المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
علي مع الحق والحق مع علي
2024-04-23
صفات المتقين / لا يشمت بالمصائب
2024-04-23
الخلاص من الأخلاق السيئة
2024-04-23
معنى التمحيص
2024-04-23
معنى المداولة
2024-04-23
الطلاق / الطلاق الضروري
2024-04-23

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


المراهقة ... كيف نتعامل معها  
  
2487   10:16 صباحاً   التاريخ: 9-4-2022
المؤلف : د. حسان شمسي باشا
الكتاب أو المصدر : كيف تربي ابناءك في هذا الزمان؟
الجزء والصفحة : ص179 ـ 200
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

1ـ المظاهر الجسدية والنفسية للمراهقة، ومسؤولية الاباء تجاهها:

تتميز مرحلة المراهقة عند الشباب والبنات (11 -18 سنة) بتغيرات وصفات خاصة تنقل الإنسان من عالم الطفولة إلى عالم النضج والشباب، ويواجه جسد المراهق عملية تحول كاملة في وزنه، وحجمه، وشكله، وفي الأنسجة، والأجهزة الداخلية، وفي الهيكل والأعضاء الخارجية.

وفي مرحلة المراهقة يمر الفرد بالتغير العضوي السريع والمتتابع، وهذا أمر يتعجب له الراشدون من الكبار، عندما يرون الطفل وقد بدا خلال وقت قصير جداً طويل القامة، مفتول الذراعين.

وترى بعض الآباء والأمهات يهمزون ويلمزون أبناءهم وبناتهم، لما بدا عليهم من تغير في أجسادهم وأشكالهم، ويرافق ذلك التعليقات أو المداعبات المشوبة بالاستغراب، وأحياناً بالسخرية والاستهزاء.

وترى المراهق في هذه المرحلة يناقش القضايا مع والديه ومعلميه، يجادلهم بعد أن كان مستسلماً مطيعاً في طفولته، ينزع إلى الاستقلالية، وإلى محاولة الانفراد في اتخاذ القرار، وقد لا يتقبل رأي الآخرين بسهولة، وربما يرفض توجيهاتهم ونصائحهم.

ويصحب ذلك انفعالات معينة، فغالباً ما يخاف المراهق على ذاته ومستقبله، ويخشى احتمالات الفشل والنجاح، يتساءل عن مستقبله وكيف يواجه مصاعب الحياة.

وقد لا يستطيع التحكم في انفعالاته، فهو إذا أحب أسرف وبالغ، يتعلق بمن يحب ويهيم به، وإذا أعجب بشخص جمع الناس عليه، وبالغ في مدحه، فالمراهقون يبالغون في حبهم عندما يحبون، وفي كراهيتهم عندما يكرهون.

ونجد المراهق ذا حساسية مرهفة لنقد الآخرين، يتألم من ذلك ويتوجع، وقد يطوي حسراته وآلامه عن الآخرين، وقد يشعر أن الآخرين لا يفهمونه ولا يعرفون مشاعره، ولهذا قد يصبح المراهق في بعض الأحيان ناقماً على والديه، وعلى الناس، ويقول مردداً: (لا أحد يفهمني)، (أنا أعرف بحالي)، (أصحابي فقط هم الذين يفهمونني)، وقد ينزوي المراهق عن المجتمع ويميل إلى الانطواء والوحدانية.

وهو لا يرى أنه كالكبار تماماً وخصوصاً والديه الذين يختلفان عنه في السن اختلافاً كبيراً، ويتجه إلى أساليب مختلفة في نمط هندامه وأسلوب حياته، وموضوعات اهتمامه وهواياته، وهو حساس لمقارنته بكبار السن - في هذا الجانب - وله منظارٌ خاص لا ينتبه إليه كثير من الكبار.

والمراهق يميل إلى تحقيق الذات، وإثبات وجوده، وللأسف فإن كثيراً من الآباء والأمهات والمدرسين والإخوة الكبار، لا يأبهون إلى شعور المراهق بأنه يرغب في تحقيق ذاته، من خلال استغلال طاقاته، ومنحه المسؤولية، والأعمال المناسبة، ويتجه بعض الكبار إلى عدم الثقة بالمراهقين والمراهقات، وعدم الاطمئنان إلى ما يتولونه من أعمال، ويُشعرونهم بذلك، بطرق مباشرة أو غير مباشرة، من خلال منعهم من تحمُل المسؤولية، وصرف المراهقين الى أعمال هامشية.

ويقوم كثير من الآباء بتوجيه أبنائهم إلى الدراسة وتفريغهم لذلك، والاستغناء عن تكليفهم بأعمال ومهمات تحقق ذاتيتهم، وتشعرهم بالمسؤولية، وبشيء من الاستقلالية، وتُبرز شخصياتهم، وتصقل قدراتهم الاجتماعية.

وللأسف فإن مجتمعاتنا تطيل فترة الطفولة والاعتماد على الغير حتى لا ينتهي الفرد من الجامعة إلا في سن الثالثة والعشرين مثلاً، وهو في كل ذلك تابع، وعالة على المجتمع: مالياً، وثقافياً، واجتماعياً، لا عمل له سوى الاستقبال فقط.

وهكذا يصطدم المجتمع بمتطلبات تلك المرحلة وحاجاتها الطبيعية مما قد يؤدي إلى انحراف المراهق أو ضياعه، أو إخفاقه في حياته وفي أقل الحالات إهدار طاقاته، في حين نجد الإسلام قد كلف الإنسان بالتكاليف الشرعية في سن البلوغ، وحمله المسؤولية عن نفسه في عباداته ومعاملاته وتصرفاته المختلفة(1).

وحين تخاطب ابنك في سن المراهقة حاول أن تبدأ حديثك بشكل مختلف عما كنت تخاطبه عندما كان أصغر سناً، فقل له مثلاً:

(نعم، إن وجهة نظرك جيدة، غير أنني أرى الآمر كالتالي..).

(لا بأس أن يكون لكل منا رأيه في الموضوع).

(إنني لا أرى الأمر كما تراه أنت، إلا أن هذا من حقك..).

وفي مرحلة المراهقة يكتشف المراهق هويته الذاتية، ويبتكر وسائل يؤكد من خلالها استقلاليته، كما يكتشف طرقاً جديدة للتعامل مع الآخرين.

وقد يصبح المراهق فجأة إنساناً مثالياً، ينتقد من هو أكبر منه، وينتقد الأوضاع من حوله، وقد يصبح متمرداً على الأعراف والتقاليد.

وبالمقابل قد يصبح ساخراً مستهزئاً من كل ما حوله، وقد يصل به الأمر إلى السخرية حتى من أفكار والديه وأهله.

ويشعر المراهق بالتحدي لسلطتك، ومجادلتك، والتعبير عن موقفه المخالف لموقفك، ويهتم المراهق في هذه المرحلة بمظهره وشكله أمام الآخرين، فتراه شديد الانشغال برؤية نفسه في المرآة، وقد يقلق المراهق من مظهره، وخاصة عند ظهور حب الشباب.

وقد يصاب المراهق بالخجل الشديد، وقد يميل إلى الانطواء والعزلة، فلا تحاول دفعه للقيام بأمور لا يريدها أو لا يرتاح إليها، وتجنب أن تشعره أن فيه ما يعيب، وحاول أن تشعره بأنك تثق به وبقدراته.

حاول أن تؤكد لابنك المراهق أن من حقه أن يكون مستقلاً، وأن من حقه كذلك أن يختار، وستلاحظ ذهاب بعض العناد والممانعة.

فهو يريدك أن تكون له مصدراً للأمن والتشجيع، ولا يريدك ان تقبع فوق رأسه على الدوام.

وهو يريد منك إرشاداتك ونصائحك، ولكنه لا يريد أن تجبره على القيام ببعض الأمور:

- لا تجعله يشعر أن حياتك متوقفة عليه.

- اطلب منه المساعدة في أعمال المنزل بدلاً من أن تأمره أمراً.

- اسمح له بالقيام بالعمل في الوقت الذي يناسبه.

- اسمح له ببعض الحرية في طريقة تنفيذه.

- يستحسن أن يكون للعقاب علاقة بالعمل.

فإذا لم يضع المراهق ملابسه الوسخة في وعاء الغسيل، فإن ملابسه لن تُغسل وكفى، وإذا ترك ملابسه على الأرض، فستبقى على الأرض حتى يحملها بنفسه.

- تذكر أن المراهق يشعر في هذه المرحلة بالحاجة إلى استقلاله، يريد له مكاناً خاصاً، يرتبه كيفما شاء(2).

وعندما يشكو الآباء من أن أولادهم لم يعودوا يطيعونهم كما كانوا من قبل، فأغلب الظن أن هؤلاء الآباء يجهلون حاجة أولادهم المراهقين إلى الاستقلال، كما يجهلون أن الآباء يجب أن يتغيروا، ولا يكفي أن يتغير أولادهم.

- حاول أن تقلل ما استطعت من المطالب والأوامر، وقدمها وأنت واثق من الإجابة.

- تجنب أسلوب الاستبداد والصرامة، وتذكر قول الله تعالى: {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}[آل عمران: 159].

- قبل أن تطلب مطالبك، وجه انتباهه واهتماماته، وفسر له السبب قدر الإمكان.

- لتكن طلباتك إيجابية بعيدة عن النفي أو السلب، لا تقل له: (لا تفعل) بل قل له: (افعل)، وبدلاً من قولك: (لا تُضع وقتك) قل له: (حافظ على أوقاتك).

- تجنب المواقف المذبذبة، فلا تمنع اليوم ما كنت تتساهل فيه من قبل، ولا تتساهل في أمر كنت تؤكد عليه.

- اجعل مطالبك ملتزمة بما أمر الله.

2ـ المراهق.. في حاجة إلى الأصحاب:

الصحبة علاقة اجتماعية لا يكاد ينفكُّ عنها تاريخ الإنسان، وهي ذات أثر كبير في حياة المرء النفسية والاجتماعية والثقافية.

ويتجه المراهقون إلى أقرانهم وزملائهم المقاربين لهم في السن ليكونوا صحبة واحدة تشترك في أشياء كثيرة، من أهمها: التشابه في التحولات الجسدية والنفسية والعقلية وغيرها، ويؤدي التشابه بين الأقران في كثير من الأحيان إلى التعلق بالصحبة بحيث لا يقدم المراهق عليها أحداً، ويربط غالباً مصيره بمصيرها ورأيه برأيها، وقد تصل المحبة إلى درجة الخصوصية والخِلة، فلا يعقد الخليل أمراً دون خليله، وقد قال الرسول (صلى الله عليه وآله): (الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل).

وفي حديث آخر يقول الرسول (صلى الله عليه وآله): (المرء مع من أحبَّ) (3).

ويؤثر الخليل أو القرين على عقيدة الإنسان وقناعاته الفكرية، وهذا من أعمق الآثار التي قد لا يُلقي لها كثير من الآباء والأمهات والمربين بالاً إلا بعد فوات الأوان.

ولعظم الأثر الذي تحدثه الرفقة، صار المربون يعرفون المرء من رفقائه، ويقومونه بمعرفتهم لأصدقائه، وقد ورد في الأثر: (إياك وقرين السوء، فإنك به تعرف)، وقال الشاعر: عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه          فكلُّ قرينٍ بالمقارن يقتدي.

ولكن كيف يمكن ربط المراهق برفقة صالحة تنفعه وتفيده، وتساعده على بناء شخصية سوية، وتدرأ عنه خطر المشاكل الاجتماعية؟:

- على المربي أن ينتبه لأهمية الرفقة وخطرها على المراهق، وأن يكون مستعداً لها قبل أن يصل الولد إلى سن المراهقة، وينبغي تهيئة الولد قبل المراهقة بإعطائه من المعلومات والمواعظ والخبرات، ما ينبهه ويبصرهُ بأهمية الرفيق الصالح وجميل أثره، وما يبصرهُ بسوء عاقبة مرافقة رفاق السوء، وخطر مجالستهم.

- اختر السكن المناسب الذي تجاوره أسر تحرص على صلاح أبنائها واستقامتهم، فكثيراً ما يختار المراهق أصحابه من أبناء الجيران أو الحي المشابهين له في سنه.

- اختر المدرسة المناسبة من حيث طلابها ومعلموها وإدارتها.

- حاول ربط المراهق بالأنشطة الجادة والهادفة، مثل: الجمعيات التعاونية في المدارس، وجمعيات التوعية الإسلامية، والمكتبات والحلقات العلمية في المساجد، أو الموسمية، مثل: المراكز الصيفية، وأنشطة تحفيظ القرآن في العطل والإجازات.

- الاستعانة بذوي العلم والخبرة من مدرسين، ومربين، ودعاة، وطلاب علم.

- ينبغي متابعة المراهق متابعة غير مباشرة من حيث صداقاته ورفقاؤه دون إشعاره بذلك، فالمراهق يرفض عادة الملاحظات المباشرة، ويمقت الرقابة، ولا يستجيب للأوامر والتوجيهات المباشرة.

- أكرم أصدقاء ابنك الصالحين، وحثه على دعوتهم في المناسبات، وتحدث إليهم واختلط بهم(4).

- والمراهق، بسبب قلة خبرته، قد يخطئ، وكثيراً ما يخطئ في الانتقاء، ولهذا فهو في حاجة إلى توجيه الكبار لا إلى تدخُلهم.

- وعلى الوالدين أن يعرفا من يكون صديقاً لولدهما، لأن الصاحب ساحب (كما يقال)

- والمراهق نادراً ما يعرف الخمرة بنفسه والتدخين والمخدرات، ولكن تعرفه ومصادقته من يتعاطى الخمرة والتدخين والمخدرات يتيح له أن يشهد هذه الموبقات بعينيه ويراها في متناول يديه.

وإن أشق ما يكون في حياة الأب، وأشد ما يبئسه ويصيبه في شرفه وشعوره أن يقال له: (تعال وشاهد ولدك في النظارة أو وراء قضبان السجون) بسبب المخدرات أو غيرها.

وعلى الأبوين حين يكتشفان سوء أحد أصدقاء ولدهم، أن يكونا حكيمين في إبعاد ذلك الصديق، والأفضل عدم التدخُّل المباشر، لئلا يتمسك به الفتى أو يتصل به في غيابهما.

ولكن الحوار اليومي والنقاش الهادئ ومشاركة الفتى في تحديد مواطن الخير والشر في الناس، كل هذا يُعدُّ أفضل طريق لإبعاد الأصدقاء غير المرغوبين.

وإذا أردنا أن يكون لأولادنا أصدقاء طيبون، فإن علينا توطيد صلاتنا بالأسر الرصينة الماجدة ليحسن أبناؤها التعرُّف على أبنائنا(5).

3- المراهق.. في حاجة إلى الأمن :

- حاول أن تبث الطمأنينة في كيان المراهق، وخاصة عند التعامل مع مخاوفه المختلفة.

- تجنب السخرية واستهجان حاله، وما آل إليه في هيئته وشكله، فإن ذلك يشعره باحتقار الآخرين له.

ـ حاول أن تقدر مشاعر المراهق بالتردد والاضطراب في المواقف الاجتماعية والمناسبات، وفي الحوار والخطابة، وقد تسقط الأشياء من أيديهم أو تظهر علامات الخوف من الموقف كاحمرار الوجه وتصبُب العرق، أو رفض مواجهة الموقف والانسحاب منه، والابتعاد عن حضور الولائم والمناسبات.

- ينبغي تدريب المراهقين على الحوار والمناقشة، وتبادل الآراء معهم، وتعويدهم على عرض وجهات نظرهم.

ـ تذكر أنه ليس من المجدي في التربية الإسكات الدائم للصبيان والشباب، وكتم أنفاسهم، وتسفيه أحلامهم، وليس من المجدي التعويد على الحياء في غير محله، فيصبح حائلاً بين الشباب ومشاركتهم في المواقف والمناسبات.

- تجنب انتقاد المراهق ونبذه بالألقاب بسبب فشله في المواقف الاجتماعية، وتعثره في المناسبات بسبب تخوفه وتردده أو انسحابه، فهذا الأسلوب لا يعالج المشكلة، بل يزيدها تعقيداً واستفحالاً.

- لا بد من تعويد المراهق على المصارحة والمكاشفة، ولا بد من إشعاره بالمعاونة على حل مشاكله.

4ـ المراهق.. في حاجة إلى العبادة:

ولدى المراهق في كثير من الحالات توجه إلى التدين، وميول إلى كثير من التفكير والتأمل، فعواطفه جياشة، وأحاسيسه مرهفة، وهو كثير الخوف، سريع الشعور بالذنب والإحساس بالضعف، يتجه إلى المسجد أحياناً، ويحافظ على الصلوات والنوافل، ويكثر الدعاء والاذكار، وكل هذا يشير إلى ميول المراهق الأكيدة للتديُّن والتعبُّد.

ولهذا كان من الواجب استثمار هذه الاستعدادات والميول عند المراهق وتوجيهها التوجيه الصحيح.

5ـ كيف تنمي الجانب الديني عند المراهق؟:

- حاول أن تحث المراهق وتوجهه إلى هذا الجانب عفوياً، وبطرق غير مباشرة ما أمكن، إذ إن المراهقين حساسون للأسلوب الإملائي المباشر، ويمتازون بالاعتداد بأنفسهم، وقد يعاندون أحياناً.

- خاطب عقل المراهق وعواطفه ومشاعره، بمناقشة عقلية حكيمة ممزوجة بمخاطبة العواطف والمشاعر.

- ينبغي البدء بمناقشة هذا الجانب والتوجيه إليه مبكراً، فالاسترشاد بالكبار يكون أكبر في السنوات المبكرة من المراهقة، وهو سنُّ الثالثة عشرة إلى الخامسة عشرة، ويتقلص الاستقبال، وتزداد الاستقلالية بعد ذلك.

- استثمر مواقف الضيق والشدائد والنوازل في إيضاح قدرة الله، وضرورة اللجوء إلى الله في الكرب والشدائد.

- ذكر ابنك المراهق بأن الله مطَّلع عليه، وأنه في رقابة دائمة من الله تعالى، وذكره بقوله تعالى: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ}[عافر:19].

- عوده على غض البصر، وذكره بقوله تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ} [النور: 30]

وذكره أيضاً بحديث رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يخاطب علياً (عليه السلام): (يا علي لا تتبع النظرةَ النظرةَ، فإن لك الأولى وليس لك الآخرة).

- عوده الإعراض عن المسموعات المذمومة، وعن قبائح الأقوال ومغرياته الموقعة في الرذيلة.

وذكره بقوله تعالى: {وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ}[القصص: 55].

- علمه فن الاستئذان، حيث يعتاد المراهق خصوصاً على أخذ الإذن عند إرادة السماع أو النظر أو السؤال، فهو منتهى ضبط حب الاستطلاع، وقد قال تعالى: {وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}[النور: 59].

فإذا بلغ الطفل الحلم - وهو سن المراهقة - يستأذن على كل حال عند دخوله البيوت، أو غرف الآخرين، أو الأماكن الخاصة من أي نوع، لئلا يفاجئ الآخرين، أو يكشف سترهم، ولئلا تقع عينه أو سمعه على ما لا يجوز له(6).

6ـ علمه تحمل المسؤولية:

لا شك أن المراهق يتأثر بنوع المعاملة التي يلقاها من والديه ومربيه، فهي إما تعوده على المبادرة والعطاء، أو تجعله سلبياً منزوياً لا رأي له.

- استخدم الحوار والمناقشة مع الشباب، عند طرح الآراء في المجالس، وعند تقويم الأحداث والأفكار والأشخاص.

- استخدم الشورى في المناسبات المتعلقة بالأسرة والمدرسة وغيرها، كالرحلات، ونوع الدراسة والبيت والسيارة... وغير ذلك من الأمور.

ـ عوده على اتخاذ القرار عندما تطلب منه تنفيذ عمل ما.

ـ عوده على القيام يبعض المسؤوليات، كالإشراف على الأسرة والقيام بشؤونها أحياناً وخاصة في غياب ولي الأمر.

ـ عوده على الاستقلالية المالية، وذلك بمنحه مصروفاً مالياً كل أسبوع أو كل شهر.

ـ علمه التخطيط للمستقبل، وأن يكون له دور أساسي في توجُّهه الدراسي والوظيفي وغيرها.

ـ زود بيتك بمكتبة شاملة، جيدة في محتوياتها، وترتيبها، وجاذبيتها وبساطتها، ولا بد من أن تحتوي المكتبة على مواد تهم المراهق، ومن ذلك:

1ـ السهل المختصر من كتب التفسير والحديث والفقه والفتاوى.

2ـ كتب المكتشفات العلمية.

3ـ كتب التراجم والسير.

4ـ كتب الأسئلة والأجوبة في المجالات المختلفة وخصوصاً: الشرعية، والصحية، والاجتماعية، والنفسية.

5ـ كتب القصص الهادفة.

6ـ الأشرطة المسجلة، مثل: أشرطة الوعظ القصصي، والمحاضرات المبسطة وغيرها.

ولا بد من مراعاة عدد من الإجراءات التي تجذب المراهق للمطالعة، ومنها:

1ـ أن يقوم المراهق نفسه بشراء بعض الكتب، والأشرطة، وتزويد المكتبة بها.

2- ان يقوم بترتيب المكتبة والإشراف عليها إن أمكن.

3ـ أن يحرص المربي على سلامة المادة المحتواة من الكتب والأشرطة.

4- ألا يفرض اختيار الكتب المقروءة على المراهق فرضاً، بل تترك له الحرية ضمن محتويات المكتبة(7).

5- تزويد المكتبة بالكومبيوتر وانتقاء الأقراص (CD) ذات المعلومات أو اللعب المناسبة.

7- المراهق في بلادنا.. وبلاد الغرب:

من فضل الله علينا أن أسرنا ما تزال تتميز بالترابط الأسري، فتنتقل المودة والرحمة من الآباء إلى الأبناء، في حين نرى أن الحياة الأسرية في بلاد الغرب تقوم على الانفصال أو الفصام بين الأجيال، والمراهقة هنا تعني - في أغلب الأحوال-التمرُّد.

يقول الدكتور (De Besse) المختص في علم النفس التربوي في كتابه (المراهقة): (حين يكبر الأطفال في بلادنا فلا بد أن يظهر التمرد بشكل محتم أو شامل، وعلى الآباء والأمهات أن يدركوا هذه الناحية، ويتعاملوا مع أولادهم على أساس قبولهم بهذا الأمر والتسليم به، فالنمو يعني التمرد).

أما العلاقة بين الآباء والأبناء في أسرنا، فهي تقوم - في الغالب - على أساس الإحسان إلى الوالدين، وتقديم إحساننا للأم على الأب على ضوء توصية رسول الله (صلى الله عليه وآله): (أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك).

والمراهق الشاب عندنا قلما يثور على أسرته أو يتنكر لها ولقيمها، وخاصة عندما تكون الأسرة ملتزمة بالخلق والشرع، فالمراهق عندنا يمرُّ بمرحلة (التكليف) لا مرحلة (التمرد) والتنكر للمعروف، وهو يجد في سن المراهقة وفاءً للدين والمحبة التي قدمها والداه له.

وخلافاً لهذا المراهق نجد قلة من الصبيان الذين يميلون إلى التحلُل من وفاء الدين لآبائهم، ويجنحون إلى إنكار الجميل الذي قدمته أسرهم، وبعض هؤلاء الآبقين قد تعرف - غالباً - على جماعة خارجة عن الأخلاق أو القانون أو الدين، فأحسَّ أن منزلته في وسط هذه الجماعة أكثر من منزلته في أسرته، وكثيراً ما تكون الأسرة هي المسؤولة عن مصير هؤلاء، فلم تحسن إليهم الإحسان الكافي في طفولتهم، أو أقامت علاقاتها مع أولادها على أساس التفضيل والتمييز.

ومن المؤسف جداً أننا نرى من حولنا آباء فضلاء، بل وممتازين في العلم والدين، قد أنجبوا أولاداً متمردين أو ملحدين، وغالباً ما يكون السبب أن الآباء لم يعرفوا، أو لعلهم لم يدروا على الرغم من منزلتهم في العلم، أن من واجب الآباء أن ينزلوا إلى مستوى أطفالهم.. فلم يصادقوهم، فتصيدهم أتباع الشيطان وقادوهم إلى التمرد والاستهتار بالدين(8).

8ـ ابني المراهق لا يستيقظ بسهولة في الصباح:

نادِهِ في الصباح مرة واحدة، وتأكد من أنه قد سمعك، وأنه استيقظ من نومه حقيقةً، وبعدها اترك له أمر النهوض من السرير.

وإذا تأخر بالنهوض والوصول إلى المدرسة، فإنه سرعان ما سيتعلم من تنبيه المدرسة، وكلمة المدرّس أو المدرسة أفضل بكثير من أن تبقى تتابعه وتنادي عليه كل صباح مرات ومرات، وقل له: إذا كان هذا ما تريد، فهو اختيارك، وعليك أن تتحمل نتائج اختيارك.

9ـ عودة المراهق في المسا ء:

من الأمور التي تنشأ بين المراهق ووالديه قضية تحديد ساعة العودة إلى المنزل في المساء.

وليس المهم مجرد تحديد ساعة العودة إلى المنزل، وإنما أين هو ومع من كان خلال هذا الوقت.

ـ تأكد دوماً أنك تعلم أين سيذهب، ومع من، ولكن لا تعرضه لاستجواب وتحقيق قبل خروجه وبعد عودته إلى المنزل.

ـ علمه أن يكون صريحاً معك، يفتح لك قلبه ويصارحك في كل الأمور.

ـ انتبه إلى العبارات التي تستعملها وأنت تتحدث معه:

فبدل أن تقول: (أين أنت ذاهب؟) قل له: (هل ستذهب إلى مكان ممتع اليوم؟) وبدل أن تسأل: (ماذا فعلتم اليوم؟) اسأله: (هل استمتعتم بوقتٍ طيب؟)، وبدل أن تقول: (من سيذهب معك؟) يمكن أن تقول: (هل سيذهب صديقك عمر؟).

- اتفق معه على وقت العودة إلى المنزل، وحاول أن يكون وقتاً معقولاً يرضيك ويرضيه.

ـ اوضح له تماما كيف أنك تثق به، وتتوقع منه الالتزام بهذا الاتفاق.

ـ إذا عاد يوماً متأخراً، استمع له أولاً فقد تكون هناك أسباب وجيهة مقنعة، ولكن علمه أنه كان بإمكانه أن يكلمك بالهاتف من منزل صديقه مثلاً، وبذلك يرتاح بالك وأنت جالس تنتظره.

ـ ذكره كيف أن الآباء بشكل عام يشعرون بالقلق والخوف على ولدهم.

ـ وإذا لم يلتزم فقل له بأنه إذا تكرر التأخُّر في العودة فلن يستطيع عندها الخروج من المنزل في المساء لمدة أسبوع مثلاً(9).

10ـ إذا وقعت عيناك على أمر خاص لولدك لا يريدك أن تراه، فماذا تفعل؟:

تذكر أولاً أن غرفة الولد هي غرفته الخاصة، وتذكر أنك إن صادرت ما رأيت وأتلفته فإن هذا التصرف لن يمنع ولدك من الاستمرار في هذا العمل، ولكنه سيتعلم من هذه التجربة أن يكون أكثر حذراً في إخفاء حاجاته الخاصة بعيداً عن مراقبتك وعيونك. 

اسأل نفسك: هل هذا الأمر ضارٌ به أم لا؟ فإن لم يكن له ضرر عليه فالأفضل أن تتركه في مكانه، أما إذا شعرت بضرر هذا الأمر وخطورته فالأفضل أن تفتح معه الموضوع مهما كانت صعوبة الحديث في الأمر، ولكن حاول ألا تعرض الموضوع بأسلوب المواجهة والتحدي كأن تقول له مثلاً: (تعال معي أريد الحديث معك في أمر خطير، هيا أغلق الباب واجلس هنا أمامي، انظر ماذا وجدت اليوم في غرفتك، إن هذا لأمر مخجل ومعيب حقاً، يا لك من ولد عاصٍ ومتعب).

وربما كان من الأفضل أن تقول له: (لقد وجدت اليوم هذا الشيء في غرفتك بالخطأ، ولقد تفاجأت بالأمر رغم أني أعلم أن معظم الشباب قد يفكر في هذا الأمر في مرحلة ما)(10).

11- ابني في السادسة عشرة.. يريد قيادة السيارة:

كثيراً ما يطلب الولد في هذا السن - أو ربما قبله - من أبيه أن يسمح له بقيادة السيارة لأول مرة.

والأب العاقل يجيب: بالتأكيد ليس لدي مانع، فأنا أثق بمهارتك، وقد علمتك القيادة بنفسي، ومع ذلك فأنت تعلم أن السن الذي تسمح به الأنظمة محدد بالثامنة عشرة، ومن ناحية أخرى، فهناك نصيحة واحدة، وأظنني لست بحاجة لذكرها (لأنني أعلم مقدار وعيك)، وهي أنه لا اندفاع ولا طيش.. فنحن لسنا من طينة الشباب الطائشين!.

وسأبقى معك في السيارة حين تقودها لأن القوانين لا تسمح لسنك بذلك على الرغم من ثقتي بك(11).

12ـ نصائح للوالدين:

ينبغي أن يراعي الوالدان ما يأتي:

1ـ ألا يتشاجرا أمام الأطفال أو المراهقين.

2ـ أن يسوى أي خلاف حتى الخلافات المادية بعيداً عن الأولاد، وألا يتم أي جدال بصوت مرتفع أمام الأبناء.

3ـ ألا يتدخل الوالدان في كل أمور حياة المراهق، وألا تأتي التوجيهات في صورة أوامر.

4ـ أن يشجع الوالدان المراهق على الاستقلال والاعتماد على نفسه.

5ـ أن يلفتا نظره عندما يغضب بشدة لأسباب تافهة.

6ـ ألا يضيّقا عليه في الجانب المالي، فينحرف ليحصل على المال أو يشعر بالدونية، ولا يسرفا في إعطائه فينحرف أيضاً.

7ـ إذا اتضح أن الرفقة التي ينتمي إليها الصبي منحرفة أو فيها أشخاص منحرفون، فلا يصح أن تأمر المراهق فجأة بتجنُّب تلك المجموعة.

ولكن حاول تقليل الفرص التي يلتقي فيها بالأشخاص السيئين، وشجعه على مصاحبة ذوي الميول الطيبة، ووفر له فرص لقاءٍ مع شخص آخر جيد يشبهه في ميوله واهتماماته.

8ـ شجعه على أن يستخدم عقله في نقد ما يرى أو يسمع.

9- أثر فيه نوازع الخير وخدمة الآخرين.

ذكره بحديث رسول الله (صلى الله عليه وآله): (من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا

نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً، سهل الله له به طريقا إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده، ومن بطأ به عمله لم يُسرع به نسبه).

10ـ شجعه على النجاح في النواحي الدراسية والمواقف العملية.

11- احترم آراء الابن واسمح له بالقيام بتدبير أموره بنفسه، وتنظيم خططه واتخاذ قراراته.

12ـ جنب ابنك الشعور بالفشل والإحباط، ولا تعيره بنقائصه، ولا برسوبه ولا بفشله.

13ـ أشعره بأنه شخص مرغوب فيه دائماً، وموفق في عمله غالباً، ويتعلم من أخطائه القليلة (12).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ المراهقون، د. عبد العزيز النغيمشي.

2ـ أولادنا، للدكتور مأمون مبيض.

3ـ متفق عليه.

4ـ المراهقون، د. عبد العزيز النغيمشي (بتصرف).

5ـ الصحة النفسية للمراهقين والشباب، للأستاذ عدنان السبيعي.

6ـ المراهقون، للدكتور عبد العزيز النغيمشي.

7ـ التربية الإسلامية للطفل والمراهق، للأستاذ محمد جمال محفوظ.

8ـ الصحة النفسية للمراهقين والشباب، للأستاذ عدنان السبيعي.

9ـ أولادنا، للدكتور مأمون مبيض.

10ـ المصدر السابق نفسه.

11ـ الصحة النفسية للمراهقين والشباب، للأستاذ عدنان السبيعي.

12ـ أبناؤنا في مرحلة البلوغ وما بعدها، للدكتور شحاته محروس. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.






العتبة العباسية تختتم فعاليات حفل سنّ التكليف الشرعي المركزي لطالبات المدارس في كربلاء
العتبة العباسية تكرم المساهمين بنجاح حفل التكليف الشرعي للطالبات
ضمن فعاليات حفل التكليف الشرعي.. السيد الصافي يلتقط صورة جماعية مع الفتيات المكلفات
حفل الورود الفاطمية يشهد عرضًا مسرحيًّا حول أهمية التكليف