الجزر البحرية

وأما الجزر البحرية بالأندلس فمنها جزيرة قادس، وهي من أعمال إشبيلية، وقال ابن سعيد: إنها من كورة شريش، ولا منافاة لأن شريشا من أعمال إشبيلية كما مر، قال: وبيد صنم قادس مفتاح، ولما ثار بقادس ابن أخت القائد أبي عبد الله بن ميمون - وهو علي بن عيسى قائد البحر بها - ظن أن تحت الصنم مالا فهدمه فلم يجد شيئا (1) ، انتهى.

وهي - أعني جزيرة قادس - في البحر المحيط؛ وفي المحيط الجزائر الخالدات السبع، وهي غربي مدينة سلا تلوح للناظر في اليوم الصاحي الخالي الجو من الأبخرة الغليظة، وفيها سبعة أصنام على أمثال الآدميين، تشير أن لا عبور ولا مسلك وراءها. وفيه بجهة الشمال جزائر السعادات، وفيها من المدن والقرى ما لا يحصى، ومنها يخرج قوم يقال لهم المجوس على دين النصارى: أولها جزيرة برطانية، وهي بوسط البحر المحيط بأقصى شمال الأندلس، ولا جبال فيها، ولا عيون، وإنما يشربون من ماء المطر، ويزرعون عليه.

قال ابن سعيد: وفيه جزيرة شلطيش (2) ، وهي آهلة وفيها مدينة، وبحرها

 (167)

كثير السمك، ومنها يحمل مملحا إلى إشبيلية، وهي من كورة لبلة (3) مضافة إلى عمل أونبة، انتهى.

__________

(1) انظر الروض المعطار: 147.

(2) شلطيش: (Saltes) جزيرة تقع على مقربة من شلب، وكانت في عصر ملوك الطوائف من أملاك البكريين أسرة العالم اللغوي الجغرافي أبي عبيد البكري؛ وفي اليوم من مديرية ولبة. (وفي النسخ: شليطش).

(3) لبلة: (Niebla) كانت قاعدة كورة تسمى باسمها وهي على بعد خمسين كيلومتراص غربي غشبيلية وتتبع مديرية ولبة (Huelva).