عند الحديث عن الخدمات سواء كانت إقليمية أو محلية ومتطلبات تلك الخدمات واستراتيجيتها فإن دور نظم المعلومات الجغرافية يصبح امراً ضرورياً.

وتفيد نظم المعلومات في مجال دراسة الخدمات من خلال التوصل إلى التحليلات الإحصائية و الكارتوجرافية المناسبة التي تفيد في مجال التخطيط فلم يجمع الباحثون على شيء كما اجمعوا على عشوائية ونقص الخدمات في الريف والحضر وكذلك في المناطق الصحراوية، إن وضع الخريطة المناسبة لتوزيع الخدمات المختلفة من صحية وتعليمية وأمنية وترويحية ودينية في منطقة من المناطق أو محافظة من المحافظات لا يتم إلا في إطار قاعدة البيانات الأساسية التي تعد إحدى دعائم نظم المعلوم ، والأمر لا يتوقف على مجرد توفير هذه المعلومات بل المهم مواءمتها، وكيفية التعامل معها وتنظيمها وتصنيفها من خلال تحليلات إحصائية وأنماط كارتوجرافية عديدة يستفاد من إخراجها بواسطة الحاسب الآلي.

وفي الواقع تجارب عديدة ناجحة لدراسة وتخطيط الخدمات من خلال تطبيق نظم المعلومات مثل دراسة Peter J. Taylor، 1970. لنمط توزيع مكاتب البريد والتليفونات العامة في جزيرة أنجلس Anglesey فوجد أنه على الرغم من ان الجزيرة قد جرى تخطيطاً مسبقاً لتوزيع الخدمات فيها بصورة متعادلة بين السكان، فهناك اختلال في توزيع الخدمات.

وأيضا دراسة Mulvihill، عن دراسة توزيع الخدمات الصحية ومدى ملاءمة مواقعها للأحياء مدينة جواتيمالا بأقل تكلفة اقتصادية ممكنة.

وفي الواقع فإن موضوع الخدمات يعد من الموضوعات الجغرافية التي تستجيب لتطبيق نظم المعلومات الجغرافية وهذا لكونه موضوعاً جغرافياً تبرز فيه فكرة العلاقات المكانية spatial Relation وذلك لكون هذه الفكرة تركز على مفهوم الحركة في المكان ويسهل ولا شك تحليل وتبسيط هذه الفكرة عبر استخدام نظم المعلومات الجغرافية ويصعب دراستها دون ذلك.

ويرى أن استخدام نظم المعلومات في مجال الخدمات يتطلب مراعاة الامور التالية:

1- إن عملية استنباط نظم المعلومات الجغرافية واستخدامها في مجال إعادة تخطيط الخدمات يجب أن تسير بخطى حثيثة متوازية مع التقدم في مستويات خبرة   الكوادر البشرية الفنية في هذا المجال إذ من المهم ألا تبنى نظم معقدة للتعامل مع المعلومات الخاصة بالخدمات دون إعداد كاف للكوادر.

2- من الأهمية بمكان إنشاء المؤسسات أو على الأقل المكاتب التي تقوم بقياس مدى الاستعداد الاستيعابي لتقنين نظم المعلومات وتطبيقاتها المختلفة.

3- لابد أن تتاح فرصة للدارس والمتخصص والمدرب من خلال برامج دراسية مكثفة مدرسية وجامعية لضمان توفير الخريج الواعي في هذه المجالات.

4- يجب أن تأخذ المؤسسات الخدمية التخطيطية على مستوى الدولة وبسرعة بتطبيق هذا الأسلوب وتلك التقنية بعد ان ثبتت فعاليتها في التعامل مع العديد من مشكلات الخدمات المختلفة.

5- يجب أن تتبنى بعض أقسام الجغرافيا بالجامعات إجراء بعض العمليات التجريبية لنظم المعلومات في مجال الخدمات كمشاريع مبسطة أو دراسات استطلاعية في أطر محددة حتى إذا ما تأكدنا من نجاح هذه المشاريع فيمكن التصميم والتوسع في نفس المجال بعد ذلك.

6- من الأهمية بمكان توجيه الاهتمام في جمع المعلومات والبيانات المكانية عن الخدمات وبطريقة تنسيقية فعالة تحقق في النهاية الدقة في طبيعة هذه المعلومات.

7- من الضروري أن ينظر بدقة إل كم المعلومات المكانية المتوافر وغير المستغل الاستغلال الامثل والذي يصلح كمصدر خام تثرى قواعد المعلومات المطلوبة.