الإمام علي "ع" في سورة هود
المؤلف:
السيد محمد هادي الميلاني
المصدر:
قادتنا كيف نعرفهم
الجزء والصفحة:
ج2، ص308-312
2025-10-25
52
( وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَل مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْل فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْم كَبِير )[1].
روى الحاكم الحسكاني باسناده عن جعفر بن محمّد في قوله تعالى : ( وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْل فَضْلَهُ ) قال : قال الباقر : " هو علي بن أبي طالب عليه السّلام "[2].
قال السيد شهاب الدين أحمد : " قال الإمام الصالحاني : هذه نزلت في أمير المؤمنين علي عليه السّلام "[3].
روى السيد البحراني باسناده عن ابن عباس قال قوله تعالى : ( وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْل فَضْلَهُ ) إن المعني علي بن أبي طالب[4].
قال : علي بن إبراهيم قوله تعالى : ( وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْل فَضْلَهُ ) فهو علي بن أبي طالب عليه السّلام[5].
( فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَن يَقُولُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَاء مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنتَ نَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْء وَكِيلٌ )[6].
روى الحاكم الحسكاني باسناده عن جابر بن أرقم ، عن أخيه زيد بن أرقم قال : إن جبرئيل الروح الأمين نزل على رسول الله بولاية علي بن أبي طالب عشية عرفة فضاق بذلك رسول الله مخافة تكذيب أهل الإفك والنفاق فدعا قوماً أنا فيهم فاستشارهم في ذلك ليقوم به في الموسم فلم ندر ما نقول له ، وبكى صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال له جبرئيل : يا محمّد أجزعت من أمر الله ؟ فقال : كلا يا جبرئيل ، ولكن قد علم ربي ما لقيت من قريش إذ لم يقروا لي بالرسالة حتى أمرني بجهادهم واهبط إلي جنوداً من السماء فنصروني فكيف يقرون لعلي من بعدي فانصرف عنه جبرئيل فنزل عليه : ( فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ )[7].
روى علي بن إبراهيم باسناده عن أبي عبد الله عليه السّلام أنه قال سبب نزول هذه الآية : إن رسول الله صلّى الله عليه وآله خرج ذات يوم فقال لعلي : يا علي إني سألت الله الليلة بان يجعلك وزيري ففعل ، وسألته إن يجعلك وصيي ففعل وسألته إن يجعلك خليفتي في أمتي ففعل ، فقال رجل من أصحابه المنافقين : والله لصاع من تمر في شن بال أحب إلي مما سأل محمّد ربه ، ألا سأله ملكاً يعضده أو مالا يستعين به على ما فيه ووالله ما دعا علياً قط إلى حق أو إلى باطل إلا أجابه فأنزل الله على رسوله ( فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ ) الآية[8].
( أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَة مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إَمَاماً وَرَحْمَةً أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَة مِّنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ )[9].
روى الطبري باسناده عن جابر عن عبد الله بن يحيى قال : " قال علي : ما من رجل من قريش إلاّ وقد نزلت فيه الآية والآيتان ، فقال رجلٌ : فأنت فأي شئ نزل فيك ؟ فقال علي : أما تقرأ الآية التي نزلت في هود : ( وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ ) "[10]
قال الخوارزمي : " قوله تعالى : ( أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَة مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ ) قال ابن عباس : انه هو علي عليه السّلام أول من شهد للنبي وهو منه "[11].
وروى الزرندي باسناده عن ابن عباس قال : ( أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَة مِّن رَّبِّهِ ) رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ( وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ ) علي بن أبي طالب خاصة[12].
وروى الحاكم الحسكاني باسناده عن عباد بن عبد الله قال : " كنا مع علي في الرحبة فقام اليه رجلٌ فقال : يا أمير المؤمنين ، أرأيت قول الله تعالى : ( أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَة مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ ) فقال علي : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما جرت المواسي على رجل من قريش إلاّ وقد نزلت فيه من كتاب الله آية أو آيتان ولأن يعلموا ما فرض الله لنا على لسان النبي الأمي أحب إلي من ملء الأرض فضة ، وإني لأعلم إن القلم قد جرى بما هو كائن ، أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إن مثلنا فيكم كمثل سفينة نوح في قومه ، ومثل باب حطة في بني إسرائيل ، أتقرأ سورة هود ( أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَة مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ ) فرسول الله على بيّنة من ربه وأنا أتلوه والشاهد "[13].
وروى باسناده عن أنس بن مالك " في قوله عزّوجل : ( أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَة مِّن رَّبِّهِ ) قال : هو محمّد ( وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ ) قال : هو علي بن أبي طالب ، كان والله لسان رسول الله إلى أهل مكة في نقض عهدهم مع رسول الله "[14].
وروى باسناده عن زاذان قال : " سمعت علياً يقول : لو ثنيت لي الوسادة فجلست عليها لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم ، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم ، وبين أهل الزبور بزبورهم ، وبين أهل الفرقان بفرقانهم ، بقضاء يزهر يصعد إلى الله والله ما نزلت آية في ليل أو نهار ولا سهل ولا جبل ولا بر ولا بحر إلاّ وقد عرفت أي ساعة نزلت ، وفيمن نزلت ، وما من قريش رجل جرى عليه المواسي إلاّ قد نزلت فيه آية من كتاب الله تسوقه إلى جنة أو تقوده إلى نار ، فقال قائلٌ : فما نزل فيك يا أمير المؤمنين ؟ قال : ( أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَة مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ ) . فمحمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم على بينة من ربه وأنا الشاهد منه أتلو آثاره "[15].
وروى ابن أبي الحديد عن عبد الله بن الحرث قال : " قال علي عليه السّلام على المنبر : ما أحد جرت عليه المواسي إلاّ وقد أنزل الله فيه قرآناً فقام إليه رجل من مبغضيه فقال له : فما أنزل الله تعالى فيك ؟ فقام الناس إليه يضربونه ، فقال : دعوه ، أتقرأ سورة هود ؟ قال : نعم ، قال : فقرأ ( أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَة مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ ) ثم قال : الذي كان على بيّنة من ربه محمّد والشاهد الذي يتلوه أنا "[16].
وروى الكنجي باسناده عن علي عليه السّلام قال : " رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم على بيّنة من ربه ، وأنا الشاهد منه "[17].
وروى العياشي باسناده عن أبي جعفر عليه السّلام قال : الذي على بيّنة من ربه رسول الله صلّى الله عليه وآله ، والذي تلاه من بعده الشاهد منه أمير المؤمنين عليه السّلام ثم أوصياؤه واحد بعد واحد[18].
أقول : روى البحراني في غاية المرام حول هذه الآية من طريق العامة ثلاثة وعشرين حديثاً ومن الخاصة أحد عشر حديثاً .
[2] شواهد التنزيل ج 1 ص 271 رقم 267 .
[3] توضيح الدلائل في تصحيح الفضائل ص 318 مخطوط .
[4] البرهان ج 2 ص 206 رقم / 5 .
[5] تفسير القمّي ج 1 ص 321 .
[7] شواهد التنزيل ج 1 ص 372 رقم 368 ، ورواه العيّاشي في تفسيره ج 2 ص 141 رقم / 10 والسيد البحراني في البرهان في تفسير القرآن ج 2 ص 210 رقم / 4 .
[8] تفسير القمي ج 1 ص 324 ، وروى الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل ج 1 ص 274 مع فرق .
[10] جامع البيان ( الطبري ) ج 12 ص 15 ورواه السيوطي في الدر المنثور ج 3 ص 324 .
[11] المناقب : الفصل السابع عشر ص 197 .
[12] نظم درر السمطين ص 90 ، ورواه الحبري الكوفي : في ما نزل من القرآن ص 61 .
[13] شواهد التنزيل ج 1 ص 276 ، رقم / 375 ، ورواه ابن المغازلي في مناقب علي بن أبي طالب ص 270 رقم 318 ، والقندوزي في ينابيع المودة الباب السادس والعشرون ص 99 ، والمتقي في منتخب كنز العمال هامش مسند أحمد ج 1 ص 449 .
[14] شواهد التنزيل ج 1 ص 280 رقم 383 .
[15] شواهد التنزيل رقم / 384 .
[16] شرح نهج البلاغة طبع مصر ج 1 ص 208 .
[17] كفاية الطالب ص 235 ، ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج 2 ص 421 رقم 921 ، والسيوطي في الدر المنثور ) ج 3 ص 324 .
[18] التفسير ج 2 ص 143 . رقم / 12 .
الاكثر قراءة في مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام)
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة