الفضائل
الاخلاص والتوكل
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
الإيثار و الجود و السخاء و الكرم والضيافة
الايمان واليقين والحب الالهي
التفكر والعلم والعمل
التوبة والمحاسبة ومجاهدة النفس
الحب والالفة والتاخي والمداراة
الحلم والرفق والعفو
الخوف والرجاء والحياء وحسن الظن
الزهد والتواضع و الرضا والقناعة وقصر الامل
الشجاعة و الغيرة
الشكر والصبر والفقر
الصدق
العفة والورع و التقوى
الكتمان وكظم الغيظ وحفظ اللسان
بر الوالدين وصلة الرحم
حسن الخلق و الكمال
السلام
العدل و المساواة
اداء الامانة
قضاء الحاجة
فضائل عامة
آداب
اداب النية وآثارها
آداب الصلاة
آداب الصوم و الزكاة و الصدقة
آداب الحج و العمرة و الزيارة
آداب العلم والعبادة
آداب الطعام والشراب
آداب الدعاء
اداب عامة
حقوق
الرذائل وعلاجاتها
الجهل و الذنوب والغفلة
الحسد والطمع والشره
البخل والحرص والخوف وطول الامل
الغيبة و النميمة والبهتان والسباب
الغضب و الحقد والعصبية والقسوة
العجب والتكبر والغرور
الكذب و الرياء واللسان
حب الدنيا والرئاسة والمال
العقوق وقطيعة الرحم ومعاداة المؤمنين
سوء الخلق والظن
الظلم والبغي و الغدر
السخرية والمزاح والشماتة
رذائل عامة
علاج الرذائل
علاج البخل والحرص والغيبة والكذب
علاج التكبر والرياء وسوء الخلق
علاج العجب
علاج الغضب والحسد والشره
علاجات رذائل عامة
أخلاقيات عامة
أدعية وأذكار
صلوات و زيارات
قصص أخلاقية
قصص من حياة النبي (صلى الله عليه واله)
قصص من حياة الائمة المعصومين(عليهم السلام) واصحابهم
قصص من حياة امير المؤمنين(عليه السلام)
قصص من حياة الصحابة والتابعين
قصص من حياة العلماء
قصص اخلاقية عامة
إضاءات أخلاقية
اللعن
المؤلف:
محمد مهدي النراقي
المصدر:
جامع السعادات
الجزء والصفحة:
ج1 , ص352-356.
6-10-2016
2269
لا ريب في كونه مذموما ، لأنه عبارة عن الطرد و الإبعاد من اللَّه تعالى ، و هذا غير جائز إلا على من اتصف بصفة تبعده بنص الشريعة.
و قد ورد عليه الذم الشديد في الأخبار ، قال رسول اللَّه ( صلى اللَّه عليه و آله ) -: «المؤمن ليس بلعان» , و عن الباقر (عليه السلام ) قال : «خطب رسول اللَّه ( صلى اللَّه عليه و آله و سلم ) الناس ، فقال : ألا أخبركم بشراركم؟ , قالوا بلى يا رسول اللَّه! , قال : الذي يمنع رفده و يضرب عبده ، و يتردد وحده.
فظنوا أن اللَّه لم يخلق خلقا هو شر من ذلك ، ثم قال : ألا أخبركم بمن هو شر من ذلك؟ , قالوا : بلى يا رسول اللَّه! , قال المفتحش اللعان الذي إذا ذكر عنده المؤمنون لعنهم ، و إذا ذكروه لعنوه».
وقال الباقر (عليه السلام ) : «إن اللعنة إذا خرجت من فم صاحبها ترددت بينهما فإن وجدت مساغا و إلا رجعت إلى صاحبها».
ثم لما كان اللعن هو الحكم بالبعد أو طلب الإبعاد من اللَّه , (و الأول) غيب لا يطلع عليه إلا اللَّه (والثاني) لا يجوز إلا على من اتصف بصفة تبعده منه ، فينبغي ألا يلعن أحدا إلا من جوز صاحب الشرع لعنة ، و المجوز من الشرع إنما هو اللعن على الكافرين و الظالمين و الفاسقين كما ورد في القران و لا ريب في جواز ذلك بالوصف الأعم , كقولك : لعنة اللَّه على اليهود و النصارى.
والحق جواز اللعن على شخص معين علم اتصافه بصفة الكفر أو الظلم أو الفسق , (وما قيل) من عدم جواز ذلك إلا على من يثبت لعنه من الشرع كفرعون و أبي جهل , لأن كل شخص معين كان على إحدى الصفات الثلاثة ربما رجع عنها ، فيموت مسلما أو تائبا ، فيكون مقربا عند اللَّه لا مبعدا عنه (كلام ينبغي) أن يطوى و لا يروى ، إذا المستفاد من كلام اللَّه تعالى و كلام رسوله ( صلى اللَّه عليه و آله و سلم ) و كلام أئمتنا الراشدين : جواز نسبته إلى الشخص المعين ، بل المستفاد منها أن اللعن على بعض أهل الجحود و العناد من أحب العبادات و أقرب القربات ، قال اللَّه سبحانه : {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} [البقرة : 161] و قال : {أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} [البقرة : 159] .
وقال النبي ( صلى اللَّه عليه و آله و سلم ) -: «لعن اللَّه الكاذب و لو كان مازحا» , و قال (صلى اللَّه عليه و آله و سلم) في جواب أبي سفيان حين هجاء بألف بيت , «اللهم إني لا أحسن الشعر و لا ينبغي لي ، اللهم العنه بكل حرف ألف لعنة» , و قد لعن أمير المؤمنين (عليه السلام) جماعة.
وروي أنه كان يقنت في الصلاة المفروضة بلعن معاوية و عمرو بن العاص و أبي موسى الأشعري و أبي أعور الأسلمي ، مع أنه أحلم الناس و أشدهم صفحا عمن يسوء به ، فلولا أنه كان يرى لعنهم من الطاعات لما يتخير محله في الصلوات المفروضات.
وروى الشيخ الطوسي : «أن الصادق (عليه السلام) كان ينصرف من الصلاة بلعن أربعة رجال».
ومن نظر إلى ما وقع للحسن (عليه السلام) مع معاوية و أصحابه و كيف لعنهم ، و تتبع ما ورد من الأئمة في الكافي و غيره من كتب الأخبار و الأدعية في لعنهم من يستحق اللعن من رؤساء الضلال و التصريح بأسمائهم يعلم أن ذلك من شعائر الدين ، بحيث لا يعتريه شك و مرية.
و ما ورد من قوله ( عليه السلام ) «لا تكونوا لعانين», و مثله نهى عن اللعن على غير المستحقين ، و ما روي : أن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) نهى عن لعن أهل الشام ، فإن صح فلعله كان يرجو إسلامهم و رجوعهم إليه ، كما هو شأن الرئيس المشفق على الرعية , و بالجملة : اللعن على رؤساء الظلم و الضلال و المجاهرين بالكفر و الفسق جائز، بل مستحب و على غيرهم من المسلمين غير جائز، إلا أن يتيقن باتصافه بإحدى الصفات الموجبة له , و ينبغي ألا يحكم باتصافه بشيء منها بمجرد الظن و التخمين ، إذ لا يجوز أن يرم مسلم بكفر و فسق من غير تحقيق ، قال رسول اللَّه ( صلى اللَّه عليه و آله و سلم ) -: «لا يرم رجل رجلا بالكفر فلا يرميه بالفسق إلا ارتد عليه إن لم يكن كذلك» , ثم اللعن على الأموات أشد وزرا و أعظم إثما ، لقول النبي ( صلى اللَّه عليه و آله و سلم ) -: «لا تسبوا الأموات ، فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا» , و لا ينبغي أن يلعن الجماد و الحيوان أيضا , لما روى : «أنه ما لعن أحد الأرض إلا قالت : اللعن على أعصانا للَّه» ، و ما روى : «أن النبي ( صلى اللَّه عليه و آله و سلم ) أنكر على أمراة لعنت ناقة ، و على رجل لعن بعيرا».
ثم الدعاء على المسلم بالشر قريب من اللعن عليه ، فلا ينبغي ارتكابه و لو على الظالم ، إلا إذا اضطر إليه لشره و إضراره ، و قد ورد أن المظلوم ليدعو على الظالم حتى يكافيه ثم يبقى للظالم عنده فضيلة يوم القيامة.
وقال علي بن الحسين ( عليهما السلام ) «إن الملائكة إذا سمعوا المؤمن يذكر أخاه بالسوء و يدعو عليه قالوا : بئس الأخ أنت لأخيك! كف أيها المستر على ذنوبه و عورته ، و أربع على نفسك ، و أحمد اللَّه الذي ستر عليك! , ثم ضد ذلك أعني الدعاء للأخ المسلم بما يحب لنفسه من أحب الطاعات و أقرب القربات ، و فوائده أكثر من أن تحصى ، بل عند التحقيق دعاؤك له دعاء لنفسك ، قال رسول اللَّه ( صلى اللَّه عليه و آله و سلم ) -: «إذا دعا الرجل لأخيه في ظهر الغيب قال الملك : و لك مثل ذلك» , و قال ( صلى اللَّه عليه و آله و سلم ) -: «يستجاب للرجل في أخيه ما لا يستجاب له في نفسه» , و قال علي بن الحسين ( عليهما السلام ) -: «إن الملائكة إذا سمعوا المؤمن يدعو لأخيه المؤمن بظهر الغيب أو يذكره بخير، قالوا : نعم الأخ أنت لأخيك! , تدعو له بالخير و هو غائب عنك ، و تذكره بالخير قد أعطاك اللَّه - عز و جل - مثلي ما سألت له ، و أثنى عليك مثلي ما أثنيت عليه ، و لك الفضل عليه».
ومثله ورد عن الباقر(عليه السلام) أيضا.
والأخبار في فضيلة الدعاء للإخوان أكثر من أن تحصى ، و أي كرامة أعظم لك من أن تصل منك إلى المؤمن و هو تحت إطباق الثرى هدايا الاستغفار و الأدعية ، و هل تدري كيف تسر روحه منك بهذا العمل؟ فإن أهله يقسمون ميراثه و يتنعمون بما خلف ، و أنت متفرد بحزنك تدعو له في ظلمة الليل ، و قد قال رسول اللَّه ( صلى اللَّه عليه و آله و سلم ) -: «مثل الميت في قبره مثل الغريق يتعلق بكل شيء ، ينتظر دعوة من ولد أو والد أو أخ أو قريب » , و أنه ليدخل على قبور الأموات من دعاء الأحياء من الأنوار مثل الجبال ، و هو للأموات بمنزلة الهدايا للأحياء ، فيدخل الملك على الميت معه طبق من نور عليه منديل من نور، فيقول : هذه هدية لك من عند أخيك ، فلان ، من عند قريبك فلان فيفرح كما يفرح الحي بالهدية.