في الحرب العالمية الثانية أبعد كثير من البيوتات الإنكليزية أولادهم من انجلترا إلى كندا لئلا يصيبهم شيء من كوارث الحروب البريطانية، وبعد انتهاء الحرب حينما استعادت البيوتات البريطانية أولادها من كندا لوحظ أن كثيراً من أولئك الأطفال قد أصيبوا بمرض الأعصاب، نتيجة لابتعادهم عن أجواء البيت وبعد دراسة طويلة أقامها علماء النفس لإيجاد مقارنة لهؤلاء الأطفال مع الأطفال الذين بقوا لدى آبائهم وأمهاتهم في انجلترا تحت رحمة الحرب الكونية، إلى أن أخطار الحروب والقنابل في نفس الطفل وشخصيته أقل من خطر الابتعاد عن البيت والحرمان من حنان الأمومة وعطف الأب.

التركيز بالاهتمام العاطفي على الإناث لأن البنت إذا كانت قد أشبعت عاطفيا فسوف تنجح في أداء دورها العاطفي في احتضان الأسرة ورعايتها وتشعر بالاستقرار إضافة إلى نجاحها في الحفاظ على عفتها وعفة زوجها لأن المرأة التي تنخدع بسهولة بكلمات المتطفّلين هي من تفتقر إلى الحنان والعاطفة.. لذلك حث الرسول على الاهتمام بالإناث حيث قال: (من دخل السوق فاشترى تحفة فحملها إلى عياله كان كحامل صدقة إلى قوم محاويج، وليبدأ بالإناث قبل الذكور، فإنه من فرح ابنته، فكأنما اعتق رقبة من ولد إسماعيل (عليه السلام)(1)، وورد عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من عال ثلاث بنات أو ثلاث أخوات وجبت له الجنة، فقيل: يا رسول الله، واثنتين فقال واثنتين فقيل يا رسول الله: وواحدة؟ فقال: وواحدة(2).

وأتى رجل وهو عند النبي (صلى الله عليه وآله)، فأخبر بمولود أصابه، فتغير وجهه فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): مالك؟ فقال: خير، فقال: قل، قال: خرجت والمرأة تمخض فأخبرت أنها جارية فقال النبي (صلى الله عليه وآله): الأرض تقلها والسماء تظلها والله يرزقها وهي ريحانة تشمها(3).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ بحار الانوار: 69:101، ح2.

2ـ الكافي: 606، ح10.

3ـ المصدر السابق: 506، ح5.