اسباب ودوافع العنف

أذ تقف خلف كل سلوك جملة دوافع وعوامل تفسر اسباباً كامنة تبين مبررات السلوك المعين لذا لابد من دراسة الاسباب والدوافع التي تقف وراء ظاهرة العنف وان يجري تحديدها بشكل واضح من اجل الوصول الى حلول جذرية لهذه الظاهرة. ولا بد هنا من التمييز بين الاسباب المباشرة والمواقف التي تفسر اعمال العنف وهناك اسباب غير مباشرة او كامنة تقف خلف هذه الظاهرة وعلى الرغم من تعدد العوامل وتداخلها والتي تكون مسؤولة عن حدوث ظاهرة العنف الا ان التأثير النفسي لهذه العوامل يختلف من عامل الى اخر وقد يختلف من مكان الى اخر طبقاً للاختلافات المرتبطة بالتركيب الاجتماعي والثقافي والظروف الاقتصادية والسياسية.

ان ظاهرة العنف ظاهرة قديمة ومعقدة ارتبطت بالمجتمع الانساني فلا يمكن ان تحدد بزمن او بعصر معين كما انها لا تحدد بثقافة معينة او هوية محددة. وايضاً انها لا ترتبط فقط بالمجتمعات غير المدنية او الاقل تمدناً, ان اتساع او انتشار ظاهرة العنف بين الدول والمجتمعات والهويات والثقافات ليس لها زمان ولا وطن ومن خلال النظرة الدقيقة لهذا الموضوع نرى انه يرتبط بمفاهيم محددة منها, الأمن ,والأمان ,والأمن الاجتماعي. وهذه المفاهيم تأتي في مختلف مجالات الحياة التي يوجد فيها الانسان سواء كان ذلك على مستوى السكن المباشر ( المسكن) او على مجال المستوى السكني الاوسع ( البيئة السكنية) او في مكان العمل والامن والامان مفهومان متلازمان دائماً فحين يتوفر الأمن يتحقق الأمان الا ان الضد  ليس صحيحاً.