
الاخبار
اخبار الساحة الاسلامية
أخبار العتبة العلوية المقدسة
أخبار العتبة الحسينية المقدسة
أخبار العتبة الكاظمية المقدسة
أخبار العتبة العسكرية المقدسة
أخبار العتبة العباسية المقدسة
أخبار العلوم و التكنولوجيا
الاخبار الصحية
الاخبار الاقتصادية
العتبة العباسية المقدسة تؤكّد على ضرورة استقراء التراث الإسلامي ودراسة أثر الرسالة المحمّدية في المجتمع
المصدر:
alkafeel.net
01:22 صباحاً
2025-09-08
77

أكّدت العتبةُ العبّاسية المقدّسة، على ضرورة استقراء التراث الإسلاميّ ودراسة أثر الرسالة المحمّدية في المجتمع. جاء ذلك في أثناء كلمة العتبة المقدّسة التي ألقاها السيد هاشم الميلاني، في حفل افتتاح مهرجان رحمةً للعالمين الدوليّ الأوّل الذي يُقام احتفاءً بمرور 1500 عامٍ على ولادة النبيّ الأكرم محمد(صلّى الله عليه وآله)، لمدّة ثلاثة أيّام؛ ويتضمّن فعّالياتٍ دينيّةً وثقافيّةً وفكريّة. وقال الميلاني، إن "هذا العام يتزامن مع مرور 1500 عامٍ على مولد النبيّ الأعظم (صلّى الله عليه وآله) المبعوث رحمةً للعالمين، وكان حقيقاً بالعالم الإسلاميّ والأمّة الإسلاميّة الاحتفاء بهذه المناسبة المباركة، لاستقراء تاريخ المسلمين خلال هذ الفترة ودراسة أثر الرسالة المحمّدية، ومدى تحقّق تعاليمها وأهدافها في المجتمع الإسلاميّ بمختلف تيّاراته ومدارسه، لا سيّما ونحن نعيش في أصعب المراحل الزمنيّة، وسط تحدّياتٍ ثقافيّة وسياسيّة واجتماعيّة وحتّى عسكريّة". وأضاف أن "المكتبات تعجّ بآلاف الكتب والبحوث التي تناولت حياة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وسيرته المباركة، ولا بُدّ من استمرار انتشارها، ولكن ربّما يندر العثور بينها على كتب تتناول أثر الرسالة المحمّدية في المجتمع، ومدى تحقّق أهدافها وتعاليمها طوال هذا التاريخ الممتدّ، أي استكشاف رحمانيّة الرسالة في الأمّة خلال هذ الفترة، ولأجل دراسة هذه الحقبة الزمنية الطويلة، والوقوف على النجاحات والإخفاقات، وأخذ العبرة منها ومحاولة معالجتها وعدم الوقوع فيها مرّةً أخرى، لا بُدّ من التركيز على بعدَينِ في آنٍ واحد، الأوّل (الشخصية النبويّة المحمّدية)، والثاني (شخصيّة الأمّة الإسلامية)". وأوضح أن "هناك تيّارَينِ في دراسة الشخصيّة النبويّة المحمّدية، الأوّل يعتقد بأنّ النبي (صلّى الله عليه وآله) كائنٌ بشريّ أُوحِي إليه بتعاليم الإسلام، عاش في فترةٍ زمنيّة محدّدة، وتوفّي في فترةٍ زمنيّة محدّدة أيضاً، وانتهى دوره، وتكفّل بعده الناس العمل بتعاليمه تحت ظلّ الحكومات المتنوّعة التي شهدها تاريخ المسلمين منذ السقيفة وإلى يومنا الحاضر، أمّا التيّار الثاني فلا يختصر شخصيّته (صلّى الله عليه وآله) بالكائن البشريّ فحسب، بل إن الرسالة التي يحملها لا تتحدّد بالحدود البشريّة لتنتهي بانتهائها". وبيّن "كما أنّ للفرد شخصيّةً سلوكيةً ومعرفيةً وعاطفيةً يتميّزُ بها عن غيره، فكذلك للأمّة الإسلامية شخصيّةٌ وخصائص تميّزها عن سائر الأمم، وعليه فإنّ الرسالة المحمّدية هي قوام شخصيّة هذه الأمة، وأننا عندما نعّرج على تلك الرسالة لنقرأها خلال 1500 عام، لا بُدّ أن نقسمها إلى ثلاث مراحل: الأولى فترة الوجود النبويّ الشريف وحضوره بين الأمّة وبثّ تعاليم السماء، والثانية هي مرحلة ما بعد النبيّ (صلّى الله عليه وآله) لتستمرّ الرسالة، والثالثة تبدأ من زمن الغيبة الكبرى إلى يومنا الحاضر، فتستمرّ الرسالة في وجود الإمام المهديّ(عليه السلام)، ويقوم مراجع الدين بمتابعة شؤون الأمّة بالنيابة العامّة بشرط حيازة صفتَيِ العدالة والأعلمية".
وأكّد الميلاني أن "الأمّة الإسلاميّة لا بُدّ أن توحّد شخصيّتها الاجتماعيّة والسياسية والثقافية حول محور الرسالة وامتدادها، ولا تنحرف عنها لتكون متماسكة، وكلّما ابتعدت عن هذا الخطّ تأخّرت وأُصِيبت بأنواع البلايا والفتن، وعوداً إلى شعار هذا المهرجان المبارك (1500 عام رحمةً للعالمين)، ولأجل تظهير رحمانيّة الرسالة المحمّدية، وتوحيد شخصيّة الأمّة الإسلاميّة، والخروج من هذه المآزق المحدِقة بنا، علينا أن نستقرئ مرّةً أخرى تراثنا الإسلاميّ الماضي لنقف على مكامن الخطأ، ونستعدّ لتجلّي نور الرسالة في آخر الزمان، ليملأ الأرض قسطًا وعدلًا بعد ما مُلِئت ظلمًا وجورًا".