المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9130 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{ليس بامانيكم ولا اماني اهل الكتاب}
2024-12-12
{وما يعدهم الشيطان الا غرورا}
2024-12-12
ثلاثة يحسن فيهن الكذب
2024-12-12
{ولولا فضل الله عليك ورحمته}
2024-12-12
{واستغفر الله ان الله كان غفورا رحيما}
2024-12-12
الحكم لأولياء الله
2024-12-12

الرياء
29-4-2020
What are proteins and what do they do
14-10-2020
الرّحمة الإِلهية الخاصة والعامّة
25-09-2014
الأصناف التي يجب فيها الخمس
2024-07-07
أدلة نفي سهو النبي صلى الله عليه وآله من الكتاب
25-12-2018
اتصال الرواية من الجاهلية حتى القرن الثاني
4-12-2019


الحياة الزوجية لامير المؤمنين (عليه السلام)  
  
2893   01:36 مساءً   التاريخ: 17-2-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 292.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / أولاد الامام علي (عليه السلام) و زوجاته /

يتطلب الزواج تنظيماً جديداً للعلاقات الاجتماعية، بما فيها السكن الجديد للزوج والزوجة والعلاقات السببية الناتجة من آثار الزواج. ويُعدُّ الزواج في العرف العلمي تحالفاً بين مجموعتين من الافراد ستربطهما لاحقاً رابطة الدم والرحم. فالمجموعة الاولى تمثل الزوجة وأرحامها، والمجموعة الثانية تمثل الزوج وأرحامه. ولا شك ان الزواج يقوي الآصرة القائمة بين عائلتي الزوجين. ومن هذا الاطار ننظر الى زواج امير المؤمنين (عليه السلام)، فقد اقترن ببنت خاتم الرسل والانبياء (صلى الله عليه واله). وهذا الاقتران يحمل دلالات دينية واجتماعية وفكرية لا يمكن المرور عليها من دون دراستها دراسة علمية دقيقة. فان من مقتضيات اقترانهما ان بيت النبوة والامامة بات مركز اهتمام المسلمين جنباً الى جنب مع القرآن الكريم. ذلك لان اهل بيت النبوة (عليهم السلام) كأسرة مكونة من رسول الله (صلى الله عليه واله) وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهما السلام) كانت مصدر العطاء الفكري العملي بعد القرآن الكريم. وكانت القدوة الاخلاقية العليا للامة على مر الزمن.

وبالاجمال، فان من آثار زواجهما كان تهيئة نسل طاهر معصوم يحفظ رسالة الاسلام الى يوم القيامة بعد ان كان ذلك الاقتران تحالفاً قدسياً بين النبوة والامامة، أي بين محمد رسول الله (صلى الله عليه واله) وعلي وصي رسول الله (صلى الله عليه واله) من اجل الاسلام واعلاء كلمة الله سبحانه.

وتشكيل عائلة عن طريق الزواج الشرعي يتبلور من عمل مشترك وتعاون متضافر يقوم به الزوجان، وصورته الكلية: وظيفة الزوجة داخل البيت ووظيفة الزوج خارج البيت. وفي ضوء ذلك تتوضح صورة الحقوق والواجبات داخل الاسرة. وليس هناك من حاجات مادية كثيرة في اسرة النبي (صلى الله عليه واله) والاسرة العلوية (عليهم السلام). فقد كان الخبز هو المصدر الرئيسي لرزق العائلة، وكان التعبد والخشوع وقراءة القرآن اهم ما يشغل البيت وأعضاءه. وكانت فاطمة (عليها السلام) تعمل ضمن حدود بيتها بما يستلزم الامر من خدمات، وكان (عليه السلام) يعمل ويكدح من اجل سد رمق عائلته. ولكن اساس العائلة العلوية قائمٌ على طاعة الله سبحانه وعبادته والجهاد في سبيله مهما كلّف ذلك من تضحيات. 

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.