علم الحديث
تعريف علم الحديث وتاريخه
أقسام الحديث
الجرح والتعديل
الأصول الأربعمائة
الجوامع الحديثيّة المتقدّمة
الجوامع الحديثيّة المتأخّرة
مقالات متفرقة في علم الحديث
أحاديث وروايات مختارة
الأحاديث القدسيّة
علوم الحديث عند العامّة (أهل السنّة والجماعة)
علم الرجال
تعريف علم الرجال واصوله
الحاجة إلى علم الرجال
التوثيقات الخاصة
التوثيقات العامة
مقالات متفرقة في علم الرجال
أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)
اصحاب الائمة من التابعين
اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني
اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث
علماء القرن الرابع الهجري
علماء القرن الخامس الهجري
علماء القرن السادس الهجري
علماء القرن السابع الهجري
علماء القرن الثامن الهجري
علماء القرن التاسع الهجري
علماء القرن العاشر الهجري
علماء القرن الحادي عشر الهجري
علماء القرن الثاني عشر الهجري
علماء القرن الثالث عشر الهجري
علماء القرن الرابع عشر الهجري
علماء القرن الخامس عشر الهجري
كلمة في الواقديّ شيخ ابن سعد
المؤلف:
الشيخ الدكتور صبحي الصالح
المصدر:
علوم الحديث ومصطلحه
الجزء والصفحة:
ص 340 ــ 342
2025-10-12
57
كَلِمَةٌ فِي شَيْخِهِ الوَاقِدِي:
ولا بد من كلمة في أستاذه الواقدي هذا - وإن قالوا فيه: «ضَعِيفٌ» - فهو محمد بن عمر بن واقد الواقدي، كان من موالي بني هاشم. وكان مولده بالمدينة سَنَةَ 130 هـ، في خلافة مروان بن محمد، صاحب هارون الرشيد في رحلة إلى الحج سَنَةَ 170هـ، وزار معه المدينة، ودله على المشاهد ومواقع الغزوات، فأعجب به الرشيد، ثم طلب إليه وزير الرشيد يحيى بن خالد البرمكي أن يصير إليه في العراق إذا استقرّت به الدار، واتّصل به الواقدي ووجد لديه كلّ إعزاز وتكريم.
وخرج بعد ذلك إلى الشام والرقّة، ثم عاد إلى بغداد حيث ولّاه المأمون قضاء «عسكر المهديّ» ولم يزل قاضيًا حتّى مات ببغداد سنة 207هـ أو سنة 209هـ.
وقد تيسّر للواقدي أن يأخذ العلم من أفواه الرعيل الأول من الرواة والحفّاظ أمثال مالك بن أنس إمام أهل المدينة، وسفيان بن سعيد الثوريّ، ومعمر بن راشد، وكان معاصرًا لمحمد بن إسحاق صاحب "السيرة" المشهورة، إلّا أنّه كان أصغر منه سِنًّا، ويعدّونه الثاني بعد ابن اسحاق في سعة العلم بالتاريخ والسير والمغازي والفتوح.
لكن أكثر علم الواقدي بالمغازي جاءه من نجيح السندي المعروف باسم أبي معشر السندي المتوفّى سنة 170هـ ببغداد، وقد استقدمه المهدي معه إلى بغداد حين جاء يزور المدينة وسمع بعلمه وفضله.
ومع أنّ الحفاظ والنقاد يطعنون في بعض روايات أبي معشر هذا لكثرة ما يرويه من المناكير، كانوا يتّفقون على بصره بالمغازي وخبرته التامّة بسيرة النبي وبالفتوح. حتّى قال أحمد بن حنبل: «أَبُو مَعْشَرَ بَصِيرٌ بِالمَغَازِي».
لا عجب إذن إذا طبقت كتب الواقدي في الطبقات والتاريخ والمغازي شرق الأرض وغربها كما يقول الخطيب البغداديّ في ترجمته، فإنّه تلقّى كلّ ما يتعلّق بتفصيلاتها وجزئياتها الدقيقة من أبناء الصحابة وأبناء الشهداء ومن الموالي، ومن الرواة والعلماء، ومن أبي معشر صاحب المغازي أولاً وبالذات، ثم إنّه ما علم غزوة إلّا مضى إلى الموقع الذي وقعت فيه أحداثها ليعاينه بنفسه ويراه ويحسن وصفه ويتقصى أبسط الأخبار فيه.
ولا يعنينا من تآليف الواقدي التي زعموا أنّها بلغت ست مائة قِمَطْرٍ من الكتب حُمِلَتْ على عشرين ومائة وَقْرٍ أو «حِمْلِ» - لا يعنينا منها كتابه المسمّى "التاريخ الكبير" الذي رتّبه على أخبار السنين وأحداثها وأفاد منه الطبريّ كثيرًا في "تاريخه"، وكان آخر ما اقتبس منه حوادث سنة 179 هـ، ولا كتابه في "الردة" الذي سرد فيه أخبار المرتدّين عن الإسلام بعد وفاة الرسول، ولا كتابه المشهور "المغازي" الذي لم يصح له من تصانيفه سواه ولم يصل إلينا أيضًا سواه، وإنّما يعنينا كتابه الذي لم يصلنا، وهو كتاب "الطبقات" الذي ذكر فيه سير الصحابة والتابعين على حسب طبقاتهم، ووصف أخبارهم في العصرين الإسلاميّ والأمويّ بوجه خاص، وَعَوَّلَ فيما ذكره من أخبارهم على نحو خمسة وعشرين شيخًا أكثرهم من أهل المدينة دَارَ السُنَّةِ وبلد الرواية الصحيحة، وكان هؤلاء الرواة هم الذين أخذ عنهم مغازيه أيضًا كما ذكر في أوائل كتابه "المغازي": ذلك بأنّ هذه " الطبقات "- وإن لم تصل إلينا بالصورة التي وضعها مؤلّفها - بلغتنا على نحو أدقّ وأصفى فيما نقله التلميذ عن الشيخ، وما كان التلميذ هاهنا إلّا محمد بن سعد بن منيع صاحب "طبقاتنا" هذه.
الاكثر قراءة في علوم الحديث عند العامّة (أهل السنّة والجماعة)
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
