
الاخبار
اخبار الساحة الاسلامية
أخبار العتبة العلوية المقدسة
أخبار العتبة الحسينية المقدسة
أخبار العتبة الكاظمية المقدسة
أخبار العتبة العسكرية المقدسة
أخبار العتبة العباسية المقدسة
أخبار العلوم و التكنولوجيا
الاخبار الصحية
الاخبار الاقتصادية
اختتام فعاليات مهرجان ربيع الولادة بحفل مركزي بهيج
المصدر:
aljawadain.org
08:42 صباحاً
2025-09-11
43

مُذ أشرق على الدنيا نور نبينا المصطفى الخاتم "صلى الله عليه وآله" حتى تبدّد ظلام الكفر والإلحاد والجور، وجلا بضيائه قلوباً وعقولاً غلفها صديد العبودية والجاهلية المقيتة وأوقد فيها جذوة الإيمان واليقين بالله الواحد الأحد ليصبح أعظم قائد لأفضل أمة برسالته الإلهية السمحاء والتي حملها من بعده أهل بيته "عليهم السلام" ومنهم حفيده عميد الصادقين ولسان الناطقين الذي تزامنت ولادته الشريفة في هذا اليوم أيضاً، وورث علمه ليكون امتداد رسالته، وأرسى قواعد رسالته إنه إمامنا جعفر الصادق "عليه السلام"، لهذا فحريّ بالمؤمنين والموالين أن يحتفوا كل الاحتفاء ويقيموا محافل البهجة والولاء تيمناً بذكرى ولادة هذين النورين العظيمين، إذ نظّمت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة احتفالاً مركزياً بهيجاً ضمن فعاليات مهرجان ربيع الولادة بنسخته السابعة، المُقام تحت شعار: (على صراط أحمد)، بحضور وفود العتبات المقدسة والمزارات الشريفة، وعددٍ من الشخصيات الدينية والأمنية والحكومية والاجتماعية، وجمع غفير من زائري الإمامين الكاظمين الجوادين "عليهما السلام".
استهل الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم عطّر بها قارئ العتبة المقدسة محمد الربيعاوي أسماع الحاضرين، أعقبها كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة وألقاها أمينها العام الدكتور حيدر عبد الأمير مهدي قدم في مطلعها التهاني والتبريكات وبيّن خلالها قائلاً: (نلتقيكم اليوم في رحاب العتبة الكاظمية المقدسة ضمن فعاليات مهرجان ربيع الولادة السابع الذي ينعقد تحت شعار (على صراط أحمد) لنحيي ذكرى مولدين عظيمين: مولد الرسول الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، الذي غيّر مجرى التاريخ ببعثته المباركة، فأنار للإنسانية دربها، ورفعها من ظلمات الجهل إلى أنوار العلم والإيمان كما نحتفي بحفيده الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)، الإمام الذي حمل مشعل الهداية، وأرسى مدرسة علمية خالدة أغنت البشرية بفكرها النيّر، ورسّخت مبادئ الإسلام الأصيل في قلوب الأتباع والأجيال.
إنّ هذين المولدين الشريفين يذكّرانا بمسؤوليتنا في حمل الرسالة، وتجسيد أخلاق النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، والاقتداء بعلم الإمام الصادق (عليه السلام) وصبره وجهاده.. فهما قدوة متكاملة: نبيّ الرحمة الذي علّمنا معنى الإنسانية، وإمامٌ فقيه ومربٍّ أسّس دعائم الفقه الجعفري ومدّ الجسور بين العلم والدين.. لذلك فإن الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة ماضية إن شاء الله تعالى ببرنامجها الفكري والثقافي لإحياء أمر محمد وآل محمد أملا في أن يشملنا دعاء المعصوم حين قال الإمام الصادق (عليه السلام) للفضيل بن يسار: «يا فضيل أتجلسون وتتحدثون؟» قال: نعم جعلت فداك، قال الإمام: (إن تلك المجالس أحبها، فأحيوا أمرنا، فرحم الله من أحيا أمرنا).
وكانت هناك كلمة لممثلية المرجعية الدينية العُليا مسجد آل ياسين في مدينة الكاظمية المقدسة، ألقاها فضيلة الشيخ محمد الناشي بهذه المناسبة بيّن فيها شذرات من شخصية رسول الله "صلى الله عليه و آله وسلم" كما وضح فضيلته حال المجتمع الذي بُعث إليه النبي الأكرم "صلى الله عليه وآله وسلم" على المستوى العقائدي والاجتماعي وما كان يسوده من ضلال وشرك وكفر وظلم وطغيان، ونقطة تحولهم بعد مجيئه "صلى الله عليه واله وسلم" إلى مجتمع متكافل يسوده التراحم والمودة والمحبة وجعل لكل فرد من أفراده نظاماً متكاملاً.
وأضاف الشيخ الناشي: ينبغي أن تتجلى هذه التعاليم والمفاهيم في سلوكياتنا وأن نجعل من هذه المناسبات المباركة دروساً وعبراً نتعلم من تلك السيرة العطرة الخلق الرفيع الذي فرض على قلوب المؤمنين، وتطرق في حديثه إلى الإمام جعفر الصادق "عليه السلام" ومدرسته العظيمة ومناقبه وفضائله ودوره في تربية الأمة.
بعدها أجاد الشاعر الخادم مرتضى الحسني بقراءة قصيدته التي عنوانها: (محمديات في قافية الذات) ومنها هذه الأبيات:
فَتَىً قَدْ شَاءَهُ الرَّحمَنُ مَولَى *** سَمَاويًا بِمَعنَى الحُبِّ أولَى
هوَ الكَونيُ عُمرًا وائتِلاقًا *** مِثَاليَ الجَمَالِ وليسَ يَبلَى
يُعَانِقُ هَامَةَ الإعجَازِ ضوءًا *** فَصَارَ بِدَهشَةِ الأفْوَاهِ يُتْلَى
وكانت هناك مشاركة لفرقة إنشاد الجوادين بقصيدة عنوانها: (يا رسول الله)، ثم تألق كل من: المنشد جليل الكاظمي، والمنشد مصطفى المنشداوي بروائع الكلمات والأهازيج معبّرين عن الولاء المُطلق لصاحبي الذكرى "عليهما السلام"، ليرسما الفرحة والبهجة والسرور في نفوس الحاضرين، واختتم الحفل الذي أجاد عرافته الخادم عبد العظيم الحسناوي، بقراءة سورة الفاتحة المباركة أهدي ثوابها إلى أرواح شهدائنا الأبرار، والدعاء بتعجيل فرج مولانا الإمام صاحب العصر والزمان "عجل الله فرجه الشريف".