المتخلفون عن الإيمان باللّه
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 2، ص47-48
2025-12-18
46
المتخلفون عن الإيمان باللّه
قال تعالى : {وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللَّهُ وَكَانَ اللَّهُ بِهِمْ عَلِيمًا } [النساء : 39].
قال الشيخ الطوسي : معنى قوله وَما ذا عَلَيْهِمْ الآية الاحتجاج على المتخلفين عن الإيمان باللّه واليوم الآخر بما عليهم فيه ولهم ، وذلك أنه يجب على الإنسان أن يحاسب نفسه فيما عليه وله ، فإذا ظهر له ما عليه في فعل المعصية من استحقاق العقاب اجتنبها ، وما له في تركها من استحقاق الثواب عمل في ذلك من الاختيار له ، أو الانصراف عنه . وفي ذلك دلالة على بطلان قول المجبرة في أن الكافر لا يقدر على الإيمان ، لأن الآية نزلت على أنه لا عذر للكافر في ترك الإيمان ، ولو كانوا غير قادرين لكان فيه أوضح العذر لهم ، ولما جاز أن يقال : « وما ذا عليهم لو آمنوا باللّه » لأنهم لا يقدرون عليه ، كما لا يجوز أن يقال لأهل النار : ماذا عليهم لو خرجوا منها إلى الجنة ، من حيث لا يقدرون عليه ، ولا يجدون السبيل إليه ، ولذلك لا يجوز أن يقال للعاجز : ماذا عليه لو كان صحيحا ، ولا للفقير : ماذا عليه لو كان غنيا . . .
ففي الآية تقريع على ترك الإيمان باللّه واليوم الآخر ، وتوبيخ على الإنفاق مما رزقهم اللّه في غير أبواب البر وسبيل الخير على وجه الإخلاص ، دون الرياء .
وقوله :{ وَكانَ اللَّهُ بِهِمْ عَلِيماً} معناه ههنا أن اللّه بهم عليم ، يجازيهم بما يسرون من قليل أو كثير ، فلا ينفعهم ما ينفقونه على جهة الرياء « 1 » .
________
( 1 ) التبيان : ج 3 ، ص 198 .
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة