أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-9-2016
![]()
التاريخ: 30-9-2016
![]()
التاريخ: 20-8-2022
![]()
التاريخ: 27-4-2020
![]() |
هناك من تصور أن الإنسان إذا أراد نيل الكمالات النفسية فيجب عليه أن يجتث من نفسه غريزة الغضب بالكامل، ويسحقها تحت الأقدام، وهذا التصور هو من تصورات الصوفية، وقد ناقش هذه الاشتباهات سيد العارفين في القرن العشرين الإمام الخميني وبين خطأه، يقول (قدس سره): (فإن الذين يظنون أن قتل غريزة الغضب بالكامل، وإخماد أنفاسها يعد من الكمالات والمعارج النفسية إنما يرتكبون خطيئة عظيمه، ويغفلون عن حد الكمال، ومقام الاعتدال، هؤلاء المساكين لا يعلمون أن الله (سبحانه وتعالى) لم يخلق هذه الغريزة الشريفة في جميع أصناف الحيوانات عبثا؛ وإنه جعل هذه الغريزة في بني آدم رأسمال الحياة الملكية والملكوتية، ومفتاح البركات والخيرات)(1).
ولكن مقصد الإمام (قدس سره) هو الحد المتوازن النابع من حمية الإيمان والغيرة الرسالية التي تحفظ الإنسان من الإنزلاق عن جادة الصواب، وتثبته على الطريقة الوسطى فلا إفراط ولا تفريط ... ويمكننا أن نذكر بعض فوائد الغضب التي ذكرها الإمام الخميني (قدس سره):
1 — إن غريزة الغضب هي العامل الاساسي في حفظ الجنس البشري وصيانة نظامه العائلي والاجتماعي، إذ لولا غريزة الغضب لما استطاع الإنسان أن يدافع عن نفسه وعرضه وماله ودينه ضد هجمات الأعداء .
2 — وهي السبب في نيل المراتب العالية والتكامل الإنساني في الثورة على النفس، وإخراجها من حالة الخمول والكسل، والجبن، والتراخي إلى حالة الجد والنشاط والمقاومة .
3 — لها الدور الأساسي في الثبات والاستقامة على الحق، ومواجهة الباطل والثورة على المفاسد الإجتماعية والسياسية، حيث تكسر حجاب الخوف والخمول ، ولولاها لاستسلم الإنسان لما يصيبه من ذلة وصغار . يقول الإمام علي (عليه السلام): (من أحدَّ سنان الغضب لله قوي على قتل أشداء الباطل)(2) لأن القوة الغضبية هي التي تمنح الإنسان قوة المقاومة والجهاد ضد أعداء الله (ٍسبحانه وتعالى) والدفاع عن النفس والمال والعرض .
4— وكذلك منع الاعتداءات، وحفظ الثغور، وإزالة العقبات عن طريق الدعوة إلى الله (سبحانه وتعالى) لا بد لها من هذه الملكة ؛ ليستطيع المؤمن أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر .
كل هذه الفوائد وغيرها تترتب على غريزة الغضب إذا كانت تحت سيطرة العقل والشرع، هذا هو الجانب المحمود منها؛ وبهذا بان خطأه المنهج الذي يدعو إلى اجتثاث غريزة الغضب من جذورها، وإنما الصحيح هو التوجيه والتعديل والتلطيف؛ لئلا تغلب على الإنسان القوة الغضبية فتخرجه عن حد الإنسانية وتدخله في عالم الغاب الذي يحكمه الضفر والناب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الإمام الخميني، الأربعون حديثاً: 132
(2) نهج البلاغة قصار الحكم: 174.
|
|
قلة النوم.. ضريبة ثقيلة على صحتك قد تهدد حياتك
|
|
|
|
|
اكتشاف انبعاث غاز الميثان في القارة القطبية الجنوبية
|
|
|
|
|
إزاحة الستار عن اللوحة التذكارية لمشروع إكساء الصحن الشريف بالمرمر الأبيض الثاسوس
|
|
|