المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
بطانة الرجل وولیجته
2024-04-19
معنى الصِر
2024-04-19
تحتمس الرابع وتاريخ هذه المسلة.
2024-04-19
تحتمس الثالث يقيم مسلتين في معبد عين شمس وتنقلان إلى الإسكندرية.
2024-04-19
مسلة القسطنطينية.
2024-04-19
مسلة القسطنطينية.
2024-04-19

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الفتنة البربرية والنزاع بين الحموديين والأمويين  
  
2056   01:46 صباحاً   التاريخ: 26-4-2022
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة : مج1، ص:482-489
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28/11/2022 808
التاريخ: 4-7-2016 17047
التاريخ: 22-1-2023 758
التاريخ: 18-5-2022 1507

 

الفتنة البربرية والنزاع بين الحموديين والأمويين

ومن الأسباب في سلب محاسن قرطبة عيث البربر بها في دخولهم مع سليمان المستعين الأموي حين استولى على قرطبة في دولته التي افتتحت بالقهر وسفك الدماء، وكان من أمراء البربر المعارضين لسليمان علي بن حمود من بني علي بن إدريس بن إدريس بن عبد الله بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنهم أجمعين - وجده إدريس هرب من هرون الرشيد إلى البربر، فتبربر ولده، وبنى ابنه إدريس مدينة فاس،وكان المؤيد هشام يشتغل بالملاحم، ووقف على أن دولة بني أمية تنقرض بالأندلس على يد علوي أول اسمه عين، فلما دخل سليمان مع البربر قرطبة ومحوا كثيرا من محاسنها ومحاسن أهلها كان من أكبر أمرائهم علي بن حمود، وبلغ هشاما المؤيد وهو محبوس خبره واسمه ونسبه فدس إليه أن الدولة صائرة إليك، وقال له: إن خاطري يحدثني أن هذا الرجل يقتلني، يعني سليمان، فإن فعل فخذ بثأري، وكان هذا الأمر هو الذي قوى نفس ابن حمود على طلب الإمامة، وحمله على الأخذ بثأر هشام المؤيد، فكان المؤيد أحد من أخذ بثأره بعد موته.

وتولى بعد ذلك علي بن حمود (1) ، وبويع بقرطبة في قصرها في اليوم الذي قتل فيه سليمان المستعين (2) ، وأخذ الناس بالإرهاب والسطوة، وأذل رؤوس البربر، وبرقت للعدل في أيامه بارقة خلب لم تكد تقد حتى خبت، وجلس للمظالم، وقدمت له جماعة من البربر في إجرام فضرب رقابهم، وأهلهم وعشائرهم ينظرون، وخرج يوما على باب عامر فالتقى فارسا من البربر وأمامه حمل عنب، فاستوقفه وقال له: من أين لك هذا؟ فقال: أخذته كما يأخذ الناس، فأمر بضرب عنقه، ووضع رأسه وسط الحمل، وطيف به في البلد،

(482)

واستمر على هذا مع أهل قرطبة في أحسن عشرة نحو ثمانية أشهر، حتى بلغه قيام الأندلسيين بالمرتضى المرواني في شرق الأندلس، فتغير عما كان عليه، وعزم على إخلاء قرطبة وإبادة أهلها، فلا يعود لأئمتهم بها سلطان آخر الدهر، وأغضى للبربر عن ظلمهم فعاد البلاء إلى حاله، وانتزع الإسلام من أهل قرطبة (3) ، وهدم المنازل، واستهان بالأكابر، ووضع المغارم، وقبض على جماعة من أعيانهم وألزمهم بمال، فلما غرموه سرحهم، فلما جيء إليهم بدوابهم ليركبوها أمر من أخذ الدواب، وتركهم ينزلون إلى منازلهم على أرجلهم، وكان منهم أبو الحزم الذي ملك قرطبة بعد وصارت دولته بوراثة ولده معدودة في دول الطوائف، فانجمعت عن علي النفوس، وتوالى عليه الدعاء، فقتله صبيان أغمار من صقالبة بني مروان في الحمام، وكان قتله غرة ذي القعدة سنة ثمان وأربعمائة، وكان الصقالبة ثلاثة فهربوا واختفوا في أماكن يعرفونها، وصح عند الناس موته، ففرحوا، وكانت مدته كما مر نحو عامين، وحققها بعض فقال: أحد وعشرون شهرا وستة أيام.

وكان الناصر علي بن حمود - على عجمته، وبعده من الفضائل - يصغي إلى الأمداح، ويثيب عليها، ويظهر في ذلك آثار النسب العربي والكرم الهاشمي، ومن شعرائه المختصين به ابن الحناط القرطبي (4) ، ومن شعره قوله (5) :

راحت تذكر بالنسيم الراحا ... وطفاء تكسر للجنوح جناحا

أخفى مسالكها الظلام فأوقدت ... من برقها كي تهتدي مصباحا

 (483)

وعبادة بن ماء السماء، وكان معروفا بالتشيع، وفيه يقول من قصيدة:

أبوكم علي كان بالشرق بدء ما ... ورثتم، وذا بالغرب أيضا سميه

فصلوا عليه أجمعون وسلموا ... له الأمر إذ ولاه فيكم وليه ومدحه ابن دراج القسطلي بقوله (6) :

لعلك يا شمس عند الأصيل ... شجيت لشجو الغريب الذليل

فكوني شفيعي لابن الشفيع ... وكوني رسولي لابن الرسول وكان أخوه القاسم بن حمود أكبر منه بعشر سنين، وأمهما واحدة، وهي علوية، ولما قتل الناصر كان القاسم واليا على إشبيلية، وكان يحيى بن علي واليا على سبتة، فاختلفت أهواء البربر (7) ، فمال أكثرهم إلى القاسم لكونه غبن أولا، وقدم عليه أخوه الأصغر، وكونه قريبا من قرطبة، وبينهم وبين يحيى البحر، فلما وصلت رسلهم إلى القاسم لم يظهر فرحا بالإمامة، وخاف أن تكون حيلة من أخيه عليه، فتقهقر إلى أن اتضح له الحق، فركب إلى قرطبة، وبويع فيها بعد ستة أيام من قتل أخيه، وأحسن السيرة، وأحس من البربر الميل إلى يحيى ابن أخيه علي صاحب سبتة، فتهالك في اقتناء السودان، وابتاع منهم كثيرا، وقودهم على أعماله، فأنفت البرابر من ذلك، وانحرفوا عنه.

وفي سنة تسع وأربعمائة (8) قام عليه بشرق الأندلس المرتضى عبد الرحمن من أعقاب الناصر، لأن أهل الأندلس صعب عليهم ملك بني حمود العلويين بسبب البرابر، فأرادوا رجوع الإمامة إلى بني مروان، واجتمع له أكثر ملوك الطوائف، وكان معه حين أقبل لقرطبة منذر التجيبي صاحب سرقسطة

 (484)

وخيران العامري الصقلبي صاحب المرية، وانضاف إليهم جمع من الفرنج، وتأهب القاسم والبرابرة للقائهم، فكان من الاتفاق العجيب أن فسدت نية منذر وخيران على المرتضى، وقالا: أرانا في الأول وجها ليس بالوجه الذي نراه حين اجتمع إليه الجم الغفير، وهذا ماكر غير صافي النية، فكتب خيران إلى ابن زيري الصنهاجي المتغلب على غرناطة - وهو داهية البربر - وضمن له أنه متى قطع الطريق على المرتضى عند اجتيازه عليه إلى قرطبة خذل عن نصرته الموالي العامريين أعداء المروانيين وأصحاب رياسة الثغور، فأصغى ابن زيري إلى ذلك، وكتب المرتضى إلى ابن زيري يدعوه لطاعته، فقلب الكتاب، وكتب في ظهره " قل يا أيها الكافرون - السورة " فأرسل إليه كتابا ثانيا يقول فيه: قد جئتك بجميع أبطال الأندلس وبالفرنج، فماذا تصنع؟ وختم الكتاب بهذا البيت:

إن كنت منا أبشر بخير ... أو لا فأيقن بكل شر فأمر الكاتب أن يحول الكتاب ويكتب على ظهره " ألهاكم التكاثر - السورة " فازداد حنقه، وحمله الغيظ إلى أن ترك السير إلى حضرة الإمامة قرطبة، وعدل إلى محاربته، وهو يرى أنه يصطمله في ساعة من نهار، ودامت الحرب أياما، وأرسل ابن زيري إلى خيران يستنجزه وعده، فأجابه: إنما توقفت حتى أرى مقدار حربنا وصبرنا، ولو كنا ببواطننا معه، ما ثبت جمعك لنا، ونحن ننهزم عنه ونخذله في غد.

ولما كان من الغد رأى أعلام خيران وأعلام منذر وأصحاب الثغور قد ولت عنه، فسقط في يد المرتضى، وثبت حتى كادوا يأخذونه، واستحر القتل، وصرع كثير من أصحابه، فلما خاف القبض عليه ولى، فوضع خيران عيونا فلحقوه بقرب وادي آش وقد جاوز بلاد البربر وأمن على نفسه، فهجموا عليه، فقتلوه وجاؤوا برأسه إلى المرية، وقد حل بها خيران ومنذر

(485)

فتحدث الناس أنهما اصطبحا (9) عليه سرورا بهلاكه.

وبعد هذه الواقعة أذعن أهل الأندلس للبرابرة، ولم يجتمع لهم بعدها جمع ينهضون به إليهم، وضرب القاسم بن حمود سرادق المرتضى على نهر قرطبة، وغشيه خلق من النظارة وقلوبهم تتقطع حسرات، وأنشد عبادة ابن ماء السماء قصيدته التي أولها (10) :

لك الخير خيران مضى لسبيله ... وأصبح أمر الله في ابن رسوله وتمكنت (11) أمور القاسم، وولى وعزل، وقال وفعل، إلى أن كشف وجهه في خلع طاعته ابن أخيه يحيى بن علي، وكتب من سبتة إلى أكابر البرابر بقرطبة: إن عمي أخذ ميراثي من أبي، ثم إنه قدم في ولاياتكم التي أخذتموها بسيوفكم العبيد والسودان، وأنا أطلب ميراثي، وأوليكم مناصبكم، وأجعل العبيد والسودان كما هم عند الناس، فأجابوه إلى ذلكن فجمع ما عنده من المراكب وأعانه أخوه إدريس صاحب مالقة، فجاز البحر بجمع وافر، وحصل بمالقة مع أخيه، وكتب له خيران صاحب المرية مذكرا بما أسلفه في إعانة أبيه، وأكد المودة فقال له أخوه إدريس: إن خيران رجل خداع، فقال يحيى: ونحن منخدعون فيما لا يضرنا، ثم إن يحيى أقبل إلى قرطبة واثقا بأن البرابر معه، ففر القسم إلى إشبيلية في خمسة فرسان من خواصه ليلة السبت 28 من شهر ربيع الآخر سنة 412 (12) ، وحل يحيى بقرطبة، فبايعه البرابر والسودان وأهل البلد يوم السبت مستهل جمادى الآخرة، وكان يحيى من النجباء، وأمه فاطمية، وإنما كانت آفته العجب واصطناع السفلة،

 (486)

واشتط أكابر البرابر عليه، وطلبوا ما وعدهم من إسقاط مراتب السودان، فبذل لهم ذلك، فلم يقنعوا منه، وصاروا يفعلون معه ما

يخرق الهيبة ويفرغ بيت المال، وفر السودان إلى عمه بإشبيلية، ومن البرابر ومن جند الأندلس من احتجب عنهم يحيى وتكبر عليهم، ولم يمل إليه ملوك الطوائف،وبقي منهم كثير على الخطبة لعمه القاسم، إلى أن اختلت الحال بحضرة قرطبة، وأيقن يحيى أنه متى أقام بها قبض عليه، وكان قد ولى على سبتة أخاه إدريس، وبلغه أن أهل مالقة خاطبوا خيران وكاتبوه، فطمع خيران فيها، وفر يحيى في خواصه تحت الليل إلى مالقة، ولما بلغ القاسم فراره ركب من إشبيلية إلى قرطبة، فخطب له بها يوم الثلاثاء لاثنتي عشرة ليلة بقيت من ذي القعدة سنة 413، ولم تصلح الحال للقاسم منذ وصل إلى الحضرة، ووقع الاختلاف، وكان هوى السودان معه، وهوى كثير من البرابر مع يحيى، وهو أهل قرطبة مع قائم من بني أمية يشيعون ذكره ولا يظهر، وكثر الإرجاف بذلك، ووقع الطلب على بني أمية فتفرقوا في البلاد، ودخلوا في أغمار الناس، وأخفوا زيهم، ثم إن الخلاف وقع بين البربر وأهل قرطبة، وتكاثر البلديون، وأخرجوا القاسم وبرابرته فضرب خيمة بغربيها، وقاتلهم مدة خمسين يوما قتالا شديدا، وبنى القرطبيون أبواب مدينتهم، وقاتلوا القاسم من الأسوار إلى أن طال عليهم الحصار، فهدموا بابا من الأبواب وخرجوا خرجة رجل واحد وصبروا (13) فمنحهم الله تعالى الظفر، وفر السودان مع القاسم إلى إشبيلية، وفر البرابرة إلى يحيى وهو بمالقة، وكان فرار القاسم من ظاهر قرطبة يوم الخميس لثنتي عشرة ليلة خلت من شعبان سنة 414.

وكان ابنه محمد بن القاسم واليا على إشبيلية، وثقته المدبر لأمره محمد بن زيري من أكابر البرابرة، وقاضيها محمد بن عباد، فعمل القاضي لنفسه، وهو

 (487)

جد المعتمد بن عباد، وأطمع ابن زيري في التملك، فأغلق الأبواب في وجه مصطنعه وحاربه، فقتل من البرابر والسودان خلق كثير، وابن عباد يضحك على الجميع، فيئس القاسم، وقنع أن يخرجوا إليه ابنه وأصحابه ويسير عنهم، فأخرجوهم إليه، فسار بهم إلى شريش. وعندما استقر بها وصل إليه يحيى ابن أخيه من مالقة ومعه جمع عظيم وحاصره في المدينة عشرين يوما كانت فيها حروب صعاب، وقتل من الفريقين خلق كثير، وأجلت الحرب عن قهر يحيى لعمه وإسلام أهل شريش له، وفر سودانه، وحصل القاسم وابنه في يد يحيى، وكان قد أقسم أنه إن حصل في يده ليقتلنه، ولا يتركه حتى يلي الإمامة بقرطبة مرة ثانية، فرأى التربص في قتله حتى يرى رأيه فيه، فحدث عنه بعض أصحابه أنه حمله بقيد إلى مالقة، وحبسه عنده، وكان كلما سكر وأراد قتله رغبه ندماؤه في الإبقاء عليه لأنه لا قدرة له على الخلاص، وكان كلما نام رأى والده عليا في النوم ينهاه عن قتله، ويقول له: أخي أكبر مني، وكان محسنا إلي في صغري ومسلما لي عند إمارتي، الله الله فيه، وامتدت الحال على ذلك إلى أن قتله خنقا بعد ثلاث عشرة سنة من حين القبض عليه، لأنه كان قد حبسه في حصن من حصون مالقة، فنمي إليه أنه قد تحدث مع أهل الحصن في القيام والعصيان فقال: أو بقي في رأسه حديث (14) بعد هذا العمر؟ فقتله سنة 427، وبقي أهل قرطبة بعد فرار القاسم عنها نيفا عن شهرين يرون رأيهم فيمن يبايعونه بالإمامة.

ولما كان يوم الثلاثاء (15) نصف شهر رمضان سنة 414 أحضر المستظهر وسليمان بن المرتضى وأموي آخر معه، فبايعا المستظهر، وقبلا يده بعدما كان قد كتب عقد (16) البيعة باسم سليمان بن المرتضى على ما ارتضاه الأماثل،

 (488)

فبشر اسمه، وكتب اسم المستظهر وركب إلى القصر، وحمل معه ابني عمه المذكورين فحسبهما، وكان قد رفع جماعة من الأتباع ذهب بهم العجب كل مذهب، كأبي عامر ابن شهيد المنهمك (17) في بطالته، وأبي محمد ابن حزم المشهور بالرد على العلماء في مقالته، وابن عمه عبد الوهاب بن حزم الغزل المترف في حالته، فأحقد بذلك مشايخ الوزراء والأكابر، وبادر المستظهر باصطناع البرابر، وأكرم مثواهم، وأحسن مأواهم، واشتغل مع ابن شهيد وابني حزم بالمباحثة في الآداب، ونظم الشعر والتمسك بتلك الأهداب، والناس في ذلك الوقت أجهل ما يكون،وكان جماعة من أهل الشر في السجون يتعين أن لا يخرج منهم إنسان، فأخرج منهم شخصا يقال له أبو عمران، وقد كان أشار بعض الوزراء عليه بعدم إخراجه، فأخرجه وخالفه في ذلك، ولم يقبل النصيحة، وفعل ما أداه إلى الفضيحة، فسعى القوم الذي خرجوا من الحبوس، على إفساد دولته وإبدال فرحه بالبوس، لما اشتغل عنهم بالأدباء والشعراء حسبما اقتضاه رأيه المعكوس، فسعوا في خلعه مع البرابر، وقتل في ذي القعدة من السنة التي بويع فيها وصار كأمس الدابر، بعد سبعة وأربعين يوما من يوم بويع بالخلافة، وإذا أراد الله أمرا فلا يقد أحد أن يأتي خلافه، عمره ثلاث وعشرون سنة كأنها سنة.

ومن شعر المستظهر المذكور، وهو من القريض الممدوح صاحب بالبلاغة المشكور (18) :

طال عمر الليل عندي ... مذ تولعت بصدي

يا غزالا نقض العه ... د ولم يوف بوعد

؟أنسيت العهد إذ بت ... نا على مفرش ورد

 (489)

واعتنقنا في وشاح ... وانتظمنا نظم عقد

ونجوم الليل تسري ... ذهبا في لازورد وكتب إليه شاعر في طرس مكشوط:

والطرس مبشور وفيه بشارة ... ببقا الإمام الفاضل المستظهر

ملك أعاد العيش غضا ملكه ... وكذا يكون به طوال الأعصر فأجزل صلته، وكتب في ظهر الورقة:

قبلنا العذر في بشر الكتاب ... لما أحكمت في فصل الخطاب وقد قدمنا في الباب الثالث شيئا من هذه الأخبار، وما حصل بعد ذلك بقرطبة إلى أن تولى الأمر ابن جهور في صورة الوزارة، ثم ابنه، إلى أن أخذ قرطبة منه المعتمد بن عباد، حسبما ذكر في أخباره.

ثم آل الأمر بعد ذلك كله إلى استيلاء ملوك العدوة من الملثمين والمرحدين، على قرطبة، إلى أن تسلمها النصارى، أعادها الله تعالى للإسلام، كما يذكر في الباب الثامن.

وقال صاحب " مناهج الفكر " في ذكر قرطبة، ما ملخصه: فأما ما اشتمل عليه غرب الجزيرة، من البلاد الخطيرة، فمنها قرطبة، وكانت مقر الملك، ودار الإمارة، وأم ما عداها من البلاد، منذ افتتحها المسلمون سنة 92 زمن الوليد بن عبد الملك إلى أن خرجت عن أيديهم، وتنقلت في أيدي ملوك المسلمين إلى أن وصلت إلى الناصر عبد الرحمن، فبنى في تجاهها مدينة سماها الزهراء، يجري بينهما نهر عظيم، انتهى.

 

__________

(1) انظر تفصيل الخبر عن ولاية علي بن حمود في الذخيرة 1: 79 نقلا عن ابن حيان، وهذا الذي أورده المقري تلخيص لما جاء هنالك.

(2) وبويع... المستعين: سقطت هذه العبارة من ق.

(3) ك: وانتزع أهل قرطبة.

(4) ابن الحناط (وفي ق ك ط ج: الخياط) محمد بن سليمان بن الحناط الرعيني القرطبي الأعمى، كان أبوه يبيع الحنطة بقرطبة، ثم تعهد ابنه بنو ذكوان بالتعليم واتصل بدولة بني حمود ومدح أمراءها وتوفي سنة 437 (انظر الذخيرة 1: 383 والجذوة: 53 وبغية الملتمس رقم: 124 والمغرب 1: 121 والصلة : 640 والتكملة: 387.

(5) الذخيرة 1: 390.

(6) ديوان ابن دراج: 75.

(7) ك: فاختلف هؤلاء البربر؛ ج: فاختلف أحوال...

(8) انظر تفصيل هذه الأحداث في ابن عذاري 3: 125.

(9) ك: اصطحبا.

(10) ابن عذاري 3: 130 دون نسبة، وفي الذخيرة 1: 396 أن القصيدة لابن الحناط قالها في أبي القاسم بن حمود يصف خيران الصقلبي وقتل المرتضى الموراني.

(11) ق ط: ومشت؛ ج: وتمت.

(12) ك: 413.

(13) في ق ك: وصفروا؛ وفي بعض النسخ: وظفروا.

(14) ق: حدث.

(15) قارن هذا بما في الذخيرة 1: 35 - 36.

(16) ك: قبل البيعة.

(17) ق ط: المنهتك؛ ج: المتهتك.

(18) مرت هذه الأبيات ص: 436.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.


موكب أهالي كربلاء يهدي ممثل المرجعية العليا درعا تثمينا للمساهمات الفاعلة والمساندة لإنجاح الفعاليات التي يقيمها خلال المناسبات الدينية
مراحل متقدمة من الإنجاز يشهدها مشروع مركز الشلل الدماغي في بابل
الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة: يجب الاهتمام بالباحثين عن العمل ومنحهم الفرص المناسبة عبر الاهتمام بقدراتهم ومؤهلاتهم وإبداعاتهم
يمتد على مساحة (500) دونم ويستهدف توليد الطاقة الكهربائية.. العتبة الحسينية تعلن عن الشروع بإنشاء مشروع معمل لتدوير النفايات في كربلاء