الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
الاسراف في النقد والتقويم
المؤلف:
د. عبد الرسول الغفاري
المصدر:
النقد الأدبي بين النظرية والتطبيق
الجزء والصفحة:
ص:193-195
22-3-2018
2012
الاسراف في النقد
اقول: بعد هذه الجولة السريعة في ميدان السرقات الشعرية، نجد بعض اصحاب النظر واهل الفن قد خرجوا عن اطار التقويم والنقد النزيه الى التعسف في القول حتى وصل بهم المقام الى حد الاسراف بل الى حد التسقيط والاسفاف.
وهذا اللون من الاسراف في نقد الشعر والشعراء وجدناه في الركام الادبي من القرن الرابع الهجري وبالذات عند عبد العزيز الجرجاني ت 366هـ والحسن بن بشر الآمدي ت 371هـ.
الاسراف في التقويم
فبالنسبة الى أبي تمّام يَقول فيه الآمدي كان أبو تمام مشتهراً بالشعر مشغوفاً به، مشغولاً مدّة عمره بتخيّره ودراسته..
ثم يقول: ما شيء كبير من شعر جاهلي ولا اسلامي ولا محدث إلا قرأه واطلع عليه، ولهذا أقول: إن الذي خفي من سرقاته اكثر مما قام منها على كثرتها، وأنا اذكر ما وقع إليّ في كتب الناس من سرقاته....(1)
وقد ذكر الآمدي مائة وعشرين سرقة لأبي تمام، في كل سرقة يذكر بيت أبي تمام متبوعاً بالبيت الذي أخذ منه.
وبعد كل هذا يعقّب الآمدي فيقول: وقد سمعت أبا علي محمد بن العلاء السجستاني يقول: إنه ليس لأبي تمام معنى انفرد به فاخترعه إلا ثلاثة معان (2).
أقول: وهذا منتهى الاسراف في بخس الشاعر حقّه وقد وصل الحد في بعضهم ان يعيب على أبي تمام فيقول: كان قليل التديّن لأنه لم يؤد الصلاة في أوقاتها.
غير ان الصولي دافع عنه، فقال: ان الدين ليس مقياساً في الحكم على الشاعر.
وعندما نقف عند البحتري نرى جملة من النقاد يُشيرون الى سرقاته، من ذلك يقول الآمدي: إن ابن الجراح حكى في كتابه أنّ ابن أبي طاهر أعلمه أن اخرج للبحتري ستمائة بيت مسروق، ومنها ما اخذه من أبي تمام خاصة مائة بيت.
ومن تلك الستمائة بيت اثبت الآمدي 28 سرقة للبحتري اخذها الشاعر من اشعار الناس.
و 64 سرقة خرّجها ابو الضياء بشر بن تميم الكاتب في كتابه سرقات البحتري من أبي تمام (3).
اما بالنسبة الى المتنبي فقد أوغل خصومه في ذمّه واظهار معايبه حتى قالوا عنه: ليث مغير، وسارق مختلس، وقالوا عنه أنه عمد الى شعر أبي تمام فغيّر ألفاظه، وأبدل نظمه، وأخذ معانيه بأعيانها أو معاني غيره، وأنه إن زاد على ما أخذ أو تجاوزه قليلاً اضطرّ الى تعقيد اللفظ، وفساد الترتيب، واضطراب النسج فصار خيره لا يفي بشرّه، وجُرمه يَزيد على عذره...(4).
كما ان البعض عابه فقال: انه مستهتر في شعره ببعض الشؤون الدينية...
لكن قيض اللّه لهذا الشاعر من يدافع عنه فهذا القاضي الجرجاني سدّد مقولته في حناجر اولئك فقال: ان الشاعر لا يعاب لدينه ولو كان الامر كذلك لا طرح شعر الجاهليين، لأنهم كانوا وثنيّين، أو لا طرح شعر ابي نؤاس لأنه كان شديد التهتك والاستهتار.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الموازنة ص51.
(2) الموازنة ص 123.
(3) في النقد الادبي ص 372.
(4) انظر الوساطة 1/ 140.
الاكثر قراءة في النقد القديم
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
