النبي الأعظم محمد بن عبد الله
أسرة النبي (صلى الله عليه وآله)
آبائه
زوجاته واولاده
الولادة والنشأة
حاله قبل البعثة
حاله بعد البعثة
حاله بعد الهجرة
شهادة النبي وآخر الأيام
التراث النبوي الشريف
معجزاته
قضايا عامة
الإمام علي بن أبي طالب
الولادة والنشأة
مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام)
حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله
حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله)
حياته في عهد الخلفاء الثلاثة
بيعته و ماجرى في حكمه
أولاد الامام علي (عليه السلام) و زوجاته
شهادة أمير المؤمنين والأيام الأخيرة
التراث العلوي الشريف
قضايا عامة
السيدة فاطمة الزهراء
الولادة والنشأة
مناقبها
شهادتها والأيام الأخيرة
التراث الفاطمي الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن (عليه السّلام)
التراث الحسني الشريف
صلح الامام الحسن (عليه السّلام)
أولاد الامام الحسن (عليه السلام) و زوجاته
شهادة الإمام الحسن والأيام الأخيرة
قضايا عامة
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسين (عليه السّلام)
الأحداث ما قبل عاشوراء
استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء
الأحداث ما بعد عاشوراء
التراث الحسينيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام)
شهادة الإمام السجّاد (عليه السّلام)
التراث السجّاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الباقر
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الباقر (عليه السلام)
شهادة الامام الباقر (عليه السلام)
التراث الباقريّ الشريف
قضايا عامة
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الصادق (عليه السلام)
شهادة الإمام الصادق (عليه السلام)
التراث الصادقيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الكاظم (عليه السلام)
شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)
التراث الكاظميّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن موسى الرّضا
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الرضا (عليه السّلام)
موقفه السياسي وولاية العهد
شهادة الإمام الرضا والأيام الأخيرة
التراث الرضوي الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الجواد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
شهادة الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
التراث الجواديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن محمد الهادي
الولادة والنشأة
مناقب الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
شهادة الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
التراث الهاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي العسكري
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
شهادة الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
التراث العسكري الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن الحسن المهدي
الولادة والنشأة
خصائصه ومناقبه
الغيبة الصغرى
السفراء الاربعة
الغيبة الكبرى
علامات الظهور
تكاليف المؤمنين في الغيبة الكبرى
مشاهدة الإمام المهدي (ع)
الدولة المهدوية
قضايا عامة
شهادة الإمام الكاظم "ع" ومراسم تشييعه
المؤلف:
الشيخ علي الكوراني
المصدر:
الإمام الكاظم
الجزء والصفحة:
ص247-260
2025-08-09
73
إخبار الإمام ( عليه السلام ) بشهادته وأوصى بتجهيزه
1 - في عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 95 : « دعا بالمسيب ، وذلك قبل وفاته بثلاثة أيام وكان موكلاً به ، فقال له : يا مسيب ، قال : لبيك يا مولاي . قال : إني ظاعنٌ هذه الليلة إلى المدينة مدينة جدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لأعهد إلى عليٍّ ابني ما عهده إليَّ أبي ، وأجعله وصيي وخليفتي ، وآمره أمري !
فقال لي : إرفع رأسك يا مسيب ، واعلم أني راحل إلى الله عز وجل في ثالث هذا اليوم ! قال : فبكيت ، فقال لي : لا تبك يا مسيب ، فإن علياً ابني هو إمامك ومولاك بعدي فاستمسك بولايته ، فإنك لن تضل ما لزمته . فقلت : الحمد لله .
قال : ثم إن سيدي دعاني في ليلة اليوم الثالث فقال لي : إني على ما عرفتك من الرحيل إلى الله عز وجل ، فإذا دعوت بشربة من ماء فشربتها ورأيتني قد انتفخت وارتفع بطني واصْفَرَّ لوني واحْمَرَّ واخْضَرَّ وتلون ألواناً ، فخبر الطاغية بوفاتي ، فإذا رأيت بي هذا الحدث فإياك أن تظهر عليه أحداً ولا من عندي إلا بعد وفاتي !
قال المسيب بن زهير : فلم أزل أرقب وعده ، حتى دعا بالشربة فشربها ، ثم دعاني فقال لي : يا مسيب إن هذا الرجس السندي شاهك سيزعم أنه يتولى غسلي ودفني ، هيهات هيهات أن يكون ذلك أبداً ! فإذا حملت إلى المقبرة المعروفة بمقابر قريش فألحدوني بها ، ولا ترفعوا قبري فوق أربع أصابع مفرجات ، ولا تأخذوا من تربتي شيئاً لتتبركوا به ، فإن كل تربة لنا محرمة إلا تربة جدي الحسين بن علي ، فإن الله تعالى جعلها شفاءً لشيعتنا وأوليائنا .
قال : ثم رأيت شخصاً أشبه الأشخاص به جالساً إلى جانبه ، وكان عهدي بسيدي الرضا ( عليه السلام ) وهو غلام ، فأردت سؤاله فصاح بي سيدي موسى ( عليه السلام ) فقال : أليس قد نهيتك يا مسيب ؟ ! فلم أزل صابراً حتى مضى وغاب الشخص !
ثم أنهيت الخبر إلى الرشيد ، فوافى السندي بن شاهك ، فوالله لقد رأيتهم بعيني وهم يظنون أنهم يغسلونه فلا تصل أيديهم إليه ، ويظنون أنهم يحنطونه ويكفنونه وأراهم لا يصنعون به شيئاً ! ورأيت ذلك الشخص يتولى غسله وتحنيطه وتكفينه وهو يظهر المعاونة لهم وهم لا يعرفونه !
فلما فرغ من أمره قال لي ذلك الشخص : يا مسيب مهما شككت فيه فلا تشكن فيَّ فإني أمامك ومولاك وحجة الله عليك بعد أبي ، يا مسيب مثلي مثل يوسف الصديق ، ومثلهم مثل إخوته حين دخلوا فعرفهم وهم له منكرون !
ثم حمُل ( عليه السلام ) حتى دفن في مقابر قريش ، ولم يرفع قبره أكثر مما أمر به ، ثم رفعوا قبره بعد ذلك ، وبنوا عليه » .
ملاحظات :
أ . قال في تاريخ بغداد عن المسيب بن زهير ( 13 / 138 ) : « كان من رجالات الدولة العباسية ، وولي شرطة بغداد في أيام المنصور والمهدي والرشيد ، وقد كان ولي خراسان أيام المهدي » .
وفي معارف ابن قتيبة / 413 : « هو من ولد ضرار بن عمرو الضبي ، وبنو ضرار من سادة ضبة ، وكان على شُرَط أبي جعفر وولاه المهدي خراسان ، وولي شرطة موسى . وابنه عبد الله بن المسيب ولي مصر وفارس والجزيرة ، ومحمد بن المسيب ولي شرطة محمد الأمين ، والعباس بن المسيب ولي شرطة المأمون ، وزهير بن المسيب ولي كرمان لهارون ، وكان للمسيب بن زهير أخ يقال له عمرو بن زهير ولي لأبي جعفر الكوفة » . وتاريخ خليفة / 380 ، وابن خلدون : 3 / 212 .
وقال الطبري ( 6 / 302 ) إنه كان صديقاً ليحيى بن خالد البرمكي ، لكن المسيب كان يميل إلى العلويين ويتصف بالجرأة ! ففي مروج الذهب ( 1 / 480 ) : « ذكر أن المنصور قال يوماً لجلسائه بعد قتل محمد وإبراهيم ( الحسنيين ) : تاللّه ما رأيتُ رجلاً أنصح من الحجاج لبني مروان ! فقام المسيب بن زهير الضبي فقال : يا أمير المؤمنين ما سبقَنَا الحجاج بأمر تخلَّفْنَا عنه ، والله ما خلق الله على جديد الأرض خلقاً أعز علينا من نبينا ، وقد أمرتَنَا بقتل أولاده فأطعناك وفعلنا ذلك فهل نصحناك أم لا ؟ فقال له المنصور : أجلس لا جلست » !
نلاحظ أن كلمة المسيب لو قالها غيره لكان جزاؤه القتل ، لكن المنصور اكتفى بالغضب والدعاء عليه بسبب دوره التاريخي وولائه للعباسيين ! ورووا عنه من موضوعات العباسيين أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أوصى بالخلافة لعمه العباس لكن روى عنه الحاكم ( 3 / 142 ) والخوارزمي ( المناقب / 361 ) أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : « النظر إلى وجه علي عبادة » ، وهو يؤكد ميله إلى العلويين .
وكان المسيب مسؤولاً عن سجن الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ويظهر أن ذلك في حبسه الأول سنة سبعين ومائة ، فهداه الله على يده . وكان مسؤولاً في المرة الأخيرة
بنحو ما مع مسؤولية السندي المباشرة . وكان عند شهادة الإمام ( عليه السلام ) كبير السن ، فأحضره لإيمانه ومكانته في الدولة ليخبر هارون وحاشيته بما قاله له ( عليه السلام ) .
وذكر في تاريخ بغداد ( 13 / 139 ) أنه توفي سنة ست وسبعين ومائة ، وهو ابن ست وسبعين سنة ، وبما أن شهادة الإمام الكاظم ( عليه السلام ) كانت سنة ثلاث وثمانين ومائة ، فالظاهر أن وفاة المسيب في ست وتسعين ، ووقع تصحيف بين السبع والتسع وهو كثير ، أو يكون الذي دعاه الإمام ( عليه السلام ) وأوصاه ابنه محمد بن المسيب ، ففي تاريخ بغداد : 4 / 65 ، أنه : « ولي الشرطة للرشيد والأمين ، ومات ببغداد » .
ب - نلفت إلى شهادة المسيب بأن الذي غسل الإمام ( عليه السلام ) وكفنه وصلى عليه ابنه الإمام الرضا ( عليه السلام ) على قاعدة أن المعصوم لا يغسله إلا معصوم ، وهو يدل على قدم المسيب الراسخ في التشيع .
وروى في الكافي : 1 / 384 « عن أحمد بن عمر الحلال عن الرضا ( عليه السلام ) : قلت له : إنهم يحاجونا يقولون إن الإمام لا يغسله إلا الإمام ! قال فقال ( عليه السلام ) : ما يدريهم من غسله ، فما قلت لهم ؟ قال : فقلت : جعلت فداك قلت لهم : إن قال مولاي إنه غسله تحت عرش ربي فقد صدق ، وإن قال غسله في تخوم الأرض فقد صدق ، قال : لا هكذا ، فقلت : فما أقول لهم ؟ قال : قل لهم إني غسلته ، فقلت : أقول لهم إنك غسلته ؟ فقال : نعم . . . عن طلحة قال قلت للرضا ( عليه السلام ) : إن الإمام لا يغسله إلا الإمام ؟ فقال : أما تدرون من حضر لغسله ؟ قد حضره خير ممن غاب عنه : الذين حضروا يوسف في الجب حين غاب عنه أبواه وأهل بيته » .
وفي الخرائج : 1 / 264 ، عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) قال : « كان فيما أوصى به إلي أبي علي بن الحسين أن قال : يا بني إذا أنا مت فلا يلي غسلي غيرك ، فإن الإمام لا يغسله إلا إمام مثله » وبمعناه الكافي : 1 / 459 ، و : 3 / 159 ، ومناقب آل أبي طالب : 3 / 351 و 480 .
ج - قوله ( عليه السلام ) : « ولا تأخذوا من تربتي شيئاً لتتبركوا به ، فإن كل تربة لنا محرمة إلا تربة جدي الحسين بن علي ( عليه السلام ) ، فإن الله تعالى جعلها شفاءً لشيعتنا وأوليائنا » .
يدل على أنه يعرف إيمان شيعته به ، وأنهم سيزورون قبره ، وربما أخذوا من ترابه للتبرك ، فأراد أن يحافظ على الخصوصية الشرعية لتربة جده الحسين ( عليه السلام ) .
وقد بحث الفقهاء هذه المسألة ، وأفتوا بحرمة أكل التراب باستثناء شئ يسير من تربة الإمام الحسين ( عليه السلام ) . قال الشيخ الطوسي في النهاية / 590 : « ولا يجوز أكل شئ من الطين على اختلاف أجناسه ، إلا طين قبر الحسين بن علي ( عليهما السلام ) ، فإنه يجوز أن يؤكل منه اليسير للاستشفاء به ، ولا يجوز الإكثار منه على حال » .
وقال صاحب الجواهر ( 36 / 368 ) : « وعلى كل حال فظاهر الفتاوى الاقتصار على استثناء قبر الحسين من بين قبورهم ( عليهم السلام ) حتى النبي ( صلى الله عليه وآله ) . بل المعروف كون ذلك من خواصه ( عليه السلام ) كما ورد به بعض النصوص »
وفي صحيح إسحاق بن عمار ( رحمه الله ) عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) قال : « إن لموضع قبر الحسين بن علي حرمة معلومة من عرفها واستجار بها أجير . قلت : فصف لي موضعها جعلت فداك . قال : إمسح من موضع قبره اليوم فامسح خمسة وعشرين ذراعاً من ناحية رجليه وخمسة وعشرين ذراعاً من خلفه ، وخمسة وعشرين ذراعاً مما يلي وجهه ، وخمسة وعشرين ذراعاً من ناحية رأسه ، وموضع قبره منذ يوم دفن روضة من رياض الجنة ، ومنه معراج يعرج فيه بأعمال زواره إلى السماء ، فليس ملك ولا نبي في السماوات إلا وهم يسألون الله أن يأذن لهم في زيارة قبر الحسين ، ففوج ينزل وفوج يعرج » . ( الكافي : 4 / 588 ) .
د - تقدم أن يحيى بن خالد الأب الرضاعي لهارون ، كان معه في الرقة وشاهد غضب هارون على ابنه الفضل بن يحيى حتى أمر الناس بلعنه لأنه عصاه ولم يقتل الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، فهدأه يحيى وتكفل له بأنه يعالج أمر ابنه وينفذ أمره ، فجاء إلى بغداد على البريد بسرعة ورتب أمر سُمِّ الإمام الكاظم ( عليه السلام ) !
وقال المفيد في الإرشاد : 2 / 243 : « ثم خرج يحيى بن خالد على البريد حتى وافى بغداد ، فماج الناس وأرجفوا بكل شئ ، وأظهر أنه ورد لتعديل السواد والنظر في أمر العمال ، وتشاغل ببعض ذلك أياماً ، ثم دعا السندي فأمره فيه بأمره فامتثله ، وكان الذي تولى به السندي قتله ( عليه السلام ) سُمّاً جعله في طعام قدمه إليه ، ويقال إنه جعله في رطب أكل منه فأحس بالسم ، ولبث ثلاثاً بعده موعوكاً منه ، ثم مات في اليوم الثالث » . « وكانت وفاته ( عليه السلام ) في مسجد هارون الرشيد وهو المعروف بمسجد المسيب ، وهو في الجانب الغربي من باب الكوفة ، لأنه نقل إليه من دار تعرف بدار عمرويه » . ومناقب آل أبي طالب : 3 / 438 .
« وروي : أنه ( عليه السلام ) لما حضرته الوفاة ، سأل السندي بن شاهك أن يحضره مولى له مدنياً ينزل عند دار العباس بن محمد في مشرعة القصب ليتولى غسله وتكفينه ، ففعل ذلك . قال السندي بن شاهك : وكنت أسأله في الإذن لي في أن أكفنه فأبى وقال : إنا أهل بيت مهور نسائنا وحج صرورتنا وأكفان موتانا من طاهر أموالنا ، وعندي كفن وأريد أن يتولى غسلي وجهازي مولاي فلان ، فتولى ذلك منه » . ( الإرشاد : 2 / 243 ، والفقيه : 1 / 189 ) .
المكان الذي استشهد فيه الإمام ( عليه السلام )
عرف السجن الذي كان فيه الإمام ( عليه السلام ) باسم حبس المسيب ، لأن المسيب بن زهير كان رئيس الشرطة قبل السندي ، قال في دلائل الإمامة / 305 : « وكانت وفاته ( عليه السلام ) في حبس المسيب ، وهو المسجد الذي بباب الكوفة الذي فيه السدرة » .
وفي عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 92 : « عن جماعه من مشايخ أهل المدينة قالوا لما مضى خمسة عشر سنة من ملك الرشيد استشهد ولي الله موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) مسموماً ، سمه السندي بن شاهك بأمر الرشيد في الحبس المعروف بدار المسيب بباب الكوفة وفيه السدرة . ومضى إلى رضوان الله تعالى وكرامته يوم الجمعة لخمس خلون من رجب سنه ثلاث وثمانين ومائه من الهجرة ، وقد تم عمره أربعاً وخمسين سنه ، وتربته بمدينة السلام في الجانب الغربي بباب التبن في المقبرة المعروفة بمقابر قريش » .
وفي عيون المعجزات / 91 : « عن أحمد بن محمد بن السمط قال : سمعت من أصحاب الحديث والرواة المذكورين ، أن موسى بن جعفر ( عليه السلام ) كان في حبس هارون الرشيد وهو في المسجد المعروف بمسجد المسيب من جانب الغربي بباب الكوفة ، لأنه قد نقل الموضع إليه من دار السندي بن شاهك ، وهي الدار المعروفة بدار أبي عمرويه » .
وفي المستجاد من الإرشاد / 213 ، والثاقب في المناقب / 512 : « وقد روى أكثر الناس أنه لما توجه أبو جعفر ( عليه السلام ) من بغداد منصرفاً من عند المأمون ، ومعه أم الفضل ابنة المأمون قاصداً بها المدينة ، صار إلى شارع باب الكوفة ومعه الناس يشيعونه فانتهى إلى دار المسيب عند مغيب الشمس فنزل ودخل المسجد وكان في صحنه نبقة لم تحمل بعد ، فدعا بكوز فيه ماء فتوضأ في أصل النبقة ، وقام وصلى بالناس صلاة المغرب فقرأ في الأولى منها الحمد وإذا جاء نصر الله ، وقرأ في الثانية الحمد وقل هو الله ، وقنت قبل ركوعه فيها وصل الثالثة وتشهد وسلم ، ثم جلس هنيهة يذكر الله جل اسمه ، وقام من غير أن يعقب فصلى النوافل أربع ركعات وعقب تعقيبها ، وسجد سجدتي الشكر ثم خرج ، فلما انتهى إلى النبقة رآها الناس وقد حملت حملاً حسناً ! فتعجبوا من ذلك وأكلوا منها فوجدوها نبقاً حلواً لا عجم له ! وودعوه ومضى من وقته إلى المدينة » .
إهانة هارون لجنازة الإمام ( عليه السلام ) وتكريم عمه لها
قال الطبرسي في إعلام الورى : 2 / 34 : « ولما استشهد صلوات الله عليه أدخل السندي عليه الفقهاء ووجوه الناس من أهل بغداد وفيهم الهيثم بن عدي ، فنظروا إليه لا أثر به من جراح ولا خنق ، ثم وضعه على الجسر ببغداد ، وأمر يحيى بن خالد فنودي : هذا موسى بن جعفر الذي تزعم الرافضة أنه لا يموت ، قد مات فانظروا إليه ، فجعل الناس يتفرسون في وجهه وهو ميت ، ثم حمل فدفن في مقابر قريش ، وكانت هذه المقبرة لبني هاشم والأشراف من الناس قديماً » .
وروى الصدوق ( رحمه الله ) في كمال الدين / 38 : « عن الحسن بن عبد الله الصيرفي عن أبيه قال : توفي موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) في يد السندي بن شاهك فحمل على نعش ونودي عليه : هذا إمام الرافضة فاعرفوه ! فلما أتيَ به مجلس الشرطة ، أقام أربعة نفر فنادوا : ألا من أراد أن ينظر إلى الخبيث بن الخبيث موسى بن جعفر فليخرج ! فخرج سليمان بن أبي جعفر من قصره إلى الشط فسمع الصياح والضوضاء فقال لولده وغلمانه : ما هذا ؟ قالوا : السندي بن شاهك ينادي على موسى بن جعفر على نعش ، فقال لولده وغلمانه : يوشك أن يفعل به هذا في الجانب الغربي ، فإذا عبر به فأنزلوا مع غلمانكم فخذوه من أيديهم فإن مانعوكم فاضربوهم وخرقوا ما عليهم من السواد ! قال : فلما عبروا به نزلوا إليهم فأخذوه من أيديهم وضربوهم وخرقوا عليهم سوادهم ووضعوه في مفرق أربع طرق ، وأقام المنادين ينادون : ألا مَن أراد أن ينظر إلى الطيب بن الطيب موسى بن جعفر فليخرج ! وحضر الخلق وغسله وحنطه بحنوط وكفنه بكفن فيه حبرة استعملت له بألفي وخمس مائة دينار مكتوباً عليها القرآن كله ! واحتفى ( خلع نعليه ) ومشى في جنازته متسلباً مشقوق الجيب ، إلى مقابر قريش فدفنه هناك . وكتب بخبره إلى الرشيد فكتب إلى سليمان بن أبي جعفر : وصلت رحمك يا عم ، وأحسن الله جزاك والله ما فعل السندي بن شاهك لعنه الله ما فعله عن أمرنا » ! والعيون : 2 / 93 .
وفي الغيبة للطوسي / 23 : « فروى يونس بن عبد الرحمن قال : حضر الحسين بن علي الرواسي جنازة أبي إبراهيم ( عليه السلام ) فما وضع على شفير القبر إذا رسول من سندي بن شاهك قد أتى أبا المضا خليفته وكان مع الجنازة ، أن أكشف وجهه للناس قبل أن تدفنه حتى يروه صحيحاً ، لم يحدث به حدث قال : وكشف عن وجه مولاي حتى رأيته وعرفته ثم غطي وجهه وأدخل قبره صلى الله عليه » .
وفي عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 96 : « عن سليمان بن حفص المروزي قال : إن هارون الرشيد قبض على موسى بن جعفر ( عليه السلام ) سنه تسع وسبعين ومائة وتوفي في حبسه ببغداد لخمس ليال بقين من رجب سنه ثلاث وثمانين ومائة وهو ابن سبع وأربعين سنة ، ودفن في مقابر قريش ، وكانت إمامته خمساً وثلاثين سنة وأشهراً وأمه أم ولد ، يقال لها : حميدة وهي أم أخويه إسحاق ومحمد ابني جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ونص على ابنه علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) بالإمامة بعده » .
وفي مناقب آل أبي طالب : 3 / 441 : « قال القاضي :
وهارونكم أردى بغير جريرة * نجوم تُقَىً مثل النجوم الكواكب
ومأمونكم سم الرضا بعد بيعة * فآدت له شم الجبال الرواسب . .
وقال الناشي :
ببغداد وإن ملئت قصورا * قبور أغشت الآفاق نورا
ضريح السابع المعصوم موسى * إمام يحتوي مجداً وخيرا
بأكناف المقابر من قريش * له جدث غدا بهجاً نضيرا
وقبر محمد في ظهر موسى * يغشى نور بهجته الحضورا
هما بحران من علم وحلم * تجاوز في نفاستها البحورا
إذا غارت جواهر كل بحر * فجوهرها ينزه أن يغورا
يلوح على السواحل من بغاه * تحصل كفه الدر الخطيرا » .
سليمان بن أبي جعفر عم هارون
قال عنه في تاريخ بغداد : 9 / 25 : « سليمان بن أبي جعفر المنصور ، وهو عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ، يكنى أبا أيوب ، حدث عن أبيه روت عنه ابنته زينب وإليه ينسب درب سليمان ببغداد . » . ثم ذكر أنه مات سنة تسع وتسعين وعمره خمسون سنة ، فعمره قريب من عمر هارون .
وتزوج هارون العباسة بنت سليمان سنة 187 ، وتزوج عزيزة مطلقة سليمان وهي بنت خال هارون . ( الطبري : 6 / 540 ) .
وكان سليمان وبنته زينب يرويان أن جدهم ابن عباس قال لابنه : « يا بني إذا أفضى هذا الأمر إلى ولدك فسكنوا السواد ولبسوا السواد ، وكان شيعتهم أهل خراسان لم يخرج هذا الأمر منهم إلا إلى عيسى بن مريم » ! ( تاريخ بغداد : 14 / 435 ، وتاريخ دمشق : 22 / 336 ) .
وكان سليمان أحد القادة الثلاثة الذين أرسلهم موسى الهادي لقمع ثورة العلويين في مكة بقيادة الحسين بن علي صاحب فخ ( رحمه الله ) ، والآخران : العباس بن محمد بن علي ، وموسى بن عيسى ( تاريخ اليعقوبي : 2 / 404 ، والوافي : 12 / 282 ) .
وهجا أبو سماعة سليمان فأمر هارون بحلق رأسه ولحيته ! ( تاريخ دمشق : 16 / 8 ) . وكان سليمان والياً على الكوفة عندما خرج محمد بن إبراهيم بن طباطبا وأبو السرايا فهزموا جيش الدولة وملكوا الكوفة ، ثم عاود العباسيون حملتهم لما مات ابن طباطبا ، واسترجعوا الكوفة سنة 199 . ( الطبري : 7 / 117 ) .
كما كان سليمان : « أمير دمشق ، وليها للرشيد ثم للأمين مرتين ، وولي إمرة البصرة مرتين أيضاً » . ( الأعلام : 3 / 128 ) . وفي عهد ولايته للشام خرج شخص من ذرية يزيد وادَّعى أنه السفياني : « وكان بنو أمية يروون فيه الروايات ويذكرون أن فيه علامات السفياني . . وطرد عنها سليمان بن أبي جعفر بعد حصره إياه بدمشق فلم يفلت منهم إلا بعد اليأس ولحقه الغوغاء والرعاع ونهبوا أواخر عسكره » ( تاريخ دمشق : 43 / 29 ) .
وقال في الأعلام : 4 / 303 ، عن هذا السفياني : « كان من أهل العلم والرواية يقول حين يفاخر : أنا ابن شيخيْ صفين ! لأن أمه حفيدة علي بن أبي طالب ، وأباه حفيد معاوية ، ويلقبه خصومه بأبي العميطر وهو الحرذون . . . فدعا إلى نفسه وطرد عامل الأمين على دمشق الأمير سليمان بن أبي جعفر المنصور ، وامتلكها سنة 195 وبويع بالخلافة وهو ابن تسعين سنة ، وكان أصحابه يجولون في أسواق دمشق ويقولون للناس : قوموا بايعوا مهدي الله » !
و « كان الركيبي يأخذ البيعة لأبي العميطر على الناس في الأسواق ، وكان يدور على منازل أهل دمشق فمن خرج إليه أخذ عليه البيعة ، ومن لم يخرج يقول : يا غلام سَمِّر بابه وأشمت به جاره » ! ( تاريخ دمشق : 21 / 97 ) وذكر في الأعلام أنه خرج بعده مسلمة المرواني وزعم أنه السفياني وقبض على السفياني العميطر وحبسه ! ثم هاجم القيسية مسلمة فهرب في ثياب النساء ، وبايع أهل الشام للمأمون .
وكان سليمان المذكور مع الأمين في حربه مع أخيه المأمون ، ولما ضعف أمره راسل سليمان المأمون ! « وكان محمد قد حبس سليمان بن أبي جعفر وإبراهيم بن المهدي لأمر بلغه ، فلما صار هرثمة على باب بغداد أخرجهما من الحبس ، ووجه بهما مع جماعة » ( اليعقوبي : 2 / 441 ) . راجع في حياته : اليعقوبي : 2 / 409 1 ، وتاريخ خليفة / 366 ، وتاريخ بغداد : 1 / 105 ، و 107 ، والوافي : 16 / 383 وتاريخ دمشق : 22 / 337 ، و : 38 / 117 ، و : 43 / 27 ، و : 48 / 236 ، و : 60 / 352 ، والطبري : 6 / 485 ، و : 7 / 25 ، و 50 ، و : 7 / 77 ) .
أقول : يدل تاريخ سليمان بن أبي جعفر المنصور ، على أنه قام بتكريم جنازة الإمام الكاظم ( عليه السلام ) لمصلحة العباسيين ، حتى لا تتفاقم عليهم نقمة الناس ، خاصة وأن العلويين كانوا ثائرين في عدة مناطق .
صار قبر الإمام ( عليه السلام ) مزاراً ومشهداً من أول يوم
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء : 6 / 273 : « قلت : له مشهد عظيم مشهور ببغداد ، دفن معه فيه حفيده الجواد . ولولده علي بن موسى مشهد عظيم بطوس . وكانت وفاة موسى الكاظم في رجب سنة ثلاث وثمانين ومئة . عاش خمساً وخمسين سنة » وقال أبو الفداء / 283 : « وتوفي في هذه السنة أعني سنة ثلاث وثمانين ومائة ، لخمس بقين من رجب ببغداد ، وقبره مشهور هناك ، وعليه مشهد عظيم في الجانب الغربي من بغداد » .
وقال السمعاني في الأنساب : 5 / 405 : « الموسوي : بضم الميم والسين المهملة المفتوحة بين الواوين ، هذه النسبة لجماعة من السادة العلوية ينتسبون إلى موسى الكاظم ، وهو موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وفيهم كثرة . . ومشهده ببغداد مشهور يزار ، يقال له مشهد باب التبن ويقال له مقابر قريش أيضاً ، زرته غير مرة ، مع ابن ابنه محمد بن الرضا » .
وقال في وفيات الأعيان : 5 / 310 : « قال الخطيب : توفي في الحبس ودفن في مقابر الشونيزيين خارج القبة ، وقبره هناك مشهور يزار وعليه مشهد عظيم فيه قناديل الذهب والفضة وأنواع الآلات والفرش ما لا يحد ، وهو في الجانب الغربي » .
« قال الرضا ( عليه السلام ) : من زار قبر أبي ببغداد كمن زار قبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وقبر أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إلا أن لرسول الله ولأمير المؤمنين صلوات الله عليهما فضلهما » ( الكافي : 4 / 583 ) .
الاكثر قراءة في شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
