بعد اكتشاف اهمية التلفزيون كوسيلة اتصال لها تأثيرها الكبير في الجماهير بدا توظيف كافة الامكانيات التكنولوجية لخدمة هذه الوسيلة بهدف المزيد من التأثير، ولذا قامت بعض الدول بإنشاء اتحادات لإيجاد شبكات تلفزيونية فتقيم محطات خاصة تربط بينها موجات شديدة القصر تمكنها من نقل اي خبر او برنامج في المنطقة التي تحدها هذه الشبكة من المحطات المتصلة ولأي من هذه المحطات المشتركة في الشبكة او تستقبل اي برنامج من المحطات الاخرى لتقوم بتسجيله وعرضه على جمهورها بعد ان تجري عليه الحذف او (المونتاج) الذي تراه من وجهة نظرها او اذاعته كما هو.

ولعل هذه الشبكات تشبه بالنسبة للأخبار الوكالات الفيلمية الى حد كبير، وان كانت تتميز عنها بأنها تستطيع ان تلتقط وتذيع اي خبر او برنامج وتقدمه بطريقة اسرع بكثير من نقل هذه المواد والافلام بالطائرات، وهناك مجموعة من هذه الشبكات الرئيسية في العالم في اوروبا الغربية واوروبا الشرقية، والاتحاد السوفيتي، وشبكة تربط دول أمريكا الشمالية وشبكة اخرى تربط اسبانيا وامريكا اللاتينية عن طرق القمر الصناعي

والاقمار الصناعية هذه تكون بمثابة محطات تقوية للإرسال ويتم اطلاقها لنأخذ مدارا ثابتا وعلى مسافة محددة من الارض وبنفس سرعتها أيضاً فتستقبل هذه الاقمار الارسال من محطة ارضية وترسلها الى بقية المحطات الاخرى التي تشترك في نفس الشبكة التي يشملها مداره، وفي نفس اللحظة، ومن هنا يمكننا ان نتصور مدى السرعة التي يتم بها نقل الخبر، ولكن القمر الصناعي الواحد لا يمكن ان يغطي الكرة الارضية، ولذلك نجد عددا من الاقمار يقوم الان بهذه الخدمات وعلى مستوى عدد من البلاد التي تشترك فيه، فهناك قمر فوق المحيط الهندي، واخر فوق المحيط الهادي، وثالث فوق المحيط الاطلنطي، وقد تحقق امل البلاد العربية اخير بإطلاق اول قمر صناعي عربي في شهر مارس 1985م.