تدفق المشاة والهروب عند الفزع (ديناميكا تدفق المشاة تحت الضغط)
المؤلف:
جيرل ووكر
المصدر:
سيرك الفيزياء الطائر
الجزء والصفحة:
ص368
2025-08-11
299
عندما تزداد كثافة المشاة على الرصيف، ماذا يفعل المشاة لتفادي التدفق الفوضوي والمعيق؟ عندما تحاول الجماهير الهروب من مكان مغلق (مثل غرفة أو مبنى أو استاد) أثناء حالة طوارئ أو عندما يُحاولون الدخول إلى مكان مغلق أثناء انتظار حدث كبير أو أثناء حدث مثير، لماذا تُصبح الحركة مُكبَّلة ومن المحتمل أن تكون قاتلة؟ الجواب: يمكن أن تكون حركة المشاة نوعًا من التدفق الحبيبي أو تدفق الموائع أيضًا. إذا أردت دراسة تدفق المشاة فابحث عن نقطة مرتفعة يمكنك أن تراقب منها قدرًا كبيرًا من التدفق. وعندما تكون كثافة المشاة منخفضة فسوف يختار كل شخص أو جماعة أو عائلة مثلا) الطرق الأكثر مباشرةً لهدفهم على الرغم من أن الطريق لن يكون بالضرورة مباشرًا إذا كان مقصورًا على الأرصفة وأماكن عبور المشاة. على سبيل المثال، إذا استطاع الأشخاص أن يسيروا عبر حقل في أحد المهرجانات ليصلوا إلى محلّ الحلوى، فسوف يختارون على الأرجح طريقًا مباشرا للمحل. ومع ازدياد كثافة الناس، سيصبح الطريق مُتعرجا، وسيُضطر محبو الحلوى إلى التوقف بين الحين والآخر لتجنب التصادم مع الآخرين. ومع ازدياد الكثافة أكثر وأكثر، سيبدأ الناس في تجنب حارات التدفق التي تشبه الحارات المرورية في شارع مزدوج الحارات. ومع بدء هذا النوع من التقسيم» أو «تنظيم الحارات المرورية» يتحرك الناس بطريقةٍ مُنشقة وبسرعة مُحدَّدة وبفاصل جسدي معين لتجنب التصادم. وعندها يتحتم على محبي الحلوى التحرُّك في حارة تدفق واحدة أو أكثر للاقتراب من محل الحلوى، وقد يكون الطريق في مجمله أكثر طولاً من الطريق المباشر الأصلي. وعندما يحاول عدد كبير من الأشخاص الهادئين الهروب من مكان مغلق من خلال ممر خروج شديد الضّيق، فإنهم عادةً ما يسمحون بعضهم لبعض بالتحرك في المسار بطريقة بطيئة ومستمرة. وإذا كان هؤلاء الناس في حالة فزَع لأنهم يحاولون الهروب من خطر ما مثل الحريق)، فعندما يحتشدون، يكونون أقواسًا حول المخرج. ويمكن أن يكون ضغط الناس خلف الأقواس شديدًا للغاية لدرجة تُعيق الناس داخل الأقواس عن الحركة في أي اتجاه ولا يستطيعون رفع أذرعهم، ولا يستطيعون التنفس جيدا، مما قد يقود إلى الإغماء أثناء الوقوف وفي المواقف الخطيرة، من الممكن أن يتعرض النا الموجودون في الأقواس للسحق على نحو مميت إما بدفعهم نحو الحوائط أو الحواجز، أو من الممكن أن تسقط الحوائط والحواجز، فيسقط الناس ليلقوا حتفهم. أما تدفق الناس ببطء عبر طريق الخروج، فإنه يجعل الأقواس في حالة استرخاء، لكن وقت الهروب سيكون أكبر مما لو خرج الناس بسلاسة.
وإذا تسبب اندفاع الناس نحو المخرج في سقوط بعضهم، فستكون أجسادهم عقبةً عثرة بالنسبة للقادمين. وقد يكون تجمع الأجساد عاليًا على نحو يكفي لأن يشكل عائقا، وهذا وضع خطير كما هو واضح. ولتقليل الخطر بالنسبة للحشود الخارجة من الممكن بناء مخارج إضافية. إلا أنه عند تجمهر حشد مذعور عند أحد المخارج، فإنهم قد لا يُدركون وجود مخارج أخرى مفتوحة. بعض الاستادات مُصمَّمة حاليًّا بممرات خروج خاصة لتقليل احتمالية التكدس وهذه الممرات تتَّجه للخارج ومُصممة بشكلٍ مُتعرِّج كي لا يُحتجز أيُّ شخص عند أحد الجدران.
الاكثر قراءة في الميكانيك
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة