سبب نزول الآية 1 سورة الانفال
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 2، ص5-7.
2025-10-28
39
سبب نزول الآية 1 سورة الانفال
قال تعالى : {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [الأنفال : 1].
قال إسحاق بن عمّار : سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن الأنفال ، فقال : « هي القرى التي قد خربت وانجلى أهلها ، فهي للّه وللرّسول ، وما كان للملوك فهو للإمام ، وما كان من أرض خربة ، وما لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب ، وكلّ أرض لا ربّ لها والمعادن منها ، ومن مات وليس له مولى ، فما له من الأنفال » « 1 ».
وفي رواية أخرى قال عليه السّلام فهو لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وهو للإمام من بعده يضعه حيث يشاء » « 2 ».
وقال عليه السّلام : « من مات وترك دينا فعلينا دينه وإلينا عياله ، ومن مات وترك مالا فلورثته ، ومن مات وليس له موال فماله من الأنفال » « 3 ».
أما سبب نزولها :
قال أبو عبد اللّه عليه السّلام : « نزلت يوم بدر لما انهزم الناس ، وكان أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم على ثلاث فرق : فصنف كانوا عند خيمة النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وصنف أغاروا على النّهب ، وفرقة طلبت العدوّ وأسروا وغنموا ، فلما جمعوا الغنائم والأسارى ، تكلّمت الأنصار في الأسارى ، فأنزل اللّه تبارك وتعالى : {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ} [الأنفال : 67]. فلمّا أباح اللّه لهم الأسارى والغنائم تكلّم سعد بن معاذ ، وكان ممّن أقام عند خيمة النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، فقال : يا رسول اللّه ، ما منعنا أن نطلب العدو زهادة في الجهاد ، ولا جبنا من العدو ، ولكنا خفنا أن نعدو موضعك فتميل عليك خيل المشركين ، وقد أقام عند الخيمة وجوه المهاجرين والأنصار ولم يشكّ أحد منهم ، والناسخ كثير - يا رسول اللّه - والغنائم قليلة ، ومتى تعطي هؤلاء لم يبق لأصحابك شيء.
وخاف أن يقسّم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم الغنائم وأسلاب القتلى بين من قاتل ، ولا يعطي من تخلّف عند خيمة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم شيئا ، فاختلفوا فيما بينهم حتّى سألوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فقالوا : لمن هذه الغنائم ؟ فأنزل اللّه يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فرجع الناس وليس لهم في الغنيمة شيء.
{وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ} [الأنفال : 41].
فقسّم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بينهم ، فقال سعد بن أبي وقّاص : يا رسول اللّه ، أتعطي فارس القوم الذي يحميهم مثل ما تعطي الضعيف ؟ فقال النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : ثكلتك أمّك ، وهل تنصرون إلّا بضعفائكم ؟ ».
قال : « فلم يخمّس رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ببدر ، قسّمه بين أصحابه ، ثمّ استقبل يأخذ الخمس بعد بدر ، ونزل قوله يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ بعد انقضاء حرب بدر ، فقد كتب ذلك في أوّل السورة ، وذكر بعده خروج النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم إلى الحرب » « 4 ».
________________
( 1 ) تفسير القمي : ج 1 ، ص 254.
( 2 ) الكافي : ج 1 ، ص 453 ، ح 3.
( 3 ) الكافي : ج 7 ، ص 168 ، ح 1.
( 4 ) تفسير القمي : ج 1 ، ص 254.
الاكثر قراءة في أسباب النزول
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة