي في حاجة أخ لي مسلم أحبّ إليّ من أن أعتق الف نسمة ، وأحمل في سبيل اللّه على ألف فرس مسرجة ملجمة[404]. وقال عليه السّلام لجندب :
الماشي في حاجة أخيه كالساعي بين الصفا والمروة ، وقاضي حاجته كالمتشحّط بدمه في سبيل اللّه يوم بدر وأحد ، وما عذب اللّه أمّة إلا عند إستهانتهم بحقوق فقراء إخوانهم[405]. وقال الصادق عليه السّلام : من لم يمش في حاجة ولي اللّه ابتلي بان يمشي في حاجة عدوّ اللّه .
وبعكس حاجة المؤمن حاجة المنافق ، فقد ورد : انّ من قضى حق من لا يقضي اللّه حقّه فكأنّما قد عبده من دون اللّه تعالى[406].
ومنها : إغاثة المؤمن ، وتنفيس كربه ، وتفريجه :
فقد ورد : انّ من أغاث أخاه المؤمن اللهفان اللهثان[407] عند جهده ، فنفّس كربته ، وأعانه على نجاح حاجته ، كتب اللّه عزّ وجلّ له بذلك اثنين وسبعين رحمة من اللّه يعجّل له منها واحدة يصلح بها أمر معيشته ، ويدّخر له إحدى وسبعين رحمة لأفزاع يوم القيامة وأهواله[408]. وانّ أيّ مؤمن نفّس عن مؤمن كربة - وهو معسر - فرّج اللّه ويسّر اللّه له حوائجه في الدنيا والآخرة ، ونفّس عنه سبعين كربة من كرب الدنيا وكرب يوم القيامة ، وخرج من قبره وهو ثلج الفؤاد ، وفرّح اللّه قلبه يوم القيامة[409]. بل ورد في خبر آخر انه : فرّج اللّه عنه اثنتين وسبعين كربة من كرب الآخرة ، واثنتين وسبعين كربة من كرب الدنيا ، أهونها المغفرة[410]. وانّ من أغاث أخاه المسلم حتّى يخرجه من همّ ، وكربة ، وورطة ، كتب اللّه له عشر حسنات ، ورفع له عشر درجات ، وأعطاه ثواب عتق عشر نسمات ، ورفع عنه عشر نقمات ، واعدّ له يوم القيامة عشر شفاعات[411].
وإن من كفّارات الذنوب العظام إغاثة الملهوف والتنفيس عن المكروب[412]. وإنّ أفضل المعروف إغاثة الملهوف[413]. وان من أعان ضعيفا في بدنه على امره اعانه اللّه على امره ، ونصب له في القيامة ملائكة يعينونه على قطع تلك الأهوال ، وعبور تلك الخنادق من النّار ، حتّى لا تصيبه من دخانها ، وعلى سمومها ، وعلى عبور الصراط إلى الجنّة سالما آمنا[414]. وانه : ما من رجل رأى ملهوفا في طريق بمركوب له قد سقط وهو يستغيث ولا يغاث ، فأعانه [ فأغاثه ] وحمله على مركبه إلّا قال اللّه عزّ وجلّ : كدّرت نفسك ، وبذلت جهدك في إغاثة أخيك هذا المؤمن ، لا كدن ملائكة هم أكثر عددا من خلائق الإنس كلهم من أول الدهر إلى آخره ، وأعظم قوّة كلّ واحد منهم ممّن يسهل عليه حمل السماوات والأرض ، ليبنوا لك القصور والمساكن ، ويرفعوا لك الدرجات ، فإذا أنت في جنّاتي كأحد ملوكها الفاضلين[415]. وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : سر ستة أميال أغث ملهوفا[416].
ومنها : إلطاف المؤمن ، وإتحافه ، وإكرامه :
فقد ورد انّ من ألطف أخاه في اللّه بشيء ألطف اللّه به من خدم الجنّة[417] ، ومن أخذ من وجه أخيه المؤمن قذاه ، كتب اللّه له عشر حسنات ، ومن تبسّم في وجه أخيه المؤمن كانت له حسنة[418] ، وانّ المؤمن ليتحف أخاه بشيء من مجلس ، ومتّكأ ، وطعام ، وكسوة ، وسلام ، فتطاول الجنة مكافاة له[419] ، الحديث . وانّ من أتاه أخوه المسلم فأكرمه فإنّما أكرم اللّه عزّ وجلّ[420]. وانّ من أكرم أخاه المؤمن بكلمة يلطفه بها ، وفرّج عنه كربته لم يزل في ظل اللّه الممدود عليه من الرحمة ما كان في ذلك[421]. وانّ من أكرم لأهل البيت عليهم السّلام وليّا فباللّه بدأ وبرسوله صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ثنّى ، وعليهم سلام اللّه عليهم أدخل السرور[422]. وانّ من أكرم أخاه يريد بذلك الأخلاق الحسنة كتب اللّه له من كسوة الجنة عدد ما في الدنيا من أولها إلى آخرها ، ولم يثبته من أهل الرياء ، وأثبته من أهل الكرم[423].
وانّ أعلم الناس باللّه وأنصرهم في اللّه أشدّهم تعظيما وحرمة لأهل لا إله إلّا اللّه[424].
ومنها : حب المؤمن وبغض الكافر :
فإنهما من الصفات المحمودة ، كما انّ عكسها من الصفات المذمومة المحرّمة ، وقد ورد انّه ما التقى مؤمنان قطّ إلّا كان أفضلهما أشدهما حبّا لأخيه[425].
وانّ من فضل الرجل عند اللّه محبّته لإخوانه ، ومن عرفه اللّه محبة إخوانه فقد أحبّه اللّه ، ومن أحبّه اللّه وفّاه أجره يوم القيامة[426]. وانّه لا يكمل العبد حقيقة الإيمان حتّى يحبّ أخاه المؤمن[427]. وانّ المؤمن أخو المؤمن لأبيه وامّه[428]. ومن حبّ الرجل دينه حبّه أخاه[429]. وانّ شرار الناس من يبغض المؤمنين وتبغضه قلوبهم[430]. ومن أحبّ كافرا فقد أبغض اللّه ، ومن أبغض كافرا فقد أحبّ اللّه ، وصديق عدو اللّه عدو اللّه[431]. وانّ الرجل ليحبّكم وما يعرف ما أنتم عليه فيدخله اللّه الجنّة بحبّكم ، وانّ الرجل ليبغضكم وما يعلم ما أنتم عليه فيدخله اللّه ببغضكم النّار[432].
ثم انّه يعتبر أن يكون حبّ المؤمن والمطيع ، وبغض الكافر والعاصي للّه سبحانه ، وقد ورد انّ من أوثق عرى الايمان أن تحب في اللّه ، وتبغض في اللّه ، وتعطي في اللّه ، وتمنع في اللّه ، وتوالي أولياء اللّه ، وتتبرّأ من أعداء اللّه[433]. وانّ من لم يحب على الدين ولم يبغض على الدين فلا دين له[434]. وان ودّ المؤمن للمؤمن في اللّه من أعظم شعب الإيمان ، ومن أحبّ في اللّه ، وأبغض في اللّه ، وأعطى في اللّه ، ومنع في اللّه فهو من أصفياء اللّه[435]. وانّ المتحابّين في اللّه يوم القيامة على منابر من نور ، قد أضاء نور وجوههم ، ونور أجسادهم ، ونور منابرهم على كلّ شيء ، حتى يعرفوا به ، فيقال : هؤلاء المتحابّون في اللّه[436]. وانّ المتحابين في اللّه يوم القيامة على أرض زبرجد خضراء في ظلّ عرشه من يمينه وكلتا يديه يمين ، وجوههم أشد بياضا [ من الثلج ] وأضوأ من الشمس الطالعة ، يغبطهم بمنزلتهم كلّ ملك مقرّب ، وكلّ نبيّ مرسل ، يقول النّاس : من هؤلاء ؟ فيقال : هؤلاء المتحابون في اللّه[437]. وانّ للّه عمودا من زبرجد أعلاه معقود بالعرش ، وأسفله في تخوم الأرضين السابعة ، عليه سبعون ألف قصر ، في كل قصر سبعون ألف مقصورة ، في كل مقصورة سبعون ألف حوراء ، قد أعد اللّه ذلك للمتحابّين في اللّه ، والمتباغضين في اللّه[438]. وانّه إذا كان يوم القيامة ينادى مناد من اللّه عزّ وجلّ يسمع آخرهم كما يسمع أوّلهم ، فيقول : أين جيران اللّه جل جلاله في داره ؟ فيقوم عنق من الناس ، فتستقبلهم زمرة من الملائكة فيقولون : ما كان عملكم في دار الدنيا فصرتم اليوم جيران اللّه تعالى في داره ؟ فيقولون : كنّا نتحابّ في اللّه ، ونتزاور في اللّه ، قال : فينادي مناد من عند اللّه [ تعالى ] : صدق عبادي ، خلّوا سبيلهم ، فينطلقون إلى جوار اللّه في الجنة بغير حساب ، ثم قال عليه السّلام : فهؤلاء جيران اللّه في داره ، يخاف الناس ولا يخافون ، ويحاسب الناس ولا يحاسبون[439]. وانّه قد يكون حبّ في اللّه ورسوله ، وحبّ في الدّنيا ، فما كان في اللّه ورسوله فثوابه على اللّه ، وما كان للدنيا[440] فليس بشيء[441]. وانّه لن تنال ولاية اللّه ، ولا يجد رجل طعم الإيمان إلّا بالحبّ في اللّه ، والبغض في اللّه ، وولاية وليّ اللّه ، وعداوة عدوّ اللّه . وانّ المؤاخاة على الدنيا ، والموادّة عليها ، والتباغض عليها ، لا يغني عنهم من اللّه شيء[442]. وورد عنهم عليهم السّلام انّهم قالوا : من عادى شيعتنا فقد عادانا ، ومن والاهم فقد تولّانا[443] ، لانّهم خلقوا من طينتنا ، ومن ردّ عليهم فقد ردّ على اللّه ، ومن طعن عليهم فقد طعن على اللّه ، لأنّهم عباد اللّه حقّا وأولياؤه صدقا ، و [ اللّه ] انّ أحدهم ليشفع في مثل ربيعة ومضر ، فيشفّعه اللّه فيهم لكرامته على اللّه عزّ وجلّ[444]. وانّ من والى أعداء اللّه فقد عادى أولياء اللّه ، ومن عادى أولياء اللّه فقد عادى اللّه ، وحقّ على اللّه أن يدخله نار جهنّم[445].
ومنها : الستر على المؤمن :
وتكذيب من نسب إليه السوء إلا أن يتيقن ، فقد ورد ان من ستر على مؤمن عورة يخافها ، ستر اللّه عليه سبعين عورة من عورات الدنيا والآخرة[446].
وانّ اللّه يحبّ للمؤمن ان يستر عليه سبعين كبيرة[447]. وانّ شرّ النّاس من لا يغفر الزلّة ، ولا يستر العورة[448]. وانّ للناس عيوبا فلا تكشف ما غاب عنك ، فإنّ اللّه يحلم عليها[449]. واستر العورة ما استطعت يستر عليك ما تحبّ ستره[450].
وانّ من اطّلع على مؤمن على ذنب أو سيئة فأفشى ذلك عليه ولم يكتمها ولم يستغفر اللّه له كان عند اللّه كعاملها ، وعليه وزر ذلك الذي أفشاه عليه ، وكان مغفورا لعاملها ، وكان عقابه ما أفشي عليه في الدنيا ، مستور ذلك عليه في الآخرة ، ثم يجد اللّه أكرم من أن يثنّي عليه عقابا في الآخرة[451]. وقال أمير المؤمنين عليه السّلام : ايّها الناس ! من عرف من أخيه وثيقة في دين ، وسداد طريق ، فلا يسمعنّ فيه أقاويل الرجال ، اما انّه قد يرمي الرامي وتخطي السهام ، ويجيئك الكلام ، وباطل ذلك يبور واللّه سميع شهيد ، الا انّه ما بين الحق والباطل إلّا أربع أصابع - وجمع أصابعه ووضعها بين أذنيه وعينيه - ، ثم قال عليه السّلام : الباطل أن تقول سمعت ، والحق أن تقول رأيت[452]. وقال عليه السّلام : لا تظنّن بكلمة خرجت من أخيك سوء وأنت تجد لها في الخير محتملا[453].
ومنها : خدمة المسلمين ومعونتهم بالجاه وغيره :
فقد ورد انّ ايّما مسلم خدم قوما من المسلمين إلّا أعطاه اللّه مثل عددهم خدّاما في الجنّة[454]. وفي تفسير الإمام عليه السّلام وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ *[455]: من مال تنفقونه في طاعة اللّه ، فإن لم يكن مال فمن جاهكم تبذلونه لإخوانكم المؤمنين تجرون به إليهم المنافع ، وتدفعون به عنهم المضارّ ، تجدونه عند اللّه ينفعكم اللّه بجاه محمد وعلي وآلهما صلوات اللّه عليهم أجمعين يوم القيامة ، فيحطّ به سيئاتكم ، ويرفع به درجاتكم[456]. وانه ليسأل اللّه المرء عن جاهه كما يسأل عن ماله ، يقول : جعلت لك جاها فهل نصرت به مظلوما ، أو قمعت به ظالما ، أو أغثت به مكروبا[457]. وان من قصد إليه رجل من إخوانه مستجيرا به في بعض أحواله فلم يجره - بعد أن يقدر عليه - فقد قطع ولاية اللّه عزّ وجلّ[458].
وقال علي بن الحسين عليهما السّلام : إنّي لأستحيي من ربّي انّي أرى الأخ من إخواني فأسأل اللّه له الجنة ، وأبخل عليه بالدينار والدرهم ، فإذا كان يوم القيامة قيل لي : لو كانت الجنة لك لكنت بها أبخل وأبخل وأبخل[459]. وقد ذمّ اللّه أقواما يمنعون الماعون ، وفسر الماعون بمثل السراج ، والنار ، والخمير ، و . . أشباه ذلك من الذي يحتاج إليه الناس[460].
ومنها : الشفاعة للمؤمن :
فقد ورد عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : انّ من شفع لأخيه شفاعة طلبها نظر اللّه إليه ، وكان حقّا على اللّه ان لا يعذّبه أبدا ، فإن هو شفع لأخيه شفاعة من غير أن يطلبها كان له أجر سبعين شهيدا[461].
ومنها : نصيحة المؤمن :
فإنّها لازمة ، فقد ورد انّه يحب للمؤمن على المؤمن [ أن يمحضه ] النصيحة له في المشهد والمغيب كنصيحته لنفسه[462]. وانّ أعظم النّاس منزلة عند اللّه يوم القيامة أمشاهم في أرضه بالنصيحة لخلقه[463] ، وانه لن يلقى اللّه بعمل أفضل من نصح الخلق[464] ، وان النصيحة تثمر الودّ والمحبّة ، وان خير الإخوان أنصحهم ، وانّها من أخلاق الكرام[465] ، وان ثلاثة رفع اللّه عنهم العذاب يوم القيامة : الراضي بقضاء اللّه ، والناصح للمسلمين ، والدالّ على الخير[466] ، وانّ أنسك الناس نسكا أنصحهم جيبا ، وأسلمهم قلبا للمسلمين[467].
ومنها : إقراض المؤمن :
مرّ فضله في ذيل المقام الرابع من الفصل التاسع ، فراجع .
وعن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : إن منع قرض الخمير يورث الفقر .
ومنها : الاهتمام بأمور المسلمين :
فقد ورد : انّ المؤمن لترد عليه الحاجة لأخيه فلا يكون عنده ، فيهتمّ بها قلبه ، فيدخله اللّه تبارك وتعالى بهمّه الجنة[468]. وورد مستفيضا : انّ من لم يهتمّ بأمور المسلمين فليس بمسلم[469] ، ومن سمع رجلا ينادى : يا للمسلمين ! فلم يجبه فليس بمسلم[470].
ومنها : تذاكر فضل الأئمّة عليهم السّلام وأحاديثهم :
فإنّه من السنن المؤكّدة ، فقد ورد : انّ للّه ملائكة سيّاحين سوى الكرام الكاتبين ، فإذا مرّوا بقوم يذكرون محمّدا وآل محمّد ، قالوا : قفوا ؛ [ فقد أصبتم حاجتكم ] ، فيجلسون فيتفقّهون معهم ، فإذا قاموا عادوا مرضاهم ، وشهدوا جنايزهم ، وتعاهدوا غايبهم ، فذلك المجلس الذي لا يشقى به جليس[471]. وانّ من الملائكة الّذين في السماء ليطّلعون إلى الواحد والاثنين والثلاثة وهم يذكرون فضل آل محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، فتقول : أما ترون إلى هؤلاء في قلّتهم ، وكثرة عدوّهم ، يصفون فضل آل محمد ؟ فتقول الطائفة الأخرى من الملائكة : ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ[472]-[473].
وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : ما اجتمع قوم يذكرون فضل علي بن أبي طالب عليه السّلام إلّا هبطت عليهم ملائكة السماء حتّى تحفّ بهم ، فإذا تفرّقوا عرجت الملائكة إلى السماء ، فيقول لهم الملائكة : إنّا لنشمّ من رائحتكم ما لا نشمه من الملائكة ، فلم نر رائحة أطيب منها ، فيقولون : كنّا عند قوم يذكرون محمدا صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وأهل بيته عليهم السّلام ، فعلق علينا من ريحهم ، فتعطّرنا ، فيقولون : اهبطوا بنا إليهم ، فيقولون : تفرّقوا ومضى كل واحد منهم إلى منزله ، فيقولون : اهبطوا بنا حتى نتعطّر بذلك المكان[474]. وقال أبو جعفر عليه السّلام : اجتمعوا وتذاكروا تحفّ بكم الملائكة ، رحم اللّه من أحيا أمرنا[475]. وقال أبو الحسن عليه السّلام : إن المؤمنين يلتقيان فيذكران اللّه ، ثم يذكران فضلنا أهل البيت عليهم السّلام ، فلا يبقى على وجه إبليس مضغة لحم الّا تخدّد ، حتّى ان روحه لتستغيث من شدّة ما يجد من الألم ، فتحس ملائكة السماء وخزّان الجنان فيلعنونه ، حتّى لا يبقى ملك مقرّب إلّا لعنه ، فيقع خاسئا حسيرا مدحورا[476]. وقال أبو عبد اللّه عليه السّلام لابن سرحان : يا داود ! أبلغ مواليّ عنّي السّلام ، وإنّي أقول : رحم اللّه عبدا اجتمع مع آخر فتذاكرا أمرنا ، فإن ثالثهما ملك يستغفر لهما ، وما اجتمع اثنان على ذكرنا إلّا باهى اللّه تعالى بهما الملائكة ، فإذا اجتمعتم فاشتغلوا بالذكر ، فإن اجتماعكم ومذاكرتكم إحياؤنا ، وخير الناس بعدنا من ذاكر بأمرنا ، ودعا إلى ذكرنا[477].
وقال أمير المؤمنين عليه السّلام : ذكرنا أهل البيت شفاء من الوعك ، والأسقام ، ووسواس الريب ، وحبّنا رضى الربّ تبارك وتعالى[478].
ومنها : بناء مكان على ظهر الطريق للمسافرين من المسلمين ، وحفر بئر ليشربوا منها :
فقد ورد عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم انّ : من بنى على ظهر طريق مأوى عابر سبيل بعثه اللّه يوم القيامة على نجيب من درّ وجوهر ، ووجهه يضيء لأهل الجمع نورا ، حتّى يزاحم إبراهيم خليل الرحمن عليه السّلام في قبّته ، فيقول أهل الجمع : هذا ملك من الملائكة لم نر مثله قطّ ، ودخل في شفاعته الجنّة أربعون ألف ألف رجل ، ومن حفر بئرا للماء حتى استنبط ماءها ، فبذلها للمسلمين ، كان له كأجر من توضّأ منها وصلّى ، وكان له بعدد كل شعرة لمن شرب منها من إنسان أو بهيمة أو سبع أو طير عتق ألف رقبه ، وورد حوض القدس يوم القيامة ، ودخل في شفاعته عدد النجوم ، فقيل : يا رسول اللّه ! وما حوض القدس ؟ قال : حوضي . . حوضي . . ثلاثا[479]. وفي خبر آخر عنه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : انّ من حفر بئرا أو حوضا في صحراء صلّت عليه ملائكة السماء ، وكان له بكلّ من شرب منه من إنسان ، أو طير ، أو بهيمة ، ألف حسنة متقبّلة ، وألف رقبة من ولد إسماعيل ، وألف بدنة ، وكان حقا على اللّه أن يسكنه حظيرة القدس[480].
ومنها : اصلاح الطريق :
فقد ورد عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : انّه دخل عبد الجنّة بغصن من شوك كان على طريق المسلمين فأماطه عنه[481]. وانّ من أماط عن طريق المسلمين ما يؤذيهم كتب اللّه له أجر قراءة أربع مائة آية ، كلّ حرف منها بعشر حسنات[482]. وانّ على كل مسلم في كل يوم صدقة ، قيل : من يطيق ذلك ؟ قال : إماطتك الأذى عن الطريق صدقه[483]. وانه مرّ عيسى بن مريم عليه السّلام بقبر يعذّب صاحبه ، ثم مرّ به من قابل فإذا هو ليس يعذب ، فقال : يا ربّ ! مررت بهذا القبر عامّ أول وهو يعذّب ، ومررت به العام ليس يعذّب ؟ ! فأوحى اللّه جلّ جلاله إليه : يا روح اللّه ! قد أدرك له ولد صالح فأصلح طريقا ، وآوى يتيما ، فغفرت له بما عمل ابنه[484].
ومنها : رحمة الضعيف ، وإيواء اليتيم ، والرفق بالمملوك :
ففي وصية النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لعليّ : يا عليّ ! أربع من كنّ فيه بنى اللّه له بيتا في الجنّة : من آوى اليتيم ، ورحم الضعيف ، وأشفق على والديه ، ورفق بمملوكه[485]. ثم قال : يا عليّ ! من كفى يتيما نفقته بماله حتى يستغني وجبت له الجنة البتّة ، يا علي ! من مسح يده على رأس يتيم ترحّما له أعطاه اللّه بكلّ شعرة نورا يوم القيامة[486]. وقال الباقر عليه السّلام : أربع من كنّ فيه من المؤمنين أسكنه اللّه في أعلى عليّين ، في غرف فوق الغرف ، في محل الشرف كلّ الشرف : من آوى اليتيم ، ونظر له ، وكان له أبا [ خ . ل : رحيما ] ، ومن رحم الضعيف وأعانه وكفاه ، ومن أنفق على والديه ورفق بهما ، وبرّهما ولم يحزنهما ، ولم يخرق [ خ . ل : يحف ، يحرف ] بمملوكه ، وأعانه على ما يكفّه ولم يستسعه فيما لا يطيق[487].
وقد مرّ في أواخر الفصل الأول بعض ما يتعلق بإيواء اليتيم والبر بالوالدين ، فراجع .
ومنها : اصطناع المعروف إلى ذرّية رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وأهل بيته عليهم السّلام :
لما ورد عنه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم من انّ من صنع إلى أحد من أهل بيتي يدا كافأته يوم القيامة[488]. وقال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : أنا شافع يوم القيامة لأربعة أصناف ولو جاءوا بذنوب أهل الدنيا : رجل نصر ذرّيتي ، ورجل بذل ماله لذرّيتي عند الضيق ، ورجل أحب ذرّيتي باللّسان والقلب ، ورجل سعى في حوائج ذرّيتي إذا طردوا أو شرّدوا[489]. وقال الصادق عليه السّلام : إذا كان يوم القيامة نادى مناد : أيّها الخلائق أنصتوا فإنّ محمّدا صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يكلّمكم ، فتنصت الخلائق ، فيقوم النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فيقول : يا معشر الخلائق ! من كانت له عندي يد أو منّة أو معروف فليقم حتى أكافئه ، فيقولون : بآبائنا وأمّهاتنا ، وايّ يد ؟ وأيّ منّة ؟ وأيّ معروف لنا ؟ بل اليد والمنّة والمعروف للّه ولرسوله على جميع الخلائق ، فيقول لهم : بلى ، من آوى أحدا من أهل بيتي ، أو برّهم ، أو كساهم من عرى ، أو أشبع جائعهم فليقم حتى أكافئه ، فيقوم أناس قد فعلوا ذلك ، فيأتي النداء من عند اللّه تعالى : يا محمّد ! يا حبيبي ! قد جعلت مكافأتهم إليك فأسكنهم من الجنّة حيث شئت . قال : فيسكنهم في الوسيلة حيث لا يحجبون عن محمد وأهل بيته صلوات اللّه عليه وعليهم أجمعين[490] .
وروي عن مشايخ قم انّ الحسين بن الحسن بن الحسين بن جعفر بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق عليه السّلام كان بقم يشرب علانية ، فقصد يوما لحاجة إلى باب أحمد بن إسحاق الأشعري - وكان وكيلا في الأوقاف بقم - فلم يأذن له ، فرجع إلى بيته مهموما ، فتوجّه أحمد بن إسحاق إلى الحجّ ، فلمّا بلغ سرّ من رأى فاستأذن على أبي محمد العسكري عليه السّلام فلم يأذن له ، فبكى أحمد طويلا وتضرّع حتّى أذن له ، فلمّا دخل قال : يا بن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ! لم منعتني الدخول عليك وأنا من شيعتك ومواليك ؟ قال عليه السّلام : لأنّك طردت ابن عمنا عن بابك ، فبكى أحمد وحلف باللّه انّه لم يمنعه من الدخول عليه إلّا لأن يتوب من شرب الخمر ، قال : صدقت ، ولكن لا بدّ من إكرامهم واحترامهم على كل حال ، وان لا تحقرهم ، ولا تستهين بهم ، لانتسابهم إلينا فتكون من الخاسرين . فلمّا رجع احمد إلى قم أتاه اشرافهم - وكان الحسين معهم - فلمّا رآه أحمد وثب عليه واستقبله وأكرمه وأجلسه في صدر المجلس ، فاستغرب الحسين ذلك منه واستبعده ، وسأله عن سببه ، فذكر له ما جرى بينه وبين العسكري عليه السّلام في ذلك ، فلمّا سمع ذلك ندم من أفعاله القبيحة ، وتاب منه ، ورجع إلى بيته وأهرق الخمور وكسر آلاتها ، وصار من الأتقياء المتورّعين ، والصلحاء المتعبدين ، وكان ملازما للمساجد ومعتكفا بها حتى أدركه الموت[491].
وقال الصادق عليه السّلام : أحبب آل محمد وأبرأ ذممهم ، واجعلهم في حلّ ، وبالغ في إكرامهم ، وإذا خالطت بهم وعاملتهم فلا تغلظ عليهم القول ولا تسبّهم[492]. وعن النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم انّه قال : من أكرم أولادي فقد أكرمني . وقال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : أحبّوا أولادي ؛ الصالحون للّه والطالحون لي[493]. وقال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : من لم يحبّ عترتي والعرب فهو من إحدى الثلاث : اما منافق ، أو ولد من زنا ، أو حملته امّه وهي حائض[494].
وورد في عدّة أخبار - ما حاصله - انّ حق رحم أبوي الدّين - وهما محمّد وعليّ صلوات اللّه عليهما وآلهما - أعظم من حقّ رحم أبوي النسب ، لأنّ أبوي النسب انّما غذيّاه من الدنيا ، ووقياه مكارهها ، وهي نعمة زائلة ، ومكروه ينقضي ، ومحمد وعلي صلّى اللّه عليهما وآلهما وسلم ساقاه إلى نعمة دائمة ، ووقياه مكروها مؤيّدا لا يبيد ، فنعمة أبوي الدّين أعظم وأجلّ وأكبر ، فيكون حق قرابتهما ورحمهما أعظم من حق رحم أبوي النسب ، ولأنّ حرمة رحم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم حرمة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وحرمة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم حرمة اللّه تعالى ، وحرمة اللّه أعظم حقّا من كلّ منعم سواه ، وانّ كلّ منعم سواه إنّما أنعم حيث قيّضه اللّه لذلك ووفّقه ، ولأنّ شكر قرابات الدين أثمر من شكر قرابات أبوي النسب ، لانّ قرابات أبوي الدّين إذا شكروا عندهما بأقلّ قليل يظهرهما لك يحط عنك ذنوبك ، ولو كانت ملء ما بين الثرى إلى العرش ، وقرابات أبوي نسبك ان شكروك عند أبويك وقد ضيعت قرابات أبوي دينك لم يغنيا عنك فتيلا ، ولأن فضل صلة رحم أبوي دينك على صلة رحم أبوي نسبك على قدر فضل أبوي دينك على أبوي نسبك ، فلذلك كلّه يلزم إيثار قرابة أبوي الدين على أبوي النسب ، وان من التهاون بجلال اللّه إيثار قرابة أبوي النسب على قرابة أبوي الدين محمّد وعليّ عليهما وآلهما الصلاة والسّلام[495].
ومنها : الدعاء إلى الإيمان والاسلام :
مع الإمكان ، ورجاء القبول ، وعدم الخوف ، فإنه من الأفعال الجميلة العظيمة الأجر ، وقد فسّر قول اللّه عزّ وجلّ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً . وَمَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً[496] بأنّ من أخرجها من ضلال إلى هدى فكأنّما أحياها ، ومن أخرجها من هدى إلى ضلال فكأنّما قتلها[497]. وورد انّ جزاء دعاء نفس كافرة إلى الاسلام اذن اللّه له في الشفاعة لمن يريد يوم القيامة[498]. وان من علّم الدّين من لا يعلمه غفر اللّه له[499]. وانّ من دعا إلى الاسلام فله بكلّ من أجابه عتق رقبة من ولد يعقوب عليه السّلام[500]. نعم يشترط عدم الخوف في الدعاء إلى الإسلام والإيمان ، وإلّا لم يجز ، لما استفاض بل تواتر نصا ووقع عليه الاتفاق فتوا من وجوب التقيّة في غير الدم ، وشرب المسكر ، ومتعة الحج ما لم يظهر وليّ العصر عجل اللّه تعالى فرجه[501]. وقد ورد انّ تسعة أعشار الدين في التقيّة . وانّه لا دين ولا إيمان لمن لا تقية له[502] ولا خير فيه[503]. وانّها جنّة المؤمن وترسه[504]. وشيمة الأفاضل[505]. وانّه ما على وجه الأرض شيء أحبّ إلى الأئمة عليهم السّلام من التقية[506]. وإنه لولا التقيّة ما عبد اللّه على وجه الأرض في دولة إبليس - يعني دولة تابعية - وهو كلّ من عادى وليّ العصر أرواحنا فداه[507]. وان أكرم الشيعة على اللّه أتقاهم وأعملهم بالتقية ، وان تارك التقية كتارك الصلاة[508]. وانّ التقية من أعظم الفرائض[509]. وانّه من أفضل شعار الصالحين ودثارهم[510]. وانّه من أفضل أعمال المؤمن ، يصون بها نفسه وإخوانه من الفاجرين[511]. نعم لا تقيّة في الدم ، لأنّه شرّعت التقيّة لحقن الدم ، فإذا بلغ الدم فلا تقيّة ، كما ورد التنصيص بذلك[512]. وبعدم التقيّة في شرب المسكر ومتعة الحج مستفيضا[513].
ومنها : إظهار العلم عند ظهور البدع :
فإنّه واجب ، وكتمه محرّم الّا لتقيّة وخوف . وقد ورد انّ العالم الكاتم علمه يبعث أنتن أهل القيامة ريحا ، تلعنه كلّ دابة من دواب الأرض الصغار[514] ، وانه إذا ظهرت البدع فعلى العالم أن يظهر علمه ، فإن لم يفعل سلب نور الإيمان ، وكان عليه لعنة اللّه سبحانه[515].
ومنها : إقامة السنن الحسنة :
وإجراء عادات الخير والأمر بها وتعليمها ، فإنّها من الأفعال الحسنة .
وقد ورد انّ من استنّ بسنة عدل - كما في خبر[516] - ومن سنّ سنّة هدى - كما في آخر[517] - ومن علّم خيرا - كما في ثالث[518] - ومن سنّ سنّة حسنة - كما في رابع - فاتّبع ، كان له مثل أجر من عمل بها من غير أن ينتقص من أجورهم شيء[519] ، وانّه لا يتكلّم الرّجل بكلمة حقّ يؤخذ بها إلّا كان له مثل أجر من أخذ بها[520] وانّ الدّال على الخير كفاعله[521]. وانّه لم يمت من ترك أفعالا يقتدى بها من الخير ومن نشر حكمة ذكر بها[522] ، وانّه ليس يتبع الرجل بعد موته الّا ثلاث خصال : صدقة أجراها في حياته فهي تجري بعد موته ، وسنة هدى سنّها فهي يعمل بها بعد موته ، وولد صالح يستغفر له[523] . وانه ما من مؤمن سنّ على نفسه سنة حسنة أو شيئا من الخير ثم حال بينه وبين ذلك حائل إلّا كتب اللّه له ما أجرى على نفسه أيّام الدنيا[524]. وانّ خمسة في قبورهم وثوابهم يجري إلى ديوانهم ، من غرس نخلا ، ومن حفر بئرا ، ومن بنى مسجدا ، ومن كتب مصحفا ، ومن خلّف ابنا صالحا[525].
ومنها : بذل المال :
دون النفس والعرض ، وبذل النفس دون الدين ، فإن في وصيّة أمير المؤمنين عليه السّلام لأصحابه انّه : إذا حضرت بليّة فاجعلوا أموالكم دون أنفسكم ، وإذا نزلت نازلة فاجعلوا أنفسكم دون دينكم ، واعلموا أنّ الهالك من هلك دينه ، الخبر[526]. ومن كلام له عليه السّلام : إنّ أفضل الفعال صيانة العرض بالمال[527]. وإن خير المال ما وقي به العرض[528]. وانّ كلّ معروف وقيتم به أعراضكم وصنتموها عن ألسنة كلاب الناس كالشعراء الوقاعين في الأعراض تكفّونهم فهو محسوب لكم في الصدقات[529]. وان ما وقى الرجل به عرضه كتب له صدقة . قلت : ما معنى ما وقى به عرضه ؟ قال : ما أعطاه الشاعر وذا اللسان المتقي ، وما أنفق الرجل من نفقة فعلى اللّه خلفها ضمانا ، الّا ما كان من نفقة في بنيان أو معصية اللّه[530]. وله صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أيضا : صنّ دينك بدنياك تربحهما ، ولا تصن دنياك بدينك فتخسرهما[531]. وله عليه السّلام أيضا : صنّ الدّين بالدنيا ينجيك ، ولا تصن الدنيا بالدين فترديك[532]. ومن وصايا النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم لعلي عليه السّلام قوله صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : والخامسة بذلك مالك ودمك دون دينك[533]. وقال عيسى بن مريم للحواريين : يا بني إسرائيل ! لا تأسوا على ما فاتكم من دنياكم إذا سلم دينكم ، كما لا يأسي أهل الدنيا على ما فاتهم من دينهم إذا سلمت دنياهم[534].
ومنها : فعل المعروف :
فإنّه من الأفعال المحمودة على لسان أهل العصمة عليهم السّلام . فقد ورد عنهم انّ كلّ معروف صدقة ، والدالّ على الخير كفاعله[535]. وانّ صنائع المعروف تدفع ميتة السوء[536]. وتقي مصارع السوء والهوان[537]. وانّ البركة أسرع إلى البيت الذي يمتار فيه المعروف من الشفرة في سنام الجزور ، أو من السيل إلى منتهاه[538]. وانّ أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة ، لأنّهم في الآخرة ترجع لهم الحسنات فيجودون بها على أهل المعاصي[539]. وانّهم أوّل أهل الجنّة دخولا إليها ، كما انّ أوّل أهل النار دخولا إليها أهل المنكر[540].
وانّ ايّما مؤمن أوصل إلى أخيه المؤمن معروفا فقد أوصل ذلك إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم[541]. وانّ اللّه تعالى يقول للفقراء يوم القيامة : انظروا وتصفّحوا وجوه الناس فمن أتى إليكم معروفا فخذوا بيده وأدخلوه الجنّة[542].
وانّ المؤمن ليمرّ به الرجل له المعروف به في الدنيا وقد أمر به إلى النّار ، والملك ينطلق به فيقول : يا فلان ! أغثني فقد كنت أصنع إليك المعروف في الدنيا ، واسعفك بالحاجة تطلبها منّي ، فهل عندك اليوم مكافاة ؟ فيقول المؤمن للملك الموكّل به : خلّ سبيله ، فيسمع اللّه قول المؤمن ، فيأمر الملك الموكّل به أن يجيز قول المؤمن فيخلّي سبيله[543]. وانّه كان في بني إسرائيل مؤمن ، وكان له جار كافر ، فكان الكافر يرفق بالمؤمن ويوليه المعروف في الدّنيا ، فلمّا أن مات الكافر بنى اللّه له بيتا في النّار من طين ، وكان يقيه من حرّها ويأتيه الرزق من غيرها ، وقيل له : هذا ما كنت تدخله على جارك المؤمن فلان بن فلان من الرفق ، وتوليه من المعروف في الدنيا[544]. . إلى غير ذلك من فوائده .
فينبغي لمن وفّق له أن يبادر إليه ، ويشكر اللّه تعالى على ما أنعم به عليه ، وقد قال مولانا الصادق عليه السّلام : رأيت المعروف كاسمه ، وليس شيء أفضل من المعروف إلّا ثوابه ، وذلك يراد منه ، وليس كلّ من يحبّ أن يصنع المعروف إلى الناس يصنعه ، وليس كل من يرغب فيه يقدر عليه ، ولا كلّ من يقدر عليه يؤذن له فيه ، فإذا اجتمعت الرغبة والقدرة والإذن فهنالك تمّت السعادة للطالب والمطلوب إليه[545].
ثم لا فرق في حسن المعروف بين صنعه بأهله أو بغير أهله ، للأمر بصنعه إلى كلّ برّ وفاجر وإلى كل أحد ، فإن كان أهله وإلّا فكنت أنت من أهله[546].
نعم صنعه بأهله آكد حسنا ، وأعظم فضلا ، حتّى ورد انّه : لا تصلح الصنيعة إلّا عند ذي حسب ودين ، ولكن فضله مطلقا لا ينكر . نعم قصر صنعه بغير أهله يكشف عن الشقاوة ، وإلى ذلك ينظر قول الصادق عليه السّلام للمفضل بن عمر : يا مفضل بن عمر ! إذا أردت أن تعلم أشقيّ الرجل أم سعيد ، فانظر إلى معروفه إلى من يصنعه ، فإن كان يصنعه إلى من هو أهله فاعلم أنه على خير ، وإن كان يصنعه إلى غير أهله فاعلم أنه ليس له عند اللّه خير ولا له في الآخرة من خلاق[547]. فإنّه محمول على استدامة المعروف إلى غير الأهل . لاستفاضة الأخبار بالأمر باصطناع المعروف مع أهله وغير أهله ، نعم صرفه إلى أهله أفضل .
وعن أمير المؤمنين عليه السّلام - في حديث - انّه قال : من كان له منكم مال فإيّاه والفساد ، فإنّ إعطاءه في غير حقّه تبذير وإسراف ، وهو يرفع ذكر صاحبه في النّاس ويضعه عند اللّه ، ولم يضع امرؤ ماله في غير حقه وعند غير أهله إلّا حرمه اللّه شكرهم ، وكان لغيره ودّهم ، فإن بقي معه بقية ممّن يظهر الشكر له ويريد النصح فإنّما ذلك ملق وكذب ، فإن زلّت به النعل ثم احتاج إلى مؤونتهم ومكافأتهم فألأم خليل وشرّ خدين ، ولم يضع امرؤ ماله في غير حقّه وعند غير أهله إلّا لم يكن له من الحظّ فيما أتى إلّا محمدة اللّئام ، وثناء الأشرار ما دام منعما مفضلا ، ومقال الجاهل : ما أجوده ، وهو عند اللّه بخيل ، فأيّ حظّ أبور وأخسر من هذا الحظّ ؟ وأي فائدة معروف اقلّ من هذا المعروف ؟ فمن كان له منكم مال فليصل به القرابة ، وليحسن منه الضيافة ، وليفكّ به العاني والأسير وابن السبيل ، فإنّ الفوز بهذه الخصال مكارم الدنيا وشرف الآخرة[548].
ومنها : تعظيم فاعل المعروف وتحقير فاعل المنكر :
فإنهما محمودان ، والعقل يقضي بحسنهما . وورد الأمر بهما ، وقال مولانا الصادق عليه السّلام : أجيزوا لأهل المعروف زلّاتهم ، واغفروها لهم ، فإنّ كفّ اللّه عليهم هكذا ، وأومئ بيده كأنه يظلل شيئا[549].
ومنها : مكافاة المعروف بمثله ، أو ضعفه ، أو بالدّعاء له :
لقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : من اتاكم معروفا فكافوه ، وان لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا اللّه له حتّى تظنّوا أنكم قد كافئتوموه[550]. أو قوله صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : كفاك بثنائك على أخيك إذا أسدى إليك معروفا ، ان تقول له : جزاك اللّه خيرا ، وإذا ذكر وليس هو في المجلس أن تقول : جزاءه اللّه خيرا ، فإذا أنت قد كافيته[551]. وقال صلوات اللّه عليه : من اصطنع إليه المعروف فاستطاع أن يكافئ عنه فليكاف ، ومن لم يستطع فليثن خيرا ، فإنّ من أثنى كمن جزى[552]. وقال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : من اصطنع إليكم معروفا فكافوه ، فإن لم تجدوا مكافاة فادعوا له ، فكفى ثناء الرجل على أخيه إذا أسدى إليه معروفا فلم يجد عنده مكافاة أن يقول : جزاه اللّه خيرا ، فإذا هو قد كافأه[553].
وقال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : من أتى إليه معروف فليكافئ به ، فإن عجز فليثني عليه ، فإن لم يفعل كفر النعمة[554]. وقال أمير المؤمنين عليه السّلام : حقّ من أنعم عليك أن تحسن مكافاة المنعم ، فإن قصر عن ذلك وسعه ، فإنّ عليه أن يحسن معرفة المنعم ، ومحبّة المنعم بها ، فان قصر عن ذلك فليس للنعمة بأهل[555]. وقال أبو عبد اللّه عليه السّلام : إنّ آية من كتاب اللّه وهي قوله سبحانه هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ[556] جرت في المؤمن والكافر ، والبرّ والفاجر ، من صنع إليه معروف فعليه أن يكافئ ، وليست المكافاة أن يصنع كما صنع به ، بل يرى مع فعله لذلك أنّ له الفضل المبتدأ[557]. وقال أمير المؤمنين عليه السّلام : من صنع مثل ما صنع إليه فإنما كافأه ، ومن أضعفه كان شكورا ، ومن شكر كان كريما ، ومن علم انّما صنع انما صنع إلى نفسه لم يستبط الناس في شكرهم ولم يستزدهم في مودّتهم[558]. وفيه دلالة على انّه ينبغي لصاحب المعروف أن لا يرجو الشكر ممّن أنعم عليه ، بل يكره طلبه المكافاة وتوقّعه ذلك ، لنهي أمير المؤمنين عليه السّلام عن ذلك بقوله : ولا تلتمس من غيرك شكر ما أتيت إلى نفسك ، ووقيت به إلى عرضك ، ثم قال عليه السّلام : واعلم أنّ الطالب إليك الحاجة لم يكرم وجهه عن وجهك فأكرم وجهك عن ردّه[559]. دلّ على رجحان عدم ردّ طالب الحاجة ، وحسنه عقلي .
ومنها : شكر النعمة :
من اللّه كانت أو من الناس ، فإنّه محمود عقلا ونقلا ، وكتابا وسنّة ، كما مرّ ذكر ذلك في المقام السابق ، ونقلنا لك هناك ما نطق بأنّ اللّه سبحانه آلى على نفسه أن لا يقبل شكر عبد حتّى يشكر من ساق من خلقه تلك النعمة إليه .
وبقي شيء ينبغي التعرّض له هنا ، وهو أنّه لا ينبغي لصاحب المعروف أن يتركه لترك من صنع إليه المعروف الشكر كما نصّ على ذلك أمير المؤمنين عليه السّلام بقوله : لا يزهدّنك في المعروف من لا يشكره لك ، فقد يشكرك عليه من لا يستمتع بشئ منه ، وقد يدرك من شكر الشاكر أكثر ممّا أضاع الكافر[560]. بل ورد انّ معروف المؤمن غير مشكور ، فعن أبي عبد اللّه عليه السّلام : إنّ المؤمن مكفر . وذلك انّ معروفه يصعد إلى اللّه عزّ وجلّ فلا ينتشر في الناس ، والكافر مشهور ، وذلك انّ معروفه للنّاس ينتشر في النّاس ولا يصعد إلى السماء[561]. وعن أمير المؤمنين عليه السّلام انّه قال : كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم مكفرا لا يشكر معروفه ، ولقد كان معروفه على القرشي والعربي والعجمي ، ومن كان أعظم من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم معروفا على هذا الخلق ؟ وكذلك نحن أهل البيت مكفرون لا يشكر معروفنا ، وخيار المؤمنين مكفرون لا يشكر معروفهم[562].
ومنها : تصغير صاحب المعروف معروفه ، وستره ، وتعجيله :
لقول الصادق عليه السّلام : رأيت المعروف لا يتمّ إلّا بثلاث : تصغيره ، وستره ، وتعجيله ، فإنك إذا صغّرته عظّمته عند من تصنعه إليه ، وإذا سترته تمّمته ، وإذا عجلته هنّأته ، وإذا كان غير ذلك سخفته [ خ . ل : محقته ] ونكدته[563].
وعن أمير المؤمنين عليه السّلام انّه قال : إذا صنعت معروفا فاستره ، وإذا صنع إليك معروف فانشره[564].
ومنها : إطعام الطعام :
فقد ورد انّ اللّه عزّ وجلّ يحبّه[565]. وانّه من موجبات المغفرة[566]. وانّه من الإيمان[567] . وانّ الرزق أسرع إلى من يطعم الطعام من السكين في السنام[568].
وقد مرّ شرح الإطعام والضيافة في المقام السابع من الفصل الرابع ، فلاحظ .
ومنها : افشاء السّلام :
فإنّه من الأفعال المحمودة - كما مرّ في المقام الثاني من هذا الفصل - ولولا في فضله إلا إقدام النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عليه لكفى[569].
ومنها : نيّة الخير والعزم عليه :
لما ورد من أن المؤمن إذا همّ بالحسنة كتبت له حسنة إن لم يعمل بها ، فإن عمل بها كتبت له عشر حسنات[570]. وانّ نية المؤمن خير من عمله ، لأنّه ينوي من الخير ما لا يطيقه ولا يقدر عليه[571] ، ولأنه ربما انتهت بالإنسان حالة مرض أو خوف فتفارقه الأعمال ومعه نيّته[572] ، ولأنّه لا يفارقه عقله أو نفسه ، والأعمال قد تفارقه قبل مفارقة العقل والنفس . وانّ أهل الجنة إنّما خلّدوا في الجنّة لأنّ نيّاتهم كانت في الدّنيا انّ لو بقوا فيها أن يطيعوا اللّه أبدا[573]. وان من حسنت نيّته زاد اللّه في رزقه ، وان العبادة هي حسن النّية بالطاعة من الوجه الذي يطاع اللّه منه[574]. وانّ العبد المؤمن الفقير ليقول : يا رب ! ارزقني حتّى أفعل . . كذا وكذا من البرّ ووجوه الخير ، فإذا علم اللّه ذلك منه بصدق نيّة كتب اللّه له من الأجر مثل ما يكتب له لو عمله ، إنّ اللّه واسع كريم[575]. وانّ اللّه إنّما قدّر عون العباد على قدر نيّاتهم ، فمن صحت نيته تمّ عون اللّه له ، ومن قصرت نيته قصر عنه العون بالقدر الذي قصرت نيته[576].
ومنها : تعجيل فعل الخير ، وكراهة تأخيره :
لقول الصادق عليه السّلام : إذا هممت بخير فلا تؤخّره ، فإن اللّه تبارك وتعالى ربّما اطّلع على عبده وهو على شيء من طاعته فيقول : وعزّتي وجلالي لا أعذّبك بعدها ، وإذا هممت بمعصية فلا تفعلها ، فإنّ اللّه تبارك وتعالى ربّما اطّلع على العبد وهو على شئ من معاصيه فيقول : وعزّتي وجلالي لا أغفر لك أبدا[577].
وقوله عليه السّلام : إذا أردت شيئا من الخير فلا تؤخّره[578]. وقوله عليه السّلام : إذا همّ أحدكم بخير أعجله ، فإنّ عن يمينه وشماله شيطانين ، فليبادر لا يكفّاه عن ذلك[579]. وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : إنّ اللّه يحبّ من الخير ما يعجّل[580].
ومنها : حبّ العبادة :
والتفرّغ لها والاشتغال بها ، والجدّ والاجتهاد فيها ، لما ورد من أنّ أفضل النّاس من عشق العبادة ، فعانقها ، وأحبّها بقلبه ، وباشرها بجسده ، وتفرّغ لها ، فهو لا يبالي على ما أصبح من الدنيا ، على عسر أم على يسر[581]. وانّه مكتوب في التوراة : يا بن آدم ! تفرّغ لعبادتي أملأ قلبك غنى ، ولا أكلك إلى طلبك ، وعليّ أن أسدّ فاقتك ، وأملأ قلبك خوفا منّي ، والّا تفرّغ لعبادتي أملأ قلبك شغلا بالدنيا ، ثم لا أسدّ فاقتك ، وأكلك إلى طلبك[582]. وقال أمير المؤمنين عليه السّلام : عليكم بالجدّ والاجتهاد ، والتأهّب والاستعداد ، والتزوّد في منزل الزاد[583].
نعم ينبغي الاقتصاد في الاجتهاد ، وعدم ارتكاب ما يوجب منه الملل عن العبادة ، لقول أمير المؤمنين عليه السّلام للحارث : وخادع نفسك في العبادة ، وارفق بها ، ولا تقهرها ، وخذ عفوها ونشاطها إلّا ما كان مكتوبا عليك من الفريضة ، فإنّه لا بدّ من قضائها وتعاهدها عند محلها[584]. وقول الصادق عليه السّلام : لا تكرهوا أنفسكم العبادة[585]. وقوله عليه السّلام : اجتهدت في العبادة وأنا شاب ، فقال لي أبي : يا بني ! دون ما أراك تصنع ، فإنّ اللّه عزّ وجلّ إذا أحبّ عبدا رضي [ منه ] باليسير[586]. وقول النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : يا عليّ ! إنّ هذا الدين متين ، فأوغل فيه برفق ، ولا تبغّض إلى نفسك عبادة ربّك ، إنّ المنبت - يعني المفرط - لا ظهرا أبقى ، ولا أرضا قطع ، فاعمل عمل من يرجو أن يموت هرما ، واحذر حذر من يتخوّف أن يموت غدا[587] . وقوله صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : ألّا انّ لكل عبادة شرّة[588] ، ثم تصير إلى فترة ، فمن صارت شرّة عبادته إلى سنّتي فقد اهتدى ، ومن خالف سنتي فقد ضلّ ، وكان عمله في تبار ، اما اني أصلّي وأنام وأصوم وأفطر ، وأضحك وأبكي ، فمن رغب عن منهاجي وسنّتي فليس منّي[589]. وقول الباقر عليه السّلام : ما من أحد أبغض إلى اللّه عزّ وجلّ من رجل يقال له : كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يفعل . . كذا وكذا ، فيقول : لا يعذّبني اللّه على أن أجتهد في الصلاة والصوم ، كأنّه يرى أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ترك شيئا من الفضل عجزا عنه[590].
ومنها : إخلاص النّية في العبادة للّه سبحانه :
لما ورد من انّ بالإخلاص يكون الخلاص ، والمراد بالإخلاص : أن لا يشاب العمل بشرك ولا رياء ، فانّ اللّه خير شريك ، من أشرك معه غيره في عمل فهو لشريكه دونه سبحانه ، لأنّه لا يقبل إلّا ما أخلص له[591]. وورد انّ لكلّ حقّ حقيقة ، وما بلغ عبد حقيقة الإخلاص حتّى لا يحبّ أن يحمد على شيء من عمله[592].
ويأتي إن شاء اللّه تعالى في القسم الثاني من المقام العاشر ذكر ما ورد في الرياء والسمعة . وورد انّ للمرائي ثلاث علامات : ينشط إذا رأى الناس ، ويكسل إذا كان وحده ، ويحبّ أن يحمد في جميع أموره[593]. ولذا أفتوا بكراهة الكسل في الخلوة والنشاط بين الناس . وعن النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : انّ من أحسن صلاته حين يراها الناس وأساءها حين يخلو فتلك استهانة استهان بها ربّه[594].
نعم سروره باطّلاع الغير على عبادته وفعله الخير لا بأس به ، بعد أن يكون عمله للّه تعالى لا للسمعة والرياء . وقد سئل أبو جعفر عليه السّلام عن الرجل يعمل الشيء من الخير فيراه إنسان فيسرّه ذلك . قال : لا بأس ، ما من أحد إلّا وهو يحبّ أن يظهر له في النّاس الخير ، إذا لم يكن يصنع ذلك[595] لذلك[596].
بقي هنا أمران :
الأوّل : إنّه يكره للإنسان أن يذكر عبادته للناس ، لما ورد من أن من عمل حسنة سرا كتبت له سرّا ، فإذا أقرّ بها محيت وكتبت جهرا ، فإذا أقرّ بها ثانيا محيت وكتبت رياء[597].
وانّ عابدا من بني إسرائيل سأل اللّه عن حال نفسه ، فأتاه آت فقال له : ليس لك عند اللّه خير ، فسأل ربّه عن عمله الذي عمله ، فقال : كنت إذا عملت لي خيرا أخبرت الناس به فليس لك منه إلّا الذي رضيت به لنفسك[598].
نعم لا بأس بالتحدّث به في صورة رجاء أن ينفع الغير ويحثّه ، كما صرّح بذلك مولانا الباقر عليه السّلام ، كما انّه عليه السّلام قال : إذا سألك : هل قمت الليلة أو صمت ؛ فحدّثه بذلك إن كنت فعلته ، فقل : قد رزق اللّه ذلك ، ولا تقل : لا ، فإنّ ذلك كذب[599] .
الثاني : إنّ الأفضل أن تكون العبادة حبّا للّه تعالى ، لما ورد من انّ الناس يعبدون اللّه عزّ وجلّ على ثلاثة أوجه : فطبقة يعبدونه رغبة في ثوابه ، فتلك عبادة الأجراء والحرصاء وهو الطمع ، وآخرون يعبدونه خوفا من النار ، فتلك عبادة العبيد وهي الرهبة ، وقوم يعبدونه حبّا له ، فتلك عبادة الأحرار والكرام ، وهي أفضل العبادة ، وهو الأمن ، لقوله عزّ وجلّ : وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ[600] ، ولقوله عزّ وجلّ : قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ[601] فمن أحبّ اللّه عزّ وجلّ أحبّه اللّه ، ومن أحبّه اللّه كان من الآمنين[602].
ومنها : الإتيان بالعبادة المندوبة في السرّ واختيارها على العبادة علانية :
لما ورد من انّ أعظم العبادة أجرا أخفاها[603]. وانّ الاشتهار بالعبادة ريبة[604]. وانّ من شهر نفسه بالعبادة فاتهمّوه على دينه ، فإنّ اللّه عز وجل يكره شهرة العبادة ، وشهرة اللباس[605]. وانّ الصدقة في السرّ أفضل من الصدقة في العلانية ، وكذلك واللّه العبادة في السرّ أفضل منها في العلانية[606]. وانّ الصلاة النافلة تفضل في السرّ على العلانية كفضل الفريضة على النافلة[607]. وان دعوة العبد سرا دعوة واحدة تعدل سبعين دعوة علانية[608]. وانّه ما يعلم عظم ثواب الدعاء وتسبيح العبد فيما بينه وبين نفسه إلّا اللّه تبارك وتعالى[609]. وانّ اللّه سبحانه يباهي الملائكة برجل يصبح في أرض قفر فيؤذّن ، ثم يقيم ، ثم يصلّي ، فيقول ربّك عزّ وجل للملائكة : انظروا إلى عبدي يصلّى ولا يراه أحد غيري ، فينزل سبعون ألف ملك يصلّون وراءه ، ويستغفرون له إلى الغد من ذلك اليوم[610]. وانّه إذا كان يوم القيامة نظر « رضوان » خازن الجنان إلى قوم لم يمرّوا به ، فيقول : من أنتم ؟ ومن أين دخلتم ؟ فيقولون : إيّاك عنّا ، فإنّا قوم عبدنا اللّه سرّا فأدخلنا اللّه الجنّة سرّا[611].
بل ظاهر جملة من الأخبار هو كراهة أن يشهر نفسه بالتقى والورع ، مثل ما روي من أنّ أمير المؤمنين عليه السّلام قال لرجل : هل في بلادك قوم شهروا أنفسهم بالخير فلا يعرفون إلّا به ؟ قال : نعم ، قال : فهل في بلادك قوم شهروا أنفسهم بالشرّ فلا يعرفون إلّا به ؟ قال : نعم ، قال : ففيها بين ذلك قوم يجترحون السيئات ويعملون بالحسنات ، يخلطون ذا بذا ؟ قال : نعم ، قال عليه السّلام : تلك خيار أمة محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، تلك النمرقة الوسطى ، يرجع إليهم الغالي وينتهي إليهم المقصر[612].
نعم لا بأس بتحسين العبادة ليقتدي به من يراه ، والترغيب في المذهب ، لقول الصادق عليه السّلام : كونوا دعاة للناس بغير ألسنتكم ، ليروا منكم الورع والاجتهاد والصلاة والخير ، فإن ذلك داعية[613]. وقول عبيد : قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام : الرجل يدخل في الصلاة يجوّد صلاته ويحسنها رجاء أن يستجر بعض من يراه إلى هواه ، قال : ليس هذا من الرياء[614]. وقال عليه السّلام : أوصيكم بتقوى اللّه ، والعمل بطاعته ، واجتناب معاصيه ، وأداء الإمامة لمن ائتمنكم ، وحسن الصحابة لمن صحبتموه ، وان تكونوا لنا دعاة صامتين ، فقالوا : وكيف ندعو إليكم ونحن صموت ؟ ! قال : تعملون بما أمرناكم به من العمل بطاعة اللّه ، وتتناهون عن معاصي اللّه ، وتعاملون الناس بالصدق والعدل ، وتؤدّون الأمانة ، وتأمرون بالمعروف ، وتنهون عن المنكر ، ولا يطلع الناس منكم إلّا على خير ، فإذا رأوا ما أنتم عليه علموا فضل ما عندنا فتسارعوا إليه[615].
ومنها : الاعتراف بالتقصير في العبادة :
فإنه من محامد الصفات ، لقول باب الحوائج عليه السّلام : كلّ عمل تريد به اللّه عزّ وجلّ فكن فيه مقصّرا عند نفسك ، فإنّ النّاس كلّهم في أعمالهم فما بينهم وبين اللّه مقصّرون ، إلّا من عصمه اللّه عزّ وجلّ[616]. وقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : إنّه قال اللّه عزّ وجلّ : لا يتكّل العاملون لي على أعمالهم التّي يعملونها لثوابي ، فإنّهم لو اجتهدوا وأتعبوا أنفسهم أعمارهم في عبادتي كانوا مقصرّين غير بالغين في عبادتهم كنه عبادتي فيما يطلبون عندي من كرامتي والنعيم في جناتي ، ورفيع الدرجات العلى في جواري ، ولكن برحمتي فليثقوا ، وفضلي فليرجوا ، وإلى حسن الظن بي فليطمّئنوا[617]. ولذا حرم العجب وفسد به العمل كما يأتي في القسم الثاني من المقام العاشر .
نعم لا بأس بالسرور بالعبادة من غير عجب ، لما ورد من أن من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن[618].
ومنها : استواء العمل والمداومة عليه :
وأقلّه سنة ، لقول أبي جعفر عليه السّلام : إنّي أحبّ أن أدوم على العمل إذا عودته نفسي ، وإن فاتني من الليل قضيته من النهار ، وإن فاتني من النهار قضيته بالليل ، وانّ أحب الأعمال إلى اللّه ما ديم عليها ، فإن الأعمال تعرض كل يوم خميس وكل رأس شهر ، وأعمال السنة تعرض في النصف من شعبان ، فإذا عودت نفسك عملا فدم عليه سنة[619]. وقوله عليه السّلام : ما من شئ أحبّ إلى اللّه عزّ وجلّ من عمل يداوم عليه وإن قلّ[620]. وقول الصادق عليه السّلام : إذا كان الرجل على عمل فليدم عليه سنة ، ثم يتحول عنه إن شاء إلى غيره ، وذلك انّ ليلة القدر يكون فيها في عامه ذلك ما شاء اللّه أن يكون[621].
[1] الكافي : 5 / 12 باب وجوه الجهاد حديث 3 ، بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام ان النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بعث بسريّة فلما رجعوا ، قال : مرحبا بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي الجهاد الأكبر ، قيل : يا رسول اللّه ! وما الجهاد الأكبر ؟ قال : جهاد النفس .
[2] المجازات النبويّة : 128 .
[3] الأمالي للشيخ الصدوق : 467 المجلس الحادي والسبعون حديث 8 .
[4] وسائل الشيعة : 11 / 122 باب 1 حديث 4 .
[5] نهج البلاغة : 3 / 238 حديث 359 .
[6] ثواب الأعمال : 216 ثواب من مقت نفسه دون مقت الناس حديث 1 .
[7] أصول الكافي : 2 / 73 باب الاعتراف بالتقصير حديث 3 .
[8] أصول الكافي : 2 / 335 باب اتباع الهوى حديث 3 .
[9] أصول الكافي : 2 / 335 باب اتباع الهوى حديث 1 .
[10] أصول الكافي : 2 / 335 باب اتباع الهوى حديث 2 ، مع تقديم وتأخير في بعض الجمل .
[11] أصول الكافي : 2 / 268 باب الروح الذي أيّد به المؤمن حديث 1 .
[12] أصول الكافي : 2 / 455 باب محاسبة النفس حديث 8 .
[13] نهج البلاغة / الجزء الثالث / 254 حديث 423 .
[14] نهج البلاغة / الجزء الثالث حديث 423 ، وفيه : وقال عليه السّلام : من أصلح سريرته أصلح اللّه علانيته ، ومن عمل لدينه كفاه اللّه دنياه ، ومن أحسن فيما بينه وبين اللّه كفاه اللّه ما بينه وبين الناس .
[15] أصول الكافي : 2 / 89 باب الصبر حديث 7 .
[16] الخصال : 1 / 2 ترك خصلة موجودة بخصلة موعودة حديث 2 .
[17] أصول الكافي : 2 / 451 باب ترك الخطيئة أيسر من طلب التوبة حديث 1 وتمام الحديث والموت فضح الدّنيا ، فلم يترك لذي لبّ فرحا .
[18] أصول الكافي : 2 / 272 باب الذنوب حديث 19 ، والأمالي للشيخ الصدوق : 412 المجلس الرابع والستون حديث 9 .
[19] أصول الكافي : 2 / 270 باب الذنوب حديث 8 وصفحه 271 حديث 11 .
[20] أصول الكافي : 2 / 273 باب الذنوب حديث 22 .
[21] أصول الكافي : 2 / 270 باب الذنوب حديث 8 .
[22] المحاسن : 115 عقاب الذنب حديث 119 .
[23] أصول الكافي : 2 / 275 باب الذنوب حديث 29 .
[24] وسائل الشيعة : 11 / 241 باب 40 حديث 21 .
[25] أصول الكافي : 2 / 269 باب الذنوب حديث 3 .
[26] أصول الكافي : 2 / 268 باب الذنوب حديث 1 .
[27] أصول الكافي : 2 / 273 باب الذنوب حديث 20 .
[28] أصول الكافي : 2 / 271 باب الذنوب حديث 14 .
[29] أصول الكافي : 2 / 272 باب الذنوب حديث 17 .
[30] أصول الكافي : 2 / 275 باب الذنوب حديث 26 .
[31] الفقيه : 4 / 489 باب النوادر حديث 865 .
[32] أصول الكافي : 2 / 276 باب الذنوب حديث 31 .
[33] أصول الكافي : 2 / 287 باب استصغار الذنب حديث 1 .
[34] نهج البلاغة : 3 / 235 حديث 348 ، وصفحه 266 حديث 477 .
[35] وسائل الشيعة : 11 / 247 باب 43 حديث 11 .
[36] وسائل الشيعة : 11 / 247 باب 43 حديث 12 .
[37] وسائل الشيعة : 11 / 246 باب 43 حديث 9 .
[38] أصول الكافي : 2 / 147 باب العدل حديث 15 .
[39] روضة الكافي : 8 / 271 ، حديث 400 وقد ذكر المؤلف قدس سره مضمون الحديث .
[40] أصول الكافي : 2 / 299 باب من وصف عدلا وعمل بغيره حديث 1 ، وصفحه 300 حديث 2 .
[41] أصول الكافي : 2 / 145 باب الإنصاف والعدل حديث 7 ، بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : سيد الأعمال إنصاف الناس من نفسك ، ومواساة الأخ في اللّه ، وذكر اللّه عزّ وجلّ على كل حال.
[42] أصول الكافي : 2 / 147 باب الإنصاف والعدل حديث 17 ، بسنده قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : من واسى الفقير من ماله ، وانصف الناس من نفسه فذلك المؤمن حقّا .
[43] أصول الكافي : 2 / 144 باب الإنصاف والعدل حديث 4 .
[44] أصول الكافي : 2 / 148 باب الإنصاف والعدل حديث 19 .
[45] خ . ل : ينجيه .
[46] المحاسن : 28 ثواب من ناصح اللّه في نفسه .
[47] الأمالي أو المجالس للشيخ الصدوق : 323 المجلس الثاني والخمسون حديث 10 ، بسنده عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السّلام قال : ان موسى بن عمران عليه السّلام حين أراد أن يفارق الخضر عليه السّلام قال له : أوصني . . فكان ممّا أوصاه أن قال : له إيّاك واللجاجة أو أن تمشي من غير حاجة ، أو أن تضحك من غير عجب ، واذكر خطيئتك ، وإيّاك وخطايا الناس .
[48] الكافي الروضة : 8 / 168 حديث 190 ، بسنده عن أبي جعفر عليه السّلام قال : سمعت جابر بن عبد اللّه يقول : انّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم مرّ بنا ذات يوم ونحن في نادينا وهو على ناقة ، وذلك حين رجع من حجّة الوداع ، فوقف علينا فسلّم فرددنا عليه السّلام ثم قال : ما لي أرى حبّ الدنيا قد غلب على كثير من الناس حتى كأنّ الموت في هذه الدنيا على غيرهم كتب ، وكأنّ الحق في هذه الدنيا على غيرهم وجب ، وحتّى كأنّ لم يسمعوا ويروا من خبر الأموات قبلهم ؛ سبيلهم سبيل قوم سفر عمّا قليل إليهم راجعون ، بيوتهم أجداثهم ، ويأكلون تراثهم ، فيظنّون انّهم مخلدون بعدهم ، هيهات هيهات أما يتّعظ آخرهم بأوّلهم ، لقد جهلوا ونسوا كلّ واعظ في كتاب اللّه ، وامنوا شرّ كل عاقبة سوء ، ولم يخافوا نزول فادحة وبوائق حادثة ، طوبى لمن شغله خوف اللّه عزّ وجلّ عن خوف الناس ، طوبى لمن منعه عيبه عن عيوب المؤمنين من اخوانه ، طوبى لمن تواضع للّه عزّ ذكره وزهد فيما احلّ اللّه له من غير رغبة عن سيرتي ورفض زهرة الدنيا من غير تحوّل عن سنّتي ، واتبع الأخيار من عترتي من بعدي ، وجانب أهل الخيلاء والتفاخر والرغبة في الدنيا المبتدعين خلاف سنّتي ، العاملين بغير سيرتى . . والحديث طويل
[49] نهج البلاغة : 3 / 235 حديث 349 والحديث طويل .
[50] أصول الكافي : 2 / 147 باب الإنصاف والعدل حديث 16 ، بسنده عن أبي جعفر عليه السّلام قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : ثلاث خصال من كنّ فيه أو واحدة منهنّ كان في ظلّ عرش اللّه يوم لا ظلّ إلّا ظلّه : رجل أعطى النّاس من نفسه ما هو سائلهم ، ورجل لم يقدّم رجلا ولم يؤخّر رجلا حتّى يعلم أنّ ذلك للّه رضى ، ورجل لم يعب أخاه المسلم بعيب حتى ينفي ذلك العيب عن نفسه ، فإنه لا ينفي منها عيبا إلّا بدا له عيب ، وكفى بالمرء شغلا بنفسه عن النّاس .
[51] السرائر : 468 .
[52] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 309 باب 36 حديث 4 .
[53] نهج البلاغة : 2 / 31 حديث 136 .
[54] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 104 باب 131 حديث 1 .
[55] أمالي الشيخ الطوسي : 1 / 42 .
[56] أصول الكافي : 2 / 146 باب الإنصاف والعدل حديث 10 .
[57] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 308 باب 35 حديث 1 .
[58] الكافي الروضة : 8 / 149 باب من ولد في الإسلام حديث 130 ، بسنده أنّ رجلا أتى النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فقال له : يا رسول اللّه ! أوصني ، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : فهل أنت مستوص إن أنا أوصيتك . . ؟ حتى قال له ذلك ثلاثا ، وفي كلّها يقول له الرجل : نعم يا رسول اللّه ، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : فإنّي أوصيك إذا أنت هممت بأمر فتدبر عاقبته فإن يك رشدا فامضه ، وان يك غيا فانته عنه .
[59] الفقيه : 4 / 278 باب 176 النوادر حديث 830 .
[60] نهج البلاغة : 3 / 161 برقم 41 .
[61] وسائل الشيعة : 11 / 224 باب 33 حديث 6 ، عن أمالي الشيخ الطوسي .
[62] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 308 باب 33 حديث 6 ، عن غوالي اللآلي .
[63] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 308 باب 33 حديث 8 ، عن الآمدي في غرر كلمات أمير المؤمنين عليه السّلام .
[64] المصدر المتقدم .
[65] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 305 باب 28 حديث 4 ، عن نهج البلاغة .
[66] الاختصاص : 244 عن الصادق عليه السّلام ، وقال عليه السّلام : كمال العقل في ثلاثة ، التواضع للّه ، وحسن اليقين ، والصمت إلّا من خير .
[67] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 306 باب 28 حديث 11 .
[68] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 306 باب 28 حديث 12 .
[69] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 305 باب 28 حديث 4 ، عن نهج البلاغة .
[70] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 306 باب 28 حديث 12 ، عن مصباح الشريعة .
[71] أصول الكافي : 1 / 37 باب صفة العلماء حديث 6 ، ومستدرك وسائل الشيعة : 2 / 306 باب 28 حديث 13 .
[72] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 305 باب 28 حديث 1 ، عن تفسير الإمام الحسن العسكري عليه السّلام .
[73] أصول الكافي : 2 / 121 باب التواضع حديث 1 آخر الحديث .
[74] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 306 باب 28 حديث 8 .
[75] أصول الكافي : 2 / 122 باب التواضع حديث 2 .
[76] الفقيه : 4 / 262 باب النوادر حديث 4 .
[77] ثواب الأعمال : 211 حديث 1 .
[78] أصول الكافي : 2 / 123 باب التواضع حديث 7 .
[79] أصول الكافي : 3 / 123 باب التواضع حديث 11 ، بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : فيما أوحى اللّه عزّ وجلّ إلى داود عليه السّلام : يا داود ! كما انّ أقرب الناس من اللّه المتواضعون كذلك أبعد الناس من اللّه المتكبّرون .
[80] أصول الكافي : 2 / 124 باب التواضع حديث 13 .
[81] أصول الكافي : 2 / 122 باب التواضع حديث 6 .
[82] أصول الكافي : 2 / 124 باب التواضع حديث 13 ذيل الحديث .
[83] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 305 باب 28 استحباب التواضع حديث 4 ، عن نهج البلاغة : 3 / 250 برقم 406 .
[84] أصول الكافي : 2 / 121 باب التواضع حديث 1 .
[85] أصول الكافي : 1 / 36 باب صفة العلماء حديث 1 .
[86] أصول الكافي : 2 / 118 باب الرفق حديث 1.
[87] أصول الكافي : 2 / 118 باب الرفق حديث 2 .
[88] أصول الكافي : 2 / 119 باب الرفق حديث 4 ، بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : الرفق يمن والخرق شوم .
[89] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 305 باب 27 باب استحباب الرفق في الأمور حديث 11 و 14 . وجاء في حاشية الطبعة الحجرية منه قدس سره على كلمة الخرق : هو ضد الرفق .
[90] أصول الكافي : 2 / 120 باب الرفق حديث 11 .
[91] أصول الكافي : 2 / 119 باب الرفق حديث 5 .
[92] أصول الكافي : 2 / 120 باب الرفق حديث 11 .
[93] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 305 باب 27 حديث 10 .
[94] أصول الكافي : 2 / 119 باب الرفق حديث 7 .
[95] الجعفريات : 149 باب في التودّد والترفّق .
[96] أصول الكافي : 2 / 119 باب الرفق حديث 9 .
[97] أصول الكافي : 2 / 119 باب الرفق حديث 6 .
[98] أصول الكافي : 2 / 120 باب الرفق حديث 16 .
[99] الخصال : 1 / 111 أحبّ الأمور إلى اللّه حديث 83 . الجدة : الرخاء والسعة .
[100] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 305 باب الرفق حديث 15 .
[101] المصدر المتقدم .
[102] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 305 باب الرفق حديث 13 .
[103] أصول الكافي : 2 / 80 باب العفّة حديث 7 .
[104] أصول الكافي : 2 / 79 باب العفّة حديث 4 .
[105] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 301 باب 22 حديث 3 .
[106] أصول الكافي : 2 / 79 باب العفّة حديث 5 .
[107] وسائل الشيعة : 11 / 199 باب 22 حديث 10 . أقول : ضمن ما بين لحييه . . اي لسانه ، وما بين رجليه اي فرجه وعورته .
[108] الأمالي للشيخ الصدوق : 552 المجلس الثاني والثمانون حديث 4 ، بسنده عن أبي بصير ، قال : سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول : من كفّ أذاه عن جاره أقاله اللّه عزّ وجلّ عثرته يوم القيامة ، ومن عفّ بطنه . . .
[109] وسائل الشيعة : 11 / 199 باب 22 حديث 13 .
[110] عقاب الأعمال : 334 باب يجمع عقوبات الأعمال .
[111] أصول الكافي : 2 / 81 باب اجتناب المحارم حديث 6 .
[112] الكافي الروضة : 8 / 4 في رسالة أبي جعفر عليه السّلام لأصحابه .
[113] ثواب الأعمال : 19 باب ثواب من قال : لا إله إلّا اللّه مخلصا حديث 1 .
[114] الأمالي للشيخ الصدوق : 474 المجلس الثاني والسبعون حديث 10 .
[115] وسائل الشيعة : 11 / 204 باب 23 حديث 17 عن كتاب الزهد ، بسنده عن علي بن الحسين عليهما السّلام قال : من عمل بما افترض اللّه عليه فهو من خير الناس ، ومن اجتنب ما حرم اللّه عليه فهو من أعبد الناس ، ومن قنع بما قسم اللّه فهو من أغنى الناس .
[116] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 302 باب 23 حديث 17 ، من غرر من كلام أمير المؤمنين .
[117] المصدر المتقدم .
[118] أصول الكافي : 2 / 80 باب اجتناب المحارم حديث 4 ، بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : من أشدّ ما فرض اللّه على خلقه ذكر اللّه كثيرا ، ثم قال : لا أعنى « سبحان اللّه والحمد للّه ولا إله إلّا اللّه واللّه أكبر » وإن كان منه ، لكن ذكر اللّه عندما أحلّ وحرّم ، فإن كان طاعة عمل بها ، وإن كان معصية تركها ، وانظر أحاديث الباب .
[119] وسائل الشيعة : 11 / 203 باب 23 حديث 13 .
[120] أصول الكافي : 2 / 81 باب اجتناب المحارم حديث 5 .
[121] وسائل الشيعة : 11 / 204 باب 23 حديث 17 ، عن كتاب الزهد للحسين بن سعيد ومستدرك وسائل الشيعة : 2 / 302 باب 24 أحاديث الباب .
[122] أصول الكافي : 2 / 82 باب أداء الفرائض حديث 5 .
[123] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 302 باب 24 حديث 1 .
[124] الفقيه : 4 / 271 باب 176 النوادر حديث 828 .
[125] وسائل الشيعة : 11 / 191 باب 20 حديث 6 .
[126] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 299 باب 20 حديث 6 ، عن أمالي الشيخ الطوسي بسنده قال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : يا أبا ذر ! من سرّه أن يكون أكرم الناس فليتقّ اللّه ، يا أبا ذر ! أحبّكم إلى اللّه جلّ ثناؤه أكثركم ذكرا له ، وأكرمكم عند اللّه أتقاكم له ، وأنجاكم من عذاب اللّه أشدّكم خوفا له [ منه ] ، يا أبا ذر ! إنّ المتقين الذين يتقون اللّه من الشيء الذي لا يتقى خوفا من الدخول في الشبهة . . إلى أن قال : يا أبا ذر ! إن اللّه لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ، يا أبا ذر ! إن التقوى هاهنا ، وأشار بيده إلى صدره .
[127] الجعفريات أو الأشعثيات : 150 باب التقوى وحسن الخلق .
[128] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 299 باب 20 حديث 15 ، عن كنز الفوائد للكراجكي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم انّه قال : خصلة من لزمها أطاعته الدنيا والآخرة ، وربح الفوز في الجنّة ، قيل : وما هي يا رسول اللّه ؟ قال : التقوى ، من أراد أن يكون أعزّ الناس فليتق اللّه عزّ وجلّ ، ثم تلا وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ .
[129] الفقيه : 4 / 293 باب 176 النوادر حديث 887 ، بسنده عن الهيثم بن واقد ، قال : سمعت جعفر بن محمد عليهما السّلام يقول : من أخرجه اللّه عزّ وجلّ من ذلّ المعاصي إلى عزّ التقوى أغناه اللّه بلا مال ، وأعزّه بلا عشيرة ، وانسه بلا أنيس ، ومن خاف اللّه عزّ وجلّ أخاف اللّه منه كل شئ ، ومن لم يخف اللّه عزّ وجلّ أخافه اللّه من كل شيء ، ومن رضي من اللّه عزّ وجلّ باليسير من الرزق رضي اللّه منه باليسير من العمل ، ومن لم يستح من طلب المعاش خفّت مؤونته ، ونعم أهله ، ومن زهد في الدنيا أثبت اللّه الحكمة في قلبه وأنطق بها لسانه ، وبصرّه عيوب الدنيا داءها ودواءها ، وأخرجه من الدنيا سالما إلى دار السّلام .
[130] أصول الكافي : 2 / 76 باب الطاعة والتقوى حديث 7 .
[131] نهج البلاغة : 1 / 44 حديث 15 ، ومن كلام له عليه السّلام لما بويع بالمدينة .
[132] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 299 باب 20 حديث 6 ، عن أمالي الشيخ الطوسي .
[133] وسائل الشيعة : 11 / 191 باب 20 حديث 8 ، عن نهج البلاغة 3 / 206 برقم 242 .
[134] مشكاة الأنوار : 42 الفصل الثاني عشر في التقوى والورع .
[135] مشكاة الأنوار : 45 الفصل الثاني عشر في التقوى والورع .
[136] الأمالي للشيخ المفيد : 263 المجلس الحادي والثلاثون حديث 3 ، في كتاب أمير المؤمنين عليه السّلام إلى أهل مصر لمّا ولى محمد بن أبي بكر عليهم .
[137] مشكاة الأنوار : 42 الفصل الثاني عشر في التقوى والورع .
[138] أصول الكافي : 2 / 74 باب الطاعة والتقوى حديث 2 .
[139] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 298 باب 18 حديث 10 .
[140] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 298 باب 18 حديث 13 .
[141] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 297 باب 18 حديث 7 .
[142] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 298 باب 18 حديث 14 .
[143] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 298 باب 18 حديث 9 ، بسنده عن الكاظم عليه السّلام أنه قال : يا هشام ! نصب الخلق لطاعة اللّه ، ولا نجاة إلّا بالطاعة ، والطاعة بالعلم ، والعلم بالتعلّم ، والتعلّم بالعقل ، ولا علم الّا من عالم ربّاني ، ومعرفة العالم بالعقل .
[144] وسائل الشيعة : 11 / 186 حديث 8 .
[145] الأمالي للصدوق : 489 المجلس الرابع والسبعون حديث 2 .
[146] أصول الكافي : 2 / 73 باب الطاعة والتقوى حديث 1 .
[147] أصول الكافي : 2 / 75 باب الطاعة والتقوى حديث 6 ، بسنده عن أبي جعفر عليه السّلام قال : يا معشر الشيعة شيعة آل محمد ! كونوا النمرقة الوسطى يرجع إليكم الغالي ويلحق بكم التالي ، فقال له رجل من الأنصار يقال له سعد : جعلت فداك ما الغالي ؟ قال : قوم يقولون فينا ما لا تقوله في أنفسنا ، فليس أولئك منا ولسنا منهم ، قال : فما التالي ؟ قال : المرتاد يريد الخير يبلغه الخير يؤجر عليه ، ثم أقبل علينا فقال : واللّه ما معنا من اللّه براءة . . .
[148] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 298 باب 19 حديث 10 ، عن تحف العقول .
[149] نهج البلاغة : 3 / 171 حديث 96 .
[150] نهج البلاغة : 3 / 179 برقم 121 .
[151] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 298 باب 18 حديث 8 .
[152] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 298 باب 18 حديث 12 .
[153] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 296 باب 16 حديث 16 ، عن الآمدي في الغرر عن أمير المؤمنين عليه السّلام .
[154] الكافي الروضة : 8 / 302 حديث 462 ، بسنده عن سنان بن طريف ، قال : سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول : ينبغي للمؤمن أن يخاف اللّه تعالى خوفا كأنّه مشرف على النار ، ويرجوه رجاء كأنّه من أهل الجنّة ، ثم قال : . .
[155] أصول الكافي : 2 / 71 باب حسن الظنّ باللّه عزّ وجلّ حديث 2 .
[156] ثواب الأعمال : 206 ثواب حسن الظن باللّه تعالى عزّ وجلّ حديث 1 . فصلت : آية 23 .
[157] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 296 باب 16 حديث 7 ، عن إرشاد القلوب للديلمي .
[158] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 296 باب 16 حديث 13 ، عن مجموعة ورّام .
[159] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 296 باب 16 حديث 16 ، عن الآمدي في الغرر من كلام أمير المؤمنين عليه السّلام .
[160] الفقيه : 4 / 272 باب 176 النوادر حديث 8 ، من ألفاظ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم رأس الحكمة مخافة اللّه عزّ وجلّ .
[161] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 292 باب 14 حديث 30 ، عن الآمدي في الغرر من كلمات أمير المؤمنين عليه السّلام .
[162] المصدر المتقدم .
[163] هذه الجمل من كلمات أمير المؤمنين عليه السّلام كما في الغرر من كلمات أمير المؤمنين تأليف الآمدي ، راجع المستدرك : 2 / 292 باب 14 حديث 30 .
[164] أصول الكافي : 2 / 71 باب الخوف والرجاء حديث 12 .
[165] أصول الكافي : 2 / 68 باب الخوف والرجاء حديث 3 .
[166] أصول الكافي : 2 / 68 باب الخوف والرجاء حديث 4 .
[167] أصول الكافي : 2 / 69 باب الخوف والرجاء حديث 7 بسنده قال أبو عبد اللّه عليه السّلام : إنّ من العبادة شدّة الخوف من اللّه عزّ وجلّ ، يقول اللّه : « إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء » وقال جلّ ثناؤه : « فلا تخشوا الناس وأخشون » وقال تبارك وتعالى : « ومن يتّق اللّه يجعل له مخرجا » قال : أبو عبد اللّه عليه السّلام : إنّ حبّ الشرف والذكّر لا يكونان من قلب الخائف الراهب .
[168] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 292 باب 14 حديث 14 عن لب اللباب .
[169] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 291 باب 14 حديث 1 عن أصل زيد النرسي .
[170] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 291 باب 14 حديث 8 .
[171] الخصال : 1 / 79 حديث 127 .
[172] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 291 باب 14 حديث 2 عن أمالي الشيخ الطوسي .
[173] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 291 باب 14 حديث 9 عن تحف العقول .
[174] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 291 باب 14 حديث 11 .
[175] أصول الكافي : 2 / 80 باب اجتناب المحارم حديث 1 .
[176] أصول الكافي : 2 / 67 باب الخوف والرجاء حديث 2 .
[177] الفقيه : 4 / 294 باب 176 النوادر حديث 891 .
[178] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 291 باب 14 حديث 10 . سورة إبراهيم / 14 .
[179] أصول الكافي : 2 / 71 باب الخوف والرجاء حديث 11 .
[180] الأمالي للشيخ الصدوق : 668 المجلس الخامس والتسعون حديث 5 . في الأصل عاقلا ، بدلا من : عاملا .
[181] أصول الكافي : 2 / 71 باب الخوف والرجاء حديث 13 .
[182] نهج البلاغة الجزء الثاني : 71 الخطبة 155 ، بتصرف في المتن .
[183] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 294 باب 15 حديث 15 .
[184] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 295 باب 15 حديث 44 .
[185] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 294 باب 15 حديث 36 .
[186] إرشاد القلوب : 1 / 127 الباب الثالث والعشرون .
[187] إرشاد القلوب : 1 / 129 الباب الثالث والعشرون .
[188] الخصال : 1 / 98 كل عين باكية يوم القيامة إلّا ثلاث أعين حديث 46 .
[189] عدّة الدّاعي : 159 .
[190] علل الشرائع : 28 باب 20 العلة التي من أجلها سمي نوح عليه السّلام نوحا حديث 1 و 2 و 3 .
[191] عيون أخبار الرضا عليه السّلام : 179 - من الأخبار المنثورة عن الرضا عليه السّلام .
[192] الأمالي للشيخ المفيد : 143 المجلس الثامن عشر حديث 1 بسنده عن أبي جعفر الباقر عليه السّلام قال سمعته يقول : ما أغر ورقت عين بمائها من خشية اللّه عز وجل إلّا حرّم اللّه جسدها على النار ، ولا فاضت دمعة على خدّ صاحبها فرهق وجهه قتر ولا ذلّة يوم القيامة ، وما من شيء من أعمال الخير إلّا وله وزن أو أجر إلّا الدّمعة من خشية اللّه فإن اللّه يطفئ بالقطرة منها بحارا من نار يوم القيامة ، وانّ الباكي ليبكي من خشية اللّه في امّة فيرحم اللّه تلك الأمّة ببكاء ذلك المؤمن فيها .
[193] إرشاد القلوب : 1 / 129 الباب الثالث والعشرون في البكاء من خشية اللّه عز وجل .
[194] المصدر المتقدم .
[195] المصدر السابق أيضا : 130 .
[196] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 288 باب 10 حديث 7 .
[197] روضة الواعظين : 2 / 426 مجلس في ذكر التوكل ، وفيه قال النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : يقول اللّه عزّ وجلّ : ما من مخلوق يعتصم بمخلوق دوني إلّا قطعت أسباب السماوات والأرض من دونه ، فإن سألني لم أعطه ، وإن دعاني لم أجبه ، وما من مخلوق يعتصم بي دون خلقي إلّا ضمنت السماوات والأرض رزقه ، فإن سألني أعطيته ، وإن دعاني أجبته وإن استغفرني غفرت له .
[198] مشكاة الأنوار : 16 الفصل الرابع في التوكّل على اللّه ، ومستدرك وسائل الشيعة : 2 / 288 باب 10 حديث 3 .
[199] المصدر المتقدم .
[200] روضة الواعظين : 2 / 426 مجلس في ذكر التوكل . عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : من سرّه أن يكون أقوى الناس فليتوكل على اللّه ، ومن سرّه أن يكون أكرم الناس فليتق اللّه ، ومن سرّه أن يكون أغنى الناس فليكن بما في يد اللّه أوثق منه بما في يديه . ومستدرك وسائل الشيعة : 2 / 288 باب 10 حديث 4 .
[201] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 288 باب 11 حديث 9 ، وروضة الواعظين : 2 / 425 مجلس في ذكر التوكل .
[202] روضة الواعظين : 2 / 426 مجلس في ذكر التوكل ، ومستدرك وسائل الشيعة : 2 / 228 باب 11 حديث 8 .
[203] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 288 باب 11 حديث 11 .
[204] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 289 باب 11 حديث 14 ، وفيه : وعنه صلّى اللّه عليه وآله وسلم قال : قضى اللّه على نفسه انّه من آمن به هداه ، ومن اتّقاه وقاه ، ومن توكل عليه كفاه ، ومن أقرضه أنماه ، ومن وثق به أنجاه ، ومن التجأ اليه آواه ، ومن دعاه أجابه ولبّاه ، وتصديقها من كتاب اللّه وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ . وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً . وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ . مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ . * وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ . وَأَنِيبُوا إِلى رَبِّكُمْ . وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ . . .
[205] الجعفريات أو الأشعثيات : 232 باب البرّ وسخاء النفس وطيب الكلام والصبر على الأذى .
[206] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 289 باب 11 حديث 13 .
[207] مشكاة الأنوار : 16 الفصل الرابع في التوكل على اللّه ، ومستدرك وسائل الشيعة : 2 / 288 باب 11 حديث 5 .
[208] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 289 باب 11 حديث 20 ، عن تفسير أبي الفتوح .
[209] أصول الكافي : 2 / 66 باب التفويض إلى اللّه والتوكل عليه حديث 7 .
[210] عدة الداعي : 89 .
[211] المحاسن : 194 باب العقل حديث 12 .
[212] المحاسن : 195 باب العقل حديث 15 .
[213] أصول الكافي : 1 / 25 كتاب العقل والجهل حديث 24 .
[214] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 286 باب 8 حديث 10 ، عن كنز الفوائد ، وفيه : عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم انّ قال : لكل شيء آلة وعدّة وآلة المؤمن وعدّته العقل ، ولكل شيء مطيّة ، ومطيّة المرء العقل ، ولكل شيء غاية وغاية العبادة العقل ، ولكل قوم راع وراع العابدين العقل ، ولكل تاجر بضاعة وبضاعة المجتهدين العقل ، ولكل خراب عمارة وعمارة الآخرة العقل ، ولكل سفر فسطاط يلجأون إليه وفسطاط المسلمين العقل .
[215] روضة الواعظين : 1 / 4 مجلس في ماهيّة العقول وفضلها ، وفيه : قال أمير المؤمنين عليه السّلام : صدر العاقل صندوق سرّه ، لا غنى كالعقل ، ولا فقر كالجهل ، ولا ميراث كالأدب ، اعقلوا الخبر إذا سمعتموه عقل رعاية لا عقل رواية ، فإنّ رواة العلم كثير ، ورعاته قليل ، لا مال أعود من العقل ، ولا عقل كالتدبير ، وليس للعاقل أن يكون شاخصا إلّا في ثلاث : مرمّة لمعاش ، أو خطوة إلى معاد ، أو لذّة في غير محرّم ، ما استودع اللّه امرأ عقلا إلّا استنفذه به يوما ما .
[216] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 286 باب 8 حديث 10 ، عن كنز الفوائد .
[217] المحاسن : 198 باب 1 العقل حديث 22 آخر الحديث .
[218] أصول الكافي : 1 / 11 كتاب العقل والجهل حديث 6 .
[219] روضة الواعظين : 1 / 4 مجلس في ماهية العقول وفضلها ، ومستدرك وسائل الشيعة : 2 / 286 باب 8 حديث 16 .
[220] أصول الكافي : 1 / 10 كتاب العقل والجهل حديث 1 .
[221] أصول الكافي : 1 / 20 كتاب العقل والجهل حديث 13 ، وفي آخر الحديث : وتظهر لك المحبّة .
[222] الخصال : 2 / 427 انّ اللّه تبارك وتعالى قوّى العقل بعشرة أشياء حديث 4 .
[223] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 285 باب 8 حديث 2 ، وعلل الشرايع : 1 / 98 باب 86 حديث 1 .
[224] الاختصاص : 245 .
[225] الاختصاص : 244 .
[226] المصدر المتقدم .
[227] أصول الكافي : 1 / 13 كتاب العقل والجهل حديث 12 .
[228] أصول الكافي : 1 / 11 كتاب العقل والجهل حديث 3 .
[229] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 287 باب 9 حديث 2 ، عن الآمدي في غرر كلام أمير المؤمنين عليه السّلام .
[230] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 287 باب 9 حديث 3 ، عن مصباح الشريعة .
[231] الفقيه : 4 / 8 باب 1 في ذكر جمل من مناهي النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم حديث 1 .
[232] علل الشرائع / 4 باب 6 العلة التي من أجلها صار في الناس من هو خير من الملائكة حديث 1 .
[233] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 287 باب 9 حديث 4 ، عن نزهة الناظر .
[234] أصول الكافي : 2 / 55 باب التفكّر حديث 3 .
[235] أصول الكافي : 2 / 55 باب التفكّر حديث 5 .
[236] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 282 باب 5 حديث 7 ، عن مصباح الشريعة .
[237] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 282 باب 5 حديث 8 ، عن الآمدي في الغرر عن أمير المؤمنين عليه السّلام .
[238] مشكاة الأنوار : 37 الفصل التاسع في التفكر .
[239] المحاسن : 26 باب 3 ثواب التفكر في اللّه حديث 5 ، بسنده عن الحسن الصيقل ، قال : قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام : تفكّر ساعة خير من قيام ليلة ؟ قال : نعم ، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : تفكّر ساعة خير من قيام ليلة . قلت : كيف يتفكّر ؟ . قال : يمرّ بالدّار والخربة فيقول : أين بانوك ؟ أين ساكنوك ؟ مالك لا تتكلمين ؟
[240] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 281 باب 5 حديث 2 ، عن تفسير العياشي .
[241] وسائل الشيعة : 11 / 153 باب 5 حديث 6 .
[242] أصول الكافي : 2 / 55 باب التفكّر حديث 4 .
[243] الخصال : 1 / 42 حديث 33 ، بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : كان أكثر عبادة أبي ذر - رحمة اللّه عليه - خصلتين : التفكر والاعتبار .
[244] تفسير علي بن إبراهيم القمي : 2 / 162 سورة لقمان . وفي المتن ساكنا ، بدل : ساكتا .
[245] تنبيه الخواطر المعروف بمجموعة ورام : 250 باب التفكّر .
[246] المحاسن : 26 باب 3 ثواب التفكر في اللّه حديث 5 .
[247] جاء في حاشية الطبعة الحجرية : وقال الشاعر الفارسي :
در ره دين حق تفكر كن * كز تفكر زشك رسي بيقين
زانكه يكساعت تفكر علم * بهتر است از عبادة ستين
[248] الكافي الروضة : 8 / 128 حديث 98 ، بسنده عن حفص بن غياث عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : ان قدرتم ان لا تعرفوا فافعلوا ، وما عليك ان لم يثن الناس عليك ، وما عليك أن تكون مذموما عند الناس إذ كنت محمودا عند اللّه تبارك وتعالى ، ان أمير المؤمنين عليه السّلام كان يقول : لا خير في الدنيا الّا لاحد رجلين ، رجل يزداد فيها كل يوم احسانا ؛ ورجل يتدارك منيّته بالتوبة ، وانّى له بالتوبة ! فو اللّه ان لو سجد حتى ينقطع عنقه ما قبل اللّه عزّ وجلّ منه عملا الّا بولايتنا أهل البيت ، الا ومن عرف حقّنا أو رجا الثواب بنا ورضى بقوته نصف مدّ كل يوم ، وما يستر به عورته ، وما اكنّ به رأسه ، وهم مع ذلك واللّه خائفون وجلون ودّوا انّه حظّهم من الدنيا وكذلك وصفهم اللّه عزّ وجلّ حيث يقول : وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ما الذي آتوا به ؟ آتوا واللّه بالطاعة مع المحبّة والولاية وهم في ذلك خائفون ان لا يقبل منهم ، وليس واللّه خوفهم خوف شكّ فيما هم فيه من إصابة الدين ، ولكنّهم خافوا ان يكونوا مقصّرين في محبّتنا وطاعتنا . ثم قال : ان قدرت ان لا تخرج من بيتك فافعل ، فان عليك في خروجك ان لا تغتاب . . والحديث طويل .
[249] أصول الكافي : 1 / 17 باب العقل والجهل حديث 12، والحديث شريف مبسوط.
[250] وسائل الشيعة : 11 / 284 باب 51 حديث 5 ، عن تفسير القمي .
[251] أصول الكافي : 2 / 303 باب الغضب حديث 3 .
[252] كذا ، الصحيح : مصيدي .
[253] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 326 باب 53 حديث 10 ، عن جامع الأخبار ، وفيه : قال النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : الغضب جمرة من الشيطان وقال إبليس عليه اللعنة : الغضب رهقي ومصيادي وبه أصدّ خيار الخلق عن الجنّة وطريقها .
[254] نهج البلاغة : 3 / 144 كتابه عليه السّلام إلى الحارث الهمداني برقم 69 آخر الحديث .
[255] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 326 باب 53 حديث 19 ، عن الآمدي في الغرر من كلام أمير المؤمنين عليه السّلام .
[256] أصول الكافي : 2 / 302 باب الغضب حديث 1 .
[257] أصول الكافي : 2 / 305 باب الغضب حديث 13 .
[258] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 326 باب 53 حديث 19 ، عن الآمدي في الغرر من كلام أمير المؤمنين عليه السّلام .
[259] المصدر المتقدم .
[260] المصدر السابق .
[261] أصول الكافي : 2 / 233 باب المؤمن وعلاماته وصفاته حديث 11 .
[262] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 326 باب 53 حديث 20 ، عن كتاب الأخلاق لأبي القاسم الكوفي وأحاديث الباب .
[263] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 326 باب 53 حديث 19 ، عن الآمدي في الغرر من كلام أمير المؤمنين عليه السّلام .
[264] المصدر المتقدم .
[265] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 326 باب 53 حديث 19 ، عن الآمدي في الغرر من كلام أمير المؤمنين عليه السّلام .
[266] المصدر المتقدم .
[267] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 326 باب 53 حديث 21 ، عن مجموعة الشهيد رحمه اللّه عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم .
[268] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 332 باب 62 حديث 18 عن الآمدي في الغرر عن أمير المؤمنين عليه السّلام ، وانظر أحاديث الباب .
[269] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 332 باب 62 حديث 19 ، عن تحف العقول .
[270] مشكاة الأنوار : 105 الفصل الثالث في الزهد .
[271] مشكاة الأنوار : 104 الفصل الثالث في الزهد .
[272] أصول الكافي : 2 / 128 باب ذم الدنيا والزهد فيها حديث 2 ، بسنده عن حفص بن غياث عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : سمعته يقول : جعل الخير كلّه في بيت وجعل مفتاحه الزهد في الدنيا ، ثم قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : لا يجد الرجل حلاوة الإيمان في قلبه حتى لا يبالي من أكل الدنيا ، ثم قال أبو عبد اللّه عليه السّلام : حرام على قلوبكم . . .
[273] بمعنى : علا ، كذا في حاشية الطبعة الحجرية .
[274] أصول الكافي : 2 / 130 باب ذم الدنيا والزهد فيها حديث 10 ، وقد ذكر الحديث هنا باختصار .
[275] مشكاة الأنوار : 106 الفصل الثالث في الزهد .
[276] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 333 باب 62 حديث 25 ، عن لبّ اللباب .
[277] المصدر المتقدم .
[278] روضة الواعظين : 432 مجلس في الزهد والتقوى ، وأمالي الشيخ الطوسي : 205 .
[279] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 333 باب 62 حديث 20 .
[280] الكافي : 5 / 72 باب الاستعانة بالدنيا على الآخرة حديث 10 ، بسنده عن عبد اللّه بن أبي يعفور قال : قال رجل لأبي عبد اللّه عليه السّلام : واللّه إنّا لنطلب الدنيا ونحبّ أن نؤتاها ، فقال : تحب أن تصنع بها ما ذا ؟ قال : أعود بها على نفسي وعيالي ، وأصل بها ، وأتصدق بها ، وأحجّ وأعتمر ، فقال عليه السّلام : ليس هذا طلب الدنيا هذا طلب الآخرة .
[281] الكافي : 5 / 73 باب ما يجب من الاقتداء بالأئمة عليهم السّلام في التعرض للرزق حديث 1 ، بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : إنّ محمد بن المنكدر كان يقول : ما كنت أرى أنّ علي بن الحسين عليه السّلام يدع خلفا أفضل منه حتى رأيت ابنه محمد بن علي عليهما السّلام ، فأردت أن أعظه فوعظني ، فقال له أصحابه : بايّ شيء وعظك ؟ قال : خرجت إلى بعض نواحي المدينة في ساعة حارّة فلقيني أبو جعفر محمد بن علي - وكان رجلا بادنا ثقيلا وهو متّكئ على غلامين أسودين أو موليين - فقلت في نفسي : سبحان اللّه - شيخ من أشياخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا ؟ ! أما لأعظنّه ، فدنوت منه فسلّمت عليه فردّ عليّ السّلام بنهر [ اي بزجر ] وهو يتصابّ عرقا ، فقلت : أصلحك اللّه ! شيخ من أشياخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا أرأيت لو جاء أجلك وأنت على هذه الحال ما كنت تصنع ؟ فقال : لو جاءني الموت - وأنا على هذه الحال - جاءني وأنا في طاعة من طاعة اللّه عزّ وجلّ اكفّ بها نفسي وعيالي عنك وعن الناس ، وإنّما كنت أخاف أن لو جاءني الموت وأنا على معصية من معاصي اللّه ، فقلت : صدقت يرحمك اللّه ، أردت أن أعظك فوعظتني .
[282] سورة الحديد : 23 .
[283] نهج البلاغة : 3 / 258 برقم 439 .
[284] معاني الأخبار : 251 باب معنى الزهد حديث 1 .
[285] معاني الأخبار : 251 باب معنى الزهد حديث 2 .
[286] معاني الأخبار : 251 باب معنى الزهد حديث 3 .
[287] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 333 باب 62 حديث 25 .
[288] أمالي الشيخ الطوسي : 2 / 144 المجلس الرابع من محرم سنة سبع وخمسين وأربعمائة .
[289] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 332 باب 62 حديث 14 ، عن مصباح الشريعة .
[290] روضة الواعظين : 433 مجلس في الزهد والتقوى .
[291] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 333 باب 62 حديث 23 .
[292] معاني الأخبار : 261 باب معنى التوكل على اللّه عزّ وجلّ والصبر والقناعة والرضا والزهد والإخلاص واليقين حديث 1.
[293] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 333 باب 62 حديث 25 ، عن القطب الراوندي في لب اللباب .
[294] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 333 باب 62 حديث 20 .
[295] الفقيه : 4 / 262 باب 176 النوادر من وصايا النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لأمير المؤمنين عليه السّلام .
[296] الفقيه : 4 / 263 باب 176 النوادر .
[297] الحديث المتقدم .
[298] أصول الكافي : 2 / 136 باب ذم الدنيا والزهد فيها حديث 22 .
[299] الفقيه : 4 / 276 باب النوادر حديث 10 في وصية أمير المؤمنين عليه السّلام لمحمد بن الحنفية .
[300] خ . ل : يقيك .
[301] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 333 باب 63 حديث 1 ، عن كفاية الأثر .
[302] كذا ، والظاهر : فيه ، كما جاء على الطبعة الحجرية .
[303] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 334 باب 63 حديث 6 .
[304] أصول الكافي : 2 / 131 باب ذمّ الدنيا والزهد فيها حديث 12 .
[305] الفقيه : 4 / 262 باب 176 النوادر وصايا النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لأمير المؤمنين عليه السّلام .
[306] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 335 باب 64 حديث 9 ، عن مصباح الشريعة .
[307] سورة الأعراف : 32 .
[308] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 335 باب 63 حديث 12 .
[309] في الأصل : به ، ولعله : إليها ، أي الفرص ، أو اليه ، أي إلى الخير .
[310] الفقيه : 4 / 257 باب 167 النوادر حديث 822 .
[311] سورة القصص : 77 .
[312] الأمالي للشيخ الصدوق : 228 المجلس الأربعون حديث 10 .
[313] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 350 باب 90 حديث 6 .
[314] المصدر المتقدم .
[315] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 350 باب 90 حديث 4 .
[316] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 350 باب 90 حديث 3 .
[317] سورة الزمر : 56 .
[318] سورة الزمر : 57 .
[319] سورة ق : 22 .
[320] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 350 باب 90 حديث 5 . باختلاف يسير.
[321] الكافي : 5 / 55 باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حديث 1 ، بسنده عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السّلام قال : يكون في آخر الزمان قوم يتبع فيهم قوم مراؤون يتقرّؤون ويتنسّكون ، حدثاء ، سفهاء ، لا يوجبون امرا بمعروف ، ولا نهيا عن منكر الّا إذا آمنوا الضرر ، يطلبون لأنفسهم الرخص والمعاذير ، يتّبعون زلّاة العلماء وفساد عملهم ، يقبلون على الصلاة والصيام وما لا يكلمهم في نفس ولا مال ، ولو أضرت الصلاة بسائر ما يعملون بامولاهم وأبدانهم لرفضوها كما رفضوا اسمى الفرائض وأشرفها ، انّ الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة عظيمة بها تقام الفرائض ، هنالك يتمّ غضب اللّه عزّ وجلّ عليهم فيعمّهم بعقابه ، فيهلك الأبرار في دار الفجّار ، والصغار في دار الكبار ، ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر سبيل الأنبياء ، ومنهاج الصلحاء ، فريضة عظيمة بها تقام الفرائض ، وتأمن المذاهب ، وتحلّ المكاسب ، وتردّ المظالم ، وتعمر الأرض ، وينتصف من الأعداء ، ويستقيم الامر ، فأنكروا بقلوبكم ، والفظوا بألسنتكم ، وصكّوا بها جباههم ، ولا تخافوا في اللّه لومة لائم ، فان اتّعظوا وإلى الحق رجعوا فلا سبيل عليهم إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ هنالك فجاهدوهم بأبدانكم وابغضوهم بقلوبكم غير طالبين سلطانا ولا باغين مالا ، ولا مريدين بظلم ظفرا حتى يفيئوا إلى امر اللّه ويمضوا على طاعته . . .
[322] الكافي : 5 / 57 باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حديث 6 .
[323] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 358 باب 1 حديث 7 .
[324] الاختصاص : 261 فضل العدل والعمل بمقتضاه .
[325] مشكاة الأنوار : 46 الفصل الثالث عشر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
[326] في مطبوع الحجرية : بسوء .
[327] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 357 باب 1 حديث 3 ، عن الجعفريات .
[328] الكافي : 5 / 59 باب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر حديث 15 .
[329] الكافي : 5 / 55 باب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر حديث 1 ، والحديث طويل جاء في التهذيب : 6 / 180 حديث 372 .
[330] التهذيب : 6 / 181 باب 80 الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر حديث 373 .
[331] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 357 باب 1 حديث 2 .
[332] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 358 باب 1 حديث 9 ، عن أمالي الشيخ الطوسي.
[333] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 358 باب 1 حديث 17 .
[334] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 359 باب 1 حديث 23 ، عن فقه الرّضا عليه السّلام .
[335] وسائل الشيعة : 11 / 406 باب 3 حديث 12 ، عن تفسير الإمام الحسن العسكري عليه السّلام .
[336] الكافي الروضة : 8 / 384 حديث العابد حديث 584 .
[337] الحديث المتقدم .
[338] روضة الواعظين : 364 مجلس في ذكر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
[339] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 360 باب 3 حديث 1 ، عن أمالي الطوسي .
[340] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 361 باب 4 حديث 2 ، عن الجعفريات .
[341] مشكاة الأنوار : 46 الفصل الثالث عشر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
[342] مشكاة الأنوار : 47 الفصل الثالث عشر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
[343] الكافي : 5 / 58 باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حديث 10 .
[344] تنبيه الخواطر المعروف بمجموعة ورام : 2 / 24 .
[345] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 362 باب 7 حديث 9 .
[346] المحاسن : 16 باب فضل قول الخير 9 حديث 45 .
[347] الكافي : 5 / 55 باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حديث 1 ، آخر الحديث .
[348] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 362 باب 7 حديث 4 عن فقه الرضا عليه السّلام .
[349] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 364 باب 9 حديث 13 ، عن الآمدي في غرر من كلام أمير المؤمنين عليه السّلام .
[350] نهج البلاغة : 2 / 17 خطبة 125 .
[351] الأمالي للشيخ الصدوق رحمه اللّه : 358 حديث 7 ، بسنده عن المفضّل بن عمر قال : قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام : بم يعرف الناس ؟ فقال : من كان فعله لقوله موافقا . . . .
[352] وسائل الشيعة : 11 / 420 باب 10 حديث 11 ، عن إرشاد القلوب للديلمي .
[353] وسائل الشيعة : 11 / 420 باب 10 حديث 12 ، عن المجالس والأخبار .
[354] الفقيه : 4 / 277 باب 176 النوادر حديث 830 .
[355] سورة الأعراف : 165 .
[356] الكافي الروضة : 8 / 158 حديث 151 .
[357] كتاب سليم بن قيس : 161 .
[358] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 363 باب 9 حديث 8 .
[359] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 364 باب 9 حديث 13 .
[360] الكافي الروضة : 8 / 334 حديث 522 .
[361] الخصال : 2 / 354 وضع اللّه الإسلام على سبعة أسهم حديث 35 .
[362] أصول الكافي : 2 / 164 باب الاهتمام بأمور المسلمين والنصيحة لهم ونفعهم حديث 7 ، بسنده سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : من أحبّ الناس إلى اللّه ؟ قال : أنفع النّاس للناس .
[363] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 403 باب 22 حديث 11 ، عن تحف العقول .
[364] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 403 باب 22 حديث 16 ، عن الآمدي في الغرر من كلام أمير المؤمنين عليه السّلام .
[365] في المتن الحجري : على أهله سرورا .
[366] الأشعثيات أو الجعفريات : 193 .
[367] أمالي الشيخ الطوسي : 96 الجزء الرابع .
[368] أصول الكافي : 2 / 189 باب إدخال السرور على المؤمنين حديث 4 .
[369] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 406 باب 24 حديث 23 ، عن تحف العقول بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام : يا بن جندب ! من سرّه أن يزوّجه اللّه الحور العين ويتوجّه به النور فليدخل على أخيه المؤمن السرور .
[370] أصول الكافي : 2 / 188 باب إدخال السرور على المؤمنين حديث 1 ، بسنده قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : من سرّ مؤمنا فقد سرّني ومن سرّني فقد سرّ اللّه ، وصفحه 189 حديث 6 ، بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : لا يرى أحدكم إذا دخل على مؤمن سرورا انّه عليه ادخله فقط بل واللّه علينا ، بل واللّه على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم .
[371] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 405 باب 24 حديث 17 ، وأصول الكافي : 2 / 192 باب ادخال السرور على المؤمن حديث 14 ، وصفحه 190 حديث 9 .
[372] أصول الكافي : 2 / 188 باب إدخال السرور على المؤمنين حديث 2 .
[373] أصول الكافي : 2 / 191 باب إدخال السرور على المؤمنين حديث 12 .
[374] أصول الكافي : 2 / 190 باب إدخال السرور على المؤمنين حديث 8 .
[375] أصول الكافي : 2 / 192 باب إدخال السرور على المؤمنين حديث 13 .
[376] ثواب الأعمال : 179 ثواب من سرّ مؤمنا حديث 1 .
[377] نهج البلاغة : 3 / 209 برقم 257 .
[378] مصادقة الإخوان : 26 .
[379] الكافي : 4 / 34 باب القرض حديث 4 ، آخر الحديث .
[380] أصول الكافي : 2 / 192 باب قضاء حاجة المؤمن حديث 1 .
[381] قرب الإسناد : 19 .
[382] أصول الكافي : 2 / 195 باب قضاء حاجة المؤمن حديث 10 ، بسنده قال أبو عبد اللّه عليه السّلام : تنافسوا في المعروف لإخوانكم وكونوا من أهله ، فإنّ للجنّة بابا يقال له : المعروف ، لا يدخله إلّا من اصطنع المعروف في الحياة الدنيا ، فإن العبد ليمشي في حاجة أخيه المؤمن فيوكّل اللّه عزّ وجلّ به ملكين واحدا عن يمينه وآخر عن شماله ، يستغفران له ربّه ، ويدعوان بقضاء حاجته ، ثم قال : واللّه لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أسرّ بقضاء حاجة المؤمن إذا وصلت إليه من صاحب الحاجة .
[383] وسائل الشيعة : 11 / 579 باب 25 حديث 11 .
[384] مصادقة الإخوان : 26 ، وأصول الكافي : 2 / 196 حديث 1 .
[385] مصادقة الإخوان : 26 ، ووسائل الشيعة : 11 / 580 باب 25 حديث 15 .
[386] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 406 باب 25 حديث 14 ، عن منهاج الصلاح للعلامة الحلي .
[387] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 407 باب 25 حديث 19 .
[388] أصول الكافي : 2 / 193 باب قضاء حاجة المؤمن حديث 3 .
[389] أصول الكافي : 2 / 193 باب قضاء حاجة المؤمن حديث 4 .
[390] أصول الكافي : 2 / 194 باب قضاء حاجة المؤمن حديث 8 .
[391] الأمالي للشيخ الصدوق : 136 المجلس الثاني والأربعون حديث 1 .
[392] أصول الكافي : 2 / 196 باب قضاء حاجة المؤمن حديث 13 .
[393] مصادقة الإخوان : 38 .
[394] أصول الكافي : 2 / 195 باب قضاء حاجة المؤمن حديث 12 ، بسنده عن أبي جعفر عليه السّلام قال : أوحى اللّه عز وجل إلى موسى عليه السّلام : انّ من عبادي من يتقرّب إليّ بالحسنة فأحكّمه في الجنّة ، فقال موسى : يا ربّ ! وما تلك الحسنة ، قال : يمشي مع أخيه المؤمن في قضاء حاجته قضيت أو لم تقض .
[395] وسائل الشيعة : 11 / 579 باب 25 حديث 11 ، عن مجالس الطوسي .
[396] أصول الكافي : 2 / 196 باب قضاء حاجة المؤمن حديث 14 .
[397] أصول الكافي : 2 / 194 باب قضاء حاجة المؤمن حديث 9 .
[398] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 408 باب 27 حديث 3 .
[399] أصول الكافي : 2 / 196 باب السعي في حاجة المؤمن حديث 1 .
[400] أصول الكافي : 2 / 197 باب السعي في حاجة المؤمن حديث 3 ، باختلاف يسير وفي آخر الحديث : فإذا فرغ من حاجته كتب اللّه عزّ وجلّ له بها اجر حاج ومعتمر .
[401] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 408 باب 27 حديث 2 .
[402] أصول الكافي : 2 / 197 باب السعي في حاجة المؤمن حديث 6 .
[403] وسائل الشيعة : 11 / 584 باب 27 حديث 9 .
[404] أصول الكافي : 2 / 197 باب السعي في حاجة المؤمن حديث 4 .
[405] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 408 باب 27 حديث 11 .
[406] الاختصاص : 243 .
[407] كذا في المصدر ، وفي المتن : اللهفات ، بدلا من : اللهفان اللهثان .
[408] أصول الكافي : 2 / 199 باب تفريج كرب المؤمن حديث 1 .
[409] ثواب الأعمال : 188 ثواب من نفس عن مؤمن كربة حديث 1 ، وأصول الكافي : 2 / 200 باب تفريج كرب المؤمن حديث 3 و 5 . وأحاديث الباب .
[410] الفقيه : 4 / 10 باب 1 ذكر جمل من مناهي النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم .
[411] ثواب الأعمال : 178 ثواب من أغاث أخاه المسلم حديث 1 .
[412] نهج البلاغة : 3 / 156 باب المختار من حكم أمير المؤمنين عليه السّلام برقم 23 .
[413] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 409 باب 28 حديث 11 ، عن الآمدي في غرر كلام أمير المؤمنين عليه السّلام .
[414] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 409 باب 28 حديث 9 ، عن التفسير المنسوب للإمام الحسن العسكري عليه السّلام .
[415] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 409 باب 28 حديث 10 ، عن التفسير المذكور .
[416] الأشعثيات أو الجعفريات : 186 ، ومستدرك الوسائل : 2 / 409 باب 28 حديث 8 .
[417] أصول الكافي : 2 / 206 باب إلطاف المؤمن وإكرامه حديث 4 .
[418] أصول الكافي : 2 / 205 باب إلطاف المؤمن وإكرامه حديث 1 .
[419] أصول الكافي : 2 / 207 باب إلطاف المؤمن وإكرامه حديث 7 ، بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : إن المؤمن ليتحف أخاه التحفة ، قلت : وأي شيء التحفة ؟ ، قال : من مجلس ومتكأ وطعام وكسوة وسلام فتطاول الجنة مكافاة له ، ويوحى اللّه عزّ وجلّ إليها : إني قد حرمت طعامك على أهل الدنيا إلّا على نبيّ أو وصيّ نبي ، فإذا كان يوم القيامة أوحى اللّه عزّ وجلّ إليها أن كافي أوليائي بتحفهم ، فيخرج منها وصفاء ووصائف معهم أطباق مغطاة بمناديل من لؤلؤ . فإذا نظروا إلى جهنّم وهولها وإلى الجنّة وما فيها طارت عقولهم وامتنعوا أن يأكلوا ، فينادي مناد من تحت العرش انّ اللّه عزّ وجلّ قد حرّم جهنم على من أكل من طعام الجنّة ، فيمدّ القوم أيديهم فيأكلون .
[420] أصول الكافي : 2 / 206 باب إلطاف المؤمن وإكرامه حديث 3 .
[421] أصول الكافي : 2 / 206 باب إلطاف المؤمن وإكرامه حديث 5 .
[422] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 410 باب 30 حديث 6 .
[423] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 410 باب 30 حديث 8 .
[424] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 410 باب 30 حديث 10 .
[425] المحاسن : 263 باب الحب والبغض في اللّه 34 حديث 333 .
[426] ثواب الأعمال : 220 ثواب محبّة الإخوان حديث 1 .
[427] عدّة الداعي : 173 .
[428] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 369 باب 16 حديث 10 .
[429] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 369 باب 16 حديث 11 ، عن الاختصاص .
[430] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 370 باب 16 حديث 14 ، عن أمالي الطوسي .
[431] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 370 باب 16 حديث 13 ، عن أمالي المفيد .
[432] أصول الكافي : 2 / 126 باب الحب في اللّه والبغض في اللّه حديث 10 .
[433] المحاسن : 263 باب 34 باب الحبّ والبغض في اللّه حديث 328 ، وصفحه 264 حديث 335 . وأصول الكافي : 2 / 125 حديث 2 و 3 و 6 .
[434] أصول الكافي : 2 / 127 باب الحب في اللّه والبغض في اللّه حديث 16 .
[435] أصول الكافي : 2 / 125 باب الحب في اللّه والبغض في اللّه حديث 3 .
[436] أصول الكافي : 2 / 125 باب الحب في اللّه والبغض في اللّه حديث 4 .
[437] أصول الكافي : 2 / 126 باب الحب في اللّه والبغض في اللّه حديث 7 .
[438] مصادقة الإخوان : 22 .
[439] وسائل الشيعة : 11 / 434 باب 15 حديث 15 .
[440] في المطبوع : في الدنيا.
[441] تفسير العياشي : 1 / 167 سورة آل عمران : 26 عن بشير الدهّان ، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : قد عرفتم في منكرين كثير ، وأحببتم في مبغضين كثير ، وقد يكون حبّا للّه وفي اللّه ورسوله وحبّا في الدنيا ، فما كان في اللّه ورسوله فثوابه على اللّه ، وما كان في الدنيا فليس بشيء . . . .
[442] بحار الأنوار : 69 / 236 حديث 1 بسنده قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لبعض أصحابه ذات يوم : يا عبد اللّه ! أحبب في اللّه ، وأبغض في اللّه ، ووال في اللّه ، وعاد في اللّه ، فإنّه لا تنال ولاية اللّه إلّا بذلك ، ولا يجد رجل طعم الإيمان - وإن كثرت صلاته وصيامه - حتى يكون كذلك ، وقد صارت مواخاة الناس يومكم هذا أكثرها في الدنيا ، عليها يتوادّون ، وعليها يتباغضون ، وذلك لا يغني عنهم من اللّه شيئا ، فقال له : وكيف لي أن أعلم أنّي قد واليت وعاديت في اللّه عزّ وجلّ ، ومن وليّ اللّه عزّ وجلّ حتى أواليه ، ومن عدوّه حتى أعاديه ؟ . فأشار له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم إلى عليّ عليه السّلام ، فقال : أترى هذا ؟ . فقال : بلى ، قال : وليّ هذا وليّ اللّه فواله ، وعدوّ هذا عدوّ اللّه فعاده ، ووال وليّ هذا ولو أنّه قاتل أبيك وولدك ، وعاد عدوّ هذا ولو أنّه أبوك وولدك .
[443] في المطبوع : فقد والانا .
[444] صفات الشيعة : 3 .
[445] صفات الشيعة : 5 .
[446] بحار الأنوار : 74 / 322 حديث 89 وفي آخر الحديث : واللّه في عون أخيه المؤمن ما كان في عون أخيه فانتفعوا بالعظة ، وارغبوا في الخير .
[447] أصول الكافي : 2 / 207 باب في إلطاف المؤمن وإكرامه حديث 8 .
[448] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 411 باب 32 حديث 8 ، الآمدي في الغرر عن أمير المؤمنين عليه السّلام .
[449] المصدر السالف .
[450] المصدر المتقدم .
[451] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 411 باب 32 حديث 3 .
[452] نهج البلاغة : 2 / 32 من كلام له عليه السّلام برقم 137 .
[453] نهج البلاغة : 3 / 238 برقم 360 .
[454] أصول الكافي : 2 / 207 باب في خدمته حديث 1 .
[455] سورة البقرة : 110 ، والمزمل : 20 .
[456] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 411 باب 33 حديث 3 ، عن كتاب مصادقة الاخوان للصدوق .
[457] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 411 باب 33 حديث 11 .
[458] أصول الكافي : 2 / 366 باب من استعان به أخوه فلم يعنه حديث 4 .
[459] مصادقة الإخوان : 34 .
[460] تفسير علي بن إبراهيم القمي : 2 / 444 سورة الماعون : « ويمنعون الماعون » ، مثل السراج والنار والخمير وأشباه ذلك ممّا يحتاج إليه الناس . وفي رواية : الخمس والزكاة .
[461] عقاب الأعمال : 344 باب يجمع عقوبات الأعمال .
[462] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 411 باب 34 حديث 1 ، عن فقه الرضا عليه السّلام .
[463] أصول الكافي : 2 / 208 باب نصيحة المؤمن حديث 5 .
[464] أصول الكافي : 2 / 208 باب نصيحة المؤمن حديث 6 .
[465] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 412 باب 34 حديث 2 .
[466] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 412 باب 34 حديث 6 ، عن إرشاد القلوب للديلمي .
[467] أصول الكافي : 2 / 163 باب الاهتمام بأمور المسلمين والنصيحة لهم ونفعهم حديث 2 .
[468] أصول الكافي : 2 / 196 باب قضاء حاجة المؤمن حديث 14 .
[469] أصول الكافي : 2 / 163 باب الاهتمام بأمور المسلمين والنصيحة لهم ونفعهم حديث 1 .
[470] أصول الكافي : 2 / 164 باب الاهتمام بأمور المسلمين والنصيحة لهم ونفعهم حديث 5 .
[471] أصول الكافي : 2 / 186 باب تذاكر الإخوان حديث 3 ، بسنده عن عباد بن كثير ، قال : قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام : إنّي مررت بقاصّ يقصّ وهو يقول هذا المجلس لا يشقى به جليس ، قال : فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام ! هيهات ! هيهات ! أخطأت استاهم الحفرة . . . وهذه الجملة كناية عن أن القاص أخطأ في كلامه كما يخطئ المتغوط على جانب الحفرة لا في داخلها ، وفيها تشبيه لكلامه بأقذر الأشياء . فتفطن .
[472] سورة الحديد : 21 .
[473] أصول الكافي : 2 / 187 باب تذاكر الإخوان حديث 4 .
[474] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 404 باب 23 حديث 3 ، عن الفضائل لشاذان بن جبرئيل .
[475] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 404 باب 23 حديث 7 ، عن كتاب مصادقة الإخوان للصدوق.
[476] أصول الكافي : 2 / 188 باب تذاكر الإخوان حديث 7 .
[477] أمالي الشيخ الطوسي : 1 / 228 .
[478] المحاسن : 62 باب 83 ثواب من ذكر آل محمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم حديث 107 .
[479] عقاب الأعمال : 343 باب يجمع عقوبات الأعمال .
[480] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 402 باب 20 حديث 1 .
[481] الخصال : 1 / 32 دخل الرجل الجنّة بخصلة حديث 111 .
[482] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 402 باب 19 حديث 3 .
[483] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 402 باب 19 حديث 6 .
[484] الأمالي : للشيخ الصدوق : 512 المجلس السابع والسبعون حديث 8 .
[485] المحاسن : 8 باب 2 الأربعة حديث 23 بتفاوت ، وثواب الأعمال / 161 ثواب إيواء اليتيم ورحمة الضعيف .
[486] الفقيه : 4 / 269 باب 176 النوادر .
[487] أمالي الشيخ المفيد : 166 المجلس الحادي والعشرون حديث 1 ، بسنده عن أبي حمزة الثمالي رحمه اللّه ، عن أبي جعفر الباقر محمد بن علي عليهما السّلام ، قال : سمعته يقول : اربع من كنّ فيه كمل اسلامه ، وأعين على ايمانه ، ومحصت عنه ذنوبه ، ولقى ربّه وهو عنه راض ولو كان فيما بين قرنه إلى قدمه ذنوبا حطّها عنه ، وهي : الوفاء بما يجعل اللّه على نفسه ، وصدق اللّسان مع الناس ، والحياء ممّا يقبح عند اللّه وعند الناس ، وحسن الخلق مع الأهل والناس ، واربع من كنّ فيه من المؤمنين . . . .
[488] الكافي : 4 / 60 باب الصدقة لبني هاشم ومواليهم وصلتهم حديث 8 .
[489] الكافي : 4 / 60 باب الصدقة لبني هاشم ومواليهم وصلتهم حديث 9 .
[490] الفقيه : 2 / 36 باب 18 ثواب اصطناع المعروف إلى العلوية حديث 154 .
[491] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 400 باب 17 حديث 4 .
[492] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 400 باب 17 حديث 6 .
[493] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 400 باب 17 حديث 8 .
[494] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 400 باب 17 حديث 7 . أقول : انّ الرواية لا تتفق والآية الشريفة - إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ - وتنافي ما ثبت من صلب التشريع الإسلامي بأن ما يرفع الإنسان من حضيض الحيوانيّة إلى قمة الإنسانيّة وما به يتمايز أفراد الإنسان هو التقوى لا القبلية أو العنصريّة ولا اللون أو الجنس ، وقد أعلن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ومن بعده من أئمة الهدى المعصومين عليهم أفضل الصلاة والسّلام بأنه لا فرق في نظر الإسلام بين العربي والعجمي والأبيض والأسود والقرشي وغيره ، وانه من قال : لا إله إلّا اللّه محمد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عدّ من المسلمين وكان له ما لهم وعليه ما عليهم من دون فرق في هذا الحكم في كونه من أي عنصر أو قبيلة كان ، وعليه فالتنافي بين هذه الرواية المذكورة في المتن مع صلب التشريع واضح ثابت ، وحيث إنه كما أن القرآن المجيد يفسر بعضه بعضا فكذلك الحديث يفسر بعضه بعضا ، وكما أن المتضلع في فهم الآيات الشريفة يستطيع أن يستلهم من كلمات أهل البيت عليهم السّلام تفسير بعض الآيات من بعض ، فكذلك يستطيع المتضلع في فهم كلمات أئمة الهدى الذين هم عدل القرآن والمعصومون من الزلل والخطأ بنص الكتاب العزيز أن يستفيد فهم بعض الروايات من روايات أخر ، وفي المقام حيث إنهم عليهم السّلام صرحوا مرارا وتكرارا بقولهم : نحن وشيعتنا العرب وأعداؤنا العجم ، وثبت قوله صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : لا تقولوا سلمان الفارسي بل قولوا سلمان المحمدي يتضح من الجمع بين الروايتين ان قوله عليه السّلام ، ومن لم يحب عترتي والعرب ، أي من لم يحبّ عترتي وشيعتهم فهو من إحدى ثلاث ، وربّما يشير إلى هذا الجمع ما ثبت عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم من قوله : يا علي ! لا يحبك إلّا كل مؤمن امتحن اللّه قلبه للإيمان ولا يبغضك الّا منافق أو ولد زنا أو حملت أمّه به وهي حائض ، واتضح بما أشرنا إليه انه لا تنافي ، بل كلماتهم لا بدّ من التعمق فيها والتفحص عن تفسيرها وتقريبها ، واللّه سبحانه وتعالى هو الموفق والهادي إلى الصواب .
[495] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 400 باب 17 حديث 9 عن تفسير الإمام عليه السّلام عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنه قال في حديث أو تدري ما هذه الرحم التي من وصلها وصله الرحمن ، ومن قطعها قطعه ، فقيل : يا أمير المؤمنين حث بهذا كل قوم على أن يكرموا أقرباءهم ، ويصلوا أرحامهم ، فقال لهم : أيحثهم على أن يصلوا أرحامهم الكافرين قالوا لا ، ولكنّه حثهم على صلة أرحامهم المؤمنين ، قال : فقال : أوجب حقوق أرحامهم لاتّصالهم بآبائهم وأمّهاتهم قلت بلى يا أخا رسول اللّه ، قال : فهم إذا انما يقضون فيهم حقوق الآباء والأمهات ، قلت بلى يا أخا رسول اللّه ، قال : فآباءهم وامهّاتهم إنّما غذوهم من الدنيا ووقوهم مكارهها وهي نعمة زائلة ومكروه ينقض ، ورسول ربّهم ساقهم إلى نعمة دائمة ووقاهم مكروها مؤبّدا لا يبيد ، فأيّ النعمتين أعظم قلت نعمة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أعظم وأجلّ وأكبر ، قال : فكيف يجوز أن يحث على قضاء حق من صغر حقّه ، قلت لا يجوز ذلك قال : فإذا حق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أعظم من حق الوالدين وحق رحمه أيضا أعظم من حق رحمهما فرحم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أولى بالصلة وأعظم في القطيعة فالويل كل الويل لمن قطعها ، والويل كل الويل لمن لم يعظم حرمتها أو ما علمت أنّ حرمة رحم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم حرمة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وأنّ حرمة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم حرمة اللّه تعالى وانّ اللّه تعالى أعظم حقا من كل منعم سواه وأن كل منعم سواه إنّما أنعم حيث قيضّه لذلك ربّه ووفقه له .
[496] سورة المائدة آية 32 .
[497] المحاسن : 231 باب 18 من ترك المخاصمة لأهل الخلاف حديث 181 .
[498] الأمالي للشيخ الصدوق : 208 حديث 8 .
[499] تفسير علي بن إبراهيم القمي : 2 / 294 سورة الجاثية بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في قول اللّه عزّ وجلّ : قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ قال : قل للذين منّنا عليهم بمعرفتنا أن يعرّفوا للذين لا يعلمون فإذا عرفوهم فقد غفروا لهم [ فقد غفر اللّه لهم ] .
[500] وسائل الشيعة : 11 / 448 باب 19 حديث 5 عن كتاب الزهد .
[501] إكمال الدين : 2 / 371 باب 35 ما روي عن الرضا عليه السّلام حديث 5 بسنده قال علي بن موسى الرضا عليه السّلام : لا دين لمن لا ورع له ، ولا إيمان لمن لا تقيّة له ، إنّ أكرمكم عند اللّه أعملكم بالتقيّة ، فقيل له : يا ابن رسول اللّه إلى متى ؟ قال : إلى يوم الوقت المعلوم وهو يوم خروج قائمنا أهل البيت ، فمن ترك التقية قبل خروج قائمنا فليس منّا . . . .
[502] المحاسن : 259 باب 31 التقيّة حديث 309 .
[503] المحاسن : 257 باب 31 التقيّة حديث 299 .
[504] أصول الكافي : 2 / 220 باب التقيّة حديث 14 و 19 .
[505] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 374 باب 23 حديث 19 .
[506] المحاسن : 256 باب 31 حديث 294 بسنده عن حبيب بن بشير ، قال : قال لي أبو عبد اللّه عليه السّلام سمعت أبي يقول : لا واللّه ما على الأرض شيء أحبّ إليّ من التقيّة ، يا حبيب إنه من كانت له تقيّة رفعه اللّه ، يا حبيب من لم يكن له تقيّة وضعه اللّه ، يا حبيب إنّما الناس هم في هدنة فلو قد كان ذلك كان هذا .
[507] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 373 باب 23 حديث 2 عن كتاب سليم بن قيس .
[508] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 373 باب 23 أحاديث الباب .
[509] التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السّلام : 129 في تفسير قوله تعالى : وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ * قضوا الفرائض كلّها بعد التوحيد واعتقاد النّبوة والإمامة ، قال وأعظمها فرضان ، قضاء حقوق الإخوان في اللّه ، واستعمال التقيّة من أعداء اللّه عز وجل .
[510] التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري : 131 .
[511] بحار الأنوار : 75 / 414 حديث 68 .
[512] أصول الكافي : 2 / 220 باب التقيّة حديث 16 بسنده عن أبي جعفر عليه السّلام قال : إنّما جعلت التقيّة ليحقن بها الدم فإذا بلغ الدم فليس تقيّة .
[513] أقول اختلفت الروايات عن الأئمة المعصومين عليهم السّلام في مشروعيّة التقية في الخمر ومتعة الحج والمسح على الخفين وما عليه المشهور عند الفقهاء وهو المختار هو ان التقية في كل شيء سوى التبريّ من الأئمة المعصومين عليهم السّلام وهناك قول ضعيف بجواز التبري منهم ظاهرا إذا كان قلبه مطمئنا للإيمان هذا إذا كان حفظ دمه أو دم أخيه المؤمن متوقفا على التبري . وللبحث في تحديد مشروعية التقيّة ومصاديقها بحث ينبغي مراجعة المصادر الفقهية الاستدلالية .
[514] المحاسن : 231 باب 17 إظهار الحق حديث 177 .
[515] عيون أخبار الرضا عليه السّلام : 63 باب 10 بسنده عن يونس بن عبد الرحمن قال لما مات أبو الحسن عليه السّلام وليس من قوّامه أحد إلّا وعنده المال الكثير وكان ذلك سبب وقفهم وجحودهم لموته ، وكانت عند زياد القندي سبعون ألف دينار ، وعند علي بن أبي حمزة ثلاثون ألف دينار ، قال : فلمّا رأيت ذلك وتبيّن لي الحق وعرفت من أمر أبي الحسن الرضا عليه السّلام ما عرفت تكلّمت ودعوت النّاس إليه ، قال : فبعثا إليّ وقالا لي ما يدعوك إلى هذا ان كنت تريد المال فنحن نغنيك وضمنّا لك عشرة آلاف دينار ، وقالا لي كفّ فأبيت وقلت لهما إنّا روينا عن الصادقين عليهم السّلام إنّهم قالوا إذا ظهرت البدع فعلى العالم أن يظهر علمه ، فإن لم يفعل سلب نور الإيمان ، وما كنت لأدع الجهاد في أمر اللّه عزّ وجلّ على كل حال ، فناصباني وأضمروا لي العداوة .
[516] أمالي الشيخ المفيد : 191 المجلس الثالث والعشرون حديث 19 بسنده قال إسماعيل الجعفي : سمعت أبا جعفر محمد بن علي صلوات اللّه عليهما يقول : من سنّ سنّة عدل فأتّبع كان له مثل أجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيء ، ومن سنّ سنّة جور فأتّبع كان عليه وزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيء .
[517] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 368 باب 15 بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام أنه قال : لا يتكلّم الرجل بكلمة هدى فيؤخذ بها إلّا كان له مثل أجر من اخذها ، ولا يتكلم بكلمة ضلال إلّا كان عليه وزر من أخذ بها .
[518] وسائل الشيعة : 11 / 436 باب 16 حديث 1 .
[519] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 368 باب 15 حديث 2 عن الاختصاص عن العالم عليه السّلام أنّه قال : من استنّ بسنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيء . . .
[520] وسائل الشيعة : 11 / 437 باب 16 حديث 4 .
[521] وسائل الشيعة : 11 / 436 باب 16 حديث 3 .
[522] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 368 باب 15 حديث 4 .
[523] وسائل الشيعة : 11 / 437 باب 16 حديث 6 .
[524] المحاسن : 28 باب 8 ثواب من سنّ سنّة عدل على نفسه حديث 10 .
[525] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 368 باب 15 حديث 5 .
[526] أصول الكافي : 2 / 216 باب سلامة الدين حديث 2 بسنده عن أبي جميلة ، قال : قال أبو عبد اللّه عليه السّلام : كان في وصيّة أمير المؤمنين عليه السّلام لأصحابه اعلموا أنّ القرآن هدى الليل والنهار ، ونور الليل المظلم على ما كان من جهد وفاقة ، فإذا حضرت بليّة فاجعلوا أموالكم دون أنفسكم ، وإذا نزلت نازلة فاجعلوا أنفسكم دون دينكم ، واعلموا انّ الهالك من هلك دينه ، والحريب من حرب دينه ، ألّا وأنّه لا فقر بعد الجنّة ، ألّا وانّه لا غنى بعد النارّ ، لا يفكّ أسيرها ولا يبرأ ضريرها .
[527] وسائل الشيعة : 11 / 451 باب 22 حديث 3 ، أصول الكافي : 4 / 49 باب النوادر حديث 14.
[528] كشف الغّمة : 2 / 706 في ذكر شيء من كلام الإمام أبي عبد اللّه الحسين الزكي عليه السّلام .
[529] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 644 باب 21 حديث 1 عن تفسير الامام .
[530] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 644 باب 21 حديث 2 عن ابن أبي جمهور في درر اللآلي .
[531] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 372 باب 21 حديث 2 عن الآمدي في الغرر من كلام أمير المؤمنين عليه السّلام .
[532] المصدر المتقدم بمضمون مافي المتن .
[533] المحاسن : 17 باب 10 وصايا النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم حديث 48 .
[534] الأمالي للشيخ الصدوق : 496 المجلس الخامس والسبعون حديث 2 .
[535] الفقيه : 2 / 30 باب 11 فضل المعروف حديث 109 .
[536] الفقيه : 2 / 30 باب 11 فضل المعروف حديث 114 .
[537] علل الشرائع : 1 / 247 باب 182 علل الشرائع وأصول الإسلام حديث 1 ، الكافي الفروع : 4 / 29 باب صنائع المعروف حديث 1 .
[538] الكافي : 4 / 29 باب ان صنائع المعروف تدفع مصارع السوء حديث 2 .
[539] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 393 أبواب فعل المعروف باب استحبابه وكراهة تركه روايات الباب .
[540] الأمالي للشيخ الصدوق : 254 المجلس الرابع والأربعون حديث 5 .
[541] ثواب الأعمال : 203 ثواب من أوصل إلى أخيه المؤمن معروفا حديث 1 .
[542] وسائل الشيعة : 11 / 525 باب 1 حديث 18 .
[543] ثواب الأعمال : 206 ثواب اصطناع المعروف إلى المؤمن حديث 1 .
[544] ثواب الأعمال : 202 ثواب الكافر يصطنع المعروف إلى المؤمن حديث 1 .
[545] الكافي : 4 / 26 باب فضل المعروف حديث 3 .
[546] الكافي : 4 / 27 باب فضل المعروف حديث 6 و 9 .
[547] الفقيه : 2 / 31 باب 11 حديث 119 ، والكافي : 4 / 31 باب وضع المعروف موضعه حديث 2 . باختلاف بينهما والمتن .
[548] الكافي : 4 / 31 باب وضع المعروف موضعه حديث 3 .
[549] الكافي : 4 / 28 فضل المعروف حديث 12 باختلاف يسير .
[550] وسائل الشيعة : 11 / 537 باب 7 حديث 5 .
[551] وسائل الشيعة : 11 / 537 باب 7 حديث 6 .
[552] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 396 باب 7 حديث 4 .
[553] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 396 باب 7 حديث 4 ذيل الحديث.
[554] الكافي : 4 / 33 باب من كفر النعمة حديث 3 .
[555] وسائل الشيعة : 11 / 538 باب 7 حديث 12 .
[556] سورة الرحمن الآية 60 .
[557] مجمع البيان : 9 / 208 تفسير سورة الرحمن آية 61 بسنده عن علي بن سالم قال : سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام .
[558] الكافي : 4 / 28 باب منه حديث 1 .
[559] ذيل الحديث المتقدم .
[560] نهج البلاغة : 3 / 199 حديث 204 وفي آخره ( واللّه يحبّ المحسنين ) .
[561] علل الشرائع : 2 / 560 باب 343 العلة التي من اجلها صار المؤمن مكفّر حديث 1 .
[562] علل الشرائع : 2 / 560 باب 353 العلة التي من أجلها صار المؤمن مكفرا حديث 3 .
[563] الكافي : 4 / 30 باب تمام المعروف حديث 1 .
[564] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 397 باب 9 حديث 6 .
[565] الكافي : 4 / 51 باب فضل إطعام الطعام حديث 6 .
[566] الكافي : 4 / 50 باب فضل إطعام الطعام حديث 1 .
[567] الكافي : 4 / 50 باب فضل إطعام الطعام حديث 2 .
[568] الكافي : 4 / 51 باب فضل إطعام الطعام حديث 10 .
[569] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 68 باب 33 أحاديث الباب .
[570] وسائل الشيعة : 1 / 39 باب 6 حديث 20 .
[571] بحار الأنوار : 70 / 209 باب 53 حديث 31 .
[572] ذيل الحديث المتقدم .
[573] بحار الأنوار : 70 / 209 حديث 30 .
[574] بحار الأنوار : 70 / 208 حديث 28 .
[575] بحار الأنوار : 70 / 199 حديث 4 .
[576] بحار الأنوار : 70 / 211 حديث 34 .
[577] وسائل الشيعة : 1 / 85 باب 27 حديث 6 .
[578] وسائل الشيعة : 1 / 85 باب 27 حديث 7 .
[579] وسائل الشيعة : 1 / 86 باب 27 حديث 9 .
[580] وسائل الشيعة : 1 / 85 باب 27 حديث 5 .
[581] وسائل الشيعة : 1 / 13 باب 19 حديث 2 .
[582] وسائل الشيعة : 1 / 13 باب 19 حديث 1 .
[583] نهج البلاغة : 2 / 251 خطبة 225 .
[584] نهج البلاغة : 3 / 143 من كتاب له عليه السّلام إلى الحارث الهمداني 69 .
[585] أصول الكافي : 2 / 86 باب الاقتصاد في العبادة حديث 2 . وفي المتن : إلى أنفسكم .
[586] أصول الكافي : 2 / 87 باب الاقتصاد في العبادة حديث 5 .
[587] أصول الكافي : 2 / 87 باب الاقتصاد في العبادة حديث 6 .
[588] الشّرة : بالكسر شدة الرغبة والنشاط . تاج العروس : 3 / 295 .
[589] أصول الكافي : 2 / 85 باب 2 حديث 1 وفي آخر الحديث وقال : كفى بالموت موعظة ، وكفى باليقين غنى ، وكفى بالعبادة شغلا .
[590] وسائل الشيعة : 1 / 83 باب 26 حديث 8 .
[591] المحاسن : 252 باب 30 الإخلاص حديث 270 بسنده عن علي بن سالم ، قال : سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول : قال اللّه عز وجل : أنا خير شريك فمن أشرك معي غيري في عمل لم أقبله إلّا ما كان لي خالصا .
[592] مستدرك وسائل الشيعة : 1 / 10 باب 8 حديث 6 .
[593] مستدرك وسائل الشيعة : 1 / 12 باب 13 حديث 1 ، أصول الكافي : 2 / 295 باب الرياء حديث 8 .
[594] مستدرك وسائل الشيعة : 1 / 12 باب 13 حديث 3 .
[595] في المتن : صنع ذلك .
[596] أصول الكافي : 2 / 297 باب الرياء حديث 18 .
[597] أصول الكافي : 2 / 296 باب الرياء حديث 16 .
[598] مستدرك وسائل الشيعة : 1 / 12 باب 14 حديث 2 .
[599] مستدرك وسائل الشيعة : 1 / 13 باب 14 حديث 3 .
[600] سورة النمل آية 89 .
[601] سورة آل عمران آية 31 .
[602] الخصال : 1 / 188 الناس يعبدون اللّه عز وجل على ثلاثة أوجه حديث 1 .
[603] قرب الإسناد : 64 .
[604] الأمالي للشيخ الصدوق : 20 حديث 4 المجلس 6 .
[605] وسائل الشيعة : 1 / 58 باب 17 حديث 7 .
[606] الفقيه : 2 / 83 باب 91 فضل الصدقة حديث 162 .
[607] أمالي الشيخ الطوسي : 2 / 143 ، وسائل الشيعة : 3 / 556 باب 69 حديث 7.
[608] فلاح السائل : 30 الفصل السابع بسنده عن إسماعيل بن همام ، عن أبي الحسن عليه السّلام قال دعوة العبد سرا دعوة واحدة تعدل سبعين دعوة علانية .
[609] مستدرك وسائل الشيعة : 1 / 143 باب 4 حديث 4 .
[610] أمالي الشيخ الطوسي : 2 / 147 .
[611] مستدرك وسائل الشيعة : 1 / 13 باب 16 حديث 7 .
[612] مستدرك وسائل الشيعة : 1 / 13 باب 16 حديث 2 الجعفريات .
[613] أصول الكافي : 2 / 105 باب الصدق والإمامة حديث 10 بتفاوت .
[614] مستطرفات السرائر : 137 من ما استطرفه من كتاب عبد اللّه بن بكير حديث 2.
[615] مستدرك وسائل الشيعة : 1 / 13 باب 15 حديث 2 .
[616] أصول الكافي : 2 / 73 باب الاعتراف بالتقصير حديث 4 .
[617] أصول الكافي : 2 / 60 باب الرضا بالقضاء حديث 4 والحديث طويل .
[618] مستدرك وسائل الشيعة : 1 / 18 باب 22 حديث 2 عن كتاب الغارات .
[619] مستدرك وسائل الشيعة : 1 / 15 باب 19 حديث 1 .
[620] أصول الكافي : 2 / 82 باب استواء العمل والمداومة عليه حديث 2 .
[621] أصول الكافي : 2 / 82 باب استواء العمل والمداومة عليه حديث 1 .