عقد مكافأة تعاقد مع مرضعة من عهد بطليموس الثالث
المؤلف:
سليم حسن
المصدر:
موسوعة مصر القديمة
الجزء والصفحة:
ج15 ص 310 ــ 312
2025-10-25
42
عُثِر على هذا العقد في بلدة «أم البريجات» من أعمال الفيوم Tebtynis كشف عنه «جرنفل» و«هنت» 1899-1900 ميلادية.
التاريخ: السنة الخامسة عشرة، شهر برمهات، من عهد الملك «بطليموس» العائش أبديًّا ابن الملك «بطليموس» و«أرسنوي» الإلهين الأخوين، عندما كان كاهن «الإسكندر»، «ليون» Leon وعندما كانت «برنج»؟ «برنيكي» (؟) ابنة «دريتون» Dryton حاملة السلة الذهبية أمام «أرسنوي» محبة أخيها.
الطرفان المتعاقدان: الطرف الأول: المرأة «شب-ن أست» ابنة «حور» و«تنوا» (= تاوس Taues).
الطرف الآخر: مدير البيت، وخادم سكوس (= سبك) (؟) «با-ن-أست» بن «نخت حور» وأمه هي «تابايس» Tabais.
صيغة العقد: إني آتي إلى بيتك، وأقوم بوظيفة مرضع عندما أكون طيبة؛ (ما دمت معافاة في صحتي) وإني أرضع ابنك لبن ثديي، وإني أغذيه، وإني أفطمه (؟) وإني أحميه من كل حادث ومن كل سوء؛ وتستمر مدة خدمة الرضاعة من برمهات من عام 15 من عهد الفرعون العائش حتى نهاية ثلاثة أعوام؛ أي 36 شهرًا، أي ثلاثة أعوام ثانية، وإني سأمضي الزمن المذكور أعلاه، وإني أنام وأصحو في بيتك لرضاعة ابنك المذكور أعلاه، وإنك تعطيني كل … زيتًا (؟) وهذه النقود للقيام بالواجب … أو «جنت» (؟) في كل شهر مع زيتي.
والنقود التي أتقاضاها للقيام بعملي في كل شهر هي دبنًا ونصفها 6/ 10 من الدبن أي دبنًا من الفضة ثانية، وذلك بمثابة أجري كل سنة، وليس في استطاعتك أن تغير الأجر … ليكون أجرًا شهريًّا … وإنك تعطيه إياي مع المأكل والمشرب على حسب الشهر المذكور … وإذا توقفتُ عن تنشئة ابنك المذكور أعلاه من غير لبن أو (؟) … وعدم تمضية الوقت المذكور أعلاه في تنشئة ابنك المذكور أعلاه، فإني أعطيك عشرة دبنات من الفضة نصفها خمسة دبنات؛ أي عشرة دبنات من الفضة ثانية، وذلك في ظرف خمسة أيام.
وإنك تحميني حتى أمضي الوقت المذكور أعلاه في إرضاع ابنك المذكور أعلاه من جديد، وإذا توقفت عن إرضاع ابنك المذكور في الوقت المذكور أعلاه حينما أقوم لك بوظيفة مرضعة تعطي لبنها من ثديها من وقت ولادته حتى اليوم المذكور أعلاه (في العقد) فإني أدفع لك عشرين دبنًا فضة نصفها عشرة دبنات؛ أي عشرين دبنًا ثانية، في ظرف خمسة أيام.
وإني أفعل كل ما تأمر به فيما يخص ثديي (؟) وإن جميع ما أملك الآن، وما سأكسبه كذلك هو ضمان للشرط الذي في الوثيقة أعلاه، وهذا الشرط الخاص بالوثيقة أعلاه يجعلني مُلزمَة، والضمان الذي أمرت به … حتى أقوم بما فرضت الكتابةُ أعلاه إنجازَه، والكتابة السالفة الذكر في يدك، وإني سأمضي أيامًا سعيدة في القيام بعمل المرضع … في الزمن المذكور أعلاه، ولن يكون في استطاعتي أن أذهب إلى أي ملجأ أو أي مخبأ (…) مع الرضيع المذكور أعلاه حتى نهاية المدة المذكورة أعلاه.
وإذا أبعدتني عن الرضيع ابنك المذكور أعلاه فإنه يكون لي حق ما تخوِّله الكتابة أعلاه في الوقت المذكور أعلاه، وبذلك تعطيني عشرة دبنات من الفضة في الشهر المذكور، وإني خلفك في أداء الوقت المذكور أعلاه مع الرضيع ابنك، وإن موكلك له الحق في كل كلمة يتحدث بها معي باسم كل كلمة أعلاه، وإني أفعل ذلك لزامًا دون تردد.
المسجل: «با-وبستس» Paubastis ابن …
تعليق: يُعَد هذا العقد من الوثائق الفريدة في بابها مما وصل إلينا من عهد الفراعنة والبطالمة على السواء؛ إذ في الواقع تكشف لنا محتويات هذه البردية عن صفحة مجيدة في العناية بالأطفال عند المصريين، أو على الأقل عند الطبقة المتوسطة، والظاهر أن والد الطفل هذا كان رجلًا صاحب مكانة في معبد الإله سبك أعظم آلهة الفيوم، وقد أراد أن يعتني بابنه من حيث الصحة والأخلاق معًا، وهو في مستهل حياته فأحضر له مرضعة أخذت على نفسها أن تقوم برضاعته من ثدييها ما دام لبنها صالحًا لذلك، وعلى أن تسهر على راحته، وألا تتركه ليل نهار حتى يتم زمن الرضاعة والتنشئة، وهي مدة ثلاث سنوات، وهذا لعمري منتهى ما يمكن من العناية لتنشئة طفل.
والشروط التي اشترطتها لنفسها، والتي أُخذت عليها تدل على أن القِيَم المادية والقيم الأخلاقية كانتا تسيران جنبًا لجنب، كما تدل شواهد الأحوال على أن المصري كان يقظًا ساهرًا على تنشئة مواطنين صالحين منذ اللحظة الأولى التي كان يولد فيها الطفل، ولا بد أن نشير هنا إلى أن هذا العقد كان بين مصري ومصرية، وأن ما تنطوي عليه هذه الوثيقة من مظاهر المدنية الرفيعة في تنشئة الطفل والعناية به هو من الوجهة المصرية البحتة، وأنه لا دخل للمدنية الإغريقية وتأثيرها على الشعب المصري من هذه الوجهة؛ وذلك لأن كلًّا من الشعبين كان يعيش على حدة، والاختلاط بينهما كان قليلًا جدًّا.
الاكثر قراءة في العصور القديمة في مصر
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة