طريق معرفة الله يتمثل في تخطّي عبادة النفس
المؤلف:
السيّد محمّد الحسين الحسينيّ الطهرانيّ
المصدر:
معرفة الله
الجزء والصفحة:
ج1/ ص193-195
2025-07-08
651
لأنّ برودة الطبع والهوى غالبة على أمزجة النساء، فهو يقول:
نشستى چون زنان در كوى إدبار *** نمىدارى ز جهل خويشتن عار[1]
فكنت كالنساء، أدرت ظهرك للمعرفة، واتجهت لمقتضيات الطبيعة وهوي النفس، وسلكتَ سبيل الشقاء والإدبار، واغتررت بمباهج الدنيا وظاهرها البرّاق، ولم ترفع قَدَماً في طريق نيل الكمال المعنويّ، ولم تخجل من جهلك.
شعر:
تا به كى همچون زنان اين راه ورسم ورنگ وبو؟ *** راه مردان گير وبا صاحبدلان دمساز شو
چون زغن تا چند باشى بستهي مردار تن *** در هواى سير جان يك لحظه در پرواز شو[2]
وحيث أن حصول الكمالات، مقرون بمخالفة النفس وهواها، يقول:
دليران جهان آغشته در خون *** تو سر پوشيده ننهى پاى بيرون[3]
أي أن طالبي قرب المولي عزّ وجلّ، وهم سالكو الدرب بما يملكون من شجاعة خارقة، في صراع دائم مع النفس الأمّارة بالسوء، حيث يقول الحديث الشريف: أعْدَى عَدُوِّكَ نَفْسُكَ التي بَيْنَ جَنْبَيْكَ،[4] التي هي عدوّة الدين، فهم لا يكفّون عن محاربتها باستمرار، يقول الحديث القدسيّ: أوْحَى اللهُ تعالى إلى موسى عليه السلام: أن أرَدْتَ رِضَائِي فَخَالِفْ نَفْسَكَ؛ إنِّي لَمْ أخْلُقْ خَلْقاً يُنَازِعُنِي غَيْرَهَا، هؤلاء هم راسخو الأقدام، انبروا إلى مخالفتها ومجادلتها، ولم يركنوا إلى مكرها لحظة واحدة، فقلوبهم كلمى من غضبها وقهرها، أمّا أنت، فقد وضعت حجاب التقليد على وجهك، وأقمت في دار الطبع والهوى كالحريم، ولم تتقدّم في طريق الطلب، ولم تنج بنفسك من مستنقع الطبيعة هذا.
شعر:
نفس دون را زير دستى تا به كى؟ *** شو مسلمان، بتپرستى تا به كى؟
همچو يوسف خوش برآ از قعر چاه *** تا شوى در مصر عزّت پادشاه[5]
[1] يقول: «جلستَ- كفعل النساء- في درب الإدبار، وما أدراك أن في ذلك عارُ».
[2] يقول:
«حَتَّامَ كالنسوة تبغي السُّبلا *** خُذ سبيلًا للرجال الكُمّلا
كالحَدَأة لا تبرح المُستَنقَعا *** طِرْ لحظة واطلب لنفسكَ النفعا»
[3] يقول: «فالأشاوس في العالم مخضّبون بدمائهم، في حين أنّك متخفٍّ لا تجرؤ على الخطو خارج منزلك».
[4] نُقِلَ هذا الحديث في «بحار الأنوار» ج 15، ص 40، في الجزء الثاني المتعلّق بالأخلاق، طبعة الكمبانيّ، نقلًا عن «عُدّة الداعي». وأوردها كذلك المرحوم آية الله بحر العلوم في الرسالة المنسوبة إليه، ص 94. وذكرتها أنا الحقير في رسالة «لبّ اللباب» وهي مجموعة دروس وتقريرات الاستاذ العلّامة، ص 73. وجاء ذكره أيضاً في «حدائق الحقائق» ص 711.
[5] يقول: «إلى متى ترزح نفسك في الحضيض؟ كُن مسلماً، فحتّامَ عبادتك الأصنام؟
كُن كيوسف؛ أخرج بنفسكَ من غيابة الجبّ، حتى تصبح العزيز في مصر».
الاكثر قراءة في التوحيد
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة