الفضائل
الاخلاص والتوكل
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
الإيثار و الجود و السخاء و الكرم والضيافة
الايمان واليقين والحب الالهي
التفكر والعلم والعمل
التوبة والمحاسبة ومجاهدة النفس
الحب والالفة والتاخي والمداراة
الحلم والرفق والعفو
الخوف والرجاء والحياء وحسن الظن
الزهد والتواضع و الرضا والقناعة وقصر الامل
الشجاعة و الغيرة
الشكر والصبر والفقر
الصدق
العفة والورع و التقوى
الكتمان وكظم الغيظ وحفظ اللسان
بر الوالدين وصلة الرحم
حسن الخلق و الكمال
السلام
العدل و المساواة
اداء الامانة
قضاء الحاجة
فضائل عامة
آداب
اداب النية وآثارها
آداب الصلاة
آداب الصوم و الزكاة و الصدقة
آداب الحج و العمرة و الزيارة
آداب العلم والعبادة
آداب الطعام والشراب
آداب الدعاء
اداب عامة
حقوق
الرذائل وعلاجاتها
الجهل و الذنوب والغفلة
الحسد والطمع والشره
البخل والحرص والخوف وطول الامل
الغيبة و النميمة والبهتان والسباب
الغضب و الحقد والعصبية والقسوة
العجب والتكبر والغرور
الكذب و الرياء واللسان
حب الدنيا والرئاسة والمال
العقوق وقطيعة الرحم ومعاداة المؤمنين
سوء الخلق والظن
الظلم والبغي و الغدر
السخرية والمزاح والشماتة
رذائل عامة
علاج الرذائل
علاج البخل والحرص والغيبة والكذب
علاج التكبر والرياء وسوء الخلق
علاج العجب
علاج الغضب والحسد والشره
علاجات رذائل عامة
أخلاقيات عامة
أدعية وأذكار
صلوات و زيارات
قصص أخلاقية
قصص من حياة النبي (صلى الله عليه واله)
قصص من حياة الائمة المعصومين(عليهم السلام) واصحابهم
قصص من حياة امير المؤمنين(عليه السلام)
قصص من حياة الصحابة والتابعين
قصص من حياة العلماء
قصص اخلاقية عامة
إضاءات أخلاقية
حب الدنيا
المؤلف:
محمد مهدي النراقي
المصدر:
جامع السعادات
الجزء والصفحة:
ج2 , ص18-21.
5-10-2016
2611
للدنيا ماهية في نفسها و ماهية في حق العبد ، أما ماهية الدنيا و حقيقتها في نفسها ، فعبارة عن أعيان موجودة : هي الأرض و ما عليها و الأرض هي العقار و الضياع و أمثالهما ، و ما عليها تجمعه المعادن و النبات و الحيوان ، و المعادن تطلب لكونها إما من الآلات والزينة كالنحاس و الرصاص و الجواهر و أمثالها ، أو من النقود كالذهب و الفضة ، و النبات يطلب لكونه من الأقوات أو الأدوية ، و الحيوانات تطلب إما لملكية أبدانها و استخدامها كالعبيد و الغلمان أو لملكية قلوبها و تسخيرها ليترتب عليه التعظيم و الإكرام و هو الجاه ، أو للتمتع و التلذذ بها كالجواري و النسوان ، أو للقوة و الاعتضاد كالأولاد , هذه هي الأعيان المعبر عنها بالدنيا ، و قد جمعها اللّه سبحانه في قوله : {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [آل عمران: 14].
وحب جميع ذلك من رذائل قوة الشهوة ، إلا حب تسخير القلوب لقصد الغلبة و الاستيلاء ، فإنه من رذائل قوة الغضب , و بذلك يظهر أن حب الدنيا المتعلق بقوة الشهوة أعم من الشره بأول تفسيريه .
وأما ماهيتها في حق العبد ، فعبارة عن جميع ما له قبل الموت ، كما أن بعد الموت عبارة عن الآخرة ، فكل ما للعبد فيه نصيب و شهوة و حظ و غرض و لذة في عاجل الحال قبل الوفاة فهي الدنيا في حقه ، و للعبد فيه علاقتان ، علاقة بالقلب : و هو حبه له ، و علاقة بالبدن : و هو إشغاله بإصلاحه ، ليستوفي منه حظوظه , إلا أن جميع ما له إليه ميل و رغبة ليس بمذموم وذلك لأن ما يصحبه في الدنيا و تبقى ثمرته معه بعد الموت - أعني العلم النافع و العمل الصالح - فهو من الآخرة في الحقيقة ، و إنما سمي بالدنيا باعتبار دنوه ، فإن كلا من العالم و العابد قد يلتذ بالعلم و العبادة بحيث يكون ذلك ألذ الأشياء عنده ، فهو و إن كان حظا عاجلا له في الدنيا إلا أنه ليس من الدنيا المذمومة ، بل هو من الآخرة في الحقيقة ، و إن عد من الدنيا من حيث دخوله في الحس و الشهادة ، فإن كل ما يدخل فيهما فهو من عالم الشهادة - أعني الدنيا - و لذا جعل نبينا (صلّى اللّه عليه و آله) الصلاة من الدنيا ، حيث قال : «حبب إلي من دنياكم ثلاث : الطيب و النساء ، و قرة عيني في الصلاة» ، مع أنها من أعمال الآخرة.
فالدنيا المذمومة عبارة عن حظ عاجل ، لا يكون من أعمال الآخرة و لا وسيلة إليها ، و ما هو إلا التلذذ بالمعاصي و التنعم بالمباحات الزائدة على قدر الضرورة في تحصيل العلم و العمل.
وأما قدر الضرورة من الرزق ، فتحصيله من الأعمال الصالحة - كما نطقت به الأخبار- قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) : العبادة سبعون جزءا ، أفضلها طلب الحلال».
وقال (صلّى اللّه عليه و آله): ملعون من ألقى كله على الناس» , وقال السجاد (عليه السّلام) : «الدنيا دنياءان : دنيا بلاغ ، و دنيا ملعونة» , وقال الباقر (عليه السلام) : «من طلب الدنيا استعفافا عن الناس ، و سعيا على أهله ، و تعطفا على جاره ، لقى اللّه - عز و جل - يوم القيامة ووجهه مثل القمر ليلة البدر» , وقال الصادق (عليه السّلام) : «الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل اللّه» , وقال (عليه السّلام) «إن اللّه تبارك و تعالى ليحب الاغتراب في طلب الرزق» وقال (عليه السّلام) : «ليس منا من ترك دنياه لآخرته و لا آخرته لدنياه» , وقال (عليه السّلام) : «لا تكسلوا في طلب معايشكم ، فإن آباءنا كانوا يركضون فيها و يطلبونها» , وقال له (عليه السّلام) رجل : «إنا لنطلب الدنيا و نحب أن نؤتاها ، فقال : تحب أن تصنع بها ما ذا؟ , قال : أعود بها على نفسي وعيالي ، و أصل بها و أتصدق ، و أحج و أعتمر، فقال أبو عبد اللّه (عليه السّلام) : ليس هذا طلب الدنيا ، هذا طلب الآخرة» , وكان أبو الحسن (عليه السّلام) يعمل في أرض قد استنقعت قدماه في العرق ، فقيل له : «جعلت فداك! أين الرجال؟ , فقال : و قد عمل باليد من هو خير مني في أرضه و من أبي ، فقيل : و من هو؟ , فقال : رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و أمير المؤمنين و آبائي كلهم كانوا قد عملوا بأيديهم ، و هو من عمل النبيين و المرسلين و الأوصياء و الصالحين».