من محامد الأوصاف والأفعال / إدخال السرور على المؤمن
المؤلف:
الشيخ عبد الله المامقاني
المصدر:
مرآة الكمال
الجزء والصفحة:
ج2، ص 329 ـ 330
2025-08-05
301
ومنها:
إدخال السرور على المؤمن:
فقد ورد انّه أحبّ الأعمال إلى اللّه تعالى وأفضلها [1]، وانّ جزاءه الجنّة والحور[2]، وانّ من سرّ مؤمنًا فقد سرّ الأئمّة عليهم السّلام ورسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، بل سرّ اللّه سبحانه [3]، وقال الكاظم عليه السّلام: من سرّ مؤمنا فباللّه بدأ، وبالنّبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ثنّى، وبنّا ثلّث، وعلى ضدّه إدخال الكرب على المؤمن [4]، وورد: انّ تبسّم الرجل في وجه أخيه حسنة، وصرفه القذى عنه حسنة[5]، وانّ من أدخل على مؤمن سرورًا فرّح اللّه قلبه يوم القيامة وخلق اللّه من ذلك السرور خلقًا فيلقاه عند موته، فيقول له: أبشر يا وليّ اللّه بكرامة من اللّه ورضوان، ثم لا يزال معه حتّى يدخله قبره، فيقول له مثل ذلك، فاذا بعث تلقّاه فيقول مثل ذلك، ثم لا يزال معه عند كلّ هول يبشّره ويقول له مثل ذلك، فيقول له: من أنت يرحمك اللّه؟ فيقول: أنا السرور الذي أدخلته على فلان [6]، وفي خبر آخر طويل: إنّه إذا بعث اللّه المؤمن من قبره خرج معه مثال يقدمه أمامه، كلّما رأى المؤمن هولاً من أهوال يوم القيامة قال له المثال: لا تفزع ولا تحزن، وأبشر بالسرور والكرامة من اللّه عزّ وجل حتّى يقف بين يدي اللّه فيحاسبه حسابًا يسيرًا، ويأمر به إلى الجنّة، والمثال أمامه، فيقول له المؤمن: يرحمك اللّه، نعم الخارج خرجت معي من قبري، ما زلت تبشّرني بالكرامة والسرور من اللّه حتّى رأيت ذلك، فمن أنت؟ فيقول: أنا السرور الذي كنت أدخلته على أخيك المؤمن في الدنيا، خلقني اللّه منه لأبشّرك [7]، وورد: أنّ ثواب إدخال السرور على المؤمن ألف ألف حسنة [8]، وأنّ اللّه يسرّه يوم القيامة ويعطيه ما تمنّى، ويزيده اللّه من عنده ما لم يخطر على قلبه من نعيم الجنّة [9]، وقال أمير المؤمنين عليه السّلام لكميل: مُر أهلك أن يروحوا في كسب المكارم، ويدلجوا في حاجة من هو نائم، فوالذي وسع سمعه الأصوات ما من عبد أودع قلبًا سرورًا إلّا وخلق اللّه من ذلك السرور لطفًا، فإذا نزلت به نائبة جرى كالماء في انحداره حتّى يطردها عنه كما تطرد غريبة الإبل من حياضها [10].
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] أصول الكافي: 2/189 باب إدخال السرور على المؤمنين حديث 4.
[2] مستدرك وسائل الشيعة: 2/406 باب 24 حديث 23، عن تحف العقول بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام: يابن جندب! من سرّه أن يزوّجه اللّه الحور العين ويتوّجه به النور فليدخل على أخيه المؤمن السرور.
[3] أصول الكافي: 2/188 باب إدخال السرور على المؤمنين حديث 1، بسنده قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: من سرّ مؤمنًا فقد سرّني ومن سرّني فقد سرّ اللّه، وصفحة 189 حديث 6، بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: لا يرى أحدكم إذا دخل على مؤمن سرورًا انّه عليه أدخله فقط بل واللّه علينا، بل واللّه على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم.
[4] مستدرك وسائل الشيعة: 2/405 باب 24 حديث 17، وأصول الكافي: 2/192 باب ادخال السرور على المؤمن حديث 14، وصفحه 190 حديث 9.
[5] أصول الكافي: 2/188 باب إدخال السرور على المؤمنين حديث 2.
[6] أصول الكافي: 2/191 باب إدخال السرور على المؤمنين حديث 12.
[7] أصول الكافي: 2/190 باب إدخال السرور على المؤمنين حديث 8.
[8] أصول الكافي: 2/192 باب إدخال السرور على المؤمنين حديث 13.
[9] ثواب الأعمال: 179 ثواب من سرّ مؤمنًا حديث 1.
[10] نهج البلاغة: 3/209 برقم 257.
الاكثر قراءة في الحب والالفة والتاخي والمداراة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة