الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
أبو العباس الأعمى المكّي
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج1، ص735-737
26-12-2015
7827
هو أبو العبّاس الأعمى، و اسمه السائب بن فرّوخ مولى بني جذيمة ابن عدي بن الديل بن بكر بن عبد مناة من بني عبد شمس؛ أصله من آذربيجان، و مولده و منشأه في المدينة. ثم انّه انتقل إلى مكّة فكان لا يفارقها حتّى نفاه عبد اللّه بن الزبير إلى الطائف.
و كان أبو العبّاس الاعمى من شعراء بني أميّة شديد التعصّب لهم منحرفا عن حبّ آل البيت انحرافا قبيحا و خصيما لآل الزبير غير مصعب لأنّ مصعبا كان يحسن إليه، و لمّا مات مصعب، سنة 72 ه(691 م) ، رثاه أبو العبّاس الأعمى.
و كان بنو أميّة يرسلون جوائزهم و عطاياهم إلى أبي العبّاس الأعمى في مكّة، و كذلك كان سائر القرشيين يبرّونه بالعطايا خوفا من لسانه. و لم يدخل أبو العبّاس الأعمى في الهجاء القبلي الذي كان مستطيلا في أيّامه، و لكنّه هجا البعيث هجاء شخصيا لأن البعيث كان سؤولا ملحفا قبيح الاقتضاء (قليل الذوق في طلب العطاء) . و قد هجا أيضا عمر بن أبي ربيعة لأنّ عمر كان يحاول الوصول إلى جارية له.
و أبو العبّاس الأعمى من أهل الحديث روى عن نفر من الصّحابة منهم عبد اللّه بن عمرو بن العاص (معجم الأدباء 11:179) و منهم عبد اللّه بن عمر (1) بن الخطّاب، كما روى عنه جماعة. ثم روى له أصحاب الصحاح الستّة (2).
و أدرك أبو العبّاس الأعمى خلافة المنصور العبّاسيّ (3)، و لعلّ وفاته كانت قبيل 140 ه(757 م) .
أبو العبّاس الأعمى المكّيّ شاعر سهل الشعر عذب القول و على شعره ديباجة محدثة. و أكثر شعره المديح و الرثاء، و له هجاء كثير في آل الزبير خاصّة، و في عمرو بن الزبير بن العوّام على الأخصّ، و لم يهج مصعب ابن الزبير. و الوصف في شعره قليل.
المختار من شعره:
- قال أبو العبّاس الاعمى يصف منافقا (البيان و التبيين 1:218) :
إذا وصف الاسلام أحسن وصفه... بفيه، و يأبى قلبه و يهاجره (4)
و إن قام قال الحقّ ما دام قائما... تقيّ اللسان كافر، بعد، سائره (5)
- و قال في مدح بني أميّة، في أيام مروان بن محمد آخر الخلفاء الأمويّين (الاغاني-طبعة الساسي-15:57) :
ليت شعري أفاح رائحة المـ...ـسك؟ و ما إن إخال بالخيف نفسي (6)
حين غابت بنو أميّة عنه... و البهاليل من بني عبد شمس (7)
خطباء على المنابر فرسا... ن عليها، و قالة غير خرس (8)
لا يعابون صامتين؛ و ان قا... لوا أصابوا و لم يقولوا بلبس (9)
بحلوم إذا الحلوم تقضّت... و وجوه مثل الدنانير ملس (10)
- و قال يهجو آل الزبير:
بني أسد، لا تذكروا الفخر، إنكم... متى تذكروه تكذبوا و تحمّقوا
متى تسألوا فضلا تضنّوا و تبخلوا... و نيرانكم بالشّرّ فيها تحرّق (11)
إذا استبقت يوما قريش خرجتم... بني أسد، سكتا و ذو المجد يسبق (12)
تجيئون خلف القوم سودا وجوهكم... إذا ما قريش للأضاميم أصفقوا (13)
و ما ذاك إلاّ أنّ للّؤم طابعا... يلوح عليكم وسمه ليس يخلق (14)
___________________
1) غ (طبعة الساسي)15:57، السطر 16.
2) أصحاب كتب الحديث الستة (و هي الكتب الصحاح الستة) هم: البخاري و مسلم و الترمذي (بكسر التاء و الميم) و ابو داود و النسائي (بفتح النون) و ابن ماجة. و من كتب الحديث الموثوقة أيضا موطأ الإمام مالك بن أنس.
3) راجع غ 15:57، السطرين الخامس و السادس من أسفل.
4) يهاجره: يهجره، يبتعد عنه (يقول فيه قولا قبيحا) .
5) ما دام قائما (على المنبر) ؛ ما دام بين الناس. . . ثم هو يداري المسلمين بلسانه، و كل شيء فيه بعد ذلك (كل أعماله) دال على الكفر.
6) . . . المعنى الملموح: كيف تفوح رائحة المسك (كيف يكون للملك أبهة) و أنا لست في الخيف من منى (أحد مناسك الحج) .
7) . . . . و كذلك ليس المالكين في الحجاز بنو أمية. البهلول: السيد الجامع لكل خير.
8) قالة جمع قائل و قؤول: اللسن الحسن القول.
9) اللبس: الغموض.
10) إذا الحلوم (العقول) تقضت: فقدت من الناس. وجه أملس: ناضر.
11) نيرانكم (حميتكم) تتحرق (تتقد) بالشر فقط لا بالخير.
12) استبق القوم: خرجوا يتسابقون. السكت هي الخيل التي تأتي في آخر الحلبة.
13) الاضاميم: جماعات الخيل التي تخرج للسباق. أصفقوا: أطبقوا. -إذا جاء قريش كلهم سابقين أمام جميع الخيل.
14) الوسم: العلامة. يخلق: يمحي، يتقادم عهده.