• التقارب والتنافر بين النظرية النقدية ونظرية كينز :ـ 

حاول بعض المفكرين المحدثين المؤيدين لنظرية كينز ان يجعلوا من نظرية كينز الأساس في الدراسات الاقتصادية المعايشة للمرحلة في مجال التحليل الكينزي وحاولوا تطويره على ايدي كل من هيكس (1904-1989) العالم الانكليزي الذي حصل على جائزة نوبل في الاقتصاد عام 1972 وله اسهامات جليلة في نظرية التوازن الاقتصادي العامة ونظرية الرفاه ونظرية الفن هانسن (1887-1975) بالمضاعف المركب ، حيث اعتمد على تفسير الدورة الاقتصادية على تداخل أثري والذي اشتهر المضاعف والمعجل ، وفي حالة كهذه يستمر التوسع التراكمي حتى يتحقق التوظيف الكامل لموارد المجتمع ، وقد أعطى اهمية كبيرة لمبدأ المعجل ، وليم فيلبس (1948-2014 والحاصل على جائزة نوبل في الفيزياء) بما سمي بمنحنى فيلبس والذي يبين لنا بأن (العلاقة بين البطالة ومعدل التضخم عكسية بينهما اي يعني ان معدلات البطالة المنخفضة تعني تضخم) ولاسيما في الأجل الطويل ، وهنا ظهر هجوم المدرسة النقدية الذي يعتقد رواده بعدم وجود صلة بين متوسط معدلات التضخم ومتوسط معدلات البطالة ، وان ظاهرة التضخم هي ظاهرة نقدية صرفة ⁽¹⁾وتعبر عن اختلال بين عرض النقود والطلب عليها واي محاولة لتحليل هذه الزيادة في المستوى العام للاسعار ستنتهي الى وجود علاقة إحصائية بين هذه الزيادة وبين النمو في كمية النقود المتداولة ولا علاقة للتضخم بجمود الاجور ونقابات العمال والسبب الرئيسي له هو زيادة كمية النقود بسرعة اكبر من زيادة الانتاج اذ ان المتغير الرئيسي الذي يجب أن يؤخذ بنظر الاعتبار لفهم متغيرات الاسعار هو كمية النقود بالنسبة لوحدة الانتاج وليس اجمالي كمية النقود ، وقد توصلت المدرسة النقدية لنتائج كانوا يعتقدون بصوابها وهي ان النقود تمارس دوراً حيوياً في النشاط الاقتصادي من خلال عرض النقد وتأثيره على الحياة الاقتصادية التي يجب ان توجه نحو زيادة الانتاجية والتي تعمل بدورها على زيادة العرض الكلي .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

1ـ عوض فاضل اسماعيل الدليمي ، النقود والبنوك ، مطبعة دار الحكمة للطباعة والنشر ، الموصل ، 1990 ،ص475.