إلقاء المسؤولية على الطفل
المؤلف:
عيسى محسني
المصدر:
أساليب تعديل سلوك الأبناء رؤية إسلامية
الجزء والصفحة:
ص213ــ216
2025-11-24
23
من الأمور الأساسية التي تساعد على تعزيز السلوك الجيد عند الأبناء هو إعطائهم المهام والمسؤولية فالولد الذي يكلف بالقيام ببعض الأعمال الجيدة المنزلية أو في خارج المنزل مثل ترتيب سرير نومه، تنظيف غرفته، رمي النفايات في سلّتها خارج المنزل، شراء واجبات البيت أو جعله مسؤولاً على قسم من الشؤون الدينية والإسلامية مثل أداء الأذان في أوقات الصلاة أو قراءة القرآن يوميا في المنزل أو في مسجد المحلة التي يعيش فيها وغير ذلك من الأعمال الجيدة التي تجعله يواظب على ذلك العمل ويستمر في ممارسته لأنه يرى نفسه المسؤول على أداء ذلك العمل ومكلف به.
ومن هنا يجب أن يكون تكليف الطفل في الشؤون الدينية حسب رغبته وإشتياقه ولا يجبر على شيء منه لكي لا يصاب بالملل والضجر من ذلك العمل الديني، كما يجب أيضاً أن تكون الأعمال المنزلية التي يكلف بها الطفل مناسبة لعمره، فلا يكلف الطفل ذا الثلاث سنوات بترتيب سرير نومه أو رمي النفايات خارج المنزل وغيرها من الأعمال التي تناسب من هو أكبر منه عمرا.
كيف نعزز قبول المسؤولية عند الطفل
هناك عدة طرق يمكن من خلالها أن نعزّز إقبال الأبناء على قبول المسؤولية
الأول: من الأمور التي تسهم في نمو حب المساعدة والعمل لدى الأطفال والمراهقين هو التشجيع الذي يعد الأمر الأساسي والدافع الكبير للإقبال على أداء بعض الأعمال والإجادة فيها.
إن بعض الكلمات التشجيعية وعبارات المدح تدفع الأطفال الى القيام بالمزيد من الواجبات، خاصة إذا كان المديح أو الإطراء على مرأى ومسمع من الأقارب أو الأصدقاء أو الجيران.
الثاني: لا بأس بتقديم المكافأة للطفل عند التزامه بتنفيذ مسؤوليته ولكن يجب أن لا تكون المكافأة بالنحو الذي سيتعلم الطفل أنه كلما قام بعمل جيد سيحصل على مكافأة وإذا لم تقدم له المكافأة في حال قيامه بالعمل والسلوك الجيد سيبدي ردّة فعل سيئة.
الثالث: يفضل عند طلب انجاز مهمة من الطفل أن يستخدم الأبوان المصطلحات الجيدة حتى يعتاد الطفل على استخدامها مثل لو سمحت، من فضلك وعند إتمام المهمة أن نشكره.
أمور يجب أن نحذرها
1- ينبغي على الأب والأم أو أي من أفراد الأسرة الابتعاد الكامل عن إظهار العيوب في عمل الطفل منذ البداية؛ لأن ذلك يدفعه الى أن يترك القيام بأي عمل سواء أكان عملاً منزلياً أو واجباً خاصاً به ويميل الى الركود والكسل. نعم لا بأس أن يعاتب الولد احيانا عند إهماله المسؤولية ويطلب منه تنفيذها مرة أخرى.
2- يُنصح الأبوان بعدم اللجوء للعقاب من أول تقصير، ولا يتم تكليف الطفل بأعمال إضافية كنوع من العقاب حتى لا يكون رد الفعل عكسيا من الطفل.
3- يجب أن يعلم الآباء أن قيامهم بمهام الأولاد كقيامهم بترتيب السرير أو ترتيب ملابسهم أو إرجاع لعبهم بعد اللعب أو غيرها من واجبات الأبناء وهو يترك فيهم حالة الإهمال والكسل وعدم تحملهم المسؤولية فينبغي أن يدعوا أولادهم الى أن يعتمدوا على أنفسهم في القيام بوظائفهم وواجباتهم ويكتفوا بتقديم توجيهات ومساعدات فحسب، لا القيام بمهامهم وواجباتهم.
فوائد تربية الأولاد على المسؤولية
إن تربية الطفل على قبول المسؤولية تحقق الكثير من الفوائد للآباء والأبناء.
منها: توحي للطفل الشعور بوجود قدرة لأداء أي عمل يريده كما انه يشعر أيضاً أنه أصبح قادراً على إجراء تغييرات إيجابية في حياته.
وأنه قادر على تحديد الأشياء التي يريدها أو يحتاج إليها بالإضافة إلى شعوره بأنه عضو فعال في المنزل وليس مجرد فرد يعيش على مساعدة الآخرين له.
منها: اكتساب الولد محبة واحترام الآخرين وسينظر الجميع اليه نظرة إعجاب وتقدير وذلك عندما يتابع الولد القيام بالأعمال الخاصة به والأنشطة التي تعنيه وحده بدون الاستعانة بالآخرين وسيؤثر ذلك على معنوياته وقدرته على القيام على العمل بشكل أفضل.
منها ربما يبدأ الأولاد إنجاز القليل من الأمور عند بداية استيعابهم لمفهوم تحمل المسؤولية، إلا أنهم مع مرور الوقت سيتعلمون أساليب جديدة لتحمل المسؤولية وسينجزون المزيد من المهام والأمور والأعمال كلما ازداد فهمهم لهذا المفهوم؛ بالإضافة إلى أنه كلما كبر الولد كلما أصبحت مسؤولياته أكبر اعتمد على نفسه أكثر.
الاكثر قراءة في الطفولة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة