يتمتع القارئ في الصحيفة الإلكترونية بقدر غير محدود من الحرية في التعرض أو قراءة المواد الصحفية المنشورة بها، فإلى جانب فهرسة كل المواد المنشورة، فالموضوع وليست الصفحة هي الوحدة الإخراجية بالصحيفة الإلكترونية لآن تقنية النص الفائق تتيح للقارئ إمكانية القفز من نص إلى آخر بما يجعل القارئ حراً في اتباع طريقة القراءة الخطية التقليدية أو اتباع طريقة فردية في قراءة النص وفقا لرغباته ، حيث أن بيئة عمل الصحافة الإلكترونية بما تحمله من مرونة واعتماد كثيف على تكنولوجيا المعلومات بإمكانها أن تجعل كل زائر للصحيفة قادر على أن يحدد لنفسه وبشكل شخصي الشكل الذي يريد أن يقرا به الصحيفة فيركز على أبواب ومواد بعينها ويحجب أخرى وينتقى بعض الخدمات ويلغي الأخرى ويقوم بكب ذلك في أي وقت يرغبه، وبإمكانه أيضا تعديله وقتما يشاء، وفي كل الأحوال هو يتلقى ويستمع ويشاهد ما يتوافق مع اختياراته الشخصية وليس ما تقوم الصحيفة ببثه.

بما لا يمكن معه التنبؤ أو الثقة من أن نشر موضوع أو موضوعات معينة بالصحيفة الإلكترونية وبطريقة معينة يضمن للصحيفة قراءتها أو التعرض لها من قبل القراء بطريقة معينة يقصدها المخرج طبقا لما تقتضيه نتائج الدراسات البصرية لحركة العين على الصفحة أو استخدام عناصر جذب الانتباه وغيرها كما يحدث في أثناء متابعته لصفحات الصحيفة الورقية، بل الأكثر من ذلك لم يعد المخرج يستطيع التكهن بكيفية مطالعة القراء لصحيفته الإلكترونية فكل قارئ يمكنه بطريقة فردية التعمق في موضوع معين إلى مدى بعيد قد لا يعود بعده ثانيا إلى النص الأصلي للموضوع وذلك بالنقر على الكلمات أو العناصر النشطة الموجودة في موضوع ما ثم الإبحار في نصوص أخرى من خلال قواعد المعلومات المرتبطة بالنص الأصلي المعروض أمامه على شاشة الحاسب .

أما في الصحيفة الورقية المطبوعة فالوضع يختلف تماما ففي سبيل ضمان تعرض القراء لموضوع معين تنشره الصحيفة المطبوعة فإن المخرج يتعمد استغلال كل ما لديه من وسائل الإبراز المختلفة في إخراج ذلك الموضوع كأن يضعه في أعلى الصفحة الأولى مع فرد مساحة كبيرة له على الصفحة أو أن يستخدم معه العناوين العريضة والصور الكبيرة الملونة وغير ذلك من وسائل جذب انتباه القارئ للمواد المنشورة بالصحف المطبوعة، وهكذا يوزع المخرج الصحفي موضوعاته على الصفحات المختلفة للصحيفة الورقية وعلى الصفحة الواحدة ويتحكم في وسائل جذب الانتباه إليها بما يضمن لكل منها قدرا من تعرض القراء لها يتفق والأهمية النسبية لكل منها في ضوء السياسة التحريرية للصحيفة.