نتائج معركة دندانقان
المؤلف:
أ.د. محمد سهيل طقوش
المصدر:
تاريخ السلاجقة في خراسان وإيران والعراق
الجزء والصفحة:
ص 55 ــ 56
2025-09-06
167
- وضعت معركة دندانقان حداً نهائياً لحكم الغزنويين في خراسان، ونصب طغرلبك التخت في مكان المعركة وجلس عليه وجاء الأعيان يسلمون عليه بإمارة خراسان.
- حرَّر طغرلبك الرسائل إلى الأمراء المجاورين لإعلامهم بخبر الانتصار.
- طاردت القوات السلجوقية القوات الغزنوية المنهزمة حتى شواطئ نهر جيحون بهدف قسرهم على الهرب إلى ما وراء النهر حتى يُقدِّموا برهاناً ملموساً على النصر.
- أتاحت المعركة قيام سلطنة إسلامية جديدة وانحسار ظل واحدة، كما تُعد إحدى المعارك الكبرى الفاصلة في التاريخ الإسلامي، بل إن نتائجها تعدت العالم الإسلامي وأثرت على عالم العصور الوسطى.
- أعرب السلطان مسعود من ناحيته في رسالة أرسلها إلى القراخانيين، عن ثقته في قيامهم بمساعدته في حملته المقبلة لاستئصال شأفة السلاجقة، غير أن صدمة الخسارة قد أذهلته لدرجة فَقَد معها الرغبة في المقاومة، فخيل إليه أنه لا بد من ترك ليس بلخ وتوابعها بل وغزنة أيضاً على الرغم من محاولات أركان حربه وكبار رجال دولته إقناعه بانتفاء أسس هذه المخاوف، وقرَّر الانسحاب نهائياً إلى الهند (1).
- يُعدُّ عام (429 هـ / 1038م) البداية الفعلية لقيام السلطنة السلجوقية في خراسان، كما ذكرنا؛ لأن طغرلبك باشر منذ ذلك التاريخ مهامه السياسية والقيادية والإدارية. أما اعتراف الخليفة العباسي به سلطاناً والذي جاء متأخراً في عام (432هـ / 1041م)، فإنه لم يُغيّر من الواقع، فاعتراف الخليفة هو بمثابة اعتراف بالأمر الواقع كما أنه شكلي فقط لإضفاء الشرعية على السلطة الجديدة الناشئة حتى يرضى عنها الناس، ويقبلوا بحكمها؛ لأن الخلافة لم تكن تملك قوة مادية تسمح لها بالتدخل والمساهمة في الأحداث السياسية، وكان الخليفة يعترف عادة بالسلطان المنتصر والدولة المنتصرة.
- كان لقيام السلطنة السلجوقية أثر كبير في تاريخ المشرق الإسلامي وغربي آسيا بخاصة والتاريخ الإسلامي بعامة، ذلك أن هذه السلطنة قد ساهمت في توجيه الأحداث السياسية في المشرق الإسلامي بشكل بارز وفي رسم سياسة توسعية باتجاه العالم النصراني لنشر العقيدة الإسلامية.
- إن ما حققه طغرلبك من نجاح أغراه بالتمدد نحو العراق قلب العالم الإسلامي للسيطرة على الخلافة العباسية، وإقامة دولة سلجوقية مترامية الأطراف، ويُعد هذا التوجه طبيعياً، فكل من سبقوه في السيطرة على خراسان تطلعوا إلى التمدد نحو الغرب للسيطرة على بغداد والتحكم بمقدرات الخلافة العباسية، ولنا في محاولات السامانيين والصفاريين والغزنويين أمثلة على ذلك، ثم إن هدف طغرلبك هو إنقاذ الخلافة والمذهب السني من السيطرة البويهية الشيعية.
............................................
1- المصدر نفسه ص 727، 728 على أثر إصرار السلطان مسعود على الهجرة إلى الهند وثب عليه غلمانه في الطريق وخلعوه عن العرش وعينوا أخاه محمد مكانه، وظل السلطان مسعود مسجوناً في قلعة كيرى حتى قتله ابن أخيه أحمد في عام 433هـ. انظر: ابن الأثير ج5 ص 15، 16.
الاكثر قراءة في التاريخ
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة