عناصر مناخ الوطن العربي- الحرارة:

 تسود الحرارة العالية لأكثر من نصف السنة في معظم المناطق المنخفضة في الوطن العربي، وعلى الرغم من أن شهري تموز وآب مـن أكثـر شـهور السنة حرارة، إلا ان الفترة الممتدة من شهر نيسان إلى شهر تشرين أول تتراوح الحرارة فيها ما بين دافئة إلى حارة في معظم أنحاء الوطن العربي، وقد سجلت درجة الحرارة في وسط وادي النيل وداخل شبه الجزيرة العربية 38 مئويـة خـلال بدايـة

شهر آذار، مع إمكانية استمرار تسجيل مستوى درجة الحرارة هـذا خلال شهر تشرين الثاني أيضاً، فالبيئات الصحراوية العربية المنخفضة عرضـة لهـبـوب هـواء دافئ، حيث تسبب تسجيل معدلات درجة حرارة مرتفعة (32 مئوية) في العراق وشبه جزيرة العرب. فسماء الصحاري العربية الصافية خلال فصل الصيف تسهم في ارتفاع درجات الحرارة خلال النهار. ففي محطة أبقين التي تقـع شـرقي المملكة العربية السعودية وتبعد مسافة 43كم عن ساحل الخليج، سجلت درجة الحرارة فيها 37 مئوية خلال شهري تموز وآب، وفي ذات المحطة (إبقين) سجلت درجة الحرارة العظمى بعد الظهر في شهر تموز 44 مئوية، وفي آب 45 مئوية، وفي شهر تشرين أول "45.5 مئوية.

وبالرغم من سيادة درجة الحرارة المرتفعة في الوطن العربي صيفاً، فإن درجة حرارة المناطق الداخلية منه معتدلة بفعل تأثير ارتفاعهـا عـن مستوى سطح البحر. فقراءات درجة حرارة أيام منتصف أشهر الصيف تتجاوز 38 مئوية في دمشق وعمان، مع أن معدل درجة حرارة أكثر الشهور دفئاً فيها تكون معتدلة. ففي هذه المناطق الداخلية العالية، يتم اشعاع الحرارة المتراكمـة فيهـا نهـاراً خلال الليـل إلى السماء الصافية، مما يخفض درجة حرارة ما قبل الفجر إلى مستوى يتراوح ما بين 20 - 22 مئوية دون درجة الحرارة العظمى المسجلة بعد الظهر.

إن العديد النطاقات الجبلية في لبنان وسوريا والأردن وتونس والجزائر والمملكة المغربية غدت منتجعات سياحية جاذبة ليس فقط للسياح المحليين وإنما لأفواج سياح دول الخليج العربي والدول الأجنبية، فالمنتجعات الجبلية خلف مدينة بيروت كانت تزدحم بالسياح خلال الصيف قبل نشوب الحرب الأهلية اللبنانية، إلى أن عادت إلى سابق عهدها حالياً. وكذلك الأمر بالنسبة للمنتجعات الجبلية السورية التي تعـج بالسياح العرب والأجانب في الوقت الراهن، كمـا تعـد مدينة الطائف في السعودية منتجعاً سعودياً صيفياً يؤمه العديد من السياح السعوديين.