الاخبار
اخبار الساحة الاسلامية
أخبار العتبة العلوية المقدسة
أخبار العتبة الحسينية المقدسة
أخبار العتبة الكاظمية المقدسة
أخبار العتبة العسكرية المقدسة
أخبار العتبة العباسية المقدسة
أخبار العلوم و التكنولوجيا
الاخبار الصحية
الاخبار الاقتصادية
شاهد قبر عمره 670 عامًا : أثر حجري يوثّق الارتباط الروحي بالمرقد العلويّ المطهّر
المصدر: www.imamali.net
11:11 صباحاً
2025-05-01
32
في رحاب العتبة المقدّسة ، وبالقرب من ضريح أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، تقف قطعة فنية خالدة تشهد على عمق التاريخ الإسلامي والإرث الثقافي العريق الذي يحتضنه هذا المكان الطاهر، إنّها لوحة حجرية نفيسة يعود تأريخها إلى اليوم العاشر من شهر صفر سنة 776هـ ، وتُعدُّ من أقدم الشواهد الحجرية الموجودة في الصحن الشريف، وتحمل في طيّاتها قصةً إنسانيةً وتاريخيةً تعود لقرون خلت.
شاهد قبر عمره 670 عامًا يتحوّل إلى وثيقة تاريخية
وللوقوف أكثر على هذا الكنز الأثري تحدّث مسؤول وحدة الآثار والتراث في العتبة المقدّسة ، الخادم الدكتور عبد الهادي الإبراهيمي، للمركز الخبري:" هذا الشاهد مستطيل الشكل، وقد نُقشت عليه الكتابات بخط دقيق برز بلون أصفر على خلفية حجرية مستوية، ممّا يعكس حِرَفية عالية في التنفيذ، ويُعدُّ من الآثار المهمّة في العتبة المقدّسة ، حتى إنني أراه من حيث الأهمية التاريخية والفنية بعد محراب مسجد الرأس ".
مكان الشاهد وتاريخه المعماريّ
وأضاف:" يعود أصل هذا الشاهد إلى مقبرة كانت تقع في دهليز باب الطوسي — الذي يُعرف اليوم على أنّه باب مستحدث — إذ كان في الأصل إيوانًا وغرفة دفنٍ، لكن جرى تحويله خلال توسعات العهد العثماني إلى مدخل جديد، ففي سنة 1291هـ (1874م)، وبأمر من المتصرف العثماني شِبْلي باشا، تم توسيع كل من باب القبلة وباب الطوسي، ما أدى إلى إزالة الغرفة القديمة، ونُقل الشاهد إلى جدار دهليز الباب المستحدث حيث يُشاهد اليوم ".
توثيق الشخصيات المدفونة
وأوضح الإبراهيمي:" يحمل الشاهد توثيقًا لأسماء المدفونين في تلك المقبرة، وهم: الأمير نجيب الدين محمد، ومحمود بن محمد المهابادي، وقبر امرأة تُدعى سعيدة، يُروى أنّها كانت زوجة الأمير نجيب الدين المهابادي، وتُنسب العائلة إلى سلالة ملكية من مملكة مهاباد الإيرانية، وقد عاشت في القرن الثامن الهجري".
التصميم الفني البديع والطرر القرآنية
وتابع:" إلى جانبي الشاهد، وُضعت طرّتان سداسيتا الشكل، نُقشتا بنفس الأسلوب الفني واللون، ما يعزّز من التناغم الجمالي. وقد كُتبت عليهما آية من القرآن الكريم، حيث نُقش على الطرّة اليمنى:
﴿رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ﴾ وعلى الطرّة اليسرى: ﴿بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ﴾
في دلالة روحية متصلة بقدسية المكان والرمزية الجنائزية العميقة لهذا الشاهد".
دعوة للعرض المتحفي
وختم مسؤول وحدة الآثار والتراث في العتبة المقدّسة ، قائلًا :" وبالنظر إلى أهمية هذا الأثر من الناحيتين التاريخية والفنية، فإنَّ من الضروري أن يُخصّص له مكان في المتحف العلويّ المزمع إنشاؤه، ليكون في متناول الباحثين والمهتمين والزائرين على حدٍّ سواء، وذلك ضمن جهود العتبة العلويّة المقدّسة في صيانة وعرض التراث الدفيني الذي يكشف فصولًا من تاريخ المدينة المقدّسة وأعلامها".
شاهد قبر يتحول إلى وثيقة من عمق التاريخ
إنّ وجود هذه اللوحة في الصحن العلويّ المطهّر لا يمثل فقط تحفة فنية نادرة، بل يُعدّ وثيقة تاريخية شاهدة على عصور مضت، ومصدرًا مهمًا للباحثين في مجالات الفن الإسلامي والتاريخ المعماري للعتبات المقدّسة ، كما أن تاريخها الذي يعود لأكثر من سبعة قرون ونصف، يجعلها أقدم أثر حجري معروف في الصحن الشريف، ما يزيد من قيمتها الأثرية والدينية.
حفظ التراث في العتبة العلويّة المقدّسة
وقد حرصت العتبة العلويّة المقدّسة على الحفاظ على هذا الشاهد ضمن برنامجها لحفظ التراث، ليبقى هذا الأثر حيًّا في الذاكرة الجمعية، يروي للأجيال القادمة قصص الوفاء والارتباط الروحي العميق بأئمة أهل البيت (عليهم السلام) .