مشروع قناة السويس
المؤلف:
د. محمد خميس الزوكة
المصدر:
جغرافية النقل
الجزء والصفحة:
ص 193 ـ 194
2025-11-06
37
كان من أهداف الحملة الفرنسية على مصر شق قناة في منطقة برزخ السويس ، لذا كلف نابليون لوبير Lapere کنر مهندسی الحملة الفرنسية بدراسة مشروع القناة ، وتمخضت دراسات لوبير التي استغرقت عاما كاملا عن نتيجة خاطئة مؤداها ارتفاع منسوب البحر الاحمر عن مستوى البحر المتوسط بمقدار ثمانية أمتار ونصف، وبناء على ذلك وضع لوبير مشروع القناة تبدأ من الاسكندرية وتنتهى عند السويس ويتخللها عددا من الاهوسة والتفريعات وظلت فكرة هذه القناة قائمة حتى خلال عهد محمد على والى مصر الذي رفض فكرتها تماما خوفا من اتخاذها ذريعة لغزو مصر ، ونجح المهندس الفرنسی فردیناند دی لیسبس خلال عهد سعيد باشا في الحصول على الموافقة بشق قناة فى برزخ السويس وكان ذلك في نوفمبر عام 1854 حين صدر فرمان الامتياز الاول للقناة والذي نص على منح دى ليسبس امتياز لاستغلالها لمدة 99 عاما تبدأ من تاريخ الافتتاخ وأعلن عن تأسيس شركة قناة السويس فى 15 ديسمبر عام 1858 برأس مال قدرة 200 مليون فرنك فرنسي ، وبدی فعلا في حفر القناة في 25 ابريل عام 1859 وتم افتتاحها للملاحة في 17 نوفمبر 1849.
وتم تأميم قناة السويس واعادتها الى أصحابها المصريين عام 1956 واهتم منذ ذلك الحين بتطوير القناة ورفع كفاءتها لخدمة التجارة البحرية الدولية ، ويبين الجدول رقم (6) مواصفات قناة السويس قبل وبعد التأميم.

وتوقفت الملاحة في قناة السويس لظروف الحرب العربية الاسرائيلية التي بدأت في 5 يونيو عام 1967 ، وظلت مغلقة لمدة ثماني سنوات حتى تم اعادة فتحها للملاحة الدولية في يونيو عام 1975.
وليس من شك في أن اعادة فتح قناة السويس كان له أبلغ الأثر على التجارة الدولية اذ وفر هذا الفتح ملايين الدولارات التي كانت تنفق سنويا الارتفاع أجور الشحن البحرى ، وقد بلغت خسائر العالم الناتجة عن غلق قناة السويس فى وجه الملاحة البحرية الدولية نحو 14 مليار دولار أمريكي أي بمعدل 17 مليار دولار أمريكي كل عام تقريبا وكان لابد من تطوير القناة التي كانت وستظل شريانا حيويا للتجارة الدولية وحتى تتلاءم فى مواصفاتها مع متغيرات العصر وتساير احدث ما وصلت اليه صناعة بناء السفن بما فى ذلك ناقلات البترول . وتم تنفيذ المرحلة الأولى من مشروعات التطوير التي أدت الى زيادة عمق مجرى القناة والموصول بالغاطس الى 60 قدما مما أدى الى استيعاب القناة الحوالى 95% من جملة ناقلات البترول فى العالم اذ تستطيع الان الناقلات البالغ حمولتها القصوى 200 ألف طن عبور القناة بكامل شحنتها ، كما تم انشاء تفريعة بور سعيد التي افتتحت رسميا للملاحة في 16 ديسمبر عام 1980 ، مما زاد من حجم الحمولة الصافية للسفن العابرة وتتضمن المرحلة الثانية لمشروع تطوير مجرى قناة السويس وتعميقه عبور الضخمة حمولة 270 ألف طن بكامل حمولتها ، وحتى الان لم يبت بصورة نهائية في أسلوب تنفيذ المرحلة الثانية للتطوير حيث يوجد رأيان ، أحدهما يرى ازدواج مجرى القناة بكامله، فى حين يرى الرأي الآخر تعميق المجرى للوصول بالغاطس الى أكثر من 67 قدما.
الاكثر قراءة في جغرافية المياه
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة