اثبات الصانع
المؤلف:
السيّد محمّد الحسين الحسينيّ الطهرانيّ
المصدر:
معرفة الله
الجزء والصفحة:
ج1/ ص147-149
2025-07-08
509
يروي المجلسيّ رضوان الله تعالى عليه عن «جامع الأخبار»: سُئِلَ أمير المؤمنين عليه السلام عَنْ إثْبَاتِ الصَّانِعِ، فَقَالَ: البَعْرَةُ تَدُلُّ على البَعِيرِ، والرَّوْثَةُ تَدُلُّ عَلَى الحَمِيرِ، وآثَارُ القَدَمِ تَدُلُّ على المَسِيرِ. (بهذا الاتّجاه أو ذاك) فَهَيْكَلٌ عِلْوِيّ بِهَذِهِ اللَّطَافَةِ ومَرْكَزٌ سِفْلِيّ بِهَذِهِ الكَثَافَةِ كَيْفَ لَا يَدُلَّانِ على اللَّطِيفِ الخَبِيرِ؟![1] وكذلك روي عن «جامع الأخبار»: سُئِلَ أمير المؤمنين صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ: مَا الدَّلِيلُ على إثْبَاتِ الصَّانِعِ؟! قَالَ: ثَلَاثَةُ أشْيَاءَ: تَحْوِيلُ الحَالِ، وضَعْفُ الأرْكَانِ، ونَقْضُ الهِمَّةِ[2].
وفي «التوحيد» للصدوق عن ابن إدريس، عن أبيه، عن ابن هاشم، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم قال: سُئِلَ أبوعبد الله عليه السلام فَقِيلَ لَهُ: بِمَ عَرَفْتَ رَبَّكَ؟! قَالَ: بِفَسْخِ العَزْمِ ونَقْضِ الهَمِّ؛ عَزَمْتُ فَفَسَخَ عَزْمِي وهَمَمْتُ فَنَقَضَ هَمِّي![3] ومثل هذه المعرفة، وهي التي يطلق عليها في المنطق البرهان «الإنّيّ»؛ معرفة من المعلول إلى العلّة، من المخلوق إلى الخالق، ومن المصنوع إلى الصانع.
سُئِلَتْ عجوز: كيف عرفتِ الله؟ أجابت: من آلة النسيج هذه، فعند ما أمسك مقبضها وأدوّره بهذا الدوران ينسج الحبل، وحيث أرفعُ يدي وأتوقف عن التدوير تتوقّف ويبقي الصوف والقطن على حاله، عندها لا نسيج ينسج، ولا ليف يبرم.
من هنا أيقنت أن للأفلاك والنجوم والكواكب السيّارة والشمس والقمر والأرض ونظام الخلق بأجمعه خالقاً مقتدراً، متى شاء عطّل الوجود ورماه في هوّة العدم. وإن شاء أمدّه بأسباب الحياة وأدار عجلة استمراره.
خبر دارى كه سيّاحان افلاك *** چرا گردند گرد مركز خاك
در اين محرابگه معبودشان كيست *** وزين آمد شدن مقصودشان چيست
چه مىخواهند از اين محمل كشيدن *** چه مىجويند ازين منزل بريدن
چرا اين ثابت است آن منقلب نام *** كه گفت اين را بجُنب آن را بيارام
مرا بر سرّ گردون رهبرى نيست *** جز آن كاين نقش دانم سر سرى نيست
از اين گردنده گنبدهاى پر نور *** به جز گردش چه شايد ديدن از دور
بلى در طبع هر دانندهاى هست *** كه با گردنده گردانندهاى هست
از آن چرخه كه گرداند زن پير *** قياس چرخ گردنده از آن گير[4]
ولهذا قيل: وعَلَيْكُمْ بِدِينِ العَجِائِزِ! ولكن مهما يكن من أمر، عليك أن لا تنسي بأنّك رجل، بل رجل يافع تملك إرادة، فإذا اقتصرت على دين العجائز كان مصيرك الحزن والندامة في الحياة الدنيا، والحسرة والخذلان في الآخرة.
[1] «بحار الأنوار» للعلّامة شيخ الإسلام: الملّا محمّد باقر المجلسيّ رضوان الله عليه، ج 3، ص 55، كتاب التوحيد، الرواية 27، طبعة المطبعة الحيدريّة.
[2] «المصدر السابق»، الرواية 29، طبعة مطبعة الحيدريّة.
[3] «المصدر السابق»، ص 49، باب 3: «إثبات الصانع والاستدلال بعجائب صنعه على وجوده وعلمه وقدرته وسائر صفاته»، الحديث 21، طبعة مطبعة الحيدريّ.
[4] يقول: «ما ذا يمكن أن يُرى من محرِّك هذه الأجسام المنيرة الدائرة سوى الدوران؟ نعم فكلّ لبيب يفهم أن لكلّ دائر مُدوّر. فقس الفلك الدائر بمغزل العجوز وخذ عبرة منه». «كلّيّات حكيم نظامى گنجوى» (= الديوان الكامل للحكيم النظامى الكنجويّ) ص 123 و124، طبعة منشورات أمير كبير، القسم الخاصّ بـ (خسرووشيرين) تحت عنوان «استدلال نظر وتوفيق شناخت» (= استدلال الرأي والتوفيق للمعرفة)، وهي قصيدة مفصّلة انتخبنا منها الأبيات المذكورة.
الاكثر قراءة في التوحيد
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة