الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
التطويع في مواقف خاصة
المؤلف:
روبرت بولتون، ودوروثي جروفر بولتون
المصدر:
أساليب الناس في العمل
الجزء والصفحة:
ص 137 ــ 151
2025-07-31
25
إن تطويع الأسلوب هو أسلوب لمعالجة السلوك بحيث يفي بمطالب الموقف وأساليب الآخرين هي بلاشك متغيرات هامة، ولكنها ليست بالضرورة المتغيرات الوحيدة التي لابد من دراستها، وفي ندواتنا غالباً ما كان المشتركون يطلبون معرفة كيف يمكنهم التعامل مع المسائل المتعلقة بالأسلوب عندما تكون هناك عوامل أخرى تعقد من الموقف، سوف نجيب عن ست من هذه المسائل غالباً ما تثار عن كيفية استخدام تطويع الأسلوب:
(ماذا لو كنت أقوم بالتطويع من أجل مديري؟)
(من أجل المرؤوسين؟)
(من أجل مجموعة؟)
(ماذا لو كانت ميول الأسلوب الآخر تتنافي مع ما هو مطلوب لإنجاز المهمة؟)
(ماذا لو لم أستطع معرفة أسلوب الشخص الآخر؟)
(وماذا لو أردت أن أحسن من علاقتي مع شخص له نفس أسلوبي؟)
ـ التطويع من أجل المدير
يتساءل الناس غالباً عن إمكانية تطويع أسلوبهم في اجتماعاتهم مع مدرائهم. وذلك لأن المخاطر غالباً ما تكون أشد هنا عنها في علاقات العمل الأخرى. وإذا جربت شيئاً ولم يفلح، فقد تخسر الكثير، ومع هذا فليس من الحكمة أن تتجاهل تأثير الأسلوب على هذه العلاقة المهمة، وفي كتابيهما (التفوق في الإدارة) يقول ديفيد براد فورد وآلان كوهين: (لا يمكن للمرؤوسين أن يتجاهلوا الفروق بين أسلوبهم في القيادة وأسلوب رؤسائهم دون أن يكون لذلك مردود سلبي عليهم).
ولكي تعرف كيف تطوع أسلوبك من أجل مديرك فهذا أمر بسيط: فما عليك إلا أن تسأل ولنقل إنك تريد تغيير بعض سلوكياتك لتتحقق من أن أسلوبك في عملكما معاً لا يسبب له أي إزعاج.
ابحث عن فرصة جيدة لإجراء مناقشة مع مديرك بشأن تطويع الأسلوب، ويمكن أن يكون هذا خلال جلسة المراجعة الدورية لسير العمل أو جلسة تقييم الأداء أو في بداية مشروع أو عندما تكلف بمسؤوليات جديدة، وفي أحد هذه الأوقات، وعندما يكون من الطبيعي أن تثير الموضوع اسأل مديرك: (كيف تريدني أن أعمل معك؟) أحرص على أن تكون الإجابات محددة. وإذا لم تتلق اقتراحات محددة فاطرح أسئلة كالاتي (كم مرة تريدني أن أرفع لك تقارير بشأن هذا الموضوع؟): (هل تفضل تحليلاً تفصيلياً أم ملخصاً موجزاً مدعوماً بتوصيات، أو أي أسلوب آخر؟) وغالباً ما يفيدك هنا ضرب الأمثلة: (في تقريري الأخير، هل قدمت معلومات أكثر أو أقل من المطلوب؟) على أي نحو كنت تريدني أن أقدم لك المعلومات بشكل يكون أكثر إفادة لك؟)
وبعدما تسأل المدير عما يريده، غير سلوك طبقاً لهذا، وبعد ذلك، عليك أن تراجع نفسك، لترى كيف تسير.
وقد يكون عليك أن تدعم ما خرجت به من المناقشة من خلال ملاحظة ما يفضله مديرك هل يبدو مديرك متذمراً عندما لا يأتي الآخرون في المواعيد المحددة هل إيقاع الحركة والكلام لدى مديرك أسرع أم أبطأ منك؟ ويمكنك أن تلاحظ أسلوب تحاور زملائك مع المدير لتعرف ما يمكن أن يريحه، كما يمكنك تحديد الأشياء التي لا تفيد كثيراً في الحوار معه.
وإقامة علاقة عمل جيدة مع مديرك قد تمثل مفتاحاً لنجاحك في وظيفتك، ومع هذا، وبناء على آراء العديد من الأشخاص الذين عملنا معهم على مدى العشرين عاماً الماضية، يمكننا أن نقول إن علاقة الموظف بالمدير غالباً ما تجعل الطرفين يشعران بالضغط وعدم الارتياح، وعلى الرغم من أن التطويع ليس علاجاً سحرياً للعلاقات غير المتجانسة فإن التطويع لأسلوب مديرك يمكن أن يجعل علاقتك به أنجح، وبما أن مديرك هو أحد أهم الأشخاص في حياتك العملية الآن؛ فمن المفيد أن تبني معه علاقة عمل فعالة من خلال تطويع أسلوبك بحيث يناسب أسلوبه في العمل.
ـ التطويع من أجل المرؤوسين
بعض المدراء يندهشون ممن يقترح عليهم محاولة الانسجام مع أسلوب عمل مرؤوسيهم. إلا أن هذه طريقة جيدة، ولكنها غير معتادة لتحسين إنتاجية موظفيك وبالتالي إنتاجيتك أنت.
ومعظم تطبيقات مفهوم أساليب الموظفين على مرؤوسيك هي تطبيقات واضحة بحيث لا تحتاج إلى تعليق، ومع هذا، فهناك أمران جديران بالتأكيد عليهما.
أولاً: امنح الموظفين حرية أداء المهام كما يريدون، كلما أمكن هذا، فلن تحصل أبدأ على الأداء المطلوب من زملائك، إذا توقعت منهم أن يقوموا بكل شيء كما تقوم به، وقد ظل أحد مدراء المبيعات المعبرين يحاول دفع الموظفين إلى التصرف كالمعبرين في اتصالاتهم، ولكنه تراجع عن هذا في نهاية الأمر عندما لم يستطع أحد أفراد فريقه من ذوي الأسلوب الودود - وربما لم يرد - القيام بمهامه بنفس أسلوب مديره، ومع هذا أصبح أعلى موظفي الشركة إنتاجاً عاماً بعد عام.
وإنه لتصرف شائع أن تحاول تغيير أساليب عمل الموظفين الأساسية، وطبقاً لما ذكره لاعب البيسبول العظيم جريج نيتلز، فإن هذا هو ما فعله جهاز تدريب فريقه نيويورك يانكيز مع زميله تومي جون الرامي: (لقد حاولوا أن يحولوه إلى رامٍ قوي بدلاً من أن يكون لاعباً مهارياً)، فهذا رجل استمر على ما هو عليه لمدة خمسة عشر عاماً، ومع ذلك يريدون تغييره ويقول جون إنه أراد الانفصال من الفريق وتم بيعه إلى فريق كاليفورنيا، ويرى نيتلز أن: (جون رامٍ جيد كما كان من قبل. وكان يجب أن يظل في فريق يانكيز ولكن الأمر كله نوع من الحماقة).
وطريق النجاح في الرياضة والعمل هو أن تشجع الموظفين على استخدام قدراتهم من خلال استخدام أسلوبهم، وينبغي على المدير أن يساعد الآخرين على أن يبذلوا قصارى جهدهم وهم يحتفظون بطبيعتهم الشخصية، بدلاً من أن يجعلهم صوراً باهتة منه.
ثانياً: استخدم تطويع الأسلوب في اجتماعات الفريق، كلما كان هذا مناسباً.
ـ التطويع من أجل مجموعة
معظم أوقات الأسبوع غالباً ما تقضيها في اجتماعات مع فريقك فإذا كنت مديراً فستجتمع مع مرؤوسيك، وهناك أيضاً اجتماعات مع فريقك الإداري واجتماعات اللجان وفرق العمل، كل هذه اجتماعات عليك أن تحضرها، كيف ينجح تطويع الأسلوب عندما يتحاور أصحاب الأساليب الأربعة مع بعضهم البعض؟
عند التطويع من أجل مجموعة اتبع نفس الخطوات الأربع التي تتبعها مع الفرد: حدد، خطط، نفّذ، قيّم، وعند العمل مع مجموعة عليك أن تحدد أسلوب كل شخص فيها. وبعد ذلك، قم سريعاً برسم جدول أساليب متقاطع في ورقة أو في ذهنك وضمنه أعضاء الفريق. الشكل التالي وبعد تحديد أساليب أعضاء الفريق والتخطيط لكيفية التطويع لهم، قم بتنفيذ الخطة وقيّم العملية والنتائج.
وإليك ما اتبعه أحد المدراء في تطويع أسلوبه لتحسين أداء فريقه.
كان آل لويس مديراً لإدارة أنظمة المعلومات لإقليم الشمال الشرقي في إحدى المؤسسات التصنيعية الكبرى، وقد طلب مشورتنا بسبب إحباطه من عدم قدرته على دفع فريقه، الذي يتكون من مدراء بارعين إلى المساهمة بآرائهم في الاجتماعات الأسبوعية، وفي هذه الاجتماعات كان يتم الإشارة للمشكلات واتخاذ القرارات وتحديد خطط العمل، وقد تراءى لآل أنه يقوم بكل التفكير والمساهمة وحل المشاكل وبدا وكأنه ليس هناك غيره ممن يرغب في عرض آرائه وأفكاره، أو حتى طرح مشاكله وقد أكد بعض أعضاء فريقه الآخرين أن هذا الوضع كان قائماً بالفعل.
وقد كان آل يريد من عملية بناء الفريق أن تجعل أعضاءه يساهمون أكثر في الاجتماعات.
الشكل ادناه بعد تحديد أسلوب كل عضو في الفريق ضع كل شخص في مربع من مربعات شبكة الأساليب المتقاطعة
وحيث إن آل كان يعرف مفهوم أساليب الناس فقد قام بتحديد أسلوب كل عضو في الفريق، ووضع كل شخص في مربع كما هو موضح في الشكل التالي.
وتحدد أساليب أعضاء الفريق كما تذكر الخطوة الأولى من عملية مكونة من أربع خطوات، ثم تحول آل بعد ذلك إلى الخطوة الثانية وهي التخطيط. وقد قرر أن يطوع فقط من البعد التوكيدي لديه في اجتماعات فريقه، وقد قرر أن يقوم بأربعة تغييرات
1- أن لا يبدأ في طرح الأفكار (كما كانت عادته).
2ـ أن يقلل من مشاركته من خلال التحدث مرة من بين كل ثلاث مرات يريد التحدث فيها.
الشكل ادناه أعضاء فريق آل كلُّ في مربع من مربعات شبكة الأساليب المتقاطعة
3ـ أن يستخدم مهارات الإنصات لاستقطاب الأفكار من الآخرين.
4ـ أن يقلل عدد العناصر الموجودة في جدول الأعمال بحيث يتاح مزيد من الوقت لمناقشة كل عنصر، وزيادة مقدار الوقت قد يكون ضرورياً ليس فقط لإتاحة الفرصة لمزيد من المناقشات، وإنما أيضاً لإبطاء إيقاع المناقشة بحيث تناسب أكثر الإيقاع البطيء لأعضاء فريقه الأقل توكيداً.
وقد خطط آل أيضاً لتعيين ملاحظ للعملية في العديد من اجتماعات الفريق. وذلك ليلاحظ ويعطي رأيه بشأن سلوكيات معينة مرتبطة بالمشاركة، وقد كان على (لیز) ملاحظة العملية أن تجتمع بالفريق مرة أو اثنتين قبل حدوث التغييرات بحيث تحدد نقطة البداية، ثم كان عليها أن تقوم بالملاحظة في العديد من الاجتماعات المتعاقبة التي سوف تبذل فيها مجهودات لزيادة نسبة المشاركة.
الخطوة الثالثة هي التنفيذ، وكانت الأصعب، فبالرغم من أن آل كان يحاول تعديل أربعة سلوكيات فقط، فإن هذا كان على عكس ما اعتاد عليه طوال حياته ومع هذا فقد استطاع أن يمتنع عن المبادرة بالحديث كما تكلم ثلث ما كان يتكلمه من قبل، كما استخدم مهارات الاستماع التأملي، وكانت المعلومات الواردة من ملاحظ العملية تؤكد حدوث هذه التغييرات، وقد اندهش آل من الضغط الذي شعر به، والإرهاق الذي أصابه بنهاية الاجتماع.
أما الخطوة الرابعة فكانت التقييم وذلك في نهاية اجتماع الفريق، وكانت تقودها ملاحظة العملية، وقد أشارت ليز إلى أن آل كان يقوم بشكل عام بفعل ما كان يعد به ومع هذا، فلم يكن هناك تقريباً أي زيادة في مساهمات الموظفين، وكان الاجتماع يسوده بشكل أساسي فترات صمت طويلة ومحرجة، وقد اتفق جميع الأعضاء على أن هذا الاجتماع كان فظيعاً. ومع هذا، فقد عبروا عن أملهم في أن يكون هذا أحد المواقف التي تؤدي فيه التغييرات السلوكية إلى تفاقم الأمور في البداية، قبل أن تساهم في تحسينها.
وقرر الفريق تكرار نفس التجربة في أربعة اجتماعات أخرى، وكانت أول إشارة لنجاح جهود آل لزيادة المشاركة عندما قال أحد أعضاء الفريق: (لقد قام آل بدوره وقد حان الوقت الآن كي نقوم نحن ببعض التغيرات، والتزم كل عضو في الفريق بتغيير أو اثنين في سلوكه في الاجتماع التالي. وقد تم كتابة هذا في صحيفة حائط في بداية ذلك الاجتماع وبحلول الاجتماع الرابع كان الفريق قد اعتاد على هذا ولم يعد هناك مجال للتراجع، وزادت نسبة مشاركة أعضاء الفريق بما يزيد عن 70 % وتحسنت جودة القرارات (طبقاً لتقدير آل) كما زادت فعالية تطبيق هذه القرارات عن ذي قبل).
وبعد مرور خمس سنوات، قال آل: (لقد بدا الأمر وقتها عسيراً، ولكن المجهود الذي بذل في تطويع الأسلوب مع فريق كامل كان له ثمرة كبيرة، فقد نمت إدارتنا بشكل هائل خلال السنوات الماضية وساعدنا أسلوبنا الجديد في العمل على التعامل مع التغيرات كما أهل فريقي للترقيات التي حصل عليها فيما بعد.
ولأن أي فريق ليس فقط مجموع الأفراد الذين يتكون منهم فإنه من المهم أن تقوم بالتطويع للفريق كفريق وعندما تفعل هذا مع فريقك تتضاءل نسبة الاعتراض غير ذي الصلة بما تقوله، كما أن هذا التطويع أو المرونة، سيزيد من إنتاجية فريقك.
ـ التطويع من أجل شخص ومهمة معاً
أحياناً تكون متطلبات التطويع لشخص آخر ضارة بفاعليتك في إنجاز المهمة التي تعمل معه فيها.
وإليك بعض الإرشادات التي ستفيدك حينما تكون متطلبات المهمة مختلفة تماماً عن متطلبات تطويع أسلوبك لزميلك
ـ بداية أوجد الوئام بينكما من خلال تطويع أسلوبك من أجله.
ـ عند التطويع من أجل شخص آخر لا تستخدم أية سلوكيات من شأنها أن تنال من انجاز المهمة.
ـ وبمجرد خلق الوئام بينكما طوع نفسك لمتطلبات المهمة.
انتقل بين التطويع من أجل الشخص والتطويع من أجل المهمة بقدر ما يتطلبه الأمر.
وإليك كيفية نجاح هذه العملية في الواقع، فقد تم تكليف توني (ودود) مع شيلي (معبر) للقيام بمشروع ما، وكانا قد عملا معاً من قبل في مشروعين لم يستريحا خلالهما للعمل معاً، وبعد ما عرف توني بمفهوم أساليب الناس رأى أن المشكلة في معظمها ترجع إلى اختلاف أسلوبهما في العمل ولذلك خطط هذه المرة لخلق علاقة جيدة من خلال تطويع أسلوبه لأسلوب شيلي التعبيري.
وكان المشروع الذي كلفا به يقتضي تحليلاً دقيقاً لكم كبير من المعلومات عن اتجاهات الشراء لدى العملاء، وتفصيل المعلومات لا يناسب كثيراً الودودين أسلوب توني ولكن من بين جميع الأساليب نجد أن الأسلوب التعبيري أقل الأساليب التي يناسبها التفصيل، وقد كان هذا أسلوب شيلي انظر الشکل التالي ورأى توني أنه بين نارين فقد كان يخشى أنه إذا سار على نمط زميله المعبر، فسوف يضر هذا بالمشروع، وعلى الجانب الآخر كان يخشى أنه لو قام بالعمل المطلوب فقد ينال هذا بصورة كبيرة من علاقة عمله بشيلي، وهي إحدى العلاقات المهمة بالنسبة له.
وإليك ما فعله توني لينجز المشروع بنجاح مع تحسين علاقته مع شيلي، في كل جلسة بينهما كان توني يفتتحها بما يناسب أسلوب شيلي حيث عزم على أن يطوع أسلوبه بحيث يناسب سلوكيات زميله التي يمكن أن تفيد في إنجاز المشروع أو حتى تلك السلوكيات ذات التأثير المحايد على هذه المهمة بعينها، وقد قرر أنه عند التطويع لشيلي، فسوف يسرع من إيقاعه من خلال السرعة في الكلام والحركة واتخاذ القرار، ومن خلال الصراحة في إعلان رأيه وتجنب مشاركة شيلي في ميله إلى التركيز بشكل أساسي على الصورة العامة وإيلاء التفاصيل عناية أقل، وعلى الرغم من أن هذه الخاصية قد تكون مفيدة في بعض المواقف فإنها ستحمل بين طياتها ضرراً كبيراً بهذا المشروع.
وبمجرد أن يتم خلق الألفة مع شيلي، بدأ توني التطويع للمهمة، فقد كان يدرك أنه لابد أن يكون لديه نظام جيد لتحليل المعلومات الشاملة، وحيث إن هذا لم يكن يناسب كثيراً كلاً منهما: فقد اقترح توني أن يطلبا من زميل لهما (تحليلي) أن يقوم بتدريبهما وبمجرد أن تم وضع هذا النظام كان على توني وشيلي أن يقضيا أياماً في جمع المعلومات عن كل عميل وهو ذلك العمل الذي يتسم بالتفصيل والتكرار. وكما هو متوقع سريعاً مل شيلي من الروتين وهذا العمل الزاخر بالتفاصيل.
الشكل ادناه متطلبات إنجاز المهمة قد تختلف كثيراً عن متطلبات التطويع من أجل زميل لك.
وعندما بدأ شيلي يمل من رتابة المهمة، أدرك توني أنه لابد أن يطوع من أسلوبه مرة أخرى ليناسب أسلوب زميله، فبالإضافة إلى زيادة تأكيدية وضعه، وإيماءاته والإسراع من إيقاع كلامه وعمله، وجد توني طرقاً للسير على إيقاع زميله من ناحية حبه للمرح، فقد كان يلقي القليل من النكات، كما وجد طرقاً أخرى لجعل العمل أكثر متعة، وحيث إن هذا لم يكن سلوكه المعتاد فقد يتطلب صبراً كبيراً فقد قلل من هذا تدريجياً عندما شعر شيلي مرة أخرى بارتياح معه لعملهما في هذا المشروع. وخلال عملهما معاً كان توني يراقب كلاً من الحالة المزاجية لشيلي. وعلاقتهما ببعضهما، وعندما كان أي من هذين يحتاج إلى تدخله، كان يطوع أسلوبه وفقاً له وبعيداً عن هذا، كان يركز بشكل أساسي على التعامل مع المعلومات.
وقد تطلب الأمر مجهوداً كبيراً من توني حتى يطوع أسلوبه ما بين زميله والمشروع، ولكنه كان يرى أن النتائج تستحق هذا المجهود، وقد نجح المشروع نجاحاً كبيراً، وقويت العلاقة عن ذي قبل ويتحدث توني عن هذا قائلاً: (لقد كان هذا المشروع أفضل كثيراً من المشروعين السابقين، واللذان لم يشعر كلانا فيهما بالارتياح للعمل معاً، وقد وجد توني أنه بمرور الوقت أصبح أكثر استعداداً للتطويع من أجل شيلي وفي المشروعات اللاحقة، تطلب الأمر منه مجهوداً أقل بكثير لتطويع أسلوبه. وبالإضافة إلى هذا، فإنه مع زيادة الانسجام في العلاقة أصبح شيلي أكثر تقبلاً لأسلوب توني في العمل.
ـ عندما لا يمكنك تحديد أسلوب شخص ما.. فماذا تفعل؟
أحياناً ما تعمل على تطويع أسلوبك من أجل شخص ما، ولكنك تجد صعوبة في تحديد أسلوبه، فكيف تتصرف؟
حتى في هذه الحالة، قد يمكنك أن تحدد موقع الشخص على أحد البعدين الأساسيين للسلوك النابع من الأسلوب التوكيد والاستجابة، وقد كان ميجول (تحلیلي)، يريد أن يطوع من أسلوبه من أجل زميلته كريستال ولكنه لم يستطع تحديد أسلوبها، ومع هذا فقد كان واضحاً له أنها كانت أكثر توكيداً، وقد أفاده هذا كثيراً في معرفة ما يمكنه فعله للتطويع لأسلوبها، فلكي يفعل هذا كان بإمكانه أن يسرع من إيقاعه، ويذكر آراءه بحسم أو يجرب أيا من السلوكيات التي تساعده مؤقتاً على زيادة نسبة التوكيد لديه.
وأحياناً، عندما لا يكون بمقدورك تحديد أسلوب الشخص يكون هذا الشخص في أحد المربعات الفرعية المركزية للشبكة المتقاطعة، فإذا كنت أنت نفسك في واحد من هذه المربعات الفرعية المركزية، فقد لا تكون هناك ضرورة للتطويع من أجل شخص قريب منك في الشبكة لهذه الدرجة، فإذا كنت في المربعات الفرعية الخارجية فعليك أن تطوع نحو منتصف الشبكة.
وإليك خطوات أخرى يمكنك أن تتبعها للتطويع عندما لا تكون متأكداً من أسلوب الشخص:
ـ حاول أن تكون معتدلاً في سلوكياتك المبالغ فيها.
ـ إذا لاحظت أن الشخص يشعر بضغط، فخمن أي السلوكيات أدت إلى هذا وغيرها لفترة معينة.
ـ افعل عكس ما تفعله عادة، فإذا كنت هادئاً ومتواضعاً، فقم من وقت لآخر برفع صوتك أعلى وأعلى، وكن أكثر توكيداً، وأكثر حباً للظهور، فإذا كنت تتمتع بقدر كبير من التوكيد فربما توجب عليك أن تخفف من هذا فتترك الشخص الآخر يتحمل قدراً أكبر من المسؤولية، فإذا كنت سريع الغضب فخفف من إظهار الغضب عندما تكون مع هذا الشخص، وإذا كنت تميل إلى إخفاء مشاعرك فأفصح عنها بعض الشيء، وفعل عكس ما تقوم به عادة يكون مفيداً عندما: (1) تتوتر العلاقة بشكل واضح (2) تفشل في محاولات أخرى للعمل بشكل بناء مع هذا الشخص.
ـ إقامة علاقة مع شخص له نفس أسلوبك
أن الاختلافات النابعة من الأسلوب غالباً ما تؤدي إلى توتر في العلاقات، ومن ناحية أخرى نجد أن أوجه الشبه بينك وبين الشخص الذي له نفس أسلوبك من الممكن أن تكون مصدر خلاف إذا لم يتم التعامل معها بشكل فعال.
ومنذ عدة سنوات شاهدنا هذه الديناميكية تعرض أسبوعاً بعد الآخر في التليفزيون الأمريكي، فبينما كان الرئيس نيكسون (عملي) في البيت الأبيض كان دان رازر (عملي) يغطي نشاطات الرئاسة لشبكة CBS وفي المؤتمرات الصحفية كان الخلاف ينشأ في وجود هذين العمليين معاً، وقد ساءت علاقتهما لدرجة أن الخلاف بينهما كان يعلن عنه أكثر مما يعلن عن الموضوعات الجوهرية التي تمت مناقشتها في المؤتمرات الصحفية، ويمكن ملاحظة مدى كراهية نيكسون ورازر من خلال وضع البيت الأبيض لرازر على رأس قائمة الأشخاص غير المرغوب فيهم.
ونحن لا نعني هذا أن مصدر الخلاف الوحيد بين نيكسون ورازر كان التشابه في الأسلوب، إلا أن خلافهما كان نموذجاً لأسلوب العمليين في أسوأ حالاتهم عندما يتعاملون مع بعضهم.
وعلى سبيل المثال، عندما يكون هناك خلاف نابع من الأسلوب بين شخصين عمليين عادة ما يكون سبب هذا هو استخدامهما مستوى عالياً من التوكيدية في حوارهما، والحل هنا أن يقوم واحد منهما بالاستماع أكثر والتكلم بصورة أقل حزماً وألا يحاول أن يضغط على الأكثر، أكثر من اللازم.
وعندما يكون هناك خلاف نابع من الأسلوب بين شخصين معبرين فهذه الحالة تشبه الحالة السابقة. فحيث يكون هناك قدر كبير من التوكيدية في الحوار يتطابق الحلان فلابد لشخص أن يستمع أكثر ويتكلم بشكل أقل حزماً وأن لا يحاول أن يضغط على الشخص الاخر اكثر من اللازم، والمعبرون يحبون الأضواء اكثر من غيرهم، فإذا كان الخلاف حول من يكون محط اهتمام الجميع فلابد لأحد الطرفين أن يكون متواضعاً في بعض الأحيان.
وعندما يصاب الودودون بالإحباط من بعضهم، فسبب هذا غالباً هو الانسحاب وترك مجالاً للآخرين كي يأخذوا بزمام القيادة، وحيث لا يوجد شخص عملي لا تكون هناك حركة أو تقدم أو روح إنجاز، والحل هنا أن يمارس شخص ما مزيداً من القيادة فيركز أكثر على الأهداف والعمل ويكون لديه مزيد من الحزم.
وعندما يثير التحليليون بعضهم فقد يكون مرجع هذا ترددهم الشديد وميلهم الشديد إلى الكمالية بما يجعلهم لا يلتزمون بالمواعيد النهائية الواحد تلو الآخر. وكلما ضغطت عليهم المؤسسة من أجل إنجاز ما لديهم من مهام ازدادت إثارتهم لبعضهم، والحل هنا أن تكون أكثر حسماً وأكثر عملية بشأن الجودة المطلوبة، ومن المشاكل الأخرى التي تقع بين التحليلين حاجة هؤلاء الأشخاص لأن يكونوا على (صواب) والحل هنا هو الاستماع الجيد، والتكلم بشكل أقل حزماً ومحاولة إيجاد رؤية مشتركة بشأن ما يتم مناقشته.
والنصيحة العامة بشأن ما ينبغي أن نفعله عندما تقع في خلاف مع شخص من نفس أسلوبك أن تلطف من سلوكك نحو الجانب الآخر من الشبكة:
العملي: يطوع نحو المربع الودود
المعبر: يطوع نحو المربع التحليلي
الودود: يطوع نحو المربع العملي
التحليلي: يطوع نحو المربع التعبيري
وقد أوضحنا كيف تطبق تطويع الأسلوب على مواقف خاصة وعلى أنواع معينة من العلاقات، وعندما تطبق مفهوم أساليب الناس في حياتك فإنك بلاشك سترى تطبيقات مهمة له على العديد من أنشطة العمل مثل تقييم الأداء والتفويض، والتدريب، وتحديد الأهداف والتخطيط، وإدارة الوقت، وصياغة الرسائل الصوتية والإلكترونية.. وهلم جرا. وقد وجدنا أن هذا المفهوم ساعدنا على إيجاد طرق لتحسين كل وجه تقريباً من أوجه حياتنا العملية، كما أن له تطبيقات ذات جدوى على علاقات الصداقة والعلاقات الأسرية.
الاكثر قراءة في التنمية البشرية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
