وفد إعرابي من البادية على عبد الملك بن مروان في الشام ، وحضر مجلسه ، وبينما هو جالس، إذا بصوت الوليد بن عبد الملك وهو بعد طفل، قد ارتفع في بكاء وصراخ شديد ... فقام عبد الملك غاضباً، وأمر أن يكف الصبي عن البكاء. فقال له الإعرابي: دعه يا أمير المؤمنين يبكي، فإنه أرحب لصدره وأجلى لصوته، وأنقى لعينيه ... وهو يريد بذلك أن البكاء الصارخ يكسب الطفلة رحابة واتساعاً في الصدر، أي في الرئتين ... تكسبه جلاء ووضوحا في الصوت، حيث يلج في صراخه الطبقات الصوتية العالية ...

فالهواء هو مادة الصوت الإنساني. والتنفس هو استجلاب الهواء إلى داخل الجوف: (الشهيق) ثم إخراج هذا الهواء: (الزفير). وقدرة الإنسان على أداء هاتين الوظيفتين على الصورة المرضية ضروري جدا للتحكم في كمية الهواء المختزن في الجوف وزيادتها إلى أقصى ما يستطاع. وذلك بتنظيم عملية الشهيق ثم التحكم في الإنفاق من هذه الكمية عند الكلام انفاقاً اقتصادياً، وذلك بتنظيم عملية الزفير.

وللوصول إلى هذه الغاية توجد بعض التمرينات يقتضي مزاولتها مع مراعاة هذه الشروط:

- استنشاق الهواء الطلق ويستحسن أن يكون ذلك في العراء.

- مزاولة تمارين الصباح الرياضية.

- مراعاة أن لا يكون هناك ضغط من الملابس أو الأحزمة على البطن أو الصدر.

- تجنب ملء المعدة بالطعام.

- الوقوف معتدلا غير مستند إلى شيء.

- تثبيت النظر في نقطة موازية لارتفاع القامة حتى تكون الرقبة في وضعها الملائم غير مائلة إلى الأمام أو الى الخلف.

- الأعضاء تكون مستريحة غير مشدودة، وخصوصاً الأكتاف والرقبة واللسان.

- الشهيق من الانف والزفير من الفم.

- عدم الانتقال من تمرين إلى آخر إلا بعد الحصول على الفائدة المرجوة من التمرين الأول.

- الاجتهاد في عدم احداث صوت في عملية الشهيق والزفير.

- يراعى أن يتسرب الهواء كله الى أسفل القفص الصدري وأعلى البطن وهو الجزء المعروف بالخاصرتين.