أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-8-2020
2601
التاريخ: 30-1-2023
1224
التاريخ: 19-1-2021
1654
التاريخ: 30-1-2023
1074
|
لعل أعظم ما في الإنسان هو الكلمة سواء أكانت منطوقة أم منحوتة أم مصورة أم مكتوبة، والكلمة هي وسيلة الإعلام الأولى وبها عبر الإنسان عن الدعاية التي تؤثر على الفرد وتجتذبه منذ مطلع التاريخ وحتى عصرنا الحالي الذي أصبحت فيها الدعاية علماً له أصوله وقواعده .
ففي العصور القديمة ظهرت أقدم وأوضح صورة لها في التوراة وكتب الأنبياء، التي في جوهرها ما هي إلا عمل من أعمال الدعاية، لأنها دعوة صريحة إلى اعتناق دين ما والقبول فيه، ولأن النبي فيها يأخذ دور الداعية الذي يدعو الناس إلى الطريق الصواب بكل ما أوتي به من بلاغة وحكمة، ودعوته هذه كانت تتجلى بمخاطبة العواطف، وتعتمد على إثارة عاطفة الخوف والأمل عند الإنسان.
وفي العصور الإغريقية كان للإغريق رجال دعاية معروفين نذكر منهم تيرتيوس الذي كتب أشعاراً سياسية ووطنية، وبث في نفوس الناس الحماس، وهناك أيضاً هيرودوتس المؤرخ الذي يعتبر أول شخص كتب التاريخ الوطني، وكذلك افلاطون الذي ساهم بذلك من خلال كتابه عن الجمهورية المثالية ومن خلال التعاليم المفصلة التي ألقاها للناس، كما وإن أرسطو لعب دوراً لا يستهان به في هذا المجال عن طريق كتابه البلاغة والذي هو أول نص كتابي عن نوع الدعاية السياسية، وهو دعاية الإقناع عن طريق الخطابة ويعتبر هذا الكتاب إلى يومنا هذا مرجعاً كلاسيكياً في الدعاية المسموعة .
وفي العصور الرومانية نجد العديد من الأمثلة عن دور الدعاية السياسية، حيث كان النظام يعتمد على تكريم القادة المنتصرين، وإقامة المواكب والاحتفالات للتأثير علي المواطن الروماني، وكذلك وجود بعض الدعائيين المشهورين كالشاعر الروماني المعروف فرجيل، هذا بالإضافة إلى أن عبادة الامبراطور التي كانت عبارة عن نتيجة لخطة دعائية معتمدة كوسيلة لحصر ولاء الأمم الخاضعة للحكم الروماني.
أما في العصور المسيحية فقد ظهر نوعاً جديداً من الدعاية وهو دعوة المبشرين الأوائل للمسيحية، وبذلك يعتبر هذا التطور الكبير له أهميته الخاصة بالنسبة لتاريخ - الدين والدعاية . هذا وأن اليهودية قد استخدمتها في منع اليهود من الردة، لكن المسيحية كانت أوسع وأشمل لأنها تبنت وخاضت حملة دعائية واسعة ومنظمة لجذب اهتمام الإنسان وكسبه، بينما في العصور الإسلامية التالية للمسيحية واللتين يعتبران أعظم حركتين دينيتين في العالم، فقد كان هنالك الكثير من الأمثلة التي تدل على نجاح الإسلام في اعتماد، على الإقناع في نشر دعوته حيث نجد مثلا عند وصول المعز إلى مصر أنه قد استعان بالشعراء لنشر الدعوة الفاطمية .
ومما تقدم يفتح آن الدعاية قد تطورت واستمرت في مسيرتها إلى أن ظهرت أهميتها في القرن السادس عشر، فإنها لاقت اهتماما أكبر نتيجة للتوسع في استخدام الطباعة، وظهور الكاريكاتير والرسوم في القرن السابع عشر، ودفعتها أحداث هامة كحرب الاستقلال الامريكية، والثورة الفرنسية، والثورة الأمريكية التي أدت لظهور روح الحماس وإثارة الهياج والشغب والفتن في القرن الثامن عشر، وتنوعت واتخذت أشكالها المعروفة التي نلاحظها الآن، منذ القرن التاسع عشر والتي هي :
أ- الدعاية السياسية النابليونية.
ب- الدعاية الاجتماعية أو الدعاية الأهلية الأمريكية التي ظهرت بها أهمية الجهاز الدعائي وخطره .
جـ - الدعاية الاقتصادية أو الدعاية التجارية والتسويقية.
وبشكل عام نستطع القول بأن الدعاية أخذت أهميتها منذ الحرب
العالمية الأولى متضحاً ذلك من قول أحد القادة الألمان: ((أليس من الأفضل أن نوجد وسيلة تسبب الاضطرابات للأصابع التي تحمل المدفع وتضغط على الزناد، من أن نستهلك الكثير من القنابل لندمر بها مدفعاً واحداً في يدي جندي معاد)) .
ومما تقدم نجد بأن الدعاية أساساً لم توجد إلا نتيجة لحاجات وضرورات في الحياة، ونتيجة لمواقف أثبتت حاجتها لوجود هذه الدعاية، ولذلك فإن المحيط الذي تصدر عنه الدعاية يكون ذو شان كبير على نجاحها أو فشلها، لانها هي اللسان المعبر عن حقيقة المدعو له بدعوة لطيفة تنسجم مع أذواق الناس ومع أفكارهم ، وتخدم مصالحهم المدعو إليها في جمع مجالات الحياة، التي ليست مقتصرة على جانب معين، عن طريق إقناعهم بها ودون استخدام العنف أو القسر أو الإكراه والإجبار.
|
|
علاج جفاف وتشقق القدمين.. مستحضرات لها نتائج فعالة
|
|
|
|
|
الإمارات.. تقنية رائدة لتحويل الميثان إلى غرافين وهيدروجين
|
|
|
|
|
سماحة السيد الصافي يؤكد دعم العتبة العباسية المقدسة للباحثين والحراك العلمي الذي يسهم في خدمة المجتمع
|
|
|