الاخبار
اخبار الساحة الاسلامية
أخبار العتبة العلوية المقدسة
أخبار العتبة الحسينية المقدسة
أخبار العتبة الكاظمية المقدسة
أخبار العتبة العسكرية المقدسة
أخبار العتبة العباسية المقدسة
أخبار العلوم و التكنولوجيا
الاخبار الصحية
الاخبار الاقتصادية
العتبة العباسية المقدسة تؤكد أهمية التوثيق في حفظ الحقائق وإيصالها إلى الأجيال القادمة
المصدر: alkafeel.net
09:37 صباحاً
2025-05-16
26
أكدت العتبة العباسية المقدسة أهمية التوثيق في حفظ الحقائق وإيصالها إلى الأجيال القادمة. جاء ذلك خلال كلمتها التي ألقاها عضو مجلس إدارتها الدكتور عباس الدده الموسوي، في أثناء فعاليات إحياء اليوم الوطني للمقابر الجماعية في العراق، الذي يقيمه المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرف التابع لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة المقدسة، تحت شعار (في المقابر الجماعية.. غُيِّبت الحقيقة، لكن لم تُدفن)، في محافظة النجف الأشرف. وقال الموسوي إنَّ "في كل مرة تجمعنا مناسبة مثل هذه نكرِّر الكلام في رؤية العتبة العباسية المقدسة بضرورة التوثيق وأهميته، فماذا لو أن الإنسان في القرون السالفة لم يترك لنا أثرا من نقوش أو رسوم أو كتابة؟ كيف لنا أن نعرف عنه أشياء كالتي عرفناها من خلال آثاره الباقية؟ وماذا لو أن الفكر الإنساني لم يدوَّن؟ كيف لنا أن نعرف أشياء كالتي عرفناها في المخطوطات والمدوَّنات التي وصلتنا، وماذا لو أن جهة وحيدة أخذت على عاتقها مهمة النقل والتوثيق والتدوين؟ هل سيسلم نقلها وتدوينها من نوازع نفوس أصحابها وأهوائهم وأمزجتهم وأيديولوجياتهم؛ لا سيما في ظل احتراب عنصري أو قومي أو طائفي أو نحو ذلك". وأضاف أنَّ "هذه التساؤلات ونحوها تضعنا أمام خطورة اللاتدوين واللاتوثيق، مثلما توقفنا على خطورة التدوين المضاد للحقيقة"، مبينًا أنَّ "من هنا كان لا بدَّ من خيار التوثيق لكل شيء رافق حياة العراقيين قديما وحديثا". وتابع "علينا أن نوثق ذلك التاريخ القريب الذي عاش فيه العراقيون تحت وطأة نظام استبدادي لا إنساني، ونوثقه من صدور رجالاته وعلى مقربة من فضاءاته، وتحت عين زمانه، كي لا ندع فرصة أو مجالا لأهواء أعداء الحقيقة والوطن والإنسانية بنسج ما يريدون من تشويهات وأباطيل ضالة مضلِّلة كالتي بدأت تتناسل تناسلًا عنكبوتيًّا في الإعلام السائد المضاد وفي مواقع التواصل المغرضة". وأوضح أنه "إذا كان بعض أبناء جلدتنا ممن نشؤوا في غير زماننا ذاك، ولم يتجرَّعوا مرارته، ولم يكتووا بنيرانه، وسمعوا عنه سماعا، وبعضهم رسخت في ذهنه صورة عنه غير صورته الحقيقية، فعلينا أن نسوق لهم دليلًا واقعيًّا من زمانهم، وهو ما حصل قبيل صدور الفتوى المباركة وما لحقها، فهم لمسوا لمس اليد مصداق ما نقول، فقد راح المشهد الإعلامي يفرز يوميًّا تشويهات لحقيقة ذلك الزمن ودور الحشد الشعبي فيه وتزييف الحوادث، وتحريف الانتصارات، وتصغير عظيمها في عيون التأريخ".
وأشار الموسوي إلى أنَّ "العتبة العباسية المقدسة تؤمن بأهمية التوثيق لكل ما رافق وتلا الفتوى المباركة، ذلك التوثيق الذي أراد له متوليها الشرعي سماحة العلامة السيد أحمد الصافي أن يصون الصحائف التي أرَّخت لمرحلة الفتوى من عبث أيادي الزمان والأقلام المأجورة التي بها تنحرف الحقائق، وتنقلب الموازين، وتغيب المصداقية". وبيَّن أنَّ "ما حصل في سنواتنا الأخيرة دليل واضح على أهمية التوثيق، لذلك فعلينا الآن وقبل فوات الأوان أن نفِي السلف الصالح من شهداء المقابر الجماعية حقهم، ومن أولى أمارات الوفاء لهم أن ننشر في الآفاق تضحياتهم ونخلِّد ذكرهم ونقيم لهم النُصب التذكارية وأن ننشئ لهم المتاحف وأن نستعيد أمام النشء الجديد تاريخهم الحافل بالفخر، ونبرز شخصياتهم، ونفخر بهم، ونستعذب ذكرهم، ونعرِّف بهم الأبناء والأحفاد ونقتدي بهم".