تعريف الأمن البيئي

يركز هذا الفصل على العلاقة بين الأمن البيئي والصراع، ويعرض إطار تحليلية التقييم كيفية تأثير الإجهاد البيئي في المواجهات داخل الدولة الواحدة. ويتم اعتماد هذا النهج الضيق نسبية لأن أحد التعريفات المقبولة للأمن البيئي، أي " رفاهية مادية واجتماعية واقتصادية " (4 :2000 King)، هو تعريف واسع نوعا ما وهو بصراحة غير نافع للتخطيط والتحليل المنهجي للصراع. ويقترح هذا التعريف أن الأمن البيئي يحيط بطيف واسع من التفاعلات البشرية - البيئية. وبالتالي، فإن هدفي هو التركيز على تأثيرات الإجهاد البيئي من حيث زعزعة استقرار الدولة والأمن الإقليمي، ودراسة الطريقة التي يؤدي من خلالها إلى الصراع العنيف.

لقد عرض الباحثون عددا من التعريفات المتخصصة للأمن البيئي. وقدم باتس (1994 Butts) أحد هذه التعريفات، والذي يقول فيه إنه ينطوي على قضايا بيئية تقوض استقرار الأنظمة الديمقراطية. وقدم باحثون آخرون تعريفات أكثر شمولا؛ فقد عرف جلين وجوردون وبیریلیت (4 :1998 Glenn, Gordon, and Perelet) الأمن البيئي بأنه مجموعة عوامل تهدد السلام حول العالم، وتشمل انعدام الاستقرار البيئي الذي يضعف السلامة العامة بسبب المخاطر البيئية التي تسببها الطبيعة أو العمليات التي يقوم بها الإنسان بسبب الجهل أو الحوادث أو سوء الإدارة أو التصميم" أما تعريف هومر دیكسون وليفي (196 :2006 Homer-Dixon and Levy) فهو مقتضب، ولكنه يتجاهل الدورات البيئية الطبيعية: «تدمير للبيئة، أو مجموعة الممارسات البشرية التي  تؤدي إلى تدهور البيئة، إلى درجة أنها لا تستطيع تحمل النشاط الاجتماعي أو السياسي أو الاقتصادي العادي.

ولأغراض هذا التحليل، أقترح تعريفة شامة للأمن البيئي، يتسق مع العلاقات بين الناس والحكم والضغوطات البيئية الطبيعية. وأرى الأمن البيئي عملية تشمل تحليل المخاطر البيئية بناء على الروابط المتعددة الجوانب بين العمليات البشرية والطبيعية التي تزعزع استقرار البيئة وتساهم في انعدام الاستقرار أو الصراع. وتشمل المكونات الأساسية للأمن البيئي ما يلي: 1- العمليات البيئية التي تقوض الحكومات وتشجع انعدام الاستقرار، و2- العمليات البيئية التي تثير الصراعات الأهلية.