الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
المؤمِّل بن أمِيل بن أسِيد
المؤلف:
ياقوت الحموي
المصدر:
معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة:
ج5، ص538-540
12-08-2015
3903
المحاربي من محارب بن خصفة بن قيس بن عيلان. كوفي من مخضرمي شعراء الدولتين الأموية والعباسية، وكان في دولة بني العباس أشهر لأنه كان من الجند المرتزقة معهم ومن أوليائهم وخواصهم، وانقطع إلى المهدي قبل خلافته وبعدها وكان شاعرا مجيدا ودون طبقة الفحول.
وقال ابن قدامة: حدثني المؤمل بن أميل قال: قدمت
على المهدي وهو بالري وهو إذ ذاك ولي عهد فامتدحته بأبيات فأمر لي بعشرين ألف درهم
فكتب بذلك صاحب البريد إلى أبي جعفر المنصور وهو بمدينة السلام يخبره أن الأمير
المهدي أمر لشاعر بعشرين ألف درهم فكتب المنصور إلى ابنه المهدي يعذله ويلومه وكتب إلى كاتب
المهدي أن يوجه إليه بي فطلبني ولم يظفر بي فكتب إلى المنصور أنه توجه إلى مدينة
السلام فأجلس قائدا من قواده على جسر النهروان وأمره أن يتصفح الناس حتى إذا علق
بي حملني إليه فلما مرت به القافلة التي أنا فيها تصفحها فوقع بصره علي فسألني من
أنت قلت أنا المؤمل بن أميل المحاربي الشاعر أحد زوار الأمير المهدي فقال إياك
طلبت فكاد قلبي أن يتصدع خوفا من الخليفة فقبض علي وأسلمني إلى الربيع فأدخلني إلى
المنصور فسلمت تسليم مروع فرد السلام وقال ليس لك هاهنا إلا خير أنت المؤمل بن
أميل قلت نعم أصلح الله أمير المؤمنين قال أتيت غلاما غرا فخدعته حتى أعطاك من مال
الله عشرين ألف درهم قلت نعم أصلح الله الأمير أتيت غلاما غرا كريما فخدعته فانخدع
قال المؤمل فكأن كلامي أعجبه فقال: أنشدني ما قلت فيه! فأنشدته: [الوافر]
(هو المهدي إلا أن فيه ... مشابه صورة القمر المنير)
(تشابه ذا وذا فهما إذا ما ... أنارا مشكلان على
البصير)
(فهذا في الظلام سراج ليل ... وهذا في النهار
ضياء نور)
(ولكن فضّل الرحمن هذا ... على ذا بالمنابر والسرير)
(وبالملك العزيز فذا أمير ... وما ذا بالأمير
ولا الوزير)
(ونصف الشهر ينقص ذا وهذا ... منير عند نقصان الشهور)
(فيا ابن خليفة الله المصفّى ... به تعلو مفاخرة
الفخور)
(لئن فت الملوك وقد توافوا ... إليك من السهولة والوعور)
(لقد سبق الملوك أبوك حتى ... غدوا ما بين كابٍ
او حسير)
(وجئت مصليا تجري حثيثا ... وما بك حين تجري من فتور)
(فقال
الناس ما هذان إلا ... كما بين الخليق إلى الجدير)
(لئن سبق الكبير فأهل سبق ... له فضل الكبير على
الصغير)
(وإن بلغ الصغير مدى كبير ... فقد خلق الصغير من
الكبير)
فقال المنصور: والله لقد أحسنت ولكن هذا لا
يساوي عشرين ألف درهم فأين المال؟ قلت هو هذا. فقال يا ربيع: امض معه فأعطه أربعة
آلاف درهم وخذ الباقي. قال المؤمل: فوزن لي الربيع من المال أربعة آلاف درهم وأخذ الباقي.
فلما ولي المهدي الخلافة رفعت إليه رقعة فلما قرأها ضحك وأمر برد العشرين ألف درهم
إلى فردت فأخذتها وانصرفت وأنشد نفطويه لابن أميل: [البسيط]
(لا تغضبن على قوم تحبهم ... فليس منك عليهم
ينفع الغضب)
(ولا تخاصمهم يوما وإن ظلموا ... إن الولاة إذا
ما خوصموا غلبوا)
(يا جائرين علينا في حكومتهم ... والجور أقبح ما
يؤتى ويرتكب)
(لسنا إلى غيركم منكم نفر إذا ... جرتم ولكن
إليكم منكم الهرب)
وقال: [الطويل]
(وكم من لئيم ودَّ أني شتمته ... وإن كان شتمي
فيه صابٌ وعلقم)
(وللكف عن شتم اللئيم تكرما ... أضر له من شتمه
حين يشتم)
مات المؤمِّل بن أمِيل في حدود سنة تسعين ومائة.
الاكثر قراءة في تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
