المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9136 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

طرق ثبوت النجاسة
6-12-2016
زكاة الغلات
2024-11-05
إثم التغني بالقرآن اشد
22-6-2019
من يودع ولده عند الله يردّه إليه سالماً
25-9-2017
طبيعة حق الطعن التمييزي
23-6-2016
راما نوجان ، سرينفيازا
24-8-2016


مجلس امتحان الامام الجواد (عليه السلام)  
  
6826   03:57 مساءً   التاريخ: 21-05-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص423-427.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الجواد / التراث الجواديّ الشريف /

روى العلّامة المجلسي وغيره انّه: كان عمر الامام الجواد (عليه السلام) عند وفاة ابيه (عليه السلام) تسع سنين وقيل سبع سنين ولمّا استشهد أبوه كان في المدينة وشكّ بعض الشيعة في امامته لصغر سنّه حتى حجّ العلماء والأفاضل والأشراف وأماثل الشيعة من اطراف العالم ثم جاءوا إلى الامام (عليه السلام) بعد اتمام مناسكهم فزالت شبهاتهم وشكوكهم بعد ما رأوا غزارة علمه وكثرة معاجزه وكراماته وأقرّوا بامامته وفي رواية الشيخ الكليني وغيره انّه (عليه السلام) أجاب في مجلس واحد أو مجالس متوالية عن ثلاثين ألف مسألة غامضة وأراد المأمون بعد أن أخذ الناس بلومه والطعن عليه لقتله الامام الرضا (عليه السلام)  أراد أن يدفع تهمة الخطأ والجرم عنه فكتب بعد ما جاء من خراسان إلى بغداد يدعو الامام محمد التقي (عليه السلام) باعزاز وإكرام فلمّا وصل الامام إلى بغداد خرج المأمون يوما للصيد قبل أن يلقي الامام‏ فاجتاز بطرف البلد وثمّ صبيان يلعبون ومحمد الجواد (عليه السلام) واقف عندهم فلمّا أقبل المأمون فرّ الصبيان ووقف محمّد الجواد (عليه السلام) وعمره إذ ذاك تسع سنين ؛ فلمّا قرب منه الخليفة نظر إليه وكان اللّه تعالى ألقى في قلبه مسحة قبول فقال له: يا غلام‏ ما منعك أن لا تفرّ كما فرّ أصحابك؟ فقال له محمد الجواد (عليه السلام) مسرعا: يا أمير المؤمنين فرّ أصحابي خوفا والظنّ بك حسن انّه لا يفرّ منك من لا ذنب له ولم يكن بالطريق ضيق فانتهي عن أمير المؤمنين فأعجب المأمون كلامه وحسن صورته فقال: ما اسمك يا غلام؟ فقال: محمد بن عليّ الرضا فترحّم الخليفة على أبيه وساق جواده إلى ناحية وجهته وكان معه بزاة الصيد فلمّا بعد عن العمارة اخذ الخليفة بازيّا منها وأرسله على درّاجة فغاب البازي عنه قليلا ثم عاد وفي منقاره سمكة صغيرة وبها بقايا من الحياة فتعجّب المأمون من ذلك غاية العجب  ثم انّه أخذ السمكة في يده وكرّ راجعا إلى داره وترك الصيد في ذلك اليوم وهو متفكر فيما صاده البازي من الجو فلمّا وصل موضع الصبيان وجدهم على حالهم ووجد محمّدا معهم فتفرّقوا على جاري عادتهم الّا محمدا فلمّا دنا منه الخليفة قال: يا محمد! قال: لبيك .

قال: ما في يدي؟ فأنطقه اللّه تعالى بأن قال: انّ اللّه تعالى خلق في بحر قدرته المستمسك في الجو ببديع حكمته سمكا صغارا تصيدها بزاة الخلفاء كي يختبر بها سلالة بيت المصطفى ؛ فلمّا سمع المأمون كلامه تعجّب منه واكثر وجعل يطيل النظر فيه وقال: أنت ابن الرضا حقا ومن بيت المصطفى صدقا وأخذه معه وأحسن إليه وقرّبه وبالغ في اكرامه واجلاله وإعظامه‏ .

ثم عزم المأمون على أن يزوّج ابنته أم الفضل منه (عليه السلام)  فلمّا علم بنو العباس الخبر كرهوا ذلك فاجتمعوا عند المأمون وقالوا: ننشدك اللّه يا أمير المؤمنين أن تقيم على هذا الأمر الذي قد عزمت عليه فانّا نخاف أن تخرج به عنّا أمرا قد ملّكناه اللّه وتنزع منّا عزّا قد ألبسناه اللّه فقد عرفت ما بيننا وبين هؤلاء القوم قديما وحديثا وما كان عليه الخلفاء والراشدون قبلك من تبعيدهم والتصغير بهم وقد كنّا في وهلة من عملك مع الرضا ما علمت حتى كفانا اللّه المهمّ من ذلك .

فقال لهم المأمون: امّا ما بينكم وبين آل أبي طالب فآباؤكم سبب ذلك ولوانّهم لم يغصبوا حقّهم لمّا وقعت عداوة بيننا وبينهم وهم أولى بالخلافة منّا .

فقالوا: انّ هذا الفتى وإن راقك منه هديه فانّه صبيّ لا معرفة له ولا فقه فأمهله ليتأدّب ويتفقّه في الدين ثم اصنع ما تراه بعد ذلك فقال لهم: ويحكم انّي أعرف بهذا الفتى منكم وانّ هذا من اهل بيت علمهم من اللّه وموادّه وإلهامه وصغيرهم وكبيرهم افضل من كلّ الخلق فان شئتم اجمعوا العلماء كي يمتحنوه.

فاجتمع رأيهم على مسألة يحيى بن اكثم وهو قاضي الزمان أن يسأله مسألة لا يعرف الجواب فيها فهيّأ المأمون مجلسا عظيما فاجتمع عنده يحيى بن أكثم وسائر العلماء والأشراف فأمر المأمون أن يفرش لأبي جعفر (عليه السلام) دست‏  ويجعل له فيه مسورتان‏  ففعل ذلك .

قال الشيخ المفيد: وخرج أبوجعفر (عليه السلام) وهو يومئذ ابن تسع سنين وأشهر فجلس بين المسورتين وجلس يحيى بن اكثم بين يديه وقام الناس في مراتبهم والمأمون جالس في دست متصل بدست أبي جعفر (عليه السلام) .

 فقال يحيى بن أكثم للمأمون: أ تأذن لي يا أمير المؤمنين أن أسأل أبا جعفر؟ فقال له المأمون : استأذنه في ذلك فأقبل عليه يحيى بن أكث فقال: أ تأذن لي جعلت فداك في مسألة؟ قال له أبوجعفر (عليه السلام) : سل إن شئت قال يحيى: ما تقول جعلني اللّه فداك في محرم قتل صيدا؟

 فقال له أبوجعفر (عليه السلام) : قتله في حلّ أو حرم؟ عالما كان المحرم أم جاهلا؟ قتله عمدا أوخطأ؟ حرّا كان المحرم أم عبدا؟ صغيرا كان أم كبيرا؟ مبتدئا بالقتل أم معيدا؟ من ذوات الطير كان الصيد أم من غيرها؟ من صغار الصيد كان أم من كباره؟ مصرّا على ما فعل أونادما؟ في الليل كان قتله للصيد أم نهارا؟ محرما كان بالعمرة إذ قتله أو بالحج كان محرما؟

 فتحيّر يحيى بن أكثم وبان في وجهه العجز والانقطاع ولجلج حتى عرف جماعة أهل المجلس أمره فقال المأمون: الحمد للّه على هذه النعمة والتوفيق لي في الرأي ثم نظر إلى أهل بيته وقال لهم: أ عرفتم الآن ما كنتم تنكرونه؟

ثم أقبل على أبي جعفر فقال له: أ تخطب يا أبا جعفر؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين فقال له المأمون: اخطب جعلت فداك لنفسك فقد رضيتك لنفسي وأنا مزوّجك أمّ الفضل ابنتي وإن رغم‏  قوم لذلك .

فقال أبوجعفر (عليه السلام) : الحمد للّه إقرارا بنعمته ولا إله الّا اللّه اخلاصا لوحدانيّته وصلى اللّه على محمّد سيّد بريّته والأصفياء من عترته أما بعد فقد كان من فضل اللّه على الأنام أن أغناهم بالحلال عن الحرام فقال سبحانه: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [النور: 32] ؛ ثم انّ محمد بن عليّ بن موسى يخطب أمّ الفضل بنت عبد اللّه المأمون وقد بذل لها من الصداق مهر جدّته فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه واله)وهو خمسمائة درهم جيادا فهل زوّجتني يا أمير المؤمنين بها على هذا الصداق المذكور؟

قال المأمون: نعم قد زوّجتك يا أبا جعفر ابنتي على هذا الصداق المذكور فهل قبلت النكاح؟ فقال أبوجعفر (عليه السلام) : قد قبلت ذلك ورضيت به ؛ ثم جاءوا بالغالية فأمر المأمون أن تخضب لحى الخاصة من تلك الغالية ثم مدّت إلى دار العامّة فطيّبوا منها ووضعت الموائد فأكل الناس وخرجت الجوائز إلى كلّ قوم على قدرهم فلمّا تفرّق الناس وبقي من الخاصة من بقي قال المأمون لأبي جعفر (عليه السلام) : إن رأيت جعلت فداك أن‏ تذكر الفقه فيما فصّلته من وجوه قتل المحرم الصيد لنعلمه ونستفيده .

فبدأ الامام (عليه السلام) بتفصيل المسألة وأجاب عن كلّ فقرة منها فقال له المأمون: أحسنت يا أبا جعفر أحسن اللّه إليك فان رأيت أن تسأل يحيى عن مسألة كما سألك فقال أبوجعفر (عليه السلام) ليحيى: أسألك؟ قال: ذلك إليك جعلت فداك فإن عرفت جواب ما تسألني عنه والّا استفدته منك .

فقال له أبوجعفر (عليه السلام) : أخبرني عن رجل نظر إلى امرأة في اوّل النهار فكان نظره إليها حراما عليه فلمّا ارتفع النهار حلّت له فلمّا زالت الشمس حرمت عليه فلمّا كان وقت العصر حلّت له فلمّا غربت الشمس حرمت عليه فلمّا دخل عليه وقت العشاء الآخرة حلّت له فلمّا كان انتصاف الليل حرمت عليه فلمّا طلع الفجر حلّت له ما حال هذه المرأة؟ وبما ذا حلّت له وحرمت عليه ؟

فقال له يحيى بن أكثم: واللّه ما أهتدي إلى جواب هذا السؤال ولا أعرف الوجه فيه فإن رأيت أن تفيدناه .

فقال أبوجعفر (عليه السلام) : هذه أمة لرجل من الناس نظر إليها أجنبي في اوّل النهار فكان نظره إليها حراما عليه فلمّا ارتفع النهار ابتاعها من مولاها فحلّت له فلمّا كان عند الظهر أعتقها فحرمت عليه فلمّا كان وقت العصر تزوّجها فحلّت له فلمّا كان وقت المغرب ظاهر منها فحرمت عليه فلمّا كان وقت العشاء الآخرة كفّر عن الظهار فحلّت له فلمّا كان في نصف الليل طلّقها واحدة فحرمت عليه فلمّا كان عند الفجر راجعها فحلّت له .

قال: فأقبل المأمون على من حضره من أهل بيته فقال لهم: هل فيكم أحد يجيب عن المسألة بمثل هذا الجواب أو يعرف القول فيما تقدم من السؤال ؟

فقالوا: لا واللّه انّ أمير المؤمنين أعلم بما رأى فقال لهم: ويحكم انّ اهل هذا البيت خصّوا من الخلق بما ترون من الفضل وانّ صغر السن فيهم لا يمنعهم من الكمال‏ ؛ ثم ذكر المأمون نبذة من فضائلهم حتى تفرّق المجلس وأعطى المأمون في اليوم الثاني أيضا عطايا وجوائز كثيرة وأكرم الامام الجواد (عليه السلام) واحترمه كثيرا وكان يفضّله على أولاده وأقربائه حتى مات .

يقول المؤلف: قسّم العلماء اليوم إلى اثنتي عشرة ساعة وجعلوا كلّ ساعة منها لإمام والساعة التاسعة تختصّ بالامام الجواد (عليه السلام) وقد اشير في دعاء هذه الساعة إلى سؤال المأمون للامام عمّا في يده وأيضا سؤال يحيى بن اكثم وجوابه (عليه السلام) وهذا الدعاء هو:  و بالامام الفاضل محمد بن عليّ (عليه السلام) الذي سئل فوفّقته للجواب وامتحن فعضدته بالتوفيق والصواب صلى اللّه عليه وعلى أهل بيته الأطهار ؛ والتوسّل به (عليه السلام) في هذه الساعة نافعة للسعة في الرزق ولا بأس بقراءة هذه الدعاء عند التوسل به (عليه السلام) : اللهم انّي أسألك بحق وليك محمد بن عليّ (عليه السلام) الّا جدت به عليّ من فضلك وتفضلت به عليّ من وسعك ووسّعت به عليّ من رزقك وأغنيتني عمّن سواك وجعلت حاجتي إليك وقضاها عليك انّك لما تشاء قدير .

وقيل انّ هذا الدعاء مجرّب لأداء الدين لو قرء بعد كلّ فريضة .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.