الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
أبو الفتح البُستي
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج3، ص49-51
26-12-2015
6153
هو أبو الفتح عليّ بن محمّد بن الحسين بن يوسف بن محمّد بن عبد العزيز البستيّ ،نسبة الى بست من بلاد كابل (الأفغان) بين هراة و غزنة.
لعلّ مولد أبي الفتح البستيّ كان في نحو سنة 330 ه (941 م) . و قد قرأ الحديث على محمّد بن أحمد بن حبّان البستي (ت 354-965 م) ثمّ حمد بن محمّد بن ابراهيم الخطّابيّ البستيّ (ت نحو 386 ه -996 م) -و كان محدّثا و شاعرا- و أصبح صديقا له.
بدأ أبو الفتح البستي حياته العمليّة معلّما للصبية في بست، ثمّ ما لبث أن أصبح كاتبا لدى بايتوز (والي بست) . فلمّا استولى سبكتكين على بست (سنة 366 ه) دخل البستي في خدمته. و قد حدثت وحشة بينه و بين سبكتكين فنفاه سبكتكين الى منطقة روهج أو رخّاج (قرب نيسابور) ، ثمّ رضي عنه فاستدعاه. و بقي البستيّ في خدمة الدولة الى أيام محمود الغزنويّ بن سبكتكين. بعدئذ وقعت الوحشة بينه و بين رجال الدولة من جديد فآثر أن ينتقل الى بلاد الترك (وراء نهر جيحون) حيث توفّي سنة 401 ه (1010 م) في مدينة بخارى أو أوزجند.
البستيّ شاعر بارع و كاتب مجيد صاحب الطريقة الأنيقة و التجنيس الأنيس البديع التأسيس، و هو كثير التجنيس و التسهيم (الموازنة في الجملة بين الكلمات و بين صيغ تلك الكلمات أيضا) في نثره و شعره. و اشتهر البستي بقصيدته «زيادة المرء» في الحكمة، و قد شرحها نفر من الأدباء.
مختارات من آثاره:
- من القصيدة النونية المشهورة:
زيادة المرء في دنياه نقصان... و ربحه غير محض الخير خسران
و منها:
أحسن الى الناس تستعبد قلوبهم... فطالما استعبد الإنسان إحسان
و كن على الدهر معوانا لذي أمل... يرجو نداك، فإنّ الحرّ معوان
و اشدد يديك بحبل اللّه معتصما... فإنّه الركن إن خانتك أركان
من جاد بالمال مال الناس قاطبة... إليه؛ و المال للإنسان فتّان
من يزرع الشرّ يحصد في عواقبه... ندامة؛ و لحصد الزرع إبّان
من استنام الى الأشرار نام و في... قميصه منهم صلّ و ثعبان
أحسن اذا كان إمكان و مقدرة... فلن يدوم على الإنسان (1) إمكان
لا ظلّ للمرء يعرى من نهى و تقى... و إن أظلّته أوراق و أغصان
فالناس أعوان من والته دولته... و هم عليه، إذا عادته، أعوان
لا تحسب الناس طبعا واحدا، فلهم... غرائز لست تدريها و أركان
اذا نبا بكريم موطن فله... وراءه، في بسيط الارض، أوطان
يا نائما، فرحا بالعزّ ساعده... إن كنت في سنة (2) فالدهر يقظان
لا تحسبنّ سرورا دائما أبدا... من سرّه زمن ساءته أزمان
إذا جفاك خليل كنت تألفه... فاطلب سواه، فكلّ الناس إخوان
و ان نبت (3) بك أوطان نشأت بها... فارحل، فكلّ بلاد اللّه أوطان
- و من مقطوعاته القصيرة البارعة معنى و تجنيسا:
و قد يلبس المرء خزّ الثياب... و من دونه حاله مضنية (4)
كمن يكتسي خدّه حمرة... و علّته ورم في الرئة (5)
- اذا تحدّثت في قوم لتؤنسهم... بما تحدّث من ماض و من آت
فلا تعد لحديث؛ إنّ طبعهم... موكّل بمعاداة المعادات (6)
- قل للأمير، أدام ربّي عزّه... و أناله من فضله مكنونه
إنّي جنيت، و لم يزل أهل النهى... يهبون للخدّام ما يجنونه (7)
و لقد جمعت من العيوب فنونها... فاجمع من العفو الكريم فنونه
من كان يرجو عفو من هو فوقه... عن ذنبه، فليعف عن من دونه
- و من نثره البارع أيضا :
من أصلح فاسده أرغم حاسده. من أطاع غضبه أضاع أدبه. عادات السادات سادات العادات. من سعادة جدّك (8) وقوفك عند حدّك. الرشوة رشاء (9) الحاجات. أجهل الناس من كان للإخوان مذلاّ و على السلطان مدلاّ (10). الفهم شعاع العقل. المنيّة تضحك من الأمنيّة (11).
______________________
1) كذا في الأصل، و لعلها: فلن يدوم على «الاحسان» إمكان.
2) السنة (بكسر السين و فتح النون) : النعاس، أول النوم، الاستغراق في النوم.
3) نبا جنبه عن الفراش: لم يطمئن فيه. نبا به المنزل (و الوطن) : لم يوافقه.
4) الخز: الحرير. و من دونه: تحت الثياب الحرير (الانسان نفسه) .
5) في مرض الرئة (السل) يظهر على الحد الشاحب حمرة متحلقة غير شائعة في الوجه كله.
6) المعادات (جمع معادة: قصة مروية مرة بعد أخرى) .
7) جنى: قطف الزهر أو التمر. جنى: أذنب. الخادم: الأجير. الخادم (الموظف، الوزير في بعض الأحيان) . يهبون للخدام ما يجنونه (تورية) : يتنازلون لخدامهم عن نتاج أرضهم-يعفون عن ذنوبهم.
8) الجد: الحظ.
9) الرشاء: الحبل يستخدم في رفع الماء من البئر.
10) أدل: أظهر الطمع أو الدلع و كانت له جرأة على المحب أو على الصديق.
11) المنية: الموت. الأمنية: الأمل، الرغبة.