الفريد ماهان 1840 - 1914

يعد الفريد ماهان 1940 - 1914 من أشهر المؤرخين في القوه البحرية وذلك لان خلفيته في هذا الميدان تستند إلى الإعداد العلمي الذي أحرزه من خلال دراسته في الأكاديمية التي تخرج فيها عام 1859 وبعد هذا التاريخ أصبح ضابطا في البحرية الأمريكية وتدرج في سلم الرتب العسكرية إلى أن وصل رتبة أدميرال بحري وبعدها تقاعد في عام 1908. وله ثلاث كتب هي:

1- تأثير القوه البحرية في التاريخ بين سنه 1660 - 1783 والمنشور عام 1892.

2- تأثير القوه البحرية في الثورة والإمبراطورية الفرنسية 1793 - 1812 والمنشور عام 1892.

3- القوه البحرية في علاقتها مع الحرب عام 1812.

حينما يكتب ماهان عن القوه البحرية فإنه يعني القوه العسكرية التي يمكن نقلها بالبحر إلى المكان المطلوب دون أن يعني مجرد الأسطول البحري ومن ثم فإن التحكم في البحار يعني لديه التحكم في القواعد البريه التي تمتاز بالمواقع الاستراتيجية المتحكمة في النقل البحري والقواعد البحرية التي تحميها أشكال السواحل من جهة وعمق خلفيتها الأرضية ويرى أن الثورة الصناعية التي شهدتها أوروبا بين 1760 - 1830 دفعت الدول الأوروبية إلى الاستعمار السياسي وتكوين مستعمرات لها فيما وراء البحار لتصريف فائض إنتاجها من السلع المصنوعة وللحصول على المواد الخام المتنوعة لمصانعها ولتوفير المواد الغذائية لسكانها الذين تزايدت أعدادهم واستدعى هذا إنشاء الأساطيل التجارية الضخمة لنقل التجارة والركاب بين الشرق والغرب وتطور الملاحة البحرية نتيجة لإحلال الحديد محل الخشب في صناعه السفن ولاستخدام البخار في تسييرها بدلا من الشراع وقد عمدت دول أوروبا إلى إنشاء الاساطيل الحربية لحراسة السفن التجارية من القراصنة والعدوان وهكذا أصبحت البحار والمحيطات شرايين تصل بين المستعمرات وبين الدول الأوروبية صاحبه السيادة عليها وأخذت أهميه الطرق البحرية تتزايد ورأت بعض الدول الأوروبية ضرورة السيطرة على بعض المواقع الاستراتيجية على طول الطرق البحرية لحراستها ورأى ماهان أن إنجلترا لها اليد الطولى في كل ذلك نظرا لموقعها الجذري المنعزل مما يجعلها بعيده المنال على القوى الأوروبية المختلفة الموجودة على اليابس الاوروبي وإن موقع بريطانيا الجغرافي يمكنها من السيطرة على خطوط الملاحة من وإلى شمال أوروبا وقد أصبح لها أسطولا حربيا ضخما يتعذر على الدول الأوروبية القارية أن تنشئ مثله, وهذا يعني أنه بإمكانها حصار موانئ القاره الأوربية وقت الضرورة والدفاع عن الجزر البريطانية وفي الوقت ذاته لم يكن بمقدور أيه دوله أوروبية إعداد جيش بحري للدفاع عن أرضيها بسبب موقعها البري.