 
					
					
						شعب أبي طالب وعام الحزن					
				 
				
					
						 المؤلف:  
						باقر شريف القرشي
						 المؤلف:  
						باقر شريف القرشي					
					
						 المصدر:  
						موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
						 المصدر:  
						موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب					
					
						 الجزء والصفحة:  
						ج1 ، ص211-212
						 الجزء والصفحة:  
						ج1 ، ص211-212					
					
					
						 12-4-2016
						12-4-2016
					
					
						 3821
						3821					
				 
				
				
				
				
				
				
				
				
				
			 
			
			
				
				أجمع رأي وجوه القرشيّين وساداتهم على حبس النبيّ (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته في شعب أبي طالب وفرض الإقامة الجبرية عليهم حتى لا يختلطوا بالناس فيغيّروا عقائدهم ويغسلوا أدمغتهم من براثن الجاهلية وقد اتّخذوا من القرارات ما يلي :
١ ـ أن لا يزوّجوا هاشميّا بامرأة منهم.
٢ ـ لا يتزوّج أحد منهم بهاشمية.
٣ ـ لا يبايعون هاشميا ولا يشترون شيئا منهم.
وكتبوا في ذلك وثيقة علّقوها في جوف الكعبة وأقام الرسول (صلى الله عليه وآله) ومن آمن به من الهاشميّين في شعب أبي طالب وهم يعانون أشقّ وأقسى ألوان الاضطهاد والضيق وقد أمدّتهم بجميع ما يحتاجون إليه أمّ المؤمنين خديجة الكبرى رضي الله عنها حتى نفد ما عندها من الثراء العريض فما أعظم عائدتها على الإسلام والمسلمين!
بقي النبيّ (صلى الله عليه وآله) معتقلا في السجن سنتين أو ما يزيد عليهما وقد سلّط الله تعالى الأرضة على صحيفة قريش فأتت عليها فأخبر النبيّ (صلى الله عليه وآله) عمّه أبا طالب بذلك فهرع إليهم وأخبرهم بالأمر فخفّوا مسرعين إلى الصحيفة فوجدوها كما أخبر النبيّ (صلى الله عليه وآله) فذهلوا ووجموا وانبرى جماعة من قريش فطالبوا قومهم برفع الحصار عن الهاشميّين فعارضهم أبو جهل إلاّ أنّ معارضته لم تجد شيئا فقد أطلقوا سراح النبيّ (صلى الله عليه وآله) مع من آمن به وخرجوا من الشعب وهم في أقصى ما يتصوّر من الجهد والعناء  وخرج النبيّ (صلى الله عليه وآله) من الشعب وهو يدعو الناس إلى الإيمان بالإسلام ونبذ الجاهلية ولم يحفل بتهديد القرشيّين وإجماعهم على مناهضته فقد احتمى بعمّه أبي طالب شيخ البطحاء ومؤمن قريش فكان مع أبنائه سدّا حصينا وقوّة ضاربة يحتمي بها وقد شجّعه على أداء رسالته ومقاومة المدّ الجاهلي قائلا له :
اذهب بنيّ فما عليك غضاضة              اذهب وقرّ بذاك منك عيونا
والله لن يصلوا إليك بجمعهم               حتّى اوسّد في التّراب دفينا
ودعوتني وعلمت أنّك ناصحي            ولقد صدقت وكنت قبل أمينا
ولقد علمت بأنّ دين محمّد                 من خير أديان البريّة دينا
فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة        وابشر بذاك وقرّ منك عيونا
ودلّ هذا الشعر على إيمان أبي طالب وتفانيه في الولاء لابن أخيه وتصديقه لرسالته ؛ وعلى أي حال فقد ورمت قلوب القرشيّين غيظا على النبيّ (صلى الله عليه وآله) وحسدا له وممّا زاد في بغضهم للنبيّ (صلى الله عليه وآله) ما يعلنه من التنديد بالأصنام التي اتّخذوها آلهة يعبدونها من دون الله تعالى وقد ازداد حسد الطغاة من قريش للنبيّ حينما كانت الأندية تتحدّث عن سموّ أخلاقه وعظيم ما جاء به من هدى ورحمة وخير إلى الناس وإيمان بعض الناس برسالته ; ورزء النبيّ (صلى الله عليه وآله) بكارثة كبرى وهي وفاة عمّه أبي طالب حامي الإسلامي وأقوى مدافع عنه كما ورزئ بوفاة زوجته أمّ المؤمنين خديجة التي كانت من أقوى المناصرين له فقد وهبت جميع ما تملكه من الثراء العريض في سبيل الإسلام وكانت وفاتها بعد وفاة عمّه أبي طالب بثلاثة أيام وبلغ الحزن من النبيّ (صلى الله عليه وآله) أقصاه فقد عمّه وزوجته الرؤوم وقد سمّي ذلك العامّ عام الحزن فلم يجد بعد عمّه ركنا شديدا يأوي إليه وبقي في أرباض مكّة تسايره الهموم والأحزان خوفا من بطش القرشيّين وكيدهم .
 
				
				
					
					 الاكثر قراءة في  حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله)
					 الاكثر قراءة في  حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله)					
					
				 
				
				
					
					 اخر الاخبار
						اخر الاخبار
					
					
						
							  اخبار العتبة العباسية المقدسة